الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرسي وشفيق وجهين لعملة واحدة ..

محمد السعيد أبوسالم
(Mohamed Elsaied Abosalem)

2012 / 5 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الآن وبعد إنتهاء المرحلة الأولى من الإنتخابات الرئاسية المصرية, وإعلان النتائج, التي لا أعرف لماذا تفاجئ بها المرشحين المحسوبين على الثورة -حمدين صباحي وأبوالفتوح وخالد علي_ برغم أننا توقعناها قبل شهور من إنطلاق الإنتخابات, ولكن أوهام المرشحين غلبت على عقولهم وتفكيرهم, فهم إتجهوا ومعهم المؤيدين إلى طريق القضاء على الثورة, وكانت طريقة التسويق لكل مرشح تعتمد على التلاعب بعقول والمهمشين والكادحين والعمال والفلاحين من خلال شعارات فارغة لا يمكن تحقيقها طالما النظام لم يسقط, طالما هناك طبقة برجوازيه تحرك الأحداث لصالحها, وبرامجهم نفسها لم تخرج عن إطار مغازلة البرجوازية وبث الطمأنينة لرجال الأعمال والمستثمرين حتى لا يفقدوا دعمهم .. فحتى نستطيع تحليل الواقع علينا أن نطرح مجموعه من الأسئلة ستصل بنا في نهاية الجواب عنها إلى الحل للخروج من المأزق الحالي ...

1- هل خوض الثوار للإنتخابات الرئاسية كان موقف صائب .؟
علينا ان نتفق جميعاً أننا كنا على علم بأنه سيكون هناك تجاوزات وتزوير من العسكر لصالح النظام حتى يصل مرشح يكون ولاءه الأول والأخير لهم, وبالفعل حدث هذا مع شفيق حين أخرجه قانون العزل السياسي ومن ثم قدم طعن للجنة الإنتخابات لتعيده مره أخرى لقائمه المرشحين, ومستغله دخول الثوار المتشرذم خلف عدد كبير من المرشحين كحمدين وأبو الفتوح وخالد على, وبعد أحداث العباسية التى أظهرها النظام للشارع كونها لصالح أحد المستبعدين من الإنتخابات -حازم أبو اسماعيل- فتهيأ الشارع ليرى أي إعتراض سيكون بعد إعلان النتائج هو لصالح أحد الخاسرين فى السباق, والاستعمال السافر لكلمة "الديمقراطية" كون الشعب إختار وعلى الباقي قبول الأغلبية ورأيهم, يظهر لنا أن التعبئة السلبية من النظام تسير بشكل ممنهج في إتجاه تهيئة الشارع بوعي معين يساعدها على البقاء وكسب تأيد الشارع المسبق لها, فالشارع لديه تقبل أن يُقتل كل من يعترض على النتائج حتى تستقر الأوضاع, وحتى لا ندخل فى حرب أهليه أو تتحقق مخططات خارجية من المريخ لتقسيم مصر .... والآن بعد دخول السواد الأعظم من القوى الثورية للإنتخابات ورضاها بلعبة الديمقراطية التي تفرضها الطبقة البرجوازية وتُقولب الوعي ليساعدها على هذا, فكيف سيرى الشارع الإعتراض إلا كبعض الخاسرين الذين أرادوا المنصب ولكن الأغلبية خذلتهم فيبكون ويلجأون إلى التخريب ... وبالطبع هذه الفكرة مرسخه من شهر تقريباً مع أحداث العباسية, فالواقع يقول أن البديل كان إما إتفاق الثوار على مرشح واحد فقط, أو مقاطعة الإنتخابات نهائياً وعمل تنسيق جبهوي لتوعيه الشارع ومراقبه الإنتخابات دون الدخول فيها, حتى حين نعترض لا نكون متهمين بأننا نسعى إلى العوده للميادين كوننا خسرنا فى الإنتخابات أو ننقلب على رأي الأغلبية المختلف معنا...

2- ما هو الشكل النضالي الذي يمكننا أن نخوضه في المرحلة القادمة .؟
ربما علينا الإعتراف والـتأكيد أن الإخوان أو الفلول كلاهما وجهين لعملة واحده, فلا فرق بين الاثنين سوى شكل الرجعية, فالأول رجعية دينية تريد الهيمنة بإستغلال الدين والآخر رجعية تحافظ على شكل النظام الرأسمالي بصوره الطبقية وعلاقات الأنتاج, والرجعيه الدينية أيضاً هى تطابق النظام القديم ولكن تحت ستار الخطاب الديني -الحلال والحرام- فنخرج من إطار كوننا معارضين إلى كافرين وربما يقام علينا حد الردة ... فى كل الأحوال سنجد أنفسنا في الشارع نهتف بسقوط الرئيس القادم, فشكل النضال من خلال ما ممرنا به فى المحطات السابقة التي تعرضنا لها يظهر إننا سنكون إما أمام حركة إغتيالات موسعه ونزول بالسلاح للإسلام السياسي إذا لم يصل للحكم, أو بمواجهات ميلشيات الأخوان والإسلاميين للثوار في الميادين كما حدث عند البرلمان من قبل فى حالة وصولهم للرئاسة .. فربما سنجد أنفسنا قريباً نقف في مواجه مع الطبقة بشكلها القمعي الجديد الوافق عليه الشارع وسيكون علينا إما أن نعلن الكفاح المسلح, أو نترك الأمر للإسلاميين الذين سيحولوا مصر إلى جحيم وحرب اهليه حتميه فعلاً, فأنا أرى ان التراكمات النضالية لدى الثوار ستقودنا إلى شكل نضالي أكثر ردكاليه, وهذا مقترن بشريحة جديدة تنضم إلى الكتلة الحرجة لتزيد من دفع عجله الوعي ليدرك الجميع كون الثورات ليست بيضاء كما يسوق لها أو سلميه, بل حمراء بلون دماء الشهداء الذين يضحون بدمائهم ويناضلون ويكافحون من أجل التخلص من قيود الإستغلال والاستبداد, ليصبحوا احراراً ..

3- شفيق أم الأخوان لمن أعطى صوتى ..؟
علينا التفكير أولاً في من فيهم الأسهل فى إسقاطه, فالأخوان سيكونوا كقناع كما كان حسنى, سنأخذ وقتاً طويلاً قد يكون سنوات وتضحيات كثيره لنسقطهم لنعود إلى 11 فبراير, ونبدأ من جديد, أما شفيق فهو يعيدنا إلى يوم 25 يناير فقط, سنحتاج إلى وقت قصير وعند سقوطه سيكون النظام سقط هو الآخر, فشفيق ليس قناع, بل هو جزء من النظام وسيحارب النظام بكل قوه ليبق على رأس السلطة .. ولكن علينا المقاطعة التامة, علينا أن نترك الإسلاميين والعسكر يقودان صراعهما, فالطرف الباقي من بعد الصراع سيكون ضعيف وستكون فرصتنا لإستكمال الثورة ....
هناك سيناريو أن يترك العسكر الأخوان ليفوزوا, حتى يقوم الأخوان بتصفية الثورة والثوار, ومن ثم تصبح الفرصة سانحة للعسكر للقضاء على الأخوان, وهذا بكل سهوله, ولكن هذا أمر غير مستبعد..

4- القوى الثوريه إلى أين .؟
علينا أن نقوم بالنقد الذاتي حتى نقف على أخطاءنا ومنها نصحح مسارنا, القوى الثورية الآن تسعى لتصدير رمز للثورة, البعض حمدين والبعض خالد على والبعض أبوالفتوح والبعض البرادعي, وفى الحقيقة أن القوى الثورية لم تتعلم قط من الأخطاء السابقة, كون تشرذمها سيجعلها فريسة سهله للنظام, على الجميع أن يتحد في مجلس رئاسي مدني, يأخذ التأيد من الميادين بدعوة كل المؤيدين للثلاث مرشحين وللدكتور البرادعي, وهنا سنضع المجلس العسكري في مأزق, وسنعيد تنظيم الثوار تحت مظله واحده تجمع ولا تفرق .. هناك للأسف قوى محسوبة على اليسار, ولكنها لا تسعى إلا لتخريب اليسار من الداخل, هي متلونة تتبع الموجه لا تغير فيها ولا تضيف غير زيادة وضع اليسار سوء, وهناك قوى إعتادت على الهتاف والإعتصامات فقط, ولكن بلا عقلنه للعمل الثوري والنضالي, فيضيع كل هذا هباءٍ بسبب الفهم الخاطئ للثورة, وهناك أحزاب ونخب عليها أن تعتزل العمل السياسي فقد عفا عليهم الزمن, وتكاسلت عقولهم عن مجارة حركه الواقع ..

لا أهتم بأي من شفيق أو مرسي للوصول, برغم أنى أميل إلى وصول شفيق لسهوله إسقاطه عن الأخوان المسلمين, لكن لا أحد يمكنه أن يجزم ما هى الصفقة التي يمكن للعسكر أن يقوم بها في الأيام القادمة, ربما يستميل أحد المحسوبين عن الثورة ويُخرج شفيق من السباق ويضعه هو في الإعادة مع الأخوان, حتى يشعل صراعا بين الأخوان والمؤيدين للمرشح, وكون فرصته للإستيلاء على الحكم ... ربما لما لا, فكل شئ ممكن في ظرفنا الحالي وكل شئ ممكن أن تقوم به البرجوازية لتبقى مسيطرة ..
لكن أُذكر الجميع أن شفيق ومرسي متطابقان تماماً والإختلاف هو اللحية فقط ....
أدعو كل القوى الثورية أن تتفق على برنامج واضح المعالم, وتكوين مجلس رئاسي مدني, وهنا سنكون عدنا فعلاً للمسار الصحيح لإستكمال الثورة, فلا الدستور ولا الرئيس هما معاركنا التي تحدد مسار الثورة, معركتنا هي إسقاط نظام لازال قوى ويتلاعب بعقول البسطاء, ونحن لا نقدم لهم بديل ولا نقوم بتوعيتهم بالشكل السليم الذي يجعلنا نكسب تأييدهم مره أخرى, فعلينا أن نكون عقلانيين ثائرين, لا ثائرين فقط .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد