الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطبة الجمعة وموعظة الأحد

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2012 / 7 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


على مدار آلاف ومئات السنين وخطب الجمعة ومواعظ الأحد تدور في فلك القصص القديمة والأخبار التراثية والتي كثير جدآ منها تدور في أفلاك الميثولوجيا ( الأساطير) والخيال والقصص والأحاديث الموضوعة والغريبة والمكذوبة على لسان الأنبياء والرسل والقديسين والصحابة والتابعين وما الى ذلك ، وهي بقدر أنها قصص وحكايا لا تمت للواقع بصلة الا أنها بقدر ما تثير الكراهية الطائفية وزرع الأفكار المتشددة وزرع المعتقدات التي لا تبني انسانآ فاعلآ مؤثرآ بل نسانآ قدريآ و مستكينآ ومستسلمآ للظروف ومنبطحآ للظلم والحكام الظالمين .

ولذلك فان تلك اللقاءات الدينية فقدت القدرة على احداث تأثير ايجابي حقيقي في حياة مريديها ومتابعيها وبالتالي حياة المحيطين بهم من عائلات وأصدقاء ، والذين يرون في هذه اللقاءات الدينية سواء أكانت اسلامية أو مسيحية أو يهودية على أنها واجب ديني يتم تأديته بالحضور والاستماع دون استفادة حقيقية وايجابية أو حرص على حضورها ومنهم من ينشغل بأحاديث جانبية أو الانشغال بأفكار ورؤى تتعلق بالمشكلات والرغبات الحياتية والتي تؤرق الناس وتمثل لهم لب اهتماماتهم وأهدافهم .

وعليه فانه يجب النظر بشكل ومضمون جديدين لهذه اللقاءات والتجمعات الدينية واعتبارها فرصة رائعة نحو تطبيق عصري للدين في مواجهة مشكلات الحياة العصرية وآلامها وآمالها ، وذلك من خلال دعوة خبراء التنمية البشرية وعلماء النفس والاجتماع والاقتصاد وممثلين عن الجمعيات الأهلية المدنية مثل جمعيات حماية المستهلك والنهوض بالمشاركة المجتمعية وترسيخ قيم الديموقراطية وحرية الرأي والتعبير ليحدثوا الناس في مشاكلهم ورؤاهم لنهضة وتنمية الحي والقرية والمدينة والدولة كلها .

وتبادل الخبرات مع الأهالي واستعراض وجهات نظرهم في مواجهة المشكلات الحياتية التي يواجهونها ، والقضاء على السلبيات والظواهر الاجتماعية والاقتصادية المقيتة كالادمان والجشع والاستغلال والمغالاة في الأسعار والغش في الميزان وجودة السلع والكذب والرشوةوالواسطة والمحسوبية وتحقيق ثقافة وممارسة المقاطعة للتجار المستغلين والقضاء على فكر الطائفية وجماعات الدين السياسي وتشجيع المشاركة المجتمعية في الجمعيات الاهلية ومواجهة فكر السلبية والامتناع عن الفعل والتأثير وفقدان الثقة في امكانية التغيير للأفضل .

والعمل على تحسين الخدمات في الحي والقرية وانشاء صناديق للتبرع والاشراف عليها بغية انشاء مدارس و مستشفيات وتجهيزها والانفاق عليها أو تدبير التمويل لشراء تجهيزات لمستشفيات قائمة وخدمات علاجية للمحتاجين وسلات المهملات وتشجير الشوارع والميادين ورصف الطرق وما الى ذلك من نماذج المشاركة والنهوض المجتمعي مما يجعل الناس يشعرون بأهمية الجامع والكنيسة والكنيس وبالتأثير الفاعل والحقيقي الايجابي للدين بعيدآ عن قصص وحكايا التراث والأسلاف .
ولكن يجب أن يتم ذلك في اطار اشراف عام من الجهات الحكومية الرسمية ذات الصلة ، حتى لا يستغل المتطرفون والجماعات السلفية والاخوانية ذلك ويرسلوا مبعوثيهم للخطبة في المساجد وبالتالي يقومون بنشر أفكارهم الظلامية والمتشددة ويجهضوا كالعادة هذا النظام الجديد الذي يهدف الى استغلال هذه التجمعات البشرية بهدف تحقيق النهضة والتقدم وتطوير الفكر والممارسة .

يتوازى كل ذلك مع عمل دورات تدريبية وتغيير في مناهج التعليم والتثقيف للدعاة والخطباء والقساوسة ليكونوا أكثر اضطلاعآ ومعرفة بمشكلات الناس والمجتمع ، بدلآ من العيش في محيط انعزالي حدوده التاريخ القديم وأفعال واجتهادات الأسلاف دون البحث والتطوير والتجديد والابداع بما يتناسب مع واقعنا العصري ومشكلات الناس الذين يعيشون فيه .

لابد من المنع التام لتيارات الاظلام والظلام من أن تعتلي المنابر وأن تخطب في الناس مستغلة جهل الكثيرين وما أكثرهم وتحويلهم الى معاول هدم وتدمير للمجتمع والدولة ، مع تطوير مناهج التعليم المدرسي والجامعي نحو فكر ومفهوم جديد للدين ورؤية اصلاحية تقدمية تصلح ما أفسده الدهر وتوالي الظلاميين على الفكر والممارسة وطمس لاجتهادات المصلحين والمفكرين المستنيرين .

مع السماح لأحد أهالي الحي بأن يعتلي المنبر ليستعرض تجربته الحياتية أو تجربة مر بها ليستفيد الناس من هذه الخبرات ويستعينون بها في مواجهتهم لحياتهم ، مع المنع التام للجمعيات الاجتماعية التي ترفع شعارات دينية لضمان عدم استغلال نشاط هذه الجمعيات في الترويج لأفكار دينية أو مذهبية محددة تتسبب في نشر الطائفية والكراهية العنصرية والدينية بين أبناء المجتمع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحق يجب ان يقال كله
شاكر شكور ( 2012 / 7 / 7 - 16:16 )
خطوة جريئة يا سيد أحمد ان تقوم بنقد ما يمارسه رجال الدين في خطبهم الأسبوعية ولكن الحق يجب ان يقال كله وليس جزء منه وهو ان خطب الجوامع تختلف كليا في حدتها ونهجها لأن شيوخ الأسلام يهاجمون فيها الأديان الأخرى ويتهمون النصارى بالكفر والشرك لأعتقاد المسلمين ان الأسلام هو دين الله ، في حين ان ما يجري في خطب الآحاد هو الدعوة والصلاة لله ليعم السلام والتآخي بين البشر ونشرالمحبة وحب الأنسان لأخيه الأنسان لأنها وصايا شرعها السيد المسيح ولم يشرع نشرالبغضاء او تكفير الآخرين او جهاد الطلب بالسيف وعلى هذا الأساس ارى ان الخطورة على المجتع تنحصر في خطب الجمعة وليس في خطب بقية الأديان ، تحياتي ومودتي


2 - thanks
ali ( 2012 / 7 / 7 - 17:32 )
I AGREE WITH YOU .AND I WISH TO BE APPLIED.THROUGH ISOLATION THE RELIGIOUS PLACES FROM THE SHIEKHS AND PRIESTS AND THEY ONLY COULD READ THE BIBLE AND QURAN , NO PREACHING , SHOULD BE GIVEN ONLY TO THE PEOPLES IN THE INSTITUTION.


3 - لا تصلحوا وتجملوا القبيح...على حساب الجميــل
أشورية أفرام ( 2012 / 7 / 7 - 20:16 )
هل المسيحيين في الشرق أصحاب مواعظ ألاحاد والذين دام وعظهـم في شرقهم الاوسط أكثر من ألفين عام وقبلها هم هناك منذ أكثر من سبعة أالاف سنة( ألاقباط والاشوريين والسريان والكلدان)هؤلاء هم من تركوا منبعهم ليتجهوا لشبه الجزيرة الصحراوية الرملية السعودية بالقوة والسيف ليقتلوا وينهبوا ويغتصبوا أعراض النسوان ويحللوا فروجهم ويغتصبوا ممتلكات ويتسلطوا ليجعلوه مسيحيا؟؟؟ أم العكس كان هو الصح والصحيح...فأصحاب الخطب ولا نقول خطبة الجمعة فقط لأنهم لم يخطبوا يوم واحدا في ألاسبوع بل كل ألايام هم يصرخون بعلوا أصواتهم كالغربان من فوق مأذنهم ومنابرهم يدعون أتباع محمدهم المسلمين للكره والحقد والبغضة لكل أنسان من أتباع المسيح وأتباع موسى وينعتوهم بالقردة والخنازير والكفرة وووووو وهلم جرى من ألاقوال وألايات المسمومة ـ القرأنية ـ التي نقلها لهم البوسطجي جبريل النازل من فوق خصيصا ليتلاقى مع ذاك المدعو قثم أو الذي أصبح بعدها محمد أبن أمنة ألارملة التي أنجبته من بعد وفاة زوجها بأربع سنين...أيعقل أن الخالق يدعو لقتل خليقته؟؟؟فبأي منطق يا أصحاب العقول تجذر هذا الدين أمخاخكم وقلوبكم؟؟ مـن ثمــارهم تعرفونهــــم...


4 - ما بين خطبة الجمعة و موعظة الأحد
نور ساطع ( 2012 / 7 / 7 - 22:16 )



خطبة الجمعة : ~ ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر

و

موعظة الأحد : - ) أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم


5 - الذي تعانيه لست ملزما ان اعاني منه
سلام صادق ( 2012 / 7 / 8 - 13:38 )
سيدي العزيز احمد حمدي سبح ...يبدو من الواضح الجلي ومن خلال مقالتك انك لم تستمع ابدا الي موعظة الاحد ابدا وانما استنتاجاتك كلها عن موعظة الاحد نتيجة لاستماعك الى خطب الجمعة(وما ادراك ما خطب الجمعة)فيا سيدي ان هذه الاسقاطات لن تصيب الهدف دائما...فاحضر احدى المواعظ ثم احكم...وليس عن طريق قيل لي او قالوا لي....تحياتي


6 - رحم الله نزار القبــــــــــــاني
كنعــان شـــماس ( 2012 / 7 / 8 - 20:53 )
لو يعطوني الســــــلطة لقلعت اســــــــنان خطباء الجمعــــة

اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح