الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوق الشعر في باريس، رسالة حب وسلام

رابحة مجيد الناشئ

2012 / 6 / 28
الادب والفن



مثل كل عام ومنذ إنشائه سنة 1983 بمبادرة من الناشر ميشَل پلاس
يحتفي سوق الشعر في پاريس وتحديداً في ساحة سان سولپيس، بالشعر والشعراء في
مهرجان كبير يستمر لأربعة أيام احتفالية.

من جملة الأهداف المرسومة لهذا المهرجان:

♦ إعطاء الشعر والشعراء المكان اللائق الحقيقي في المجتمع، وتمكين الشعر من
الوصول إلى الجمهور الواسع، والعمل على أن يكون الشعر ممثلاً تمثيلاً كافياً في المكتبات
ودور الثقافة والتربية والتعليم.

♦ الدفاع عن النتاجات الأدبية الإبداعية وعن التراث الأدبي الفرنسي والعالمي.

ويعتبر هذا المهرجان أهم وأكبر تجمع لدور النشر في فرنسا وفي أورپا.

في هذا العام 550 دار نشر من فرنسا ومن العالم حضرت هذا المهرجان، لغرض عرض
الكتب والمجلات والاحتكاك المباشر مع الجمهور.

حضر هذا الاحتفال جمهور غفير أضاف جمالاً آخر للمهرجان.

المتجول في ساحة سان سولپيس الجميلة المزدانة بالحيوية والجمال يشهد عرضاً للأشعار
الفرنسية والعالمية، مهما كان تعبيرها ( مرئياً، صوتياً... )، ومهما كان تأثرها (غنائي،
سريالي، رمزي... ).

لقاءات مع الشعراء الذين يأتون لتوقيع مجموعاتهم الشعرية تحت خيمات دور النشر، والذين
وصل عددهم هذا العام إلى 200 شاعر.

قراءات شعرية، مشاهد مسرحية، حفلات موسيقية غنائية، موائد مستديرة ونقاشات حول
صحة ومستقبل نشر الشعر، في جوٍ من الغبطة والابتهاج طيلة الأيام الأربعة للاحتفال من
(14 ـ17 ) حزيران.

ومن ضمن فعاليات المهرجان الأساسية، استضافة شعراء من دول أخرى، كما كان
الحال في السنوات السابقة، فعلى سبيل المثال استضاف المهرجان الشعر الپولوني في سنة
2009 وأحتفى بالشاعر محمود درويش من خلال قراءات بعض قصائده وتحليل مسيرته
الشعرية خلال أيام المهرجان. وفي سنة 2010 حل الشعر الكتالوني في مختلف مراحله
وتطوره ضيف شرف على المهرجان. أما في هذه السنة 2012 ، وفي دورته الثلاثين ارتأى
مهرجان سوق الشعر أن يُضيِّف الشعر السنغافوري ويسلط الضوء على ثلاثة أجيال من هذا
الشعر المتعدد اللغات والمتعدد الثقافات. هذا الشعر لم يزل مملوءً بذكريات العنف
والصراعات التي مزقت تاريخه... هذا الشعر الذي يعبر عن نفسه بأربع لغات: الإنكليزية
والصينية والمالية والتامول...تتصارع هذه اللغات أحياناً فيما بينها وأحياناً أخرى تندمج وهكذا
نجد أن الكثير من هؤلاء الشعراء يكتبون بلغاتٍ متعددة. هذه الكتابة المتعددة العناصر
والغير معروفة بشكل جيد في فرنسا، قرر منظمو المهرجان الاحتفاء بها هذا العام.

سبعة شعراء سنغافوريين حلوا ضيوف شرف على سوق الشعر في دورته هذه، منهم الشاعرة
زولي، الناشرة لأكثر من 300 من النصوص ( مجموعات شعرية وقصص ومقالات... ).


خيمة لنشر الأدب النسوي فقط

ونحن نتجول ما بين خيمات الناشرين لفتت انتباهنا خيمة نشر خاصة بالنساء، على جدرانها
صور لشاعرات وكاتبات فرنسيات وأجنبيات، وعلى الطاولات في داخل الخيمة نتاجات أدبية
للنساء فقط. ولا يعمل في دار النشر هذهِ إلا النساء.

إحدى العاملات ردَت على أسئلتنا قائلةً: نشرنا بعض المؤلفات لرجال متضامنين مع
قضايا المرأة.

أنشئت دار النشر هذه من قبل أنطوانيت ڤوك، أخصائية في التحليل النفسي وملتزمة بقضايا
الدفاع عن المرأة منذ أربعة عقود. هدف هذه المؤسسة محاربة العنف والتهميش
الممارس بحق النساء وتدعيم النتاجات الأدبية للمبدعات وضمان حرية التعبير لهن.

الشاعرة الاسپانية ليليان لوكين هي بنفسها التي تطبع وتنشر وتوزع مجاميعها الشعرية.
تُرجمت مجاميع شعرية لها إلى الفرنسية من قبل الشاعر الفرنسي جاك أنسه.

من ضمن المساهمين في هذا المهرجان، الناشر الجزائري الاصل جمال مَسكاش بخيمته:
دار النشر تارابيست ومجلته الجميلة تيراج.
تتميّز دار نشره بجودة ما تنشره من مطبوعات.

ولم يكن العراق غائباً عن المهرجان

في واجهة خيمة النشر هذه جلس الشاعر العراقي صلاح الحمداني ليوقع على مجاميعه
الشعرية للجمهور المعجب بأشعارهِ التي تمتزج فيها مشاعر الحب والحنين للوطن مع هموم
وعذابات الغربة والمنافي.

( بغداد، القدس على حافة الحريق )، مجموعة شعرية مُشتركة بثلاث لغات: العبرية
والفرنسية والعربية، يشترك فيها صلاح الحمداني مع الشاعر اليهودي العراقي الأصل
روني سومَك، عن دار نشر برينو دوسَه ـ 2012.

ومن جميل الصدف ان يكون بين هذين الشاعرين مُشتركات لا تستطيع الحدود أن تلغيها أو
تؤثر فيها: وِلدَ هذان الشاعران في نفس العام ـ 1951ـ وفي نفس المدينة الحبيبة بغداد...
ولربما لعبا وتراكضا بسباقٍ في أزقتها الجميلة عندما كانا صغيرين. صلاح الحمداني مجبراً
ترك بغداده وعاش المنفى لعقود طويلة، وروني سومَك رُحِل إلى إسرائيل مع عائلته وهو
صغير...وتبقى بغداد الحلم والحقيقة للشاعرين.

في إحدى قصائد هذهِ المجموعة يقول صلاح:

أَين إرثُ المنفى
ثِمارَ الريح،
ومن سيتذكرُكَ في أَوقاتِ الغبطةِ ؟
أَنتَ، المبتَعِدُ مثل زَ خةٍ تضْطرِبُ
لن تبكيكَ البلادُ السعيدَ ةُ
وعلى الطريقِ
أنظرْ
الأعوامُ تَنْسِجُ النِّسيانَ
مِثلَ لبلابٍ،
يَتناسَلُ فوقَ القُبورْ

هذ ه المجموعة الشعرية جديرة بالقراءة وهي تُظهر جيداً إمكانية الشعر في نسج الروابط
الحميمية ما بين الشعوب مخترقاً لحواجز الدين والعرق والجنس واللون...

ويحدونا الأمل بأن ترتفع أصوات الشعر في اوطاننا ليعمَ السلام وتَسود المحبة وتخرس
أصوات المدافع والأسلحة القاتلة للروح الإنسانية.

بيت الشعر لمدينة پواتية

كان وفد بيت الشعر لمدينة پواتية للمشاركة في المهرجان يتألف من:
جان كلود مارتا، كرستين، ڤيرونيك و رابحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أممية ووحدة الأماني والمشاعر الإنسانية
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 6 / 29 - 19:30 )
الأخت رابحة
أصبح العالم مثل القرية وتوفر وسائل الإتصال بين الناس إمكانيات واسعة لولادة نشاطات إبداعية مبتكرة وجديدة مشتركة بين كافة الشعوب ولغة الشعر لغة عالمية تنتعش وتزدهر بتوفر وسائل التواصل والترجمة والتفاهم الإنساني ولذلك فمتابعتك لهذا المهرجان الجميل دليل وعي بطبيعة وروح هذا العصر وهي أيضا رسالة سلام ومحبة .أن مثل هذا المهرجان هو بداية لولادة جنس أدبي جديد وقد أحسنتِ بإشارتك إلى المجموعة الشعرية المشتركة للشاعرين العراقيين .ومن الملاحظ أن هناك العديد من المجاميع الشعرية والأدبية المشابهة والمشتركة قد بدأت تظهر في بلدان عديدة وهي تدل على أممية ووحدة الأماني والمشاعر الإنسانية وحتمية تلاقي وتصاهر الثقافات المتنوعة لكافة الشعوب.تحياتي.مثنى حميد مجيد

اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق