الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع العربي و التيارات الإسلامية الجديدة

روفيدا كادي هاتان

2012 / 4 / 3
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


كثيرا ما نسمع عن تيارات أو حركات إسلامية في الآونة الأخيرة وهي تأخذ أسماء مختلفة من المتشددين إلى الإصلاحيين إلى الليبراليين الخ , ومع حدوث أي تغيير أو ظهور أي تحرك في داخل البلدان العربية خصوصا يتجدد ظهور التسميات المختلفة المرافقة لكلمة الإسلاميين كنوع من التجديد أو للتفريق بين الفرق الظاهرة على الساحة عموما وربما للخوض في المسميات والمسببات لظهور مثل هذه المصطلحات علينا في البدء العودة إلى الإسلام قبل أن ترافقه هذه المسميات الغريبة وقبل أن تنفرد به جماعات معينة لتجعله حكرا عليها دون غيرها .
فالإسلام كغيره من الأديان السماوية الذي انزل إلى الناس جميعا من غير حصر أو احتكار ومن شروطه حسن العبادة والقلب السليم ولان النبي الذي بعث بالإسلام هو نبي واحد وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولان الكتاب المنزل هو القران الكريم كتاب واحد لا لبس فيه ولأن الأحكام السماوية المنزلة في الإسلام هي واحدة وأركانه معروفة ومحددة فان الدين الإسلامي يبقى دينا واحدا لا مجال فيه للبس أو التحريف أو الاختلاف أما بالنسبة إلى المبادئ السماوية فهي واحدة في جميع الأديان السماوية حيث لا يختلف دين عن دين بالمبادئ أو تعريف لما هو معروف أو منكر وإنما الاختلاف الذي يدرج يكون ضمن الاختلاف في الأعراف والقيم والعادات لا القوانين الدينية المنزلة وخاصة إذا ما قارنا القوانين الموضوعة من قبل البشر ودرجة تشابهها فلا يمكن إباحة القتل أو السرقة أو اخذ حقوق الغير في أي قانون موضوع لأي دولة أو مكان على الأرض وإنما يكون الاختلاف في التطبيق فإذا ما كان هذا وضع القوانين الموضوعة من قبل البشر فما هو حال الأديان السماوية ومصدرها واحد .
وعليه فان الإسلام لا يحتاج إلى تصنيف أو إبتكار أوصاف أو كلمات يندرج تحت مسمياتها وإذا كان البشر اجمع متساوون في الخلق فالمسلمون جميعا متساوون في الحقوق والواجبات الدينية فلم إذا نشأت هذه التيارات الإسلامية ولم هذا الاختلاف بالمسميات ؟ ومن الذي يحدد صفة أي إسلام منها هو المعتدل أو الصحيح وان الذين يندرجون تحت قائمته هم أكثر الناس عدلا وأكثرهم إيمانا ؟ حتى أخذت بعض هذه الفئات هي من تعطي التعاليم وتفسرها وفق مبادئ لم تعرف عن الدين الإسلامي في يوم من الأيام لا وبل ما هو أكثر إذ درج في السنوات الأخيرة عادة التكفير لكل ما هو مخالف بالرأي أو بالفكر إذا ما خرج عن دائرة تفكير هؤلاء الجماعات أو الشرذمة في بعض الأحيان وإذ نتحدث عن دين سماوي فلا مجال للعنف أو التشنج والانحياز به لتظهر تيارات تكفر ثم تيارات أخرى تعتدل فمن الذي يقف وراء هذه الأجندات هل هي أناس يتمتعون بالمنطق الخاطئ أم أجندات تقف وراء مصالح معينة ؟
وللرد على هذه التساؤلات أحب التنويه بان معظم من يقفون خلف هذه التيارات إذا ما تعرفنا إلى ممارساتهم سوف نجدها ابعد ما تكون عن أي دين أو حتى إنها لا تمت بصلة إلى ما يدعون له إذا فما لا يختلف عليه اثنان إن المصلحة السياسية هي من تقف وراء هذه التيارات أولا وهي من تشيع الاختلاف من باب التحشيد وجمع الأتباع وما يحدث على الساحة العربية في بعض الدول خاصة ما هو إلا نتاج تراكم سنوات من عمل هذه الجماعات حتى وان كانت في البداية تأخذ أسماء وأشكالا أخرى فان الشكل النهائي الذي تبلورت به هذه الحركات كان تحت شعارات إسلامية ويبدو بان ذلك أنتج ميل البلدان العربية إلى التزام تغيير في سير شعوبها إذ كانت الحركات في الماضي تدعو إلى الاشتراكية أو الرأسمالية أو القومية أو الانفتاح على الثقافات الأخرى كما إن زيادة التعليم وحركة المثقفين في القرن الماضي كان في البداية هو الطابع المؤثر في هذه الشعوب إلا أن تراجع هذه الدول اقتصاديا والنكبات التي واجهت هذه الشعوب جعلها تتجه إلى اتجاه معاكس قليلا من باب التغيير فاخذ متصيدي الفرص بالتفكير بتيارات جديدة تضم حولها الكثير من الشباب في العالم العربي ونظرا لان استمالة المثقفين خلف أي حركة لا يتم بسهولة أخذت هذه التيارات بجمع البسطاء في العالم العربي ولذلك فان ما يجذب هذه الفئات كان الوازع الديني وهو في المقام الأول كما انه تدريجيا أصبح الحصانة التي تلتف ورائها هذه الجماعات فلا يستطيع احد مناقشة أفكارهم حتى وان كانت مخالفة للدين الإسلامي وهنا ظهر الاختلاف والتنوع إذ أن كل جماعة وضعت مصالحها والغاية المبتغاة لها كشعار أساسي للحركات المتوالدة وبصورة مستمرة فظهرت التيارات المتشددة التي تكفر الجميع ما لم يتبعون ما وضع لهم من قبل هذه الجماعات وليس بتطبيق الشريعة الإسلامية وكمثال تنظيم القاعدة ومن يتبعونه حتى وان كانوا في الخفاء ثم ظهر المعتدلين الذين امسكوا بالعصا من النصف لإرضاء جميع الأطراف بتحليل ما يريده الشارع وتحريم ما يتعارض مع مصالحهم مع إبقاء الصبغة الإسلامية ثم الإسلام الليبرالي وهذا معروف لمحاكاة الدول الغربية وما نشهده في الآونة الأخيرة من ثورات كان الطابع السائد فيها هو الإسلامي وهذا ما نطق به الجميع مع إن اغلب هذه الدول فعلا النظام السائد بها إسلامي فأين الفرق كما إن بعض الإسلاميين الذي تسلموا زمام الأمور لم يبدر منهم أي تصرف أخلاقي أو إنساني أو إسلامي ومع هذا فان طابع الحصانة الذي أضيف إلى هذه الجماعات منعت الجميع من مناقشة هذه الأفعال على الملأ .
ومع ازدياد تواتر هذه الفئات على الدين الإسلامي بدأ اتجاه جديد في هذه المجتمعات يظهر وهو أنت تفكر إذن أنت كافر وهو المبدأ الذي تستند اليه هذه الجماعات أو اغلبها مما اوجد خوفا من إبداء الآراء أو الجهر بها كما جعل من لا ينتمون إلى هذه الفئات ينزوون ويأخذون طريق السلبية والحيادية في هذه المجتمعات لئلا يكون التنكيل من نصيبهم فهل هذه الثورات التي سيطرت هذه الجماعات على مقدراتها ستصادر لتنحصر ضمن فئات معينة أعطوا لأنفسهم الحصانة الدينية لكيلا يمسوا أو تتم مناقشة أرائهم وإذا كانت هذه الجماعات غير متفاهمة فيما بينها وأصبح بعضهم يكفر البعض الأخر فما هو حال المواطن البسيط الذي جعل الإيمان طريقا لإرضاء الله وليس للانزواء وراء جهة معينة أو لتحقيق مكاسب دنيوية وإذا كانت هذه الجهات ترتدي رداء القدسية غير الممسوسة فكيف ستتم محاسبة من يخطئ منهم أم إنهم سيكونون نفس الحاكم الظالم الذي خرجت هذه الثورات لتغييره أي أن هذه الشعوب أصبحت لعبة بيد هؤلاء لتطبيق أجنداتهم ثم إقصائهم عن نيل حقوقهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الإيطالية تعتدي على متظاهرين مؤيدين لفلسطين


.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب




.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا