الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأربعاء الأخير..

أحمد زكارنه

2012 / 5 / 24
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


لأن البهجة هي التعبير الحقيقي عن الفرح، والفرح عادة بحاجة ماسة إلى القليل من الاسباب والعديد من المسببات مع بعض تسبيبات شديدة الاتقان، قوية المفعول، وجميعها أمور باتت ضربا من الخيال، فإن البعض منا سواء اتكأ على خلفية دينية عقائدية أو فلكية أو حتى اسطورية ولربما سياسية، راح يختار لنفسه ولمن يحب يوماً يعلنه يوم عيد يجد فيه نفسه ومتنفسه.
فنحن إن وقدر لنا الاختيار في ظل هذه الاجواء الملبدة بالعواصف السياسية الساخنة، أقترح أن نختار يوم الاربعاء ليصبحَ عيداً قومياً للمتشائلين في الأرض.
فإن كان أديبنا الراحل إميل حبيبي قال ذات يوم: إن هذه الكلمة المنحوتة من كلمتين: المتشائم والمتفائل، هي بالضبط شيمة عائلتنا، ولذلك سميت بعائلة المتشائل ــ وقصد مجتمعه الصغير البيت، أو الكبير الوطن « فلسطين « ـــ فنحن اليوم نظنها باتت شيمة عائلتنا العربية الكبيرة من المحيط إلى الخليج، وفي كل ايام الاسبوع لا اربعاء فقط.
أما لماذا الاربعاء فلربما لكونه يوما زاخرا بالقصص والأحداث التي تشمل شريحة واسعة من معتقدات الكائنات الحية على اختلاف اجناسها أو سمومها إن صح القول.
فأربعاء الأمس هو أول اربعاء في التاريخ المصري وربما العربي بأكمله وعلى مر العصور، الذي يشهد انتخابات رئاسية يقال: إنها « حرة ونزيهة وديمقراطية», ندعو الله أن يكون اربعاء حرية وعدالة وخير لا اربعاء أخير بحسب الديانة اليزيدية، ولهذه قصة أخرى سنمر عليها ختاما.
هذا فضلاً عن كون اربعاء الأمس الاسبوع الماضي في فلسطين، شهد هو الآخر عودة عيد أدبي افتقدناه طويلا هو « عيد الأربعاء « الذي ارتضاه لنفسه ولنا استاذنا الكبير أحمد دحبور، علماً بأنه لا علم لي مطلقاً بأسباب اختيار استاذنا دحبور لهذا اليوم، لعله يوما يفيدنا كي يزيدنا من الشعر بيتاً.
واربعاء الاسبوع الماضي شهد اداء يمين الحكومة الفلسطينية الفياضية المتفق على اقالتها قبل حتى أن تتسلم مهامها.
هذا الاربعاء العيد الحاضر، الغائب، المنبوذ، المُحْتَضَن؛ والذي نقترحه عيدا قوميا للمتشائلين، يجد فيه البعض صَمَّامَ أمان لأمل قادم، لا أدري تماما إن كان محملا بالانتصارات أم بالمزيد من الخيبات، ولكنه قادم شئنا أم ابينا، سواء أتى عبر الطريق السريع أم بسرعة السلحفاء.. فيما يراه آخرون خازوقاً لا يقلقه الراهن وإنما هو من يجعل من تداعيات الراهن بكل اكاذيبة البينة، مسلمات لا يمكن المس بها.
وبين هذا وذاك، يمكننا سؤال الحمصي – أي ابن مدينة حمص السورية – عما تداول من الشائعات في الاربعاء الأخير، على اعتبار أن يوم الاربعاء من كل أسبوع، يعتبر عيد الحماصنة الرسمي، والشائعة تقول: لا تقترب من حمصي يوم أربعاء، والحماصنة أنفسهم يقولون : اليوم أربعاء فلا تؤاخذونا.
والاربعاء كذلك هي مدينة جزائرية أسسها المستعمرون الفرنسيون سنة 1845، تقع شمالي الجزائر، ويقال إن المستعمر انتهى من تأسيسها يوم الاربعاء، ولذا يمكننا اعتماده عيدا قوميا علنا ننتهي من خيبتنا هذا الاربعاء.
كما أن ليوم الاربعاء أهمية وقدسية خاصة عند اتباع الديانة اليزيدية، واليزيدية هي ديانة اختلف الباحثون في تحديد أصلها ونشأتها وظهورها وحركة تطورها التاريخي، فمنهم من يدعي أن اصلها يرجع إلى الخليفة الاموي يزيد بن معاوية, وهناك من يرى بأنها تنسب إلى يزيد بن انيسة الخارجي, وآخر يقول بان تسميتها جاءت نسبة إلى مدينة يزد الإيرانية، وثالث ورابع وخامس.
ولكن ما يهمنا أنهم يأخذون من يوم الاربعاء عيدا لهم يسمونه عيد « الأربعاء الأحمر».. ما يذكرنا بالبدعة التي تقول: إنه ينزل في كل سنة ثلاثمائة وعشرون ألفاً من البليَّات, وكل ذلك يوم الأربعاء الأخير من شهر صفر، فهل سنعمل بهذه البدعة أم سنعتبره عيداً قومياً نكاية فيما ستنتجه بلية السياسة في الأربعاء الأخير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار