الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


درس القمة

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2012 / 4 / 20
مواضيع وابحاث سياسية




وأخيراً انعقد مؤتمر القمة العربية داخل عاصمتنا الحبيبة بغداد التي ظلت على مدى سنوات طويلة وهي تصارع الموت جراء احداث العنف الدامية بالتحريض الطائفي من قبل دول الجوار واحزاب عراقية داخل العملية السياسية التي ولدت مشوهة بسبب رموز الارهاب المشتركة فيها . كانت القمة قد نجحت في اعادة العراق ودوره الفاعل داخل الساحة العربية ، خاصة وأن الاعلام العربي والعالمي تناول حدث القمة وعلى المستويات كافة ، وعلى الرغم من ان المواطن العربي يعرف تماماً ان اغلب القمم العربية التي عقدت في السابق لم تات له بالجديد عدا بيانات تقرأ من قبل الروؤساء والملوك إلا ان لا تطبيق يذكر لكل البيانات والتوصيات المنبثقة من تلك المؤتمرات التي تصرف عليها اموال طائلة من ثروات البلد ولو صرفت تلك الاموال على فقراء ذلك البلد لكان افضل !

وبمجرد نجاح القمة داخل بغداد الذي لم يرق لبعض الدول العربية خاصة الخليجية منها التي تساهم بشكل فعال وعلني بالتحريض على العنف داخل العراق وتحديداً المملكة العربية السعودية ودويلة قطر التي اصبحت بين ليلة وضحاها واحدة من الدول المتحكمة بمصير اغلب الشعوب العربية عبر تأجيج النعرات الطائفية هنا وهناك من خلال قناة الجزيرة والتي هي البوق القطري الذي يصل الى كافة انحاء العالم وتقوم تلك القناة والقائمين عليها بتأزيم وتأجيج الكثير من الملفات العالقة داخل اروقة الدول العربية الرازحة تحت وطأة الثورات لتحرير شعوب المنطقة من دكتاتوريات ظلت جاثمة على رقاب الناس منذ عقود طويلة ، لكن الدور القطري كان على طول الخط يشجع على القتل والعنف والتحريض الطائفي ، وكأن تلك الدويلة الصغيرة بمثابة الوصي على العرب جميعاً وبمباركة امريكية اسرائيلية وهذا ما لا تخفيه قطر ، وبدوافع طائفية جاء تمثيلها في مؤتمر القمة العربي الاخير داخل بغداد مخيب للآمال الامر الذي صرح به رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها بأنه جاء تمثيلهم ضعيفاً بسبب تهميش المكون السني العراقي وعدم حل قضية الهاشمي سياسياً !

وفي الوقت الذي يعرف العالم جميعاً ان قضية الهاشمي هي قضية قضائية بحتة ، كما وان الهاشمي الذي مازال هارباً عن مواجهة القضاء قد اثبت التهم الموجهة اليه وأصبح من الصعب عليه تفنيدها خاصة بعد ضربه عرض الحائط لكل الدعوات التي ناشدته بتسليم نفسه للقضاء واثبات براءته ، إلا انه سافر الى قطر بدعوة من شيخها الذي احتال على والده يوماً ما حتى يصبح اميراً للبلاد في واحدة من اسوأ الانقلابات التي عرفها التاريخ الحديث ، ولو كان الانقلاب على شخص غير والده لكان اهون وافضل .
ولعل سفر الهاشمي من اقليم كردستان الى قطر هو بمثابة تحدي كبير لحكومة المالكي خاصة وان المالكي خاطب اقليم كردستان مرات عدة بعدم تهريب الهاشمي ، وكان رد الاقليم عبارة عن فقاعة سياسية اكدوا فيها عن عدم علمهم بسفره ! لكن بالمقابل فأن دولة قطر او المحمية الامريكية الصغيرة المدللة على ما يبدو بالنسبة للامريكان واسرائيل حاولت ان تتدخل بالشأن العراقي وبشكل سافر عبر توجيهها دعوة للسيد الهاشمي المطلوب للعدالة ضمن المادة الرابعة ارهاب ، كما وان تخبطات القائمة العراقية ومطالبها في عقد الاجتماع الوطني المزمع عقده اصبحت خالية الوفاق بعد الانسحابات الكثير والمتتالية منها وبخاصة في محافظات الجنوب العراقي الامر الذي سيجعل من تلك القائمة من دون رصيد جماهيري يذكر سيما وان انتخابات مجالس المحافظات على الابواب .
ولعل التصعيد الاخير ما بين نائب رئيس الوزراء الشهرستاني واتهامه لاقليم كردستان بتهريبه النفط الى ايران وتركيا على خلفية ايقاف تصدير النفط ورد الاقليم على تلك الاتهامات بالمثل يفضح الكثير من الخفايا التي كانوا يتسترون عليها في ما مضى ، وان مجمل هذه الامور والارهاصات التي تمّر بالعملية السياسية داخل وخارج العراق جاءت بسبب نجاح حكومة المالكي في عودة العراق الى الحاضنة العربية من خلال مؤتمر القمة والذي هو عبارة عن واجهة اعلامية كان المستفيد الوحيد منها هو العراق الذي ظل بعيداً عن العرب ، وقطعاً ان اغلب الكتل السياسية المتربصة بالسيد المالكي لا تحب له النجاح وان كان نجاحاً اعلامياً على اقل تقدير ، ولهذا فأن القمة العربية اعطت درساً جديداً للسياسي العراقي الذي راهن على فشلها ، لكنها نجحت !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة