الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر متدين سابق ( 4 ) المطوع ..وأنا..وصلاة الصبح !

زاهر زمان

2012 / 7 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما ذهبت للعمل فى المملكة العربية السعوديه فى منتصف العقد الأخير من القرن العشرين ، لم أكن أضع فى حسبانى أننى سوف أعمل فى دولة أجنبية تختلف هويتها عن الدولة المصرية التى أشرف بأننى من مواطنيها ، وانما كان يقينى أننى سأعمل فى دولة عربية مثلها مثل بلدى مصر التى لقنوننا منذ نعومة أظافرنا أنها دولة عربية حتى النخاع !هكذا كان يقينى وقتها . لم أكن قد عرفت بعد ، أن جذورى وجذور غالبية الشعب المصرى وجيناتى وجينات غالبية الشعب المصرى هى جينات فرعونية لا تمت لجذور وجينات عرب الجزيرة بأية صلة غير اللغة العربية التى حلت محل لغتنا الأصلية الهيروغليفية بضغوط من العرب الغزاة الذين احتلوا مصر على يد عمرو بن العاص أيام التوسع العربى فى منطقة الشرق الأوسط بدعوى نشر الاسلام . لا مجال الآن للتوسع فى كيفية فرض العرب للغتهم على الشعوب التى استعمروها أيام ماأطلقوا عليه الخلافة الاسلامية . نعود الى رحلتى الى السعودية فى منتصف العقد الأخير من القرن العشرين والتى قلت أننى لم أكن على علم دقيق بجذور العلاقة بين مصر والسعودية عندما قمت بها آنذاك . لذلك كان اندهاشى كبيراً عندما عرفت مع الوقت أن السعوديين كانوا يعتبرون جميع الجنسيات الغير سعودية ؛ كانوا يعتبرونهم ( أجانب ) ، فلفظ ( أجنبى ) كما علمونا فى المدارس هو من ليس عربى ! اذن كيف كان السعوديون يطلقون علينا لقب ( أجانب ) ونحن عرب نتحدث العربية ربما أفضل من الكثيرين منهم ؟! عرفت بعد ذلك أن السعوديين كانوا يعلمون الجذور أفضل منا ، ويستنكفون من نسبتنا اليهم ، على عكس العبارات الرسمية التى يتبادلها من يعبرون عن الأنظمة الحاكمة فى الدولتين !

كنا خليطاً من المصريين والسوريين والسودانيين والفلسطينيين والتونسيين والمغاربة فى ذلك المكان الذى كنت أعمل به فى المملكة العربية السعودية . وكان ذلك المكان عبارة عن قرية فى قلب صحراء نجد شمالى المدينة المنورة بحوالى المائتى كيلومتر ، وتعداد سكانها لا يتعدى بضع عشرات من الأسر المتشابكة عصباً ونسباً . وكان رجال تلك الأسر المقيمين بالقرية لا يتعدى تعدادهم المائتى نسمة بنسائهم وأطفالهم ، يحرص أقل من نصفهم من الرجال على آداء الصلوات الخمس بانتظام فى المسجد الوحيد بتلك القرية والذى أقيم بأيدٍ مصرية . بعض الجنسيات الغير سعودية – ومنهم أنا – كانوا لا يستيقظون مبكراً مع صلاة الفجر ، وبالتالى لم نكن من المواظبين المنتظمين فى صلاة الفجر حاضرين مع الجماعة فى المسجد بصفة يومية ، حتى أن المطوع - امام المسجد - الذى كان هو أيضاً ممثل جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالقرية ، كان كثيراً ماينوه الى ذلك الأمر فى صلاة العشاء وفى خطبة صلاة الجمعة قائلاً : ( ترى...فيه أجانب لا يصلون الصبح حاضرين مع الجماعة فى المسجد !!! ) .

ويسهب الرجل فى سرد وتفصيل فضائل ومزايا ومكاسب آداء صلاة الفجر حاضر مع الجماعة فى المسجد وفى المقابل يتوعد ويهدد المتقاعسين بالويل والثبور وعظائم الأمور والتى يترجمها المصريون همساً فى أحاديثهم البينية على أنها انهاء التعاقد معهم وترحيلهم الى بلادهم مالم يواظبوا على آداء الصلوات الخمس كاملة مع الجماعة فى المسجد دون أن تنقص فرضاً واحداً . أما أنا فقد كنت أشعر أن الرجل لا يقصد أحداً غيرى بوعيده وتهديده ومع ذلك فقد أحسست برفض تام وقاطع داخلى لكل حرف من الحروف التى كان الرجل ينطق بها لمعالجة ماكان يعتقد أنه قصور وتقصير يمارسه البعض فى حق آداء صلاة الصبح حاضراً مع الجماعة فى المسجد . فأنا لم أعتد فى بلدى من خطيب أو امام مسجد أن يهدد أو يتوعد من لا يصلون فى المسجد حاضرين مع الجماعة . كبرت فى دماغى المسألة فتماديت فى التغيب عن آداء صلاة الصبح حاضراً فى المسجد وليحدث مايحدث .

وذات يوم فوجئت بذلك المطوع عقب صلاة العصر يقترب منى ويهش ويبش فى وجهى بابتسامة عريضة ليست من طبيعته ثم يوجه لى دعوة شخصية لتناول طعام العشاء معه فى منزله بعد صلاة عِشاء ذلك اليوم . الحقيقة أننى كنت أتمتع بمنزلة خاصة عند جميع أهل تلك القرية من سعوديين وغير سعوديين ، حتى أن أمير تلك القرية تمنى ذات يوم لو أننى كنت سعودياً مثلهم عندما قال لى فى معرض حديث دار بيننا : ( ليتك كنت سعودى يا أبو......) ، فسألته يومها : ( ليش تقول هادا ياأبو مطلق ؟ ) فرد مبرراً : ( ياخوى..ماانته متل هادول المصريين اللى مايجون الا منشان المصارى ! ) قلت له : ( كل الناس مصريين وغير مصريين يشتغلون منشان – من أجل – المصارى ياأبومطلق ! ) فرد بعبارة لا أذكر نصها ولكن مضمونها مازال عالقاً فى ذاكرتى ومفادها أن غالبية المصريين الذين عملوا ويعملون بتلك القرية كان الفرد فيهم على استعداد لفعل أى شىء حتى ولو كان مخلاً بالشرف والكرامة فى مقابل الحصول على المال . والحقيقة أننى لمست ذلك بنفسى عندما قام ابن الكفيل السعودى بضرب أحد العمال المصريين العاملين فى مزرعة والده بلكمة قوية من قبضة يده أطاحت بسنتين من أسنان العامل المصرى وخلعتهما من مكانهما . فما كان من العامل المصرى الا التنازل عن حقه وكرامته مقابل ألفاً من الريالات ثمناً لكل سنة من السنتين ، بدلاً من المضى فى الاجراءات القانونية والشرعيه تجاه ابن الكفيل الذى يعمل فى مزرعته . المهم..نعود الى المطوع " أبوفالح " الذى هش وبش واستقبلنى بترحاب عالٍ لكنه مصطنع فى مضيفته بعد صلاة عشاء ذلك اليوم . كان الأكل دسماً ، إذ كان عموده الفقرى هو لحم الضأن القابع على تل من أرز الكبسة الهندى الغارق فى الدهن والمطعم بالعين جمل والمكسرات وقطع الياميش وغيرها من المشهيات مما لا تسعفنى الذاكرة لاستحضار أسمائه .
بعد الانتهاء من تناول الطعام وغسل الأيدى وأثناء تناول القهوة فتح الرجل معى حواراً مازلت أذكر أبرز مادار فيه .

المطوع : ترى..انك يا( أبو....) رجَّال – يقصد رجل – طيب وقلبك ماشالله عامر بالخير .
أنا : " وقد أحسست بغبطة مباغته فى داخلى " أرجو من الله أن أكون عند حسن ظن الناس بى .
المطوع : ياخوى ...حِنا – يقصد نحن – لينا الضاهر والخافى لله...وضاهرك يقول انك من الركع السجود اللى يخافون الله .

رغم احساسى بالارتياح النفسى العام تجاه أهل تلك القرية من سعوديين وغير سعوديين ، الا أننى تشككت ان كان ذلك المطوع يعنى حقاً كل كلمة أطلقها من فمه فى وصفى أم أنه كان يقول شيئاً ويقصد عكسه كدأب بعض الدعاة الدينيين الذين ينتهجون أسلوب الاطراء والمديح والثناء على أفعالك حتى ولو كانت مخالفة تماماً لما يؤمنون به ، وذلك كتكنيك دعوى يعتمد على استمالة الفرد قبل الشروع فى أدلجة وبرمجة فكره ثم اقتياده بعد ذلك وحشو رأسه بما يريدون من الفكر الذى يرون أنه يخدم نهجهم وأيديولوجيتهم الدعوية ، حتى ولو كان بعض الذى يؤمنون به ايماناً راسخاً يتعارض مع أبسط حقوق الانسان فى الحرية والكرامة والاستقلالية وعلى رأس تلك الأشياء حرية الاعتقاد والتفكير والتعبير . انتزعنى ذلك المطوع من أفكارى عندما باغتنى قائلاً :

المطوع : ترى...انك تسهر واجد – يقصد طويلاً – بعد صلاة العشاء يا( أبو.... ) !

عندما يكون الانسان البسيط فى حالة وجدانية غير طبيعيه ينظر الى هؤلاء الدعاة على أنهم على صلةٍ ما بشكل أو بآخر مع الله القادر على كل شىء والذى لا يخفى عن علمه شىء ، ويبدأ الانسان فى استحضار ذلك التراث الدينى المتغلغل فى وجدانه والمسيطر على وعيه وعقله والقائل بأن ( أولياء الله مكشوف عنهم الحجاب ) ، أى أن الله يطلعهم على أسرار خفية لا يعلمها سواه ولا يطلع عليها أحداً سواهم . كان من الممكن أن يتسلل الى وجدانى فى تلك اللحظة ويملك علىَّ عقلى ويشل تفكيرى أن ذلك المطوع من أولياء الله المكشوف عنهم الحجاب بدليل أنه يعلم أننى أظل ساهراً أغلب الليالى بعد صلاة العشاء حتى الثانية والثالثة صباحاً ..خاصةً وأننى كنت أسهر الليل وحيداً بمفردى فى بيت طويل عريض لا تجاوره أية بيوت من جهاته الأربع . ..بل ان أقرب البيوت الى البيت الذى كنت أسكنه كان بينى وبينه أراضٍ فضاء لا يقل طولها عن مائة وخمسين متراً . ..كارثة لو كان ذلك المطوع من أولياء الله المكشوف عنهم الحجاب ! لابد أن الله قد كشف له سرى لحكمة لا يعلمها الا هُوْ ! بل ربما جعله يرانى بقلبه وهو فى خلوته وأنا أسهر أمام جهاز التلفاز لمتابعة أفلام السكس التى كنت أعرضها بواسطة جهاز الفيديو الذى اقتنيته خصيصاً لذلك الغرض ! ومع ذلك طمأنت نفسى بأن أولياء الله لا يفضحون عباد الله على رؤوس الأشهاد ، وأن ذلك المطوع ربما قصد باستضافتى على العشاء أن يصلح من حالى وشأنى بطريقة غير مباشرة كما هو دأب الصالحين من أولياء الله ( هكذا كنت أنظر لكل من أطلق لحيته وواظب على آداء الصلوات الخمس حتى ظهرت فى جبهته زبيبة السجود) . انتزعنى المطوع من شرودى مرة أخرى عندما كرر سؤاله :

المطوع : ايش بيك يا ( أبو .... ) ؟ ...ياخوى السهر واجد يضيع على المسلم صلاة الصبح حاضر مع الجماعة !

تلكأت فى اختيار الرد المناسب ، لكن احساسى أنه يتدخل فى شأن يعتبر من أخص خصوصيات الانسان جعلنى ألفت نظره الى ذلك بطريقة لطيفة عندما قلت :

أنا : كل العباد مقصرين...وصلاح الأحوال على الله وحده..

وتعمدت التشديد وتكرار جملة ( وصلاح الأحوال على الله وحده ) .

بالفعل كان يقينى أيامها راسخاً بأن البشر جميعاً لا يملكون من أمورهم شيئاً ..حتى أنا الذى كنت أواظب مااستطعت بالنهار على آداء الصلوات الخمس باستثناء صلاة الصبح ، وأواظب كل ليلة مااستطعت بعد صلاة العشاء على متابعة ومشاهدة الجديد من الأوضاع الجنسية من خلال أفلام البورنو التى كان يزودنى بها أحد العمال الحرفيين الباكستانيين ؛ حتى أنا كنت أيامها أعتبر ذلك الوضع المتناقض هو امتحان من الله ولا شأن ولا ارادة لى فى حدوثه ..فضلاً عن تغييره .

انكمش شىءٌ ما داخل الرجل وتضاءل وهو يؤمن على كلامى قائلاً :

المطوع : أى والله يا ( أبو....) ..كلنا مقصرين....الا من رحم ربك.

صمت برهة قصيرة ثم استطرد :

المطوع : لكن ياخوى ...حق المسلم على المسلم...اننا نذكر بعضنا.

الرجل يعلم تمام العلم أننى كنت أحفظ منه للقرآن ، وكثيراً مارددته عندما كان ينسى بعض الآيات ويتخطاها عندما كان يؤمنا فى الصلاة ، لذلك رأى أن من الحصافة أن ينهى هذا الموضوع معى ببعض العبارات التودديه عندما قال :

المطوع : ليتك ياخوى...تداوم على صلاة الصبح حاضراً مع الجماعة...حنا نذكر بعضنا.
قلت :
أنا : انشاءالله يا ( أبوفالح ) .

ودعته مسرعاً الى خارج المضيفة بعدما وسع لى طريقاً ، وانطلقت بسيارتى الى المنزل وأنا أنهب الأسفلت حتى ألحق بمشاهدة مجموعة أفلام البورنو الجديدة التى كان الباكستانى قد وافنى بها ظهيرة ذلك اليوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عزيزي يا أبو... زاهر الزمان المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 7 / 18 - 10:53 )
ليس هناك أدنى مشكلة عند المسلم
يخالف وصايا الله من هنا ثم يصلي ويزكي ويتصدق من هنا والحج أكبر مخرج لهم من كل ورطاتهم
ليس هناك ما يؤلمني يا أخ زاهر قدر سماعي هؤلاء الأجلاف عندما لا يجدون ما يصمون به المصري فيقولون
هؤلاء آكلو الفول والطعمية
جئتُ من بلد الفلافل والفول التي تحتل مكانا مميزا في نفسي وأراهم في بلدي كيف يغمسون الأيادي في صحون المدمس وكيف يتشبرقون بسندويشات الفلافل
بئس ما قاله أبو مطلق
هذا التبجح وإشعار الآخر بالتفوق لن تراه إلا عند أهل الخليج، وبعبارة أخرى أهل الجزيرة العربية وما حولها، وبعبارة ثالثة الجزيرة المحاطة ببحار الجهل والخرافة والأمية ، ولم يفتح أصلا عيونهم إلا المصريون
المصريون كانوا أول البعثات العربية التي ذهبت لتفتح مخهم على العلم والمعرفة، ثم تبعتها الجاليات العربية الأخرى، لم يذهب العرب للشحادة
كنتم تأخذون حقوقكم مقابل إعطاء خدماتكم ومعرفتكم، مش بالبلاش
وإذا كان الشعب المصري آكل الفول والطعمية، فهو نفسه قد علمهم كيف يمسكون بالشوكة والسكين والملعقة
علمهم الحرف كيف ينطق وكيف يكتب، بل علمهم كيف يدخلون للمرحاض يوم بنى لهم عماراتهم بكده وتعبه
يتبع من فضلك


2 - تابع ، الأستاذ زاهر زمان المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 7 / 18 - 11:01 )
هذه الروح العنصرية تربوا عليها للأسف ويعاملون كل العرب بهذا الشكل ، لكنهم من باب تخفيف الدم والتهاضم الممجوج يتقصدون دوما المصريين
نعم .. نحن آكلو الفول والطعمية ولنا الفخر واللي ما عجبو يشرب مية الخليج كلها وصحة على قلبه
أينما ذهب المصري في العالم العربي تراه محبوبا إلا عند هؤلاء العنصريين
فضل المصري لا ينكره إلا كل أعمى قلب وعين ومخ ، ومن أين لهم التبصر وقد غشيهم الجهل ؟ وعمى قلبهم المال ؟
يظنون أننا جئنا لنستحل بلدهم وهم لا يعلمون أنهم استحلوا العالم بجهلهم
يا لسخافاتهم وسطحيتهم
شكراً لمقالك الجميل ولك احترامي


3 - هم حريصون على التمايز فى وجود يهمشهم
سامى لبيب ( 2012 / 7 / 18 - 13:55 )
ها قد عاد شيخنا الرائع للكتابة ثانية ويبدو أنه قد تلمس عتابى على القصور وإهمال كتابة المقالات فى مقالى الحالى
مقالك يحمل سيرة ذاتية ليست مغرقة فى شخصنة الحدث بل تقدم من خلالها رؤية ومعنى وقيمة بطريقة سلسلة ولعل مقالى- النهى عن المنكر كمنهجية وصاية-يأتى فى سياق مقالك وإن كنت أرى ان اسلوبك الرائع فى التعاطى يجعل الفكرة والمفاهيم تتسلل بشكل أعمق وسلس
فكرتك جعلتنى بالفعل أتحسس رؤية محددة أتلمسها فى كافة المؤمنين عندما يكون الدين حاضرا سواء اكانوا مسلمين او مسيحيين كما فى بلادنا فتجد الحرص الغريب والصارم على ممارسة الطقوس لتصبح الأمور مبرمجة تصل إلى عبادة صنم الطقس ذاته وأداءه بشكل روتينى بغض النظر عن مصداقية تعايشه والتفاعل معه
ارى حرصنا الشديد ان نمارس الطقس وياليتنا نعلن عنه فى الجرائد فنحن تقاة محترمون - نحك الجباه حتى تظهر الزبيبة فألا يقول القرآن سماتهم على وجهوهم
نفس التطفل الغبى تجد الجميع يمارسونه فأنت لا تصلى ولا تصوم لتبدأ الأمور بالنصح فالتوبيخ لتصل فى حالات إلى القطيعة والنفور
هم يا زاهر حريصون على المظهر وليتشرنقوا داخله ويحسوا بتمايزهم فهذه هى المتعة الباقية فى وجود يهمشهم


4 - الكاتبة الرائعه ليندا كبرييل 1
زاهر زمان ( 2012 / 7 / 18 - 14:06 )
عنصرية العرب هى التى جعلتنى أعيد البحث والدرس فى الدين الاسلامى بتجرد وبعقل مفتوح . التراكمات الوجدانية التى تدور حول مثالية الاسلام وكماله وكمال محمد بن عبدالله والتى تم غرسها فينا ونحن أطفال صغار وعقولنا كصفحة بيضاء كانت تغل العقل بالأصفاد..دار صراع مهول بين الأضداد فى داخلى جعلنى كمن يسير على طريق الأشواك أو بساط من الجمر...الأمر لم يكن سهلاً أو هيناً بالمرة..خاصةً وأن ذاتى وكيانى الوجدانى والنفسى والفكرى كانا قد تشكلا على مدار عمر بأكمله بين آيات القرآن وأحاديث محمد وسيرته..لم أسمع يوماً أحداً من أهلى أو عشيرتى أو أصدقائى أو زملائى يبدى ولو حتى تذمراً عابراً تجاه ماتبثه وسائل الاعلام أو وعاظ المساجد من تمجيد وتقديس وتنزيه مطلق لكل حرف جاء به محمد سواء فى قرآنه أو مارواه الرواة عنه من أحاديث..بل جميعهم وعلى اختلاف مستوياتهم الثقافية والتعليمية يؤمنون على كل حرف يخص الاسلام ويسلمون بصدقه وطهارته دونما أدنى اعمال للعقل..يبدو أننا أمة فقدت عقلها منذ ظهر فيها محمد بن عبدالله ..
يتبع


5 - الكاتبة الرائعه ليندا كبرييل 2
زاهر زمان ( 2012 / 7 / 18 - 14:41 )
ومع ذلك وفى غمرة ذلك الطوفان الذى كان يحيط بى كان عقلى يتوقف بين الفينة والأخرى عند بعض الاشارات المتعارضة مع العقل والمنطق والواقع بل والنفس البشرية . ومن ذلك حديث الذباب الذى ورد عن محمد بن عبدالله فى صحيح البخارى وهذا نصه ورقمه فى صحيح البخارى : [ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ مَوْلَى بَنِي تَيْمٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ مَوْلَى بَنِي زُرَيْقٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ ثُمَّ لِيَطْرَحْهُ فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ شِفَاءً وَفِي الْآخَرِ دَاءً».(5336).] والغريب أن بعضهم زعم أن أحد علماء الألمان أجرى تحاليل ميكروسكوبيه على جناحى الذبابة فوجد أن أحد الأجنحة عليه ميكروبات قاتلة والآخر عليه المصل المضاد لتلك الميكروبات ! وزادوا فى زعمهم كعادتهم بأن ذلك العالم أشهر اسلامه على الفور ! لماذا يختلقون ويكذبون ويلفقون ؟
يتبع




6 - الكاتبة الرائعه ليندا كبرييل 3
زاهر زمان ( 2012 / 7 / 18 - 15:02 )
وتوالت الأسئلة كلما برز هناك تناقضاً من نوع ٍ ما ..قضيت فترةً طويلة متأرحجاً بين الشك واليقين..حتى جاء وقت تركت فيه الأمر كلياً وتفرغت لحياتى وهواياتى ..لكن الضغوط السياسية الهائلة التى كانت تمارس ضد مصر من بعض الأنظمة الخليجية وخاصة التآمر القطرى على مصر وأدواته من الاخوان المتاجرين بالدين جعل الأمر يقفز مرةً أخرى الى بؤرة اهتماماتى ..لماذا يصرون جميعاً على تركيع مصر حكومةً وشعباً ؟ وماهى وسائلهم فى ذلك ؟ كانت مثل تلك الأسئلة هى المدخل الرئيسى لاعادة البحث فى جذور كل شىء بمافيها حقيقة الاسلام ومحمد والعرب ..أستطيع القول أننى أعدت دراسة وتقييم كل الثوابت التى نشأت وتربيت عليها ..وكانت الظروف تساعدنى وخاصة عندما عثرت على موقع الحوار المتمدن ذات يوم عندما كنت أقلب فى جميع الروافد التى تمكنى من اعادة تقييم الأمور بشكل عقلانى وموضوعى وواقعى ..وأخص بالذكر كتاباً رائعين كالمفكر والفيلسوف سامى لبيب وشامل عبدالعزيز ومحمد الحلو وعهد صوفان وكامل النجار وغيرهم ممن لا تسعفنى الذاكرة بهم جميعاً
تحياتى لك أخت ليندا كبرييل


7 - منورين والله
عبد الحسين طاهر ( 2012 / 7 / 18 - 15:06 )
تحياتنا للاساتذة زاهر زمان وسامي لبيب..تحية وحب وتقدير من القاب والوجدان

عبد الحسين طاهر من العراق


8 - الرائع والمفكر الفيلسوف اللبيب / سامى لبيب
زاهر زمان ( 2012 / 7 / 18 - 15:32 )
أجل هم حريصون على التمايز فى وسط يهمشهم ، ولكنه تمايز سلبى وليس ايجابى ! فغالبية مايمارسه المتدينون من طقوس هو مضيعة للوقت وتبديد للجهد وتكبيل للعقل وترسيخ لنزعات التواكل والاستسلام والهروب من مواجهة الواقع وصعوباته وتثبيط عزائم وارادات عن محاولة التغلب على تلك الصعوبات لحل المشكلات وتذليل المعوقات بأسلوب علمى واقعى وموضوعى يعتمد الاستفادة من امكانات البيئة والموارد وفق خطط تنموية مدروسة . بل ان أغلب هؤلاء يتحايلون على الهروب من عملهم والقيام بواجباتهم بحجة أن موعد الصلاة قد حان ولابد من آداء الفرض فى وقته كما فعل ذلك المعتوه الذى وقف وأطلق الآذان أثناء انعقاد احدى جلسات مجلس الشعب المصرى المنحل بحكم المحكمة الدستورية العليا . عموماً لا غبار عليهم فيما يعتقدون أو أن يفعلوا مايريدون شريطة ألا يحرضهم ذلك على الآخرين المخالفين لهم فى اعتقادهم وأن يتعلموا كيف يتعايشون مع الآخر بشكل سلمى يحفظ للجميع حقوقهم ويصون حرياتهم ، وان كنت أشك فى استطاعتهم القيام بذلك ، فالكثير من نصوصهم المقدسة تفرض عليهم عكس مايراه العقل السليم.
تحياتى ودمتم للتنوير والتثوير


9 - نورك ونور أهل العراق ياأخ عبدالحسين
زاهر زمان ( 2012 / 7 / 18 - 16:57 )
انه نورك ونور العراق الشامخ وحضارته التليدة أخى عبدالحسين طاهر.
تحياتى لك ولشعب العراق الشقيق


10 - الحقائق متى تظهر
احمد البابلي ( 2012 / 7 / 19 - 20:44 )
هلا بيك وبعودتك للكتابة
في المقال اعلاه اظهرت حقيقة ثابتة وهي ان الشعوب التي تدعي لنفسها انها عربية فهي ليست عربية ابدا,, واني اتمنى ان تقود رايا للكتابة في هذا الموضوع للتنوير واثبات الحقائق لهذه الشعوب المخدوعة في انتمائها لتتمكن من الانتماء الى اصلها الحقيقي والذي لا يقبل الزيف..بدايتا باللغة والدين والذين لا يمكن ابدا ان تكون سببا في تغيير القومية ولو كانت الاديان واللغة سببا في التغيير لاصبحت كثير من الدول الافريقية والاسيوية فرنسية او انكليزية او روسية اواسرائيلية لان هذه الشعوب تتكلم لغة ودين المحتل... وهكذا كيف يكون السوداني والمصري والعرافي والشعوب في شمال افريقية كلها عربية ..الى اين ذهبت هذه الشعوب التى كانت في هذه الدول بعد الاحتلال الاسلامي هل تبخرت ام ذهبوا الى كوكب اخر.. لنفرض ان هذه الدول تم تفريغها من شعوبها وبدأ العرب بالتكاثر بالطرق الاسلامية بتعدد الزوجات والمسيار والمتعة والى اخره هل كانت كافية لاملاء هذه الدول بالبشر ولو كان كل عربي بالقوة الجنسية ما لنبيهم والتي تعادل بقوة 40 رجلا كما يدعي المأمنون بالنبي الخارق القوة..والان علم الجينات بالمرصاد


11 - الموضوع استغرق قرون أخ أحمد البابلى
زاهر زمان ( 2012 / 7 / 20 - 17:38 )
لم يتم تعريب لغة الشعوب التى استعمرها غزاة الجزيرة العربية بواسطة المصاهرة أو تفريغ تلك الدول من سكانها الأصليين ، وانما كل الذى حدث هو تغلغل الغزاة العرب فى كل شبر من أراضى الدول التى استعمروها فكان للوالى نواب عرب أيضاً ينوبون عنه فى الأقاليم التابعه لولايته ..وقام هؤلاء بانشاء المساجد والكتاتيب التى تعلم السكان الأصليين لغة القرآن والحديث التى هى اللغة العربية وظل هذا الأمر معمولاً به لقرون ..وكانت الهبات والعطايا تمنح للفقهاء والوعاظ بالاضافة للمكانة السامية التى كان حكام العرب ومن ينوبون عنهم يولونها للقائمين على تدريس الدين الجديد ولغته ..ولما كانت أعداد السكان مناسبة وكان على كل قرية مسئول عربى وله بطانه عربية بها عرفاء يقيمون شعائر الدين الجديد فقد كان من السهل حشر سكان القرية بأكملها فى الصلوات الخمس والمناسبات الاسلامية مما ساعد بالتدريج عل احلال لغة الغزاة محل اللغة الأصلية للشعوب المستعمرة ! لكن الدم والعرق لا زالا غير عربيين
تحياتى


12 - العرب قبل الاسلام
علاء الجندي ( 2013 / 1 / 7 - 17:37 )
هنالك خطأ يقع به الكاتب وغيره. العرب واللغة العربية كانت قبل الإسلام. وتكلم العرب اللغة العربية في بعض البلدان قبل أن يحتلها بدو الاسلام بمن فيهم بعض المصريين. ولا أعتقد أن لغتك كانت الهيروغليفية عندما قدم الارهابي عمرو بن العاص.
شعوب كثيرة كانت عربا تتكلم العربية ويدين بعضها بالمسيحية قبل أن يأتي الغزو البدوي الهمجي ليمحو الثقافات الأصلية لتلك الشعوب. ولكن هذا لا يعني أن اللغة العربية نفسها أو العروبة نفسها في قفص الاتهام البدوي الهمجي الصحراوي.
أرجو أن يتنبه الاخوة العلمانيون لهذه الغلطة.
أنا أصر بنفس الوقت على عروبتي ولغتي وأنكر البداوة التي أتى بها محمد ودينه الإرهابي


13 - السبق التاريخي للقبطية والسريانية قبل العربية
ليندا كبرييل ( 2013 / 1 / 7 - 19:45 )
السيد علاء الجندي يقع في خطأ فادح
يُرجى البحث في غوغل
قال المستشرق الفرنسي رينان: إنَّ الآرامية في القرن السادس ق.م طمست كل اللغات التي سبقتها وأصبحت اللغة الأولى، خلال أحد عشر قَرنا والمعبر الأول للعقلية السامية
وظلت السريانية اللغة الرسمية السائدة حتى العصر العباسي حيث ساهم السريان بدور كبيرفي ترجمة الفكر اليوناني
واقتبس العرب الخط من السريان ومعظم مفردات العربية التي تتكلم بها يا سيد علاء تنحدر من السريانية وتتشابه إلى حد كبير
أما القبطية
نقلا من مقال تاريخ اللغة القبطيةا
معروف تاريخيا مراحل تطورها هي الكتابة الهيروغليفية فالهيراطيقية فالديموطيقية وهي مأخوذة عن القبطية بإعتبارها الأصل، وظلت القبطية لغة رسمية في الدواوين والسائدة إلى جانب اليونانية بين المصريين حتى بعد الفتح العربي لمصر عام 640 م
وتلقت ضربة قاصمة على يد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله(996- 1021م) الذي أصدر أوامره بإبطال إستخدامها نهائيا في المنازل والطرقات العامة أيضا، ومعاقبة كل من يستعملها بقطع لسانه،فقد ضيق على السيدات بالبيوت، بأمره بقطع لسان كل سيدة تتكلم بها مع أولادها
كأنكم لا تقرؤون التاريخ جيدا
شكرا


14 - يا سيدة ليندا
علاء الجندي ( 2013 / 1 / 7 - 20:18 )
هل تريدين التكلم بالهيروغليفية أو فرض القبطية على المصريين الان؟
ما الاختلاف بينك وبين عمرو بن العاص أو الحاكم بأمر الله؟
ما أقوله أن اللغة العربية والهوية العربية وجدت قبل أن يوجد الإسلام وبأنني سأستمر بالتكلم بالعربية والقول أن اصولي عربية ولن اعتنق الإسلام ولا الفكر البدوي التكفيري ولك لغتي وهويتي ستبقى عربية .
أرى انكم تعودتم رفض كل من يرفض ما تقولونه ... فما الذي تريدينه يا سيدة ليندا من درس التاريخ الخاطئ في تعليقك أعلاه؟
هل تقولين أن الاسلام اخترع اللغة العربية؟ أو أن البدو أول من تكلم العربية؟ أو أن العرب لم يكونوا موجودين قبل محمد؟
ام تريدين المعارضة هكذا نكداً لأجل المعارضة فقط؟


15 - السيد علاء الجندي المحترم
ليندا كبرييل ( 2013 / 1 / 7 - 20:52 )
لا~ لا، لا أعارض للنكد، فهذا أبعد ما يكون عن طبعي
الهوية العربية سأتركها لك، لكن اللغة العربية ؟
وحضرتك تعلم أنها ليست اللغة الأم، والأبحاث تثبت أن معظم مفرداتها جاءت من السريانية
أرجو أن تقرأ الكثير من الأبحاث في هذا الموقع عن هذا الموضوع
إذن ؟ ماذا درسونا؟
هل نصدقك أم نصدق أساتذتنا وكتبنا وتاريخنا؟
طبعا الهيروغليفية اندثرت ومعها القبطية، ولا أطالب بها، أما السريانية فما زالت مستعملة بين أهلها في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والجاليات المهاجرة
أيضاً لا أطالب بها كلغة رسمية كما كانت حتى العهد العباسي
لكني أقول أنها كانت اللغة الأولى والرسمية( رغم وجود العربية )، وكذلك اليونانية والقبطية قبل مجيء الإسلام
بالمناسبة
أفخر باللغة العربية وأعشقها يا سيد علاء ، هذه اللغة التي توضحت مع بدايات الإسلام وكان لأبي الأسود الدؤلي الفضل في تنقيطها وتشكيلها حتى يعرفوا كيف يقرؤون القرآن
تحياتي

اخر الافلام

.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah