الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في خطاب رئيس اخواني

محمد نبيل الشيمي

2012 / 7 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عادت ريمة لعادتها القديمة...هكذا حال جماعة الاخوان...لم يتغيروا ولن يتغيروا...عندما نجح الاخوان في الانتخابات البرلمانية باكتساح كان هذا تحت زعم أن من يصوت للاخوان انما يصوت لله وكانت خدعة كبري للبسطاء واستخدم فيها الاخوان كل الاسلحة المشروعة وغير المشروعة...الاخوان ركبوا موجة الثورة بعدما تيقنوا من سقوط مبارك تحت أقدام الثوار...وبعدها تخلوا عن الثورة والثوار في مقايضات رخيصة ومساومات غير أخلاقية..سالت دماء كثيرة الاخوان يتحملون جزءا منها..ولعبت سكرة الانتصار وغرور القوة برؤوس كوادرهم لدرجة أنهم حاولوا بكل دأب علي اقصاء كل القوي الثورية من منطلق برجماتي ميكيافيللي..وقد كانت ممارساتهم تحت القبة وخارجها ممارسات يندي لها الجبين اعتمدت الاقصاء والاستعلاء والتهميش طريقا ووسيلة للاستحواذ علي كل مفاصل العمل السياسي...حقيقة انتهي الأمر بحل الجمعية التأسيسية للدستور وحل ايضا مجلس الشعب...ولكن هل استفاد الاخوان من هذه التجربة المريرة والتي انهت الحلم الجميل الذي عاشوا فيه؟..الواقع يقول أنهم لم يتعلموا ولم يغيروا قناعاتهم الخاطئة ...نجح مرشحهم في جولة الاعادة لانتخاب رئيس الجمهورية ..لم يكن هذا النجاح حبا في الاخوان ولكن كان كراهية في احمد شفيق باعتباره من رجال النظام البائد وأحد رموزه وكان شعار من يصوت لشفيق انما يخون دماء الشهداء وينكص علي ثورة 25 يناير النبيلة ومن يصوت لمرشح الاخوان انما يصوت للثورة..وكان عجبي واندهاشي أن بعض التيارات الثورية المتناقضة علي طول الخط مع توجهات وأفكار تيار الاسلام السياسي كجماعة الاشتراكيين الثوريين ذات المرجعية الماركسية تضع يدها في يد جماعة الأخوان المسلمين وايضا جماعة 6 ابريل التي سبق لجماعة الاخوان اتهامها بالعمالة بل واشتبك بعض كوادر الجماعة مع كوادر هذه الحركة..المهم أن كل القوي والتيارات الثورية آلت علي نفسها دعم مرشح الاخوان (ليس حبا في زيد ولكن كراهية في عمرو)والملاحظ أن أكثر من 7 ملايين صوتا كانت لصالح مرشح الاخوان من جانب هذه القوي..وكان للتيار الناصري بكل فصائله واتجاهاته نصيبا في ترجيح كفة الدكتور محمد مرسي علي منافسه ..وكنا كتيار ناصري من صوت منا ومن لم يصوت نري في شفيق أحد صور الماضي الأسود بكل معاني السواد ورأينا أن التصويت له خيانة لدماء الشهداء وأن نجلحه يعني أن الثورة كانت مجرد خروج علي شرعية النظام البائد..وهكذا نجح د. محمد مرسي والذي دعته كل القوي الوطنية بفتح صفحة جديدة في العمل الوطني تقوم علي المصالحة وتجاوز الماضي والنظر الي المستقبل ونقد الذات وانتهاج مبدأ المشاركة لا المغالبة الي غير ذلك من أفكار..وانتظرنا من خطاب الرئيس الذي القاه في جموع المتظاهرين بميدان التحرير في 29 يونيو نهجا جديدا يخلع فيه عنه جلباب الاخوان..ولكن عادت ريمة لعادتها القديمة...اختزل الرئيس كفاح شعب مصر منذ ثلاثينيات القرن الماضي في الاخوان المسلمين وأسقط كل التضحيات التي بذلتها قوي أخري كالماركسيين والقوميين والازهر الشريف والاحزاب الوطنية التي قادت الحركو الوطنية المصرية..والواقع يقول أن الأخوان لم يكن لهم أي دور في اشعال الروح الوطنية ووقفوا موقف المتفرج علي أوضاع العمال والفلاحين في مواجهة الاقطاع والرأسمالية المتغطرسة..ولم يشارك الأخوان في مواجهة طغيان صدقي باشا ولم يكن لهم موقفا في أحداث 4 فبراير 1942 عندما عاد الوفد الي الحكم تحت أسنة الرماح الانجليزية..لم يشاركوا ولو في مظاهرة ضد الاحتلال البريطاني بل أنهم كانوا علي علاقة قوية بالانجليز وكان الانجليز يعتبرون الاخوان عنصرا فاعلا في افشال الثورات العربية ويشير مارك كيرتس في كتاب,,العلاقات السرية بين بريطانيا والجماعات الاسلامية أن بريطانيا مولت الحركة سرا من أجل اسقاط حكم جمال عبد الناصر بل أن بريطانيا تآمرت مع الاخوان لاغتيال جمال عبد الناصر وهو ماحدث بالفعل فيما سمي بحادث المنشية بعد الاحتفال بمناسبة التوقيع علي اتفاقية الجلاء ..كان الاخوان اداة مهمة لبريطانيا للتصدي للتيار القومي النامي في منطقة الشرق الاوسط ويقول تريفور ايفانز احد مسؤولي السفارة البريطانية في عام 57 والذي قاد اتصالات مع بعض قيادات الاخوان,,ان اختفاء نظام عبد الناصر ينبغي أن يكون هدفنا الرئيسي,,..قاد الاخوان توجها يقوم علي ضرورة الانفصال والثورة والخروج علي المجتمع بالجهاد والمواجهة والقتال والفعل المباشرتحت مبدأ ,,طواغيت الارض لن تزول الا بقوة السيف,,وبهذا التوجه اغتيل محمود فهمي النقراشي بعد قراره بحل الجماعة اقتناعا منه أن كل حوادث العنف والارهاب يرتكبها كوادر من الاخوان..وكان لهذا الاغتيال ثمنا باهضا دفعه المرشد في عام 49 وهو خارج من جمعية الشبان المسلمين حيث أطلق عليه الرصاص وأهمل في وقف نزيف الدم حتي فاضت روحه...هذا مجرد عرض لتاريخ الاخوان الذين ظلوا علي فكرهم الاقصائي الذي قام وما زال علي أرضية ميكيافيلية..الغاية عندهم تبرر الوسيلة..فلا بأس في نقض العهد والاخلال بالوعد طالما كان ذلك طريهم للسلطة...النقطة الاخري التي تؤكد علي أن الأخوان لم يتغيروا تلك العبارة التي جاءت علي لسان د.مرسي حينما كان يستعرض تارخ نضال الاخوان المزعوم..تحدث عما لاقاه الاخوان من عنت وظلم وقد يكون هذا فيه بعضا من الصحة وكان ذلك مثابة ردود أفعال لتصرفاتهم وأفعالم في مواجهة السلطة الحاكمة..قال الرئيس,,وما أدراك ما عقد الستينيات,,قاصدا في ذلك فترة حكم عبد الناصر..وأقول للدكتور محمد مرسي والقيادات الحالية للاخوان أن جمال عبد الناصر كان بوسعه ولو رضخ لرأي محمكة الثورة اعدام كل قيادات الاخوان ولمن كان الرجل متسامحا ولم يتزيد في العقاب ..ثم أن سيادة الرئيس ولد قبيل الثورة بعام واحد وتلقي تعليمه بالمجان في المدارس الحكومية والجامعة بفضل ثورة 23 يوليو التي آمن بتالعدالة الاجتماعية والعدل الاجتماعي وأقرت بحق كل مواطن في التعليم والحصول علي فرصة عمل وأجر عادل وتبادل متوازن للثروة واشباع حاجات المواطن الاساسية..كل هذا استفاد به الرئيس وكوادر حزبه لأم يسجن ولم يطارد ولم يمنع ولم يصادر له رأي ..كل كوادر الاخوان كانت اعمارها في الستينيات بين الخامسة عشرة والسابعة عشرة من العمر وهاهم رجال يشار لهم بالبنان..تعلموا ووصلوا الي ماهم عليه الآن بفضل الثورة التي لا يكلون عن قدحها ليلا ونهارا ويسبون قائدها الذي له ولثورته الفضل كل الفضل عليهم.. ويتمادي الرئيس في رأيه ويقول أنه لا يرغب في مخاطبة الجماهير بعبارة ,,أيها المواطنون,,لماذا لأن جمال عبد الناصر كان يخاطب بها أبناء شعبه...أي اسلام هذا الذي تعملون تحت رايته؟ وأي انكار أنتم عليه؟ .وأسأل الرئيس لو أنك لا قدر الله تعرضت لحادث مدبر لاغتيالك فماذا أنت فاعل؟..هل يترك الجاني أم يحق علي القصاص؟..سيدي الرئيس كنت أتمني عليك ,انت في لحظة تاريخية أن تسموا وتتجاوز الماضي الذي لم تعشه ولكن كغيرك من كوادر هذه الجماعة ورثتم الكراهية والآن تورثونها...د مرسي لولا دعم الناصريين بكل أطيافهم لك في انتخابات الاعادة لكان شفيق رئيسا لمصر..لا تعادي التيار الناصري فهو تيار المستقبل رغما عن الجماعة ..والأيام سوف تثبت لكم أنكم لا تعملون الا لمصلحتكم ولو علي أشلاء وطنا بأكمله..أتمني عليك ياسيدي الرئيس أن تخرج من جلباب الجماعة فهذا هو الطريق الوحيد لتحقيق المصالحة الوطنية...ولتكن منصفا ولا يجرمنك شنآن قوم أو شخص علي ألا تكون عادلا.سيدي الرئيس سيبقي جمال عبد الناصر ما بقي علي أرض مصر النيل ومع شروق الشمس وسطوع القمر سيبقي رمزا للنضال وطهارة النفس وعفة اليد ..سيبقي رمزا لرفض الظلم والتبعية واستخراج روح المقاومة الكامنة لدي المصريين وحرك فينا الساكن والراكد وانطلق بناحيث الكرامة والعزة والاستقلال..وعلي الجماعة أن تدرك ذلك فالرمز لا يموت ومازال جمال عبد الناصر وسيظل الرمز الخالد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص