الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقدم أم محقق

طارق الحارس

2012 / 4 / 24
عالم الرياضة


انتابني الشعور بالغضب أكثر من مرة خلال مشاهدتي لمباراة المنتخب العراقي بكرة القدم أمام نظيره الأردني التي جرت في عمان ضمن تصفيات كاس العالم بالرغم من سعادتي الكبيرة بالعرض الرائع الذي قدمه منتخبنا في هذه المباراة وثمر من خلاله الفوز العريض على المنتخب الأردني بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد .
سبب الشعور بالغضب هو معلق المباراة محمد الناصر . لم يكن ذلك بسبب اخفاقه الفني الملحوظ في قضية التعليق بالرغم من عدم قناعتي بانفعالاته غير الحقيقية، وغير المبررة لحالات اللعب التي تحصل أثناء المباراة، فضلا عن اجتهاداته غير الصحيحة في تحليل بعض الحالات التحكيمية، إذ أن ذلك أصبح أمرا واقعا في ظل دخول العديد من أشباهه الى مهنة التعليق على المباريات الكروية حتى وصل الأمر بي الى متابعة بعض المباريات من دون الاستماع الى ضجيجه وضجيج غيره من المعلقين .
السبب كان تكراره بطريقة مثيرة للاشمئزاز والسخرية للمبادرة الرائعة التي أقدم عليها الدكتور عون الخشلوك صاحب القناة التي يعمل فيها هذا المعلق، قناة البغدادية، تلك المبادرة التي تخص تكريم الخشلوك للمنتخب الوطني العراقي بمناسبة فوزه على نظيره الأردني خلال الدقائق الأخيرة من زمن المباراة .
لقد ظل الناصر يشكر الخشلوك على هذه المبادرة مرات ومرات ومرات بطريقة ساذجة، بل متملقة بشكل لا أظن أن الخشلوك يرضاها، أو ينتظرها من موظف يعمل في قناته الفضائية .
تكرر الموقف مرات عدة خلال مشاهداتي البرنامج الرياضي الذي يقدمه على القناة نفسها، لكن في المرة الأخيرة كان وقع الأمر أشد، إذ لم يكن الناصر في هذه الحلقة مقدما سيئا حسب، بل كان محققا أمنيا في نظام من الأنظمة العربية الدكتاتورية .
لقد خرج الناصر في هذه الحلقة عن المألوف في البرامج الرياضية السيئة والجيدة، إذ أن هذه البرامج تستضيف أهل الرياضة من أجل مناقشة قضايا تخص الرياضة وبالتالي فان الأسئلة التي تطرح فيها تتعلق بالمجال الرياضي فلم نشاهد من قبل أن مقدما لبرنامج رياضي يسأل ضيفه الرياضي عن موقفه من الحكومة مثلا، بل أنه كان يحاول افهام الحكومة والمشاهدين بأن هذا الضيف له بعض المواقف السياسية ضد الحكومة .
أما الأغرب من ذلك فهو الايحاء الذي أوصله لتيار ديني بمواقف سابقة لهذا الضيف ضد هذا التيار ليعود بعد ذلك ليخاطب ضيفه بكلمة " رفيق " والايحاء للمشاهدين هنا لا يحتاج الى تعليق فهو محاولة منه لتسقيط هذا الضيف سياسيا .
أما الأسئلة الأخرى فقد كانت شبيه باسئلة تصدر من مفوض في دائرة من دوائر الأمن وطبعا لم تكن لها علاقة بالموضوع الا إذا كانت هناك مصالح للتسقيط الشخصي حاول أن يستغلها الناصر من أجل غايات في نفسه ، أو لتحقيق رغبات مدفوعة الثمن من طرف آخر، وهنا تقع الكارثة، إذ انه استغل برنامجه الرياضي لتحقيق هذا الأمر عبر القناة التي يعمل فيها وهي حالة بعيدة جدا عن أخلاق المهنة الاعلامية، والرسالة الرياضية التي من المفترض أن تقدمها البرامج الرياضية .
لم يكن محمد الناصر مقدما سيئا في هذه الحلقة من برنامجه الرياضي، كما عهدناه دائما، بل كان محققا أمنيا سيئا أيضا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في 70 ثانية رياضة.. فريق ليفربول الإنكليزي يودع ربع نهائي ال


.. حالة غش في ماراثون بكين تلتقطها الكاميرات




.. تحدي الأبطال | حماس لا ينتهي مع بكي ووليد في Fall Guys و Hel


.. دوري أبطال أوروبا.. أربعة متأهلين من بينهم ريال مدريد وباريس




.. نجم ريال مدريد يحتفل بعد الإطاحة بالسيتى مرددا: الله أكبر