الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخوة الاعداء

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2012 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية




في الكثير من المقالات السابقة اكدتُ على أن الاحزاب الكردية وبخاصة حزبي الطالباني والبارزاني ليس في صالحها استقرار الوضع الامني في العراق الامر الذي سيحدد حجمها داخل العملية السياسية وكذلك في الحراك السياسي بأعتبارها اقلية داخل قبة مجلس النواب ، وهذه الاحزاب دائماً ما تعتاش على الخلافات المستمرة ما بين السنة والشيعة ولهذا تجدهم يتحالفون مع الشيعة في العلن ومع السنة في السر ! وللأسف الشديد فأن العرب بسنتهم وشيعتهم كانوا ينصتون دائماً الى هذه الاحزاب وينحنوا لاغلب شروطها التعجيزية التي يفرضونها بأستحقاق قومي كما يدعون وليس باستحقاق انتخابي ! وإذا جاز لهم ذلك فان من الاولى على التركمان والمسيحيين واقليات اخرى ان تفرض استحقاقها القومي ايضاً ، اللعبة مكشوفة للجميع بمجرد استتباب الامن داخل العاصمة بغداد والمدن العراقية الاخرى وان كان نسبياً تذهب الاحزاب الكردية للتفكير بأن قوة العراق واعادة أمنه المفقود سيجعل منهم اقلية ضعيفة داخل قبة البرلمان الامر الذي ستفرض عليهم الكثير من الاستحقاقات التي يتهربون منها وبخاصة تهريبهم للنفط والمنافذ الحدودية والمطارات والدولة التي يتمتعون بها في ظل النظام الفيدرالي والميزانية العملاقة التي يحصلون عليها من نفط البصرة ومحافظات العراق الاخرى . هذا من الجانب الكردي اما الجانب الاخرى الذي تمثله القائمة العراقية والتي تتمتع بحصانة كبيرة من الارهاب التي تقوم به بعد اية اختلاف في سياسة الحكومة ولعل عدنان الدليمي والدايني والجنابي والعشرات غيرهم وصولا الى رأس الافعى والمحرك الفاعل للقوى الارهابية نائب الرئيس العراقي طارق المشهداني الهاشمي الذي اعترف عليه اقرب المقربين من ضباط حمايته والذي هرب الى كردستان في باديء الامر واستقبلته الاحزاب الكردية لتجعل منه ورقة ضغط على حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي وتساومه بكل وقاحة وخسة ! وحين احست الاحزاب الكردية بجدية المالكي في القصاص من هذا الارهابي الذي يشغل منصب كبير داخل الدولة العراقية اعطت له الاشارة في الذهاب الى تركيا ليستقر في حضن اوردغان وهذا الاخير التقت مصالحه مع مصالح الهاشمي والاحزاب الكردية في الكثير من القضايا التي من شأنها اضعاف العراق وتدميره ليتسنى لهم تهريب النفط وقمع حزب العمال الكردستاني وكذلك اسقاط حكومة المالكي التي لا تروق لهم لكون رئيسها من الشيعة ، كما ودخلت السعودية وقطر على الخط لتضغط على الاحزاب الكردية والسنية داخل القائمة العراقية ودفعت لهم الملايين من الدولارات من اجل سحب الثقة عن الحكومة وفي اسرع وقت ممكن ، لكنهم فشلوا في ذلك واصبحوا داخل حلبة للمصارعة من اجل سحب الثقة ، وكلما صعدت هذه القوى من لهجتها اعلامياً يطل علينا عبر خطاب ساذج نائب الرئيس الهارب طارق الهاشمي ليتوعد ويحاول ان يجعل من نفسه ضحية ويعطي موعدا لعودته الى العراق ، لكنه لم يأت ! منتظراً عملية سحب الثقة عن رئيس الوزراء ليقف الاخوة الاعداء بالضد من القضاء واخفاء عملياته الارهابية وتسويتها سياسياً كما فعلوا في الكثير من القضايا الارهابية السابقة التي ذهب ضحيتها مئات اللالاف من ابناء الشعب العراقي ، وبما ان السيد مقتدى الصدر مطلوب للعدالة ايضاً في قضية عبد المجيد الخوئي التقت مصلحته مع الاخوة الاعداء داخل القائمة العراقية وحزب البارزاني الذي كان ينفذ الكثير من القضايا الارهابية بالضد من ابناء شعب كردستان يوم كان صدام حسين يأمره بالتنفيذ !
خلاصة القول ان الاخوة الاعداء فشلوا في القائمة العراقية وفي حزب البارزاني وتيار مقتدى في سحب الثقة ولم يتمكنوا من ذلك لان مشروعهم ليس بوطنياً ، انما هو مشروع لتقاسم الغنائم داخل الدولة العراقية الهشة التي يحاول المالكي ان يبعث في داخلها روح القوة والانفتاح في الشروع لتأسيس مؤسسات حقيقية للدولة ، لكن الاخوة الاعداء له بالمرصاد دائماً . اقرأ المشهد السياسي العراقي بالضبط كما قرأت في السابق ما كتبه الروائي اليوناني الكبير ( نيكوس كازانتزاكي ) في روايته الرائعة الاخوة الاعداء !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير