الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيس بوك يدمر العلاقات العاطفية والزوجية

طارق محمد حجاج

2012 / 6 / 9
المجتمع المدني



هي لعنة التكنولوجيا التي تلاحق كل من يعيش في عصرنا هذا، هي اللعنة التي لم تقتصر على مستخدمي التكنولوجيا بل تعدتهم لتصيب من ليس لهم صلة بها.
بالكاد لم يبقى شاب أو فتاة في يومنا هذا إلا وله حساب على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، فلا مندوحة عن اهماله أو عدم الاكتراث به، فقد تُوسم بالتخلف والجهل إن لم يكن لك حساب "فيسبوك"، لأنه احتل أهمية كبيرة وبات جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فأصبحنا شبه ملزمين سواء برغبتنا أو دون رغبة للاشتراك به، فهو يُطلب منا كما يُطلب رقم الهاتف، فلا يتصور أحد أن شاباً لا يملك حساب "فيسبوك"، فمع هذا الانتشار الواسع أُجبر السياسيين والفنانين والمشاهير من لاعبي كرة القدم ونجوم السينما وغيرهم للاشتراك به، كي يتواصلوا بشكل مميز ومستمر مع معجبيهم، فهي الوسيلة الوحيدة التي توفر وتحقق ذلك بشكل كبير.
فلا يلزم منك سوى ارسال طلب صداقة لشخص ما للتعرف على أخباره لحظة بلحظة، وتستطيع مراسلته والاطلاع على صوره وبياناته الشخصية إلخ..، فهي وسيلة تعارف مميزة وسريعة تمكنك من التعرف على أكبر عدد ممكن من الاصدقاء من الجنسين من جميع الجنسيات في العالم، فالشباب والفتيات تحتوي صفحاتهم الشخصية على العديد من الاصدقاء من جميع دول العالم، وبفعل متابعة الاحداث التي توفرها منشورات الاصدقاء لحظة بلحظة فإن العلاقات تتطور وتنمو أكثر، وهو ما يزيد من ترابط الاصدقاء مع بعضهم البعض، فكل شخص يستطيع مشاركة اصدقائه بآرائه وتعليقاته على الاحداث والمنشورات الجارية.
لقد فتحت هذه التكنولوجيا الباب على مصراعيه للاختلاط والتعارف بين الذكر والانثى، هذا التعارف الذي يوصف باحترام الآداب والاخلاق العامة وعادات المجتمع، لذلك فلا حرج من التعارف واضافة وقبول الصداقات.
وإن كان الحال يسير بشكل جيد وممتع في فترة ما قبل ارتباط الشاب أو الفتاة، إلا أن الحال لا يستمر بهذه الكيفية والمتعة بعد الارتباط، فتبدأ المشكلات وتندلع المواجهات والمناوشات والتي قد تؤدي إلى القطيعة أو حتى الانفصال الكلي.
إن المشاكل تبدأ في الظهور عندما يؤمن كل من الفتاة والشاب أن وجود أشخاص آخرين من الذكور والاناث في صفحتهما لا يشكل أي خطأ ولا يقلل من الاحترام الذاتي لكليهما، ولا يتعارض مع التربية الإسلامية الصحيحة والسليمة.
فقد تبرر الفتاة لشريكها سواء خطيبها أو زوجها أو حتى حبيبها، أنها وبالرغم من وجود شباب كثر من بين اصدقائها على صفحتها على "الفيسبوك"، إلا انها لا تتعدى معهم حدود الأدب والاحترام في الحديث، وتستطرد قائلة إن علاقاتي بهم لها حدود فهي تقف عند حد معين لا تتعداه، فلم نتقابل ولم نتحدث على الهاتف أو البريد الالكتروني، وبالرغم من ذلك فقد أصر شريكها على أن تقوم بحذف الشباب من صفحتها، إلا أنها رفضت معللة أن صفحتك أيضا بها فتيات كثر، فإذا ما افترضنا جدلا أن الشباب استمع لمطلبها وقام بحذف الفتيات من صفحته الشخصية، إلا أن شريكته لم تنفذ ما اتفقوا عليه، فقد قامت بمسح البعض من الشباب وأبقت على البعض الأخر، معللة أن فيهم من هو في نفس العمل معها إن كانت تعمل، و تبقي على زملاء الدراسة ومن تربت وترعرعت معهم منذ صغرها إلخ، وبذلك تبدأ جولة جديد من المشاكل واختلاف الآراء.
وفي كثير من الاحيان يلجئ البعض إلى العناد في الابقاء على بعض الاشخاص الغير مرغوب بهم، على اساس أنك لن تتحكم بي ولن تملي عليا ما أفعل، وهذه خصوصياتي فطالما لم تشاهد مني أي تجاوز أو خروج عن المألوف في الحديث فليس لك أن تجبرني على حذف هؤلاء الأصدقاء.
إن "الفيسبوك" كارثة اجتماعية بكل المقاييس وبالكاد اجزم أن جميع مشتركي الفيسبوك الذين تربطهم علاقات عاطفية في الدول العربية والإسلامية المحافظة كان الفيسبوك احد أكبر مشاكلهم العاطفية.
ودعوني اخص بالذكر قطاع غزة فالكثير من الفتيات قد دخلوا عالم الفيسبوك وقاموا بإضافة وقبول الصداقات من شباب سواء معروفين أو مجهولين بالنسبة لهم، وللأسف فقد وصل الحد إلى أن الفتاة وبالرغم من احتواء صفحتها على غرباء من الجنس الآخر وتحدثها معهم، إلا انها لا تقوم بحذفهم بعد الارتباط، فأين الحياء وأين العادات والتقاليد الفلسطينية المحافظة، وتعاند بأنها لن تحذف أحد قبل أن يقوم شريكها بحذف صديقاته أولا، وفي كثير من الأحيان ترفض حذف بعض الأشخاص كما سبق وأن ذكرنا سواء أصدقاء العمل أو اصدقاء الدراسة والاقارب وأصدقاء صديقاتها وأزواج صديقاتها.
من العجب والمؤسف في نفس الوقت أن يُقدم شخص على الارتباط ويُبقى على نزواته السابقة، فالمنطق انك عندما تنوي وتستعد للارتباط فعليك أن تتخلى طواعيةً عن جميع صداقاتك الغير شرعية مع الجنس الآخر، لأنك تصبح ملك لشخص معين، والكلام هنا موجه للشاب قبل الفتاة.
أما أن نُبقي على صداقاتنا مع الجنس الآخر ونختلق الاعذار ونوجد المبررات الواهية للإبقاء عليهم، فهذا خطأ ومفسدة ومضرة كبيرة للمجتمع.
فرسالتي لكل شاب وفتاة، في حال ما قررت الارتباط ووجدت في نفسك الاستعداد التام لهذه المرحلة والنقلة الجديدة، فعليك أن تعطيها حقها كي تعيش وتأخذ نعمتها وسعادتها، فبمجرد الارتباط يجب أن تقطع صلتك الغير شرعية حسب الدين الإسلامي بكل معارفك من الجنس الآخر، وتنئ بنفسك عن الشبهات، لأن الرسول الكريم أوصانا بتجنب الشبهات، وكلمة أخيرة أنهي فيها مقالي، (لا تفسد حياتك العاطفية والزوجية لمجرد عنادك أو حبك لموقع تواصل اجتماعي لا ناقة منه ولا جمل).
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ـآالمفسدَ بـوكـْ / كـآرثة ـآالـآمهَ
بشار ( 2012 / 6 / 10 - 02:20 )
بـآتتَ ـآالـآممهَ ـآاليــومَ لـآ يغمضَ لهـآ عينَ ولـآَ يهدآ لهـآ بـآالـ آذآ لــمَ تتعآطىَ ج ــرعهَ ـآالمفسد بـوكَـ وكـآئنههـَ حقنـهـَ تحقنـَ لـآ تغطيـهَ آوقـآت آالفراغَ وتلبيةَ آالرغبـآتَ والشهواتَـ التىَ ليسَ لهـآ ضرورةَ ولـكنَ حريآ بكلَ شاب وفتآة ـآاليوومَ آنَ تعيش وتتعآيشَ فى مرااحلـَ ليسَ مجبرَ آن يعيشهـآَ آصلاَن ولـكنْ آيـنَ هممَ والـلاهَ ـآالـآموورَ آالنـآئمينَ ع آفعـآلـ آبنآئهمَ وزوجـآتههمَ لـآ عجبـآ منَ آمرههمَ آن تكـونَ ـآالع ــآئلهَ كلهـآَ لديهـآ حسـآبَ فيس بوكـَ وكمـآ خصصتَ بذكـر ـآهلـ ( غـ ــزة ) آالذى يتعدىَ عمرهَ آالعشر سنواتـَ عندههَ حسـآبَ فيس وعندهَ بلاك بيرىَ وآى بـآدَ وتآتىَ آن تسآلهَ عن حـآالةَ تلقـآه مهههمومَ وممآ حدَ طـآيلـ زهقـوَ وهموَ آالزلممهـَ وآحنآ بعمروووَ كنـآ آنضلـ آنلفَ بصـآالون لـآ حد ممآ نقعَ وندوخَ ونقـوم نضحكـ ع حـآالنـآ َ .. ~

آشكــركــَ كثيــرآ آخـىْ طـآررقـَ ع موضوعكـ ـآالشيقَ ولمميزَ وبـآركـ آلله فيكـَ ويع ــطيكـ آالفف ع ــآفيههـَ : )

اخر الافلام

.. مراسل الجزيرة: أي غارة إسرائيلية على رفح توقع شهداء وجرحي لت


.. لحظة اعتقال مواطن روسي متهم بتفجير سيارة ضابط سابق قبل أيام




.. واشنطن: طرفا الصراع في السودان ارتكبا جرائم حرب


.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش




.. برنامج الأغذية العالمي: السودان ربما يشهد -أكبر أزمة غذائية