الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله يتجسد 3 أزمة الصراع بين الدين والعلم من الكهنوت إلى اللوجوس

عصام شعبان عامر

2012 / 5 / 22
العولمة وتطورات العالم المعاصر


كتاب ستيفن هوكنج الجديد THE GRAND DESIGN فجر ذلك الصراع القديم الجديد بين الدين والعلم بين الكهنوت واللوجوس وكل ذلك نتيجة عبارة واحدة تفوه بها عالم كبير كستيفن هوكنج سردها في كتابه وكأنه أطلق النار من الماء حيث كتب " أنه لا نحتاج لوجود خالق لكي نفسر نشأة الكون " وبذلك نكون قد ارتددنا إلى القضية المشكل قضية الإلحاد والإيمان و باستبصار مطلق سنحاول أن نحل اللغز وأن ننزع فتيل الأزمة دون أن نمس مقدسات الكل . فالعلم له محرابه المقدس والدين له محرابه المقدس ونحن هنا لن نتجرأ لهدم أي مقدس بل سنحاول جاهدين أن نوفق بين الطرفين .
أولا :- طبيعة العلم :- العلم يعبر عن الطبيعة وهى ميتة جامدة لا روح لها ولا قلب ليس لديها إرادة ولا اختيار فقط احتمال بل هي أيضا تخضع لمقاييس السببية وملتويات الاحتمالية وكلما ارتقى التفكير الرياضياتى للإنسان كلما أكسبه ذلك معادلات رياضياتية معقده لتفسيره أي شئ في الكون . لا يعترف العلم إلا بالأسباب والمسببات ولا يعترف إلا بالتجربة المدروسة والظواهر المؤكدة للنظرية . فأي نظرية مهما كبرت أو صغرت لا تعتبر نظرية علمية على مقياس العلم إلا إذا خضعت لمقياس التنبؤ بالظواهر وذلك تحديدا ما يثبت صحتها أو خطأها.
ثم إن ذلك التنبؤ مبنى على الاحتمالات إلى ما لانهاية فدائما ما يقودنا الاحتمال إلى ما لانهاية والمالانهاية مصطلح رياضياتي بحت يخبرنا باستحالة الوصول إلى النهاية أو حتى الاقتراب منها .
فبعد أن كنا نظن أن المادة تتكون من أربع مكونات هي (الماء – الهواء – التراب – النار ) قادتنا الاحتمالات بعيدا فالمادة أصبحت تتكون من جزيئات والجزيئات من ذرات و الذرات من إلكترونات وبروتونات ونيترونات والنيترونات والبروتونات من كواركات ولم يعرف على مدى التحديد والنهاية هل الكواركات تتكون من جسيمات أصغر أم لا وهكذا إلى مالا نهاية وهذه هي حتمية التحليل فكلما قمنا بتحليل شئ مهما صغر فلن نصل إلى نهاية وتلك هي معضلة الرياضيات لغة العلم . كيف ؟ الرياضيات ليست موجودة في الواقع بل هي من اختراع العقل البشرى فإما أن تكون مطابقة للواقع وإما أن تكون مجرد خيال نظري " رياضيات بحتة ونظرية " فالمربع والدائرة والمثلث كلها مفاهيم رياضية نظرية بحتة من اختراع العقل البشرى فليس هناك في الواقع ثمة جسم في بعدين فقط حتى ذلك الحبر الذي اكتب به هذا المقال فهو عبارة عن جسم في ثلاثة أبعاد لا يمكن تخيل وجود جسم في الواقع له بعدين حتى لو كان وترا من الطاقة مفتوحا أو مغلقا .
تفترض نظرية الأوتار الفائقة أنه يمكن تفسير كل شئ من المادة والطاقة على انه وتر يهتز فى عشرة أبعاد ثم ما لبث أن أصبحوا احد عشر بعدا ولكن الحقيقة تقول طالما انه وتر مهتز فإن احتمال اهتزازه فى عدد لانهائي من الأبعاد أمرا واردا وطالما كله خيالا رياضياتيا بعيدا عن الواقع الحقيقي والمشاهد إذا كل شئ ممكن خصوصا وأن هذه الأفكار ما زالت فى طور النظرية ليس لها نتائج أو مشاهدات أو تنبؤات تثبتها عمليا حتى الآن لا على المستوى الماكروى ولا على المستوى الميكروى لا على المقياس الكبير ولا حتى على المقياس الصغير إلا أن هذه التصورات الرياضية ستقودنا حتما إلا أننا نعيش فى كون يتألف من غشاء كوني كبير يهتز فتخرج لنا نظرية جديدة هي M.THEORY أو النظرية M حتى صاحب النظرية لا يعرف ماذا تعنى إم ربما جاءت هذه التسمية على خاطره صدفة ولكن هذه التنمية الرياضياتية و التي تلعب فى إطار احد عشر بعدا تقودنا إلى كارثة أنه ربما أن يكون هناك عدد لا نهائي من الأكوان الموازية لكوننا وكلها عبارة عن أغشية كونية تهتز بل وربما نشأ كوننا ذاته من اصطدام واحتكاك بين غشاءين تولد عنه انفجار كبير فنشأ منه كوننا وعلى أساس هذا الاستنتاج وببساطة وضع هوكنج فى كتابه هذه الجملة " نحن لا نحتاج لوجود خالق لكي نفسر نشأة الكون " بهذه البساطة القولية دون عمق فلسفي بل فقط استنتاج رياضي بحت نتيجة معادلات رياضياتية معقدة تلعب فى إطار أحد عشر بعدا فبمجرد أن تضع أول معادلة تنساق ورآها معادلات أخرى وأخرى و أخرى لكي تصل إلى نتائج أخرى وأخرى و أخرى واحتمالات أخرى وأخرى و أخرى تحتاج هي الأخرى إلى معالجات أخرى وأخرى و أخرى فى تعقيد رياضياتي مقيت لا نهاية له ولا أول له .
لقد بدأو خطأ بدأو بالرياضيات وانتهوا إلى رياضيات حتى الآن حتى تاريخ كتابة هذا المقال 9/5/2012 وظلوا يبحثون عن مشاهدات أو تنبؤات أو مظاهر لظواهر تؤيد رياضياتهم النظرية التخيلية .
ولأن الرياضيات المجردة مثلها مثل الطبيعة بلا قلب وبلا روح وبلا إرادة لابد أن ينتهي بهم المطاف إلى حد هذا العبث خمس نسخ من نظرية الأوتار الفائقة FIVE COPYS OF THE SUPER STRING THEORY ونظرية الجاذبية الفائقة SUPER GRAVTATION THEORY والنظرية إم M.THEORY والفرق بين كل تلك النظريات فقط فى بعد واحد فقط هل الأبعاد عشرة أم أحد عشر بعدا وكلها لها هدف واحد أن تصل إلى حلم أينشتاين " نظرية كل شئ " .
ماذا لو حققنا نفس المعادلات فى خمس عشرة بعدا ماذا ستكون النتائج ؟ ماذا لو حققناها فى خمسين أو ستين أو مائة أو ألف بعد كيف سيكون شكل النتائج ؟ إنه حتما سيكون كارثيا !!! لأنها ستكون تخيل رياضياتي لا يمت للواقع بصلة ونستطيع أن نقول أنه ترف علمي لم تثبت صحته حتى الآن .
عندما بدأ أينشتاين عمله العظيم والعبقري بدأ فلسفيا منطلقا من مشاهدات الواقع ونظر رياضياتيا وأثبت عمليا من خلال المشاهدات ما يقول وبقيت بعض القضايا العالقة تحتاج إلى تفسير فى اتجاه نحو نظرية جديدة وانتهى إلى أننا نعيش فى كون يتألف من أربعة أبعاد هي (X,Y,Z,T) فهو إذا يتكلم عن الكون الواقعي الذي تعيش فيه أجسامنا ونشعر به حولنا من خلال مشاهدة الجمادات والحيوات من حولنا فها هي الأبعاد الثلاثة التي نعرفها الطول والعرض والارتفاع و التي من المستحيل أن يتواجد جسيم إلا من خلال تمثيلها عندما أضاف اينشتاين البعد الرابع وهو الزمن T مثل ذلك صدمة آن ذاك رغم أننا نشعر بالزمن فندرك ما الماضي وما الحاضر وما المستقبل ! فماذا بني لنا علماء اليوم ؟ !!!
الانتقال الآني والجزيئي والسفر عبر الزمن ومن خلال الثقوب الدودية والتي تتكلم عنها أفلام الخيال العلمي هي التي دفعت علماء اليوم دفعا نحو بناء هذا الصرح من الخيال الرياضياتى والذي يمثل كهنوتا جديدا باسم العلم والذي من المفترض أن يعبر عن اللوجوس لا عن الكهنوت و بالتالي يصبح لمثل هذا النوع كهنته المتخصصون وتصبح تلك الرياضيات المعقدة كالرموز التي على جدران المعابد لا يعرفها سوى الكهنة و بالتالي تتوقف وظيفية العلم فى النقد ويتوقف تاريخ العلم كله .
هناك مقولة مفادها انك إذ انطلقت من الواقع فقد يقودك الخيال إلى الحقيقة أما أن تنطلق من الخيال فلن تصل إلا إلى السراب الذي تظنه حقيقة وهو وهم .
أما عن كون يتكون من احد عشر بعدا وأعداد لا نهائية من أكوان موازية وأوتار وأغشية كونية تهتز وعند الاصطدام تنتج أكوان أخرى نتيجة الانفجار الذي لا يعرف عنه الإله شيئا وقد يكون كوننا أحد تلك الأكوان التي نشأت نتيجة الاصطدام وبالتالي " لا نحتاج لوجود خالق لتفسير نشأة الكون " فهذا كلام يحتمل الهذيان والهراء .
والسؤال الآن من أوجد أول غشاء كوني و ثاني غشاء كوني لكي يصطدما فينتج عن اصطدامهما أكوان وأكوان أخرى فى عملية متسلسلة لا تنتهي إلا بعدد لا نهائي من الأكوان ؟!!!!!!!!!! فربما وأنا أعكف على كتابة هذا المقال الآن أن يكون هناك ملايين من الأكوان تمت ولادتها وبلايين تم هدمها إذا أخذنا فى الاعتبار نسبية الزمن . لقد عدنا إذا إلى المربع الأول . من اوجد أول غشاء كوني وثاني غشاء كوني ؟ كيف وجدا ؟ ثم كيف احتكا واصطدما ؟ وهل تشبه الاصطدامات المتتالية الاصطدام الأول ؟ثم كيف وجد الغشاء الثاني اللازم لعميلة التصادم ؟ هل انبثق عن الغشاء الأول ؟ كيف إذا ؟ هل من اوجد الغشاء الأول أوجده هكذا من العدم ؟ هل يمكن أن يتولد الغشاء الكوني الأول هكذا من العدم المطلق والخالص دون أن يحتاج فى تفسير وجوده لخالق ؟ وهل الأغشية المتولدة بعده وجدت من العدم الخالص أم أنها تولدت نتيجة الاصطدام ؟ ............الخ كل ما سبق أسئلة جوهرية قدمتها فى محاولة بسيطة للتفلسف لمحاولة الوقوف على حقيقة الأمر .
ولكن بنظرة فلسفية فإن المحاولة البهلوانية للعلميين الملحدين قدمت للدينين الكهنوتيين الخيل والخيلاء على طبق من ذهب .... وكيف لا ؟ إذا أنكر العلميين مجرد إنكار لفظي بأننا لا نحتاج لوجود خالق لكي نفسر نشأة الكون فإنهم من حيث لا يدرون قد قدموا أمرا فى غاية السخافة أيضا حينما حصلوا على عدد لا نهائي من الأكوان الموازية التي من الممكن أن يضع فيها كهنة الإعجاز العلمي ألف وألف و ألف تصور كهنوتي باسم الدين ويكون هذا هو المطب الحقيقي لكلا الكهانتين فى كلا الاتجاهين كيف ذلك ؟
إذا كنا فى عدد لا نهائي من الأكوان فهناك أكوان للجن وأكوان للملائكة وأكوان للجنة وأكوان للنار وأكوان للروح و أكوان للأنفس وأكوان لعالم الذر وأكوان للغيب وكلهم على خط متصل كلى لان كل تلك الأكوان متوازية بل إن الأحد عشر بعدا ممكن أن يتناول كل بعد فيها مخيالا كهنوتيا خاصا على حسب قدرة كاهن الإعجاز العلمي على جذب أكبر عدد من عقول السذج واللعب على أوتار العاطفة الدينية .
وهنا تسقط كل أقنعة الكهانة لأنه وببساطة لو ثبت كل هذا الكهنوت الرياضي المتمثل فى النظريات الغير مثبته حتى الآن فأنه سيكون من غير اللائق أن نفسر الكون من منظور أن له خالق وبهذا يحاجج كهنة الإلحاد كهنة الإيمان وإذا أدعى كهنة الإعجاز العلمي مطابقة العلم للدين و وضعوا فى الأكوان الموازية كل مفاهيمهم الدينية ولم تثبت النظريات تلك فبكل وضوح وصراحة يسقط كل ما تصوره الكل عن العلم والدين ويبقى كليهما(الدين والعلم ) بريئا مما نسب إليهما فها هنا نجد أن الكهنوت الرياضي ارتبط مباشرة بالكهنوت الديني لأن كليهما ينتمي إلى نفس المنهج وهو الخيال .
أما العلم والدين فكلاهما ينطلق من اللوجوس من القانون الأول موجود القوانين ومجود الوجود والموجودات " ففي البدء كان الكلمة " وبهذا الكهنوت ينحرف العلم والدين كليهما عن الحقيقة .
وفى النهاية لو أيدت تجربة هنا أو هناك أو ظاهرة أو تصور أو تنبؤ هذا الكم الهائل من الخيال الرياضياتى المعقد حتما سيطير فرحا كل من شارك فى بناء هذه الخيالات الرياضية ثم ما نلب أن نقع فى كهنوت جديد ولكن هذه المرة باسم العلم وتضل البشرية طريقها مجددا لمدة مئات من السنين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السؤال
عادل فارس ( 2012 / 5 / 23 - 15:04 )
لعلك لست من المؤيدين لهذه النظريات وقد أكون من غير المؤيدين لها أيضاً، لكن النقاش المنطقي لنظريات بهذا الحجم و لأشخاص بأهمية ستيفن هوكينغ في مجال الفيزياء يتطلب منا فهماً أعمق للنظرية دون محولة تقزيمها لهذه الدرجة، لم يكن المجتمع العلمي ليقبل بنظرية بسذاجة المذكور أعلاه حتى للمناقشة... قد تكون هذه النظرية مخطئة لكن كل شيء بين العلم و الدين يعود الى هذا السؤال: العلم و المنطق لا يقبل بأي شيء بدون اثبات أو بناء اساس منطقي للادعاء، ما هو الاثبات على وجود اله في الكون المرئي لدينا الآن؟ و دعني من اله الفراغات رجاء لأنه يصغر شيئاً فشيئاً منذ أن بدأ الانسان الأول باعتبار الرعد هو صوت الاله الغاضب و البرق هو سلاحه حتى صار يجلس في الزاية البعيدة المعتمة التي لم يصلها نور العلم بعد... اتمنى من الكاتب الرد... تحياتي

اخر الافلام

.. الكونغرس الأمريكي يقر مشروع قانون مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا


.. لازاريني: آمل أن تحصل المجموعة الأخيرة من المانحين على الثقة




.. المبعوث الأمريكي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط: على إسرا


.. آرسنال يطارد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي غاب عن خزائنه




.. استمرار أعمال الإنقاذ والإجلاء في -غوانغدونغ- الصينية