الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسباب الاحتجاجات في العالم العربي

حسين عوض

2012 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



هناك أسباب كثيرة أدت إلى اندلاع الاحتجاجات في بلدان الوطن العربي ووصلت ببعضها إلى ثورة شعبية شاملة, من هذه الأسباب (داخلية وخارجية).
الأسباب الداخلية: تتمثل في عسكرة النظام وتفشي نفوذ الأجهزة الأمنية والمخابرات, وارتكابها جرائم جنائية, وتقوم بقمع المعارضة هذا إذا لم يتم سحقها واعتبارها خارجة على القانون, بالإضافة إلى كبت الحريات وانتهاك حقوق المواطنة, وتفشي الفساد والرشوة والبطالة والمحسوبية, وتزوير الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية.
الأسباب الخارجية: من أبرزها سياسات الدول العظمى والاقليمية في دعم الدكتاتوريات والأنظمة العسكرية في العالم العربي, وتأييد السياسات والغطرسة الاسرائيلية, وقتل أمنيات الشعوب في التحرر والديمقراطية, ومترافقا هذا مع فشل الأحزاب الوطنية وقوى التحرر العربية من التعبير عن مصالح شعوبها, مع تبعية النظام الرسمي العربي وانحيازه للولايات المتحدة الأمريكية والغرب, بالإضافة إلى الجوع والفقر والظلم والاستبداد الذي فجر الثورات الكبرى في العالم كما هو حال الثورة الفرنسية عام 1789 والتي كان أحد أسبابها كما يؤكد الباحثون انقسام المجتمع الفرنسي إلى طبقتين أولى تمثل رجال الدين والنبلاء اللتين كانتا تشكلان 2% من مجموع السكان, حصلتا على امتيازات كثيرة, منها إعفاؤها من الضريبة, والطبقة الثانية تشكل 98% عانت من الظلم والاضطهاد والضرائب, وعلى امتداد العقود الماضية لم تتمكن الدول العربية من التغيير بالرغم من كل التطورات التي جرت في العالم وبالتحديد في أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية, وبالرغم من هدم جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي إلا أن الأنظمة العربية لم تستوعب هذه التغيرات.
يعتمد النظام الشمولي على شخصية الديكتاتور وما يتمتع به من قوة, بالإضافة إلى استخدام القوة والعنف والإرهاب من أجل السيطرة على مقدرات الدولة ومؤسساتها, وهو نظام لا يراعي الحقوق والحريات الفردية, وتستند الديكتاتورية إلى أساس سياسي يتمثل في الحزب الخاص بها سواء أكان هذا الحزب موجوداً قبل الحكم الديكتاتوري أو بعد قيامه ليصبح الحزب الوحيد في الدولة دون منافس, ومن ابرز الأمثلة على ذلك في القرن العشرين, فاشية موسوليني في ايطاليا 1922, ونازية هتلر في ألمانيا 1933, وحكم فرانكو في اسبانيا عقب الحرب الأهلية الاسبانية, وحكم سالا زار في البرتغال, وكمال أتاتورك في تركيا, بالإضافة إلى الدكتاتوريات الاشتراكية, وفيما بعد تمركزت الديكتاتوريات في بعض الدول العربية.
لقد أخفقت الأنظمة العربية في تطبيق شعاراتها بالحرية والعدالة والتقدم والوحدة بل ساءت الأوضاع في العالم العربي إلى الأسوأ. ويمكن القول من الأسباب التي فجرت بركان التغيير في الدول العربية تعود لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية...وكان الثالوث المعروف الفقر والبطالة والفساد من أهم الأسباب التي عجلت في ثورات الربيع العربي, بالإضافة إلى تردي الأوضاع المعيشية وتفشي الظلم الاجتماعي المتمثل في الاستيلاء الطبقي على الوظائف الهامة دون أخذ اعتبار للكفاءة العلمية والمهنية, والاعتماد على توريث الوظائف أو المحسوبية والرشوة...ولم يسلم الجهاز القضائي في الدول العربية من الفساد والمحسوبية. يقول المفكر الفلسطيني عزمي بشاره: " لقد ساد في بداية الثورة التونسية اعتقاد مغلوط بأن ما جرى خصوصية تونسية, وليس عربية مردها نزعة تربط تونس بأوروبا, ويتطور المجتمع المدني في ذلك البلد, لكن ما جرى في تونس متصل موضوعيا بالوطن العربي عموما ".
لم تكن الثورات العربية مؤطرة من قبل الأحزاب والإيديولوجيات الماركسية والقومية والإسلامية, وهي ثورات غير إيديولوجية اندلعت بسبب البطالة وارتفاع الأسعار والتسلط المخابراتي والفساد, كل هذه الأسباب كانت محركا لفتيل اشتعال الثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا... بدأت في هذه الدول باحتجاجات شعبية طرحت الإصلاح إلى ثورات شعبية شبابية على الظلم والطغيان والاستبداد, ثورة سلمية مدنية لا عسكرية, وفيما بعد التحقت الأحزاب المعارضة المدجنة وغير المدجنة على اختلاف أيديولوجياتها وسياساتها. مما مهد لثورات الشعوب بكل فئاتها الاجتماعية, وفي مقدمتها طلاب الجامعات والخريجين الجامعيين والعاطلين عن العمل...الخ.
إن سيطرة رجال الأعمال على الحكم أما بالتزاوج بين المال والسلطة, أو بالدمج بينهما حيث يسيطرون على مناصب السلطة التنفيذية في الوزارات وعضوية البرلمانات والسيطرة على الإعلام والمثال مصر حيث يستولي العسكر على كثير من حقائب المحافظين لمجرد أن يضمن النظام السياسي ولاءهم له, فالجيش المصري مكون من أغنياء وفقراء يمثلون نبض الشارع, فالوزراء هم مجرد وكلاء عند رئيس الجمهورية, وفقا للقوانين السارية التي تعطي للرئيس صلاحيات واسعة ومطلقة, حتى فقد أبناء المجتمع الأمان والأمل في تحسين أوضاعهم, وما ينطبق على مصر ينطبق على العديد من الأنظمة العربية المتسلطة والفاسدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا جديد
محمد جعفر ( 2012 / 7 / 2 - 22:34 )
تحية وتقدير
نعم هذه هي اسباب الاحتجاجات الا ان هذه الاسباب موجودة منذ مئات السنين في العالم العربي وليست جديدة وكذلك الاحتجاجات لم تكن جديدة وقد شهد منتصف القرن الماضي سقوط الكثير من الانظمة الملكية الدستورية بانقلابات عسكرية بعد قيام احتجاجات جماهيرية ضد تلك الانظمة والسؤال لم بلغت هذه الاحتجاجات اليوم هذا المدى لحد اسقاط انظمة بمظاهرات مدنية وبصورة جماعية وبدعم امريكي يثير هذا الدعم الكثير من الشبهات هل هذه المتغيرات من نتائج القطب الواحد ام هي تغيرات مسيطر عليها ليبقى اي تغير يصب في النهر الامريكي خصوصا ان التغيير ينتهي الى تسلم قوى مضادة للتقدم للسلطة ام ان ما يجري هو تهدئة للغضب الشعبي ام هو فعلا تغير حقيقي وان كنت اشك في ذلك اذ لم نشهد برامج لبناء دولة انما شعارات قديمة وهتافات للرئيس البديل عفوا الشبيه

اخر الافلام

.. مصادر العربية: البيت الأبيض يطلب التزام الصمت بشأن هجوم أصفه


.. الحرس الثوري: هجوم إسرائيل لا يستدعي الرد




.. لحظة انهيار مبنى سكني مكون من 4 طوابق في مدينة نيودلهي الهند


.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????




.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين