الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصل البلاء، لا القناع

المناضل-ة

2012 / 6 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أصل البلاء، لا القناع - افتاحية المناضل-ة .عدد 47

عشرات آلاف المتظاهرين شاركوا في المسيرة العمالية الوطنية بالدار البيضاء يوم 27 مايو 2012، بنداء من اتحادين نقابيين، الكنفدرالية و الفيدرالية الديمقراطية للشغل. يدل حجم المشاركة على الاستعداد النضالي لدى القاعدة النقابية، ولدى الشباب المعطل و فئات اجتماعية أخرى متضررة، ويوضح من ثمة دور القيادات في تجميد الحركة النقابية و كبح قواها، و عرقلة قيام جبهة نضال اجتماعي ما أحوج وضع الكادحين إليها.

لماذا لم تبادر هذه القيادات إلى مسيرات من هذا القبيل، و أشكال نضال أخرى منها الإضراب العام، أيام كانت حركة 20 فبراير تحشد آلاف الجماهير المقهورة بمختلف مدن المغرب و قراه من أجل مطالب اجتماعية و سياسية، كان كفاح جماهيري عمالي و شعبي من أجلها سيضع المغرب على طريق تغيير حقيقي شامل وعميق؟

لقد أتت القيادات النقابية حجة ضد نفسها بتنظيم مسيرة 27 مايو، مما يثير الريبة بصدد نوايا تحريكها للساحة النقابية بعد تفويت فرصة تاريخية، فرصة الالتحام مع حركة 20 فبراير و مجل الدينامية الكفاحية التي شهدها المغرب أشهرا عديدة.

هذا ما حدا بالمناضلين العماليين إلى المشاركة في مظاهرة 27 مايو براية المصالح الحقيقية لطبقتهم، بوجه استغلال العمال سياسيا من قبل قيادات متعاونة مع النظام، سواء في تدبير المعضلة الاجتماعية أو تأبيد الاستبداد السياسي (حكم الفرد) المقنع بحكومة واجهة و مؤسسات تمثيلية زائفة.

يدل أيضا حجم المشاركة العمالية على مدى ملائمة الوضع لعمل اليسار المناضل، ومن ثمة الحاجة إلى تنظيم و توحيد تدخله العمالي بمضامين كفاحية متحررة من الضيق النقابوي، ومتمفصلة مع قوى النضال الشعبي الأخرى.

لقد بدأت ورقة توت استبداد دستور 2011 تسقط بمعاينة الكادحين لاستمرار أوضاع القهر الطبقي و الديكتاتورية ذاتها، و بتصعيد الهجمة اجتماعيا و سياسيا، بعد كل حملة التضليل التي أثارها الخوف من حركة 20 فبراير وما أيقظت.

هذا ما يفتح إمكانية تجدد التعبئات الاجتماعية و السياسية في مستوى أرفع. وهذا الصعود المرتقب هو ما تسعى "معارضة" سياسية غير عمالية إلى ركوبه لتفعيل آلية النظام السياسي نحو تناوب بحكومة الواجهة يضمن استمرار نظام الاستبداد و الاستغلال. هذا ما يدل عليه تركيز الاتحاديين الداعين إلى مسيرة 27 مايو على استهداف بن كيران و فريقه الذي ليس إلا قناعا.

ويلات انعدام الديمقراطية، و الأهوال الاجتماعية، وشتى صنوف الاضطهاد، لا تعود إلى بنكيران، بل إلا نظام حكم فردي و نظام اقتصادي تابع للامبريالية. المشكل في دستور يوليوز 2011، و في الخضوع لصندوق النقد الدولي و الاتحاد الأوربي.

بنكيران، وكامل اللعبة السياسية، تمويه لأصل البلاء هذان ليس إلا. ومن يجر الأنظار إلى بنكيران يسهم في تمويه الحقيقة، إنه كذاب.

بسرعة تستنفذ مناورات النظام قدرتها على تأجيل مواجهات طبقية ضارية. حركة 20 فبراير تنتظرها مسؤوليات عظيمة في تعزيز قدرتها على الفعل في الوضع السياسي الجديد.

مناضلو الطبقة العاملة مطالبون بالنهوض بواجب استثمار ملائمة الوضع لتحرير قدرة العمال الكفاحية من أسر القيادات المتعاونة مع نظام الاستبداد و الاستغلال.

ساعة اليسار المناضل تدق من جديد، بقوة أشد.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رداً على روسيا: بولندا تعلن استعدادها لاستضافة نووي الناتو |


.. طهران تهدد بمحو إسرائيل إذا هاجمت الأراضي الإيرانية، فهل يتج




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل بعد مقتل اثنين من عناص


.. 200 يوم على حرب غزة.. ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية | #




.. إسرائيل تخسر وحماس تفشل.. 200 يوم من الدمار والموت والجوع في