الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشخصية العراقية ..............هل من مخرج ....؟

صباح محمد أمين

2012 / 6 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


o ان نهضة الدول الغربية والأوربية في القرون الاخيرة لا تقر الى صناعاتهاوعولمتها فحسب بل الى قدرة شعوبها على السير في طريق المستقبل ، وهي قدرة مستمدة من تمرس شعوبها بعملية التطور ،هذه العملية جعلت نشؤ الديمقراطية في حيز الإمكان ، فالديمقراطية هي من من ابرز القوى التي تفجر عنها العالم الجديد، وذلك لأن إنسان العالم الجديد كان اكثر استعداداً لتقبلها مما مضى من سالف عصوره واذا ما علمنا انها هي والثورة الصناعية توأمان تبين لنا أي جبروت كانا يملكانه لدك معالم التقاليد وتغيير وجه المجتمع تغييرا يستحيل بعده العودة الى ماكان عليه فيما مضى او دونه من التخلف والخراب
إن الشرائع والمؤسسات وليدة الظروف كيما أنها وليدة نفسية الشعوب ،وإذن علينا أن ننظر من تراث المواطن ومن عقله ،فالواقع العراقي وجغرافيته وتعددية قومياته يحدو بنا الى إعتبار مواطنيه رفقاء ،. غير أن سلوك ونفسية المواطن العراقي نتيجة تصدعهما بوابل الكوارث وسطوة الحكام منذ تكوين الدولة العراقية أثرا تأثيراً سلبيا في نهضةالبلاد،حيث إنصرف الناس عن المعرفة والرضوخ لفعل التقلب في الأنظمة المستبدةالى ان بات الفرد العراقي يحكم على الاشياء مستمداً من النفع والحيازة ، كما ان إدارة البلد وسياساتها كانتا فناً رخيصا تتمرسه جوقة نشزة وسلطوية تتغنى بها الشعوب العراقية بوتيرة واحدة تمجد بها الشخصيات الكارزمية الحاكمة
واليوم يتطلب من الدولة العراقية ان تبذل جهدا لإيجاد الطريقة المثلى لتغيير الواقع النفسي والسيكولوجي لشعبنا الذي حقن بجرعات الضغينة سواء ان كانت مذهبية او قومية ، كما لابد من دروس ٌللمثل والأخلاق والإنسانية وتدارك منطق المساواة وتفهم ان الطبيعة قد أوجدت الناس على اختلاف من مظاهر الجسد وقوى العقل والاتجاهات ، وان يعي مبدأ تعامل البشر بالتساوي خلافاً للمبدأ القائل (( يتساوى البشر ))كما على الشعب ان يعي أن هناك حكمة مجربة لتقدم الإنسانية وهي
(( عش ودع سواك يعيش ))
علينا ان نعي أن واجب الإنسان هو أولا نمو ضميره و وجدانه قبل وطنه فهي حقيقة تتجلى للعقل الحر ، فنهضة الديمقراطية محكومة بإستيقاظ وجدان الشعب وضميره ......
من هنا لابد التطرق الى ثنائيات اخرى في الطبيعة الخلقية للفرد العراقي غير الانحياز للطائفة أو دين أو قومية ،هناك ثنائية مخيفة ولدت مع الفرد العراقي فهو داعيٍ للإصلاح ومخرب للبلاد في آن واحد ولايخفي عليكم سيرة وسلوك الكثيرين منذ يوم السقوط ودخول المحتل لعراق . فالسلوكيات تلك كانت وتكون لها أثر كبير لبناء الحياة كما لها أثرٌ بعيد للقيم ووضع منهجية الاخلاق وإذا ما أدركنا ذلك ظهر لنا بأعلى بيان ما أشتمل عليه. الخُلق العراقي من فضائل وشرور ، وعدم التحفظ في القول بل التشبث بمعالجة الامور كيفما إتفق ،والسعي وراء الحل القمعي الأوسط ...ومن ثم التحيز لقرارات الحكم والانصياع لها دون التقيد بالدستور
أضيف لطرحي هذا تلك السجية التي قولبتها الأنظمة المتتالية ، هي ما إنطوت عليه شخصية مزدوجة بين القبول والرفض ومابين الحب والكراهية ، والإباءة والخنوع ،ادهش وامقت حالة لتلك الازدواجية الا هي تمني الزوال للآخر والبكاء على فراقه ( المعنى مقصود تحديدا )
كل هذه الصراعات واجهتها البشرية العراقية وحارت بالتصنيف عندها !
فهي ان حاولت القبول في سبيل حالة فضلى ، إقتصى لذلك إتباع سبيل الاستبداد والظلم والتعصب ،وإن حاول بتلميحة رفض فحسب في سبيل حالة إنسانية إقتصى ان يتبع عليه كل أساليب القمع والفناء
أن فأين المخرج ؟
الا نرى ان المثل العليا والقيم الانسانية تظل مستحيلة التطبيق في عراقنا المحترق والمبؤ بالأمراض ..... فمن هنا أدعو كل القوى النيرة التفكير والهادفة الى سمو الانسانية بوضع الترسيمات لإيجاد الحل لبنية العراقية قبل التحدث عن الديمقراطية









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مجرد رأي
ماجدة منصور ( 2012 / 6 / 18 - 01:46 )
سيدي الكاتب : قلت ما يلي
من هنا لابد التطرق الى ثنائيات أخرى في الطبيعة الخلقية للفرد العراقي .0
ليس الفرد العراقي فقط هو من يعاني من ثنائية في شخصيته بل إن الفرد المسلم في كل أنحاء العالم يعاني من ثنائية مكشوفة في شخصيته و أعتقد أن السبب هو أن تعاليم الدين الإسلامي هي السبب فإذا كنّا و منذ صغرنا قد زُرِع في وعينا أن الله رحيم..ثم ينقلب مزاج الهنا فجأة كي يصبح شديد العقاب..اذا كان الهنا الإبراهيمي ذات نفسه يعاني من ثنائية شديدة و متنافرة فما بالك اذا عانينا نحن من هذه الثنائية و هذا التناقض؟؟
لك احترامي


2 - واجب مزدوج
إحسان الفرج ( 2012 / 6 / 18 - 20:18 )
يبدو جليآ المعنى العام من هذه المقالة القيمة للكاتبة صباح محمد أمين , وهو تحديد وحصر الأزمة العراقية عبر كل الفترات , وليس لهذه الفترة الحالية فقط , بأن مسببها الرئيسي يعود الى الأسس النفسية التي تم بناء وتكوين الشخصية العراقية بموجبها وبموجبها أيضآ يتصرف الفرد العراقي حاكمآ أو محكومآ.. مواطنآ أو مسؤولآ , فلا يخفى أن الفرد العراقي المحكوم ( ورغم مظلوميته ) فأنه سيتصرف بالضبط كما يتصرف الحاكم ( كظالم ) إن إتيحت له الفرصة وصار حاكم , لأن العقلية واحدة في الحالتين....!!! إن لب هذه المقالة هو الواجب المزدوج الملقى على الجانب الرسمي المتمثل بالحكومة والجهات الأعلامية من جهة , وعلى المواطن العراقي المتمثل بالوعي الشعبي الجمعي من جهة أخرى , للأرتقاء بالشخصية العراقية ثقافة وعملأ وتحصيلآ للتخلص من هذه الأشكالية والأزدواجية للوصول الى بر الأمان واللحاق بالركب الأنساني الذي يسمو على الأنانية والتخندق والتذبذب في المبادئ والتعامل المتناقض في ذات الوقت...!! وخلاف ذلك سيبقى العراق يرزح طويلأ تحت هذا الأحتراب الذي لا ينتهي , مادامت العقلية العراقية يحكمها هذا الأحتراب أصلأ.....!!!1

اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص