الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لولا الخزرجي وأمثاله لما دام صدام

صلاح كرميان

2001 / 12 / 9
حقوق الانسان



تتردد هذه الايام أصوات وصيحات هنا وهناك محاولة التصدي للجهود الحثيثة الرامية الى تعرية الجناة وكشف النقاب عن تورطهم في الممارسات الاجرامية بحق الالاف من الابرياء من أبناء الشعب العراقي بعربه واكراده وسائر أقلياته، مدافعة عن أحد المجرمين من أركان النظام العراقي، الا وهو المجرم نزار الخزرجي رئيس أركان الجيش السابق في القوات المسلحة العراقية والموجود حاليا في الدانمارك.وكانت آخرها ما نشرته( الزمان) في عددها الصادر يوم الاثنين 15 اكتوبر(تشرين الاول)2001 للكاتب محمد عباس عبدالحسن الشمري.

يستهل المدعو الشمري سطوره بابداء بالغ الاسف ( للحملة الظالمة ضد إنسان نزيه وبرئ مثل الفريق الركن نزار الخزرجي)، مدعيا تلك الحملة محاولة لتشويه سمعته ضمن حملة كيدية وتسقيطية كالتي تمارس من قبل عملاء المخابرات العراقية. وقد ذهب كاتب السطور الى ابعد ممن سبقوه من المعارضين لسلطة النظام والمشاطرين لممارساته الاجرامية حين أضفوا على الخزرجي صفة الشخصية البارزة في وطنيتها.

ليس بخاف على أكثر الناس سذاجة أنه لا مكان لأي معارض أو حتى لأي شخص لا ينتمي الى حزب السلطة ضمن صفوف الضباط في جيش العراق ( العقائدي). ولقد راحت الالاف منهم ضحية رفضهم الانتماء الى حزب السلطة أو لمجرد أبداء معارضة لتنفيذ الاوامرالصادرة اليهم. لذا فان تواجد ( الشخصيات الوطنية الشريفة ) في صفوف أركان النظام وقيادات الجيش العليا محض هراء. فبكل بساطة، إن إناطة المناصب المهمة سواء في السلطات المدنية أو العسكرية لايتم الاّ بعد تزكية الاجهزة الامنية والاستخبارية العديدة وبعد التأكد من الولاء المطلق والطاعة العمياء لتنفيذ أوامر النظام الدكتاتوري، فكيف والحال مع موقع رئاسة الاركان العامة في الجيش.

نسأل السيد الشمري ومن يشاطره الرأي كم من الاوسمة والانواط والنياشين قلّد الخزرجي من قبل رأس النظام، وهل كان ذلك تكريما لفيض وطنيته كما يدّعون، واذا كان الحال كذلك أما يعني ذلك أن صداما أكثر وطنية منه كونه يحفز فيه الوطنية والنخوة. ويستشهد السيد الشمري بوجود الالاف من ( أخوانه) الاكراد في قوات الجيوش لمحاربة الاكراد أنفسهم ولسان حاله يقول ليس من حق الاكراد مهاجمة أعوان النظام مادام هناك اكراد قاموا بتلك الادوار، ناسيا أو متناسيا إن الانتماء القومي ليست مقياسا للوطنية والنضال ضد الظلم والطغيان. حين كان الالاف من المأجورين والمرتزقة من المسؤولين ورؤساء العشائر وأفواج الدفاع اللاوطني وحتى أصحاب الاقلام الغير شريفة من الاكراد العملاء للنظام يساهمون بشكل أو بآخر في تنفيذ حملات الابادة الجماعية في عمليات الانفال الاجرامية، كان هناك الاف الشرفاء من العرب يعدمون أو يرزخون تحت التعذيب في زنزانات الاجهزة القمعية للسلطة على طول البلاد وعرضها، لتصديهم لسياسات النظام و وقوفهم الى جانب الجماهير في كفاحهم المستميت لمقارعة الاساليب اللاإنسانية لاجهزة السلطة الحاكمة.

أما لماذا ( أستضافت الادارة الكردستانية نزار الخزرجي وساعدنه على الخروج من العراق) كما يشير اليه السيد الشمري، فهذا يستدرجنا الى بحث آخر لا مجال للخوض في تفاصيله، ولكن يجدر القول بأن الادارتين الكرديتين في كردستان لاتمثلان بالضرورة تطلعات شعب كردستان، ولم تستشراي منهما أبناءه في تنفيذ سياساتها يوما ما، ولا تزال كلتا الادارتين في كردستان ماضيتين في اتصالاتهما مع السلطة على الرغم من ادانة الشعب الكردي لها. لقد سبقت للادارة الكردية في السليمانية أن ساعدت أحد المجرمين من أركان النظام العراقي وهو مدير الاستخبارات العسكرية السابق على الخروج من العراق وتم القاء القبض على الشخص المتورط في عملية خروجه ونفذ حكم الاعدام فيه لاحقا. كما وإن أستدعاء القوات العراقية من قبل الادارة الكردية في أربيل والاستعانة بها في الهجوم على مدينة أربيل في 31 آب 1996 لهو خير دليل على صحة ادعاءنا بعدم تمثيل تلك الادارات لتطلعات الشعب الكردي في كردستان، وان المسألة ليست الاّ تقاسم السلطات ,ادارة التوازنات السياسية.

أنه لمن السذاجة القول إن كل من ينشق عن النظام يمكن ادراجه في خانة الوطنيين ويجب تناسي سجل جرائمه، هل يجدر أعتبار حسين كامل وشقيقه ولاحقا علاء سليمان أبناء عمومة صدام وهروبهم الى الاردن ومن ثم تصفيتهم بعد عودتهم الى العراق وطنيين كونهم انشقوا عن النظام. أو أن بارق عيدالله الحاج حنطة كان وطنيا لكون قد أعدم من قبل النظام. أن مقياس الوطنية لا تحدده تعارض المصالح الشخصية مع متطلبات سياسات النظام وانما تحدده جملة من الاعتبارات والمواقف والمبادئ السامية التي تراعي مصالح الجماهير العريضة من أبناء الشعب المقهور. إن نزار الخزرجي وأمثاله ممن سبقوه وربما اللاحقين به لم ولن يقدموا على قرار الخروج من طاعة النظام الاّ بدوافع الخوف من نقمة الجماهير الغاضبة التي تلظت بنار الارهاب والقمع المتلازمة لممارسات النظام العراقي، وانهم يتوقعون نهاية النظام في ظل الظروف الدولية المتسارعة التي قد تهب رياحها على العراق على حين غرة.

كما هو حال السادة المعارضين والمتعارضة مصالحهم مع سلطة صدام والمتفقين مع النهج الذي يتبناه في تعاطيه مع المسائل القطرية والاقليمية، يدعي السيد الشمري أن عمليات الانفال والقصف الكيمياوي لحلبجة ( من صنع وتنفيذ اثنين متورطين بكل الجرائم، صدام جسين وابن عمه علي حسن المجيد الملقب بالكيمياوي )، نقول لهؤلاء أن هذا التبرير اللاعقلاني ليس الاّ محاولة يائسة لتبيض الوجوه القبيحة وذر الرماد في العيون وطمس واضح لمعالم الحقيقة الساطعة. أنهم أدرى من غيرهم أن صداما وأبن عمه المتخلف حضاريا علي حسن المجيد لم يهدما قرية ولم يفجرا قنبلة كيمياوية بأياديهما، بل أنهما أصدرا الاوامر بذلك الى المجرمين من أمثالهما من المسؤولين العسكريين والحزبيين أمثال الخزرجي والذين كانوا يتسارعون الى تنفيذها على أمل نيل هبات و مكرمات قائد الضرورة من الاوسمة والانواط وقطع الاراضي والسيارات الفارهة.

أذا كان الامر كما يدعي هؤلاء فهل يحق القاء تبعات جرائم القاء القنابل الكيمياوية على حلبجة والقرى الكردستانية على عاتق صدام وابن عمه وتبرئة الطيارين الذين نفذوا تلك الاوامر أو عدم تحميل القادة والامراء الذين سحقوا إرادة الشعب، مسؤولية المجازر الوحشية التي ارتكبوها بعد قمع الانتفاضة في قرى ومدن الجنوب وكردستان بحجة تنفيذهم للاوامر الصادرة اليهم من الجهات العليا.

ختاما نقول لهؤلاء، أخس فان محاولاتهم عقيمة ولا تجديهم نفعا ولا يمكن تغطية جرائم من لطخت أياديهم بدماء الالاف من الابرياء وليس بامكانهم حجب نور الشمس بالمنخال وان مدى ما عانتها الجماهير المحرومة كفيلة بملاحقة المتورطين من أمثال الحزرجي الذين لولاهم لما دام صدام ولاطالت معاناة العراق و شعبه.

18/10/2001









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة


.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا




.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب