الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برازخ النار/ شعر

عبدالإله الياسري

2012 / 5 / 30
الادب والفن


-1-
كلَّما قلتُ:"سأُلقي تعَبَ العِـذْق ِ،
وأُلقي السعفة الخضراءَ، عن عنقيْ،
وجذعاً.
أتناسى النخلَ،أو أبني بديلاً من سياجٍ أوقفصْ؛
وأسمّي نخلة ًهـذا العمودْ ."؛
جاءني النخلُ’
وألقى رُطـَباً في سلـَّة الروح ِ
وأرخى ظلـَّه فوق جبيني,
ناشراً روحي لسعفٍ فاختـَهْ ؛
ثمَّ حطـَّت فوق شبّاكي عصافيرُ الجليدْ:
"لا يواسيكَ بما أنتَ مُصابٌ،
نهرُ( لورنسَ )،
ولا السروُ,
ولا سربُ النـوارسْ .
أرْجِع ِ التمرَ لنخلِكْ. "
-2-
كلَّما قلتُ:"أُعزّي النفسَ يوماً.
أتناسى الماءَ,أو أبني بديلاً من خيوط الشَّـبَكـهْ،
وأسمّي سِكّةَ ( الِمتْرو) فراتاً،
وأسمّي دجلة ً هذا النفَقْ."؛
جاءني الماءُ،
وألقى موجة ً تحت قميصيْ
ناشرًا روحي لنهـرٍ سَمَكهْ؛
ثمّ حَطّتْ فوق شبَّاكي عصافيرُ الجليدْ:
"لا يواسيكَ بما أنتَ مُصابٌ،
نهرُ( لورنسَ ) ،
ولا السروُ،
ولاسربُ النوارسْ.
أرْجِع ِ التمرَ لنخلِكْ.
أرْجِع ِ الماءَ لنهرِكْ."
-3-
كلَّما حاولتُ أنْ أنشرَ روحيْ
في سماوات الجليدْ،
فوق غابات الحديدْ،
كلما حاولتُ أنْ أصنعَ من هذا الكـَـفَــنْ،
ليَ أهلاً أو وطنْ؛
صفعتني تربتي الأولى،
وقالــتْ:
"عبثاً تهربُ من عمقِ الجذورْ.
عبثاً تدفع في الثلجِ ،وحيداً،
عجلاتٍ لاتدورْ.
عبثاً تبني بديلاً.
عبثاً تبني جسورْ.
ربّما تنمو قريباً،
أو بعيــــــــــــــداً،
بذرةٌ بين القبورْ.
ربّما تدنو الطيورْ.
وهي تنأى."
ثـم حطّت فوق شبَّاكي عصافيرُ الجليدْ:
"لا يواسيكَ ، بما أنتَ مُصابٌ،
نهر ( لورنسَ )،
ولا السروُ،
ولا سرب النوارسْ.
أرْجِع ِ التمرَ لنخلِكْ.
أرْجِع ِ الماءَ لنهرِكْ.
أرْجِع ِ الظلّ لأرضِكْ."
. ..........
. ..........
. ..........

-4-
صحتُ:"آهٍ! من بلادينِ: بلادٍ لم تعُـدْ ليْ,
وبلادٍ لستُ منها "
وهوَى الجسرُ,وشَبّتْ من حُطامي شجَرَهْ.
ثمَّ ألقـتــْـني الدماءْ,
فوق جسر الشهداءْ,
ناثراً صوتي على الطين بذورْ.
مُوصِلاً جمري لأشجارٍ جذورْ.
مُورثـَاً خطوي لطفلٍ زهرةً أو ثَمَرَهْ :
"أيّها الطفلُ الجديدْ
نَجّسَتْـنا جثّـةُ الدنيا ؛فكنْ غسْلاً لماضينا،
وآتينـــا،
ومافينـا.
وكن ْربَّ الجحيـــمْ.
إنطفأنا.
إشـتعل ْعنـّا جميعاً.
أشْعِلِ النخلة َوالنهرينِ والأرضَ ،
وأرْجِعْ تمرَها، ماءَهما ،الظلَّ؛
وأرْجِعْ لعيون الناس عشتارَ،
وللأوجهِ سيماءَ البشَرْ."
ثـمَّ ذابتْ تحت شبَّاكي عصافيرُ الجليدْ ؛
إذ أزاحت قبرَها أمّي ،وضَجَّتْ بالزغاريدِ صباحاً.
طفقتْ بِشْراً تُحنِّي
راحتيــها, وتُغنِّي
لنخيلِ النار ،
مـــاء النار ،
أرضِ النار ِ،
للدنيا – الحريقْ.
لإلـهٍ في الطريقْ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما أوجع ما تكتب
جواد كاظم غلوم ( 2012 / 5 / 31 - 09:05 )
طوبى لك عبد الاله لايهدأ لي بال حتى تصل اليّ لماذا: كتب علينا البكاء كما كتب على رفاق فتوتنا امس أوجعني وضع خلدون الصحي المتردي واليوم انت تلسعني بمرارة تمرك أيكون عذقنا حملا ثقيلا وتضيع حلاوته بين المنافي
ايها البعيد القريب لماذا النحيب فدجلة أبعد مما تظن وملاعب صبانا قد درست وامّحى اثرها


2 - اوجاعنا مشتركة
عبدالإله الياسري ( 2012 / 5 / 31 - 17:57 )
إيه يا استاذ جواد! لم اكن اتوقع أن حزن غربتي غزير الى هذه الدرجة بحيث يرش قلبك بالدمع وانت في قيظ بلاد الرافدين التي عز فيها حتى ماء الشرب ولكني توقعت ان دجلة تصحرت وان التمر صار مرا .البقاء في حياة العراق /أحرق قلبي وضع خلدون الصحي وليتك تؤكد لي عنوانه
دمت سالما مع تحيتي وشكري

اخر الافلام

.. المخرج المغربي جواد غالب يحارب التطرف في فيلمه- أمل - • فران


.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال




.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة


.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية




.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر