الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا عمال العالم اتحدوا

فاطمه قاسم

2012 / 4 / 30
الحركة العمالية والنقابية



اليوم الأول من أيار عيد العمال العالمي حيث ما تزال تتردد في الذاكرة، أصداء ذلك الزمن،الذي ترددت فيه مقولة:

يا عمال العالم اتحدوا

أصداء لا نعرف على وجه التحديد إن كانت قادمة من زمن الذكريات من ذلك المجد القديم ،أم هي انبعاثات لواقع جديد يؤكد أن العمال ،الطبقة العاملة ،هم الذين يصنعون تفاصيل حياة المجتمع ،وهم الذين يدفعون من اضطهادهم ودمهم وفقرهم الثمن .
بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ،إمبراطورية الشر كما سماها النسق الامبريالي العالمي ،أصبح الأول من أيار ،عيد العمال ،بمثابة ذكرى باردة ومثارا للجدل العقيم ،بل ومثار انتقادات قوية ،وسخرية اكثر قسوة،فها هي دكتاتورية البروليتاريا سقطت ،وصروح الاشتراكية تتساقط ،والأعلام الحمراء التي كان يتوسطها رسم الشاكوش والمنجل تظهر على استحياء في ساحات الاحتفالات المتباعدة .والشاحبة اللون
لقد انتصرت الرأسمالية ،قال البعض ،وصلنا إلى نهاية التاريخ ،وقال البعض الآخر ،لا شيء بعد الرأسمالية سوى الرأسمالية نفسها ،وكان المشهد متردي ومؤلما في العالم الثالث أكثر ألف مرة من المشهد في دول العالم الأول والثاني المتقدمة ، في بلاد الفقر، والتنمية المتخلفة، أقيمت المهرجانات احتفالا بسقوط الاشتراكية، وتراجع الطبقة العاملة، ومؤسسات القطاع العام، انتظاراً لأن تمطر السماء ذهباً في عصر الانفتاح، والعالمية، والشركات العابرة القارات، وفوضى حرية الأسواق إلى أقصى مدى مثل هجمةمسعورة، السوق هو الحكم، والربح هو الحافز، ورأس المال الحر هو سيد المواقف جميعهاً.
ولكن الاحتفال الاستعراضي المزركش بالالوان الصاخبة لم يستمر طويلاً، إذ سرعان ما بدأت صورة الرأسمالية تظهر للناس،وبدأت بطرد الملايين من وظائفهم، ومن مواقع العمل، لأن أنبياء الرأسمالية، ومديريها الكبار، وأسواقها المتضخمة في الأرباح الخيالية،
والمضاربات في أسواق الرهن العقاري، والديون التي تفوق حقيقتها بأضعاف مضاعفة والتي عجز أصحابها عن سدادها، تصنع المشهد المأساوي، مشهد الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة، فتتهاوى الأسهم، وترتبك أسواق المال في Wall Street وأقرانه في العواصم الكبرى، وتعلن آلاف البنوك والشركات الكبرى، ومؤسسات الإقراض والائتمان إفلاسها، وتضخ خزائن الدول الكبرى في أميركا وأوروبا واليابان والصين ودول الشرق الاوسط تريليونات من الدولارات لوقف التدهور، ومازال المشوار طويلاً.
مجدداً وجدنا الحراك العمالي،و الطبقة العاملة تستعيد حضورها، هي الضحية نعم، وهي المنقذ في آن واحد، فدورة الاقتصاد لا تدور بدون الطبقة العاملة، والطبقة العاملة لا تستطيع أن تتحمل العبء في وقت الكارثة، بالرغم ان الفيلة ستدوسها في زمن الرخاء، لصالحهم ، وهكذا وجدنا دعاة الحرية الاقتصادية، يطالبون بتدخل الدولة، لا بد من تدخل الدولة، لا بد من أشراك الطبقة العاملة في صلب القرارات، لا بد من سيطرة الدولة على المفاصل الرئيسية في دورة الاقتصاد، وكأن الأناشيد التي أعلنت بمناسبة سقوط الاشتراكية، والفكر الاشتراكي، ومصالح الطبقة العاملة، كأن تلك الأناشيد اختنقت في حلوق أصحابها، وعاد الانبعاث من جديد، تحيا الطبقة العاملة، صانعة الحياة، ويا عمال العالم اتحدوا في عيدكم، في الأول من أيار، اتحدوا ليكون العالم أكثر عدلاً، اتحدوا حتى لا يقضي الجوع على عشرات الملايين، وحتى لا تتحول الشوارع الخلفية البائسة إلى مأوى وحيد للمطرودين من مواقع العمل، وحتى لا ترتفع الأسعار بجنون، وحتى لا يضاف إلى قائمة أصحاب المليارات بضعة أسماء أخرى على حساب عشرات الملايين الذين يقعون دون خط الفقر.
الطبقة العاملة، في ظل التطورات الاخيرة، ، وفي وجود الأزمة المتدحرجة مثل كرة النار، الطبقة العاملة لم تعد مجرد ذكريات من إرث الماضي، بل هي الميلاد المتجدد في حياتنا وزماننا المعاش.


وفي فلسطين فان الطبقة العاملة اليوم، محصنة بالتجربة القاسية، هي الشريك الأول في صناعة الأمل، وفي صناعة المستقبل، نحييها في عيدها، في الأول من أيار، نحييها لأنها ليست عبئاً على أحد، بل هي التي تتحمل العبء وفي نفس الوقت تقدم الحل وتصنع الحياة.
الطبقة العاملة في عيدها، هي قاعدة الشراكة، فنحن في العالم شركاء متساوون، عمالاً وأصحاب عمل، شمال وجنوب، أغنياء وفقراء، وبدون هذه الشراكة يسقط العالم في الفوضى، وتلك هي خلاصة التجربة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. وقفة احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح رئيس منظمة ال


.. عدد المستفيدين من التأمين الصحي الشامل.. #معلومة_ع_السريع




.. مظاهرة بمطار أيرلندي احتجاجا على استخدامه في رحلات عسكرية لإ


.. متظاهرون مناصرون لفلسطين يدعون إلى إضراب في جامعة ميشيغان بس




.. مظاهرة في تل أبيب احتجاجا على حكومة نتنياهو وللمطالبة بإجراء