الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكيل بميزانين والمطبلين وأشباه المسلمين

سيف عطية
(Saif Ataya)

2012 / 7 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الكيل بميزانين والمطبلين وأشباه المسلمين

يمر المسلمين منذ عدة قرون بحالة من الضعف والجهل والفوضى، حيث لانفع منهم لخدمة البشرية وإنما أصبحوا مستهلكين كسالى وعالة على أوطانهم وشعوبهم. فالحديث طويل ويحتاج إلى بحوث ومصادر وأدلة لذلك سنركز على التناقض الكبير والمفارقات المضحكة المبكية التي ستؤدي يوماً الى تدمير أجيالاً وزجهم في الجهل والظلام أو غسل أدمغتهم في قتل النفس والإنتحار والجريمة تحت مسميات الجهاد وبإسم الرحمن الرحيم. من المفارقات العجيبة والغريبة أن دعاة الإسلام بعضهم بالطبع يصرخون و يتكلمون ليل نهار عن في فضائياتهم وجوامعهم تحت تمويل خبيث و ممزق للمسلمين عن قتل المسلمين في العراق وأفغانستان وباقي الدول العربية والإسلامية تحت مسميات التحرير والجهاد وما الى ذلك من أجل تخريب الإنسانية والدين الحنيف. على سبيل المثال هنا كانوا أشد حرصاً ودعماً للديكتاتورية الصدّامية البعثية التي لاتؤمن بالدين ولا الإسلام فأعطوه بركاتهم و مساعداتهم بشتى الوسائل من أجل محاربة أخوتنا المسلمين في إيران وراح ضحيتها مئات اللآلاف من الطرفين ناهيك عن الأضرار المادية والمعنوية . وكان صدام ونظامه يستجدي من العالم ليوقف هذه الحرب الطاحنة لأنقاذ نظامه و أنظمة الداعمين له. وعندا غزا صدام الشقيقة الكويت وعبث نظامه وزمرته بأموالهم وأعراضهم وأرواحهم وهذه كلها أموال وأرواح مسلمين أبرياء راح ضحيتها من الكويت الشقيق الالاف ومن العراقيين مئات الالاف من أرواح بريئة لاذنب لها إلا جرهم الى حروب خاسرة وجرائم إنسانية لاينساها ولا يغفر لها التاريخ. الغرب هنا أن نفس الدعاة والمنافقين أصدروا الفتاوى والتصريحات بمقاتلة صدام وتدمير العراقيين المسلمين. وقد إستعانوا "بالكفرة" حسب ما يدعون بمحاربة المسلمين في العراق وفتحوا لهم موانئهم وقواعدهم وسمائهم ونسائهم إن إستوجب ذلك وكلها حلال عندهم حسب الطريقة الإسلامية. وعندما جاء "الكفرة" لتحرير العراق من ظلم دام أكثر من ثلاثين عاما من قتل وإرهاب دولة ومقابر جماعية والعنصرية الفاشية أيضا فتحوا أرضهم وموانئهم وسمائهم للنيل من هذا النظام البائد. ودارت الأيام وإذا بقائد الأمة العربية وفارسها وعبد الله المؤمن يخرج من حفرة كالجرذ بذقن وسخ و فم عفن وجبن لئيم وجرت المحاكمة بأيد عراقية وتحت الرعاية الإنسانية و تحت محامين عراقيين وعرب وأجانب. إلا أن الطامة الكبرى أن هذا المجرم عندما أعدمه الشعب أصبح في ليلة وضحاها شهيدا ومجاهدا وبطلا وأن من عدمه هم الرافضة والمجوس والصفويين وما الى ذلك من الألقاب الجاهزة... ياسبحان الله ... ألم يكن في الأمس غازيا جبارا ظالما كافرا ؟ لم يكن الأمر على هذا فحسب وإنم أصبحت قوافل الإنتحاريين من العرب تدخل وتدمر وتفجر وتثير القلاقل وبأموال عربية وفتاوى نفس الذين كفروه وفتحوا بيوتهم "للكفرة" لتخليصهم من جرائمه وعدوانه. يذكرني هنا بيتأ شعرياً لابي الاسود الدؤلي حين قال

لاتنه عن خلق وتاتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم
والآية الكريمة " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم"

أن ماسببه الإرهاب الإسلامي في العراق كارثة إنسانية عظيمة فقد قتل اللإرهاب مشات الآلاف من الأبرياء في الأسواق العام والدوائر الرسمية والشوارع وسياراتهم المفخخة وخبثهم وإستهتارهم بالقيم والتقاليد والمشاعر. فقد كانت ومازالت معظلة و مجازر يمولها ويجهزها مسلمين لقتل المسلمين تحت مسميات كثيرة وعنصرية حاقدة وتحت بركات الدعاة "الإسلاميين" أنفسهم.
وما إنطلقت ثورات الربيع العربي تحت أيدي الشباب الواعي وبمنطلق حر شريف حتى زج الداعية أشباه المتدينيين إنوفهم ليغيروا مسيرة الشباب الحر ويسرقوا كلمتهم وصوتهم الى ثورات عنف وقتل وقتل المسلم لأخيه المسلم تحت مسميات سئمنا وشبعنا منها وأصبحت فضائياتهم وملايينهم ومرتزقتهم ليل نهار تحت إسم دعم الثورات ولكن في خدمة مصالحهم أولا مما أدى الى مجازر وجرائم لاغنى عنها بين الديكتاتوريات المتسلطة وبين الأبرياء وكبش الفداء والمتآمرين حتى إختلط الحابل بالنابل الكل يتهم والكل يدعي أن الطرف الآخر متآمر ضد الشعب والوطن. وهاهم الدعاة مرة أخرى يحللون تدخل "الكفرة" بإحتلال الدول الثائرة وطرد وقتل حكامها وتدمير سلطاتها وأنظمتها. الغريب بالأمر أين هذه الشعوب المتحررة؟ والى متى تبقى مسيَّرة بإيدي أشباه المثقفين وأشباه المتدينين وأشباه المسلمين؟ لقد إستمعنا لهؤلاء مئات السنين جيلا بعد جيل حتى وصلنا الى ماوصلنا اليه أسفل السافلين وتحت رحمة الغرب في كل صغيرة وكبيرة سياراتنا وملابسنا وتلفزيوناتنا وفضائياتنا بل وحتى سجادة صلاتنا صنعت في "دول كافرة" حسب مايدعون.
وهنا أذكر أين هي أخلاق المسلم ، هل الدين أصبح بالإرهاب أم بالإيمان والمحبة . أذكر هنا كلاما وحكم لبعض الفلاسفة لا أعرف مصدرها بالضبط حيث قالوأ

لاتحدثني كثيرا عن الدين... دعني أرى الدين
في سلوكك واخلاقك وتعاملك

لم يسبق لفيلسوف ان قتل رجل دين
لكن رجل الدين قتل الكثير من الفلاسفة

أصبح الدين الإسلامي مظاهر ومجازر وفتاوى ضيقة الأفق تحت عنصرية واضحة وضوح الشمس . فالمسلم مثلا يجب أن يلبس الجلباب القصير يطلق اللحية ويحف الشارب أي يحلقه. فلشاعر العظيم المتنبي قال قبل مئات السنين:

أغاية الدين ان تحفوا شواربكم يا امة ضحكت من جهلها الأمم ؟

وهل فعلا ماركس أثبت مقولته حين قال " الدين أفيون الشعوب" لماذا لانثبت العكس لماذا نتمسك بالظواهر والسلبيات والتمسك ب "حب لأخيك ما تحب لنفسك" وأين حب الجار و مساعدة المحتاج واليتيم وإبن السبيل؟ أصبحنا نصلي بالحركات خمس مرات في اليوم والبعض منا مجبر ومقلد للآخرين. أصبحنا نتظاهر من الخوف والرعب للمحافظة على رقابنا. أصبح ذبح الإنسان وقطع الرؤوس بوحشية الذي خلقه الله وحرم دمه كذبح الشاة في التلفزيونات الفضائية واليوتوب أمرا عاديا وببركة المفتين أنفسهم.
وهل نسوا الآية الكريمة ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)) يعني الأمة الإسلامية وليست العربية كما يدعّون بما فيها العربي والفارسي والتركي والكردي والصيني والهندي أي كل المسلمين المؤمنين.
فهل هذا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
وهل نسوا وصايا الرسول(ص) يحرم دمه وماله وعرضه على المسلمين ولا يجوز سفك دمه.
أفلا نكون سفراء بما نؤمن بالحب والإيمان الصادق بإنسانيتنا وتقاليدنا الإجتماعية السليمة وإبتسامتنا وتحيتنا ومساعدة المحتاج والسائل وإبن السبيل. أفلا نؤمن بالعفو عند المقدرة وإنصر أخاك ظالما أو مظلوما. وإن واجبنا أن نحمي ونقدر ونحترم كل الأقليات والأديان والقوميات من دون إستنقاص وإستهتار بحياة وأموال الآخرين. هذه هي أخلاق المسلم الإنسان بالتواضع والإحترام والتفاهم بالعقل والموعضة وليست بتفجير بناية وسيارة وقتل الأبرياء وليست بقطع الرؤوس بوحشية هولاكو وسذاجة أبو لهب. لقد ضحكت علينا الأمم ولم يبقى عندنا أي دليل لأقناعهم بأن هذه ليست من أخلاق المؤمن ولكن " فما أنت عليهم إلا بمذكّر" وعسى أن تكون الذكرى نافعة.

سيف عطية
Saif Ataya








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي