الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل دخلنا المرحلة الاخيرة لحسم الاوضاع في سورية؟

مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)

2012 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



لا شك ولا ريب أنّ الأحداث التي مرت على سورية في الأسابيع الأخيرة قد أخذت تتصاعد من جهتين الأولى جهة الإنتقال من مرحلة سقف الشروط العالية التي بدأ بوضعها على الورق، السياسيّ الأمريكيّ، بالتعاون مع البنت المدلّلة دويلة (إسرائيل!) ليضع الورقة بيد مطايا الخليج، لتتحوّل في هذا السقف العالي إلى مجرّد التشكيك في النوايا السياسيّة لنظام سورية من قبل اللاعبين على ورقة تحطيم سورية الشعب والتأريخ والنظام، ومن جهة أخرى أؤلئك الذين قرأوا ما يدور في سورية على طريقة متحضّرة واعية تفهم التأريخ والوضع السوري بشكل كبير وفهم عال، حيث أقدمت هذه الأصوات على التركيز على حسن النيّة والقدرة المعروفة للسوريين في الصبر والقوة المستمدّة من مشروعية الدفاع عن المباديء التي يؤمنون بها وهي المباديء الإنسانيّة المعروفة لكلّ من له أذن واعية! فالسلام والعدل لا ينفصلان أبداً. لذلك ترى كلّ القوى الوطنية والإنسانيّة في التوجّه قد قرأت الحسم لصالح النظام والشعب رغم أنّنا لا نؤمن بأنّ النظام مهما كان لا يمكن أن يستمر دون المدّ الجماهيريّ الصائب.
لقد قلنا وأكّدنا إلى أنّ الحسم سيكون بإتّجاه القضاء على الإستبداد الذي جاءت به الولايات المتحدة الأمريكيّة إلى المنطقة وقد سبقتها في إستبدادها هذا، بريطانيا التي أسّست هذا الكيان اللقيط في فلسطين. والذي كان ومازال يمثّل السرطان الذي ينخر في جسد الأمّة والمجتمعات على الأنطقة كلّها من سياسة وإقتصاد وفكر وتربية وأخلاق وغيرها. فلا يستطيع المخطط الشيطانيّ أن يجلس هادئا دون أن يحرّك بيادقه في المنطقة من مطايا الخليج والأنظمة العميلة له للمشاركة في تدمير الأهداف السامية للأمّة ولشعوبها.
لقد أشارت كلّ التقارير والوقائع إلى أنّ الحسم لصفحة هذا المخطط الشيطانيّ على سورية في مراحله النهائية إن لم يكن في مرحلته الأخيرة. حيث أريد تدمير البلد على الطريقة الليبيّة ففشلوا وأرادوا تدمير سورية على الطريقة اليمنيّة ففشلوا ثمّ أرادوا التدمير على طرق واضحة في التدمير بالتصريح العلنيّ إلى أنّ الحرب هي لنصرة طائفة إسلاميّة أو مسيحيّة ضدّ أخرى(ديدن التفرقة التي سارت عليها خطط السياسة البريطانيّة السابقة!) ففشلوا!
تصور أنّ الولايات المتحدة والسائرين على طريقها يريدون نصرة فئة مسلمة أو مسيحيّة!
وهل يفهم هؤلاء معنى الدين أو الأخلاق من فعل الأفاعيل في العراق وأفغانستان والصومال وغيرها من البلدان؟!
فها هي الإنقسامات في مجلس إسطنبول الذي أسّسته وساهمت في رفده بكلّ أسباب الإستمرار مطايا الخليج وتركيا ومن ورائهم إسرائيل والولايات المتحدة، أقول أخذت هذه الإنقسامات تأكل وتنخر في هذا المجلس الذي دخله الداخلون من أجل تقسيم الكعكة السوريّة! وإذا بهم يقسّمون هم أنفسهم وبقيت سورية! وهذه مجاميع مطايا الخليج تتطاحن من أجل حفنة نفط أو أرض أو مصالح ضيّقة. فبدأت الخلافات بين الإمارات وقطر وبين الإمارات والسعوديّة والبحرين وقطر وهكذا ستأكل الإنقسامات ما تبقّى مما يسمّى بمجلس التعاون الخليجيّ الذي لم يظهر من التعاون إلّا إسمه.
لقد أشارت الأحداث السياسيّة المستمرّة إلى أنّ الوضع الأمنيّ في سورية بات في قبضة النظام بشكل كبير والوضع الإقتصاديّ بدأ يتعافى إلى درجة كبيرة مع صعود جديد لليرة السوريّة مقابل الدولار، وعجلة إعادة البناء في دوران جيّد لإعادة ما خرّبه الإرهاب.
لقد صرّحت عدّة مصادر أوروبيّة وأمريكيّة إلى أنّ الأمر سار في خطى غير تلك التي أرادها أرباب التخريب للمنطقة. حيث أرادت وتريد بعض دول الإتحاد الأوروبيّ ومن ورائها الولايات المتحدة في حسم الأمر سريعاً في سورية للخوف الكبير الذي ينتابهم من تصريح الرئيس السوريّ أنّ يقوم العسكر الراغبين في حسم الأمر سريعاً خلال ساعات لتنهي هذه المهزلة التي كانت أدواتها أخبث ممّا يتصوّر أرباب التخطيط الدنيء! يرى المرء في تصريحات الرئيس السوري الكثير من الإيجابيّة التي يريد فيها إعطاء الضوء الأخير والفرصة التي ربّما تكون الأخيرة للمعارضة المسلّحة لإلقاء السلاح والكفّ عن لعبة لا مجال فيها للحسم الأمريكيّ الصهيونيّ في أيّ حال. يؤكّده تصريح فلاديمير بوتين الرئيس الروسيّ الذي يرى بعيداً مصالح روسيا يتهددّها التوسّع الأمريكيّ العسكريّ والإستخباريّ في تركيا وشمال العراق وفي قواعد عديدة في المنطقة التي باتت مكشوفة لدرجة كبيرة.
إنّ التوجّه الروسيّ توجّه ناجح في الإطار السياسيّ الخاصّ بالمنطقة، رغم مصلحة البلد العليا إلاّ أنّه توجّه رفيع لا تنقصه حكمة سياسيّ بارع يريد لبلده النجاة والتقدّم لحفاظه على وجوده في منطقة حيويّة هي منطقة الشرق الأوسط.
لامجال بعد الآن لصبر الصابرين! فقد أزفت ساعة التصدّي لمشروع الأمركة والصهينة في سورية وفي المنطقة وإستغلال الفرصة المهمة بل الأهمّ في التصدّي لهذا المشروع الشيطانيّ الذي سيكون في القضاء عليه ساعة الخلاص لكثير من المضطهَدين والمظلومين في المنطقة. لا محال هي ساعة الساعات، وسنشهد القادم الأبيض بعد أن لوّثه المجرمون من مطايا الخليج ومن ورائهم بلون الدم الذي لم يشبعهم في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان. لا نريد للشعوب إلاّ الخير العميم ولكن لا عل الطريقة الأمريكيّة التي باتت معروفة، تخريب الدولة وتركها إلى الفوضى لتمرّر ما تريد من سياسات في أماكن أخرى، بحجّة الديمقراطيّة! وما الديمقراطيّة المزعومة إلاّ تمزيق للممزّق وتقسيم للمقسّم لتسلم الدويلة اللقيطة من جيوش تواجهها في المعركة القادمة التي يراد لها أن تكون في أراض بعيدة عن هذه الدويلة كي لا تستنزف من جديد ويشتّت ذلك الشعب اللملوم ويعود من حيث جاء! فحرب العام 2006 كانت تجربة مرّة لهذا الكيان من جوانب كثيرة ومنها هذا الجانب.
الخير كلّ الخير في القادم من الأيّام رغم مرارات النزف الأليم الذي بات سلاح الإرهاب الوحيد الذي يعتاش على دم الأبرياء والمظلومين. حقّاً إنّ الإرهاب هذا دراكولا اليوم!
والعود أحمد مع القادم!
د.مؤيد الحسيني العابد
Mouaiyad Alabed








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار