الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى الثوار الأغبياء: الجزاء من جنس العمل !

كريم عامر

2012 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


أشعر بالحزن والأسى الشديد عندما أجد بعض من يسمون أنفسهم بـ " الثوار " يهاجمون بكل عنف وحدة من وقف معهم وساندهم فى وقت تخلى فيه عنهم الجميع .
هل تذكرون نائب دائرة قصر النيل السابق الدكتور محمد أبو حامد شديد شاهين ، الذى وقف داخل مجلس الشعب الذى كانت تسيطر عليه أغلبية إخوانية سلفية ليفضح تواطىء السلطة التشريعية مع وزارة الداخلية والمجلس العسكرى ، ويرفع دليل إدانة الداخلية التى أطلقت الخرطوش على المتظاهرين عاليا داخل المجلس ؟؟!! هل تذكرون رد فعل نواب الإخوان والسلفيين الذين هاجموه بعنف وشراسة متوقعه ؟؟ وأيضا .. هل تذكرون موقف الثوار فى هذه الأيام عندما أشادوا بموقف أبو حامد ونددوا بما يفعله نواب الإخوان وخرجوا فى مظاهرات معارضة لتواطؤ الإخوان مع الداخليه ومشاركتها بالصمت والسلبية عن قتل المتظاهرين ؟؟!!!
نفس هؤلاء " الثوار " تغيرت مواقفهم مائة وثمانون درجة عندما فضل هذا النائب - الذى أحترمه وأقدره وأجله رغم إختلافى معه فى كثير من الأمور - أن يتخذ موقفا موافقا لأفكاره وقناعاته بدعم الفريق أحمد شفيق فى إنتخابات رئاسة الجمهورية فى مواجهة مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسى ، بالطبع ليس من المنطقى أن ننتظر من الدكتور أبو حامد الذى يعرف الإخوان جيدا بحكم زمالته لهم تحت قبة البرلمان أن يمنح صوته لمرشح منهم وهم الذين شاركوا بالصمت على قتل المتظاهرين فى شارع محمد محمود وفى شارع القصر العينى أمام مجلس الوزراء ، ولكن اللامنطقى فى الأمر أن يمنح هؤلاء الثوار أصواتهم لرئيس حزب الحرية والعدالة الذى شارك نوابه فى مهزلة الصمت على جرائم الداخلية بحقهم ، واتهموهم بتعاطى المخدرات ، وممارسة الجنس داخل خيام الإعتصام ، ولكن هذا ما حدث ، أصوات من يسمون بالثوار - وبعضهم أصيب تحت سمع وبصر الإخوان المسلمين فى محمد محمود وفى القصر العينى - ذهبت - عن طيب خاطر - إلى محمد مرسى لترجح كفته أمام شفيق ، هذا بالطبع إن إستبعدنا صحة ما يثار الآن عن تعديل النتائج فى اللحظات الأخيرة لتلافى تنفيذ الإخوان لتهديدهم بإحراق الأخضر واليابس .
هؤلاء الثوار يشنون الآن أبشع هجوم على أبو حامد الذى لم يدخر وسعا فى التضامن معهم والدفاع عنهم أمام برلمان العار ، برلمان قندهار المنحل ، فى وقت لم يكن تحت القبة الكثير ممن يصح أن نسميهم بـ " النواب المحترمين " ، وقف أبو حامد وحيدا أمام طوفان عارم من الهمجية تمثل فى ردود فعل النواب السلفيين والإخوان داخل المجلس الذين لم يدخروا وسعا فى التشهير به ومحاولة تشويهه ، وقف ليدافع عن ما يراه حقا وعدلا فى مواجهة السلفيين والاخوان الذين باعوا الثورة والثوار فى سبيل نيل بعض المكاسب السياسية الزائفة .
كانت النتيجة الغير منطقية أن وضع الثوار الأغبياء أياديهم فى أيدى أعدائهم الذين طعنوهم بكل عنف وقسوة فى ظهورهم ، إتفقوا سويا على تشويه هذا الإنسان الشريف الذى لجأ لضميره فى لحظات غيب فيها هؤلاء الهمج ضمائرهم لصالح مصالحهم الخاصة الضيقة .
قد أجد نفسى أحيانا ألتمس العذر للأغبياء والمغفلين والمتأخرين عقليا ، لكنى لا أستطيع أن ألتمس أى عذر لناكرى الجميل الذين يتناسون سريعا من وقفوا بجانبهم وخاطروا من أجلهم ، وللأسف فإن كثير من الثوار يتمتعون بهذه الخصلة الرديئة ، بل إن بعضهم يمتلك ذاكرة قصيرة المدى لا تسعفه كى يتذكر من كان معه بالأمس ومن كان ضده لتجدهم يعقدون تحالفات لا تتفق وأهدافهم المعلنة ومطالبهم المشروعة ، ولا تتفق حتى مع طبائع الأمور وتطورات الأحداث .
جماعة الإخوان المسلمون التى باعت الثوار للداخلية وللمجلس العسكرى منذ الإستفتاء على التعديلات الدستورية ، ووصمهم المحسوبين عليها بأبشع النعوت والأوصاف ، وأيدوا قتلهم دهسا بالمدرعات ورميا بالرصاص فى ماسبيرو ومحمد محمود وفى شارع القصر العينى ، تحولت وبقدرة قادر إلى واحدة من القوى الثورية التى يدعم هؤلاء الثوار الأغبياء مرشحها فى إنتخابات الرئاسة ويحتفلون بنجاحه فى ميدان التحرير ومختلف الميادين المصرية .
معشر الثوار : أكره غبائكم وأشفق عليكم فى الوقت ذاته من مصير أسود ستلقونه - حتما - على يد هؤلاء المجرمين الذين منحتموهم أصواتكم عن طيب خاطر لنقائكم الزائد عن الحد الذى أخشى أن يؤدى بكم فى نهاية المطاف إلى غياهب السجون وأعواد المشانق كما حدث مع رفاق لكم آخرين وثقوا فى جماعات مشابهة وساعدوها قبل ثلاثين عاما على الوصول إلى السلطة فى إيران ، وكلكم يعرف كيف إنتهى بهم الحال .
عاندتم وهذه هى نتيجة عنادكم ، رئيس لا ينتظر منه أى خير ، فالخلفية التى أتى منها مشبعة بثقافة السمع والطاعه والأمر والنهى ، الجذور الفكرية والثقافية لجماعته تعتمد على اقصاء المختلفين وقمعهم ، جماعته تورطت فى الماضى فى سفك دماء مدنيين أبرياء لمجرد الإختلاف ، أصولها الفكرية لم تتعدل ولم تتغير ، وأنتم ساعدتموها على تحقيق أحلامها القديمة بالسيطرة على مصر وتحويلها إلى مجرد إمارة تابعة لدولة الخلافة الإسلامية .
ستعضون غدا أصابع الندم .. وستبكون كما بكى أبو عبدالله الصغير وهو يتطلع خلفه إلى قصر الحمراء فى غرناطه ، لن ينفعكم الندم وأنتم تساقون إلى السجون أو أعواد المشانق أو وأنتم مطاردون فى المنافى ، ستبكون وتندمون على تلك اللحظة التى سلمتم فيها رقابكم للإخوان المجرمين الذين لن يرحموكم ، ولن يحفظوا لكم جميلكم الذى أوصلهم إلى سدة الحكم ، كما لم تحفظوا الجميل لمن دافع عنكم وواجه وحده المنافقين والأفاقين الذين كانوا يجلسون تحت قبة المجلس المنحل .
لا تلوموا الإخوان وقتها على صنيعهم بكم .. فالجزاء من جنس العمل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم الثورة تقول...
نور ساطع ( 2012 / 6 / 26 - 00:52 )


يا قارئ كتابي ابكي على شبابي

بالأمس كنت حيا واليوم تحت التراب

والبقية بحياتكم الباقية حيث لاينفع الندم

اخر الافلام

.. قبل عمليتها البرية المحتملة في رفح: إسرائيل تحشد وحدتين إضاف


.. -بيتزا المنسف- تثير سجالا بين الأردنيين




.. أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط


.. سفينة التجسس بهشاد كلمة السر لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر




.. صراع شامل بين إسرائيل وحزب الله على الأبواب.. من يملك مفاتيح