الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القابض على دينه

نادين البدير

2012 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



قبل أيام كتبت أسطراً عنونتها بالتالى «اللهم إنى ليبرالية صائمة» تألمت ضمنها لزمن القطيع الذى نعيشه عربياً. لكن الوصف لم يعجب البعض الذى توقف عند كلمة (قطيع) بغضب. ولم يكمل المقال، كان واضحا من ردوده أنه لم يكمل المقال. والبعض الآخر لم يقرأ المقال كعادته، بل اكتفى بقراءة الغير له، متبعاً بذلك تقليدا عربيا شهيرا فى الحصول على المعرفة بالاعتماد على النقل وحدثنى فلان ونبأنى فلان. أما البعض فلم يجد إلا نقد أدوات الربط بالمقال، فوقف يدافع عن الفاصلة والنقطة. ليس مسموحاً له الخوض بأكثر من حديث عن الفاصلة والنقطة.

لا أشرح نفسى مرتين. ولا أريد إهدار الوقت بتفسير قصدى كل مرة. لكنى سألخص رأيى سريعاً.

أراه عضواً فى القطيع ذلك الذى يفكر بعقل الجمهور (وهل للجمهور عقل واحد؟)، يقف أمام الأحداث والأشخاص مصدوماً بلا موقف، يهرع لتقليب المحطات وأرقام الهواتف بحثا عن رأى يرشده أو ينقذه. يجده أخيراً بيد الداعية الشهير، ثم يسير يردده وقد يدافع عنه حد الموت، أما فى داخله فيعلم تماماً أنه تابع غير مستقل أوكل مهمة التمييز والتفكير لأناس آخرين.

كيف صار للجمهور عقل واحد؟

لا تصدقوا أن فى توحد الرأى دلالات لوحدة عربية، فليس مثلنا أعداء لبعضنا. وقدموا كل شرح، لكنى لن أصدق أن ذلك التوحد يتم عن وعى أو ينم عن وعى.

أراه أيضا عضواً فى القطيع ذلك الذى لا يقرأ أو يخشى القراءة خوفاً على عقيدته من أن يصيبها الضعف. وتصنفه الطبيعة عضواً فى القطيع ذلك المعلق بين السماء والأرض، الذى يصدق أى شىء. إنسان نسى أن بداخل رأسه مكاناً للنقد أو الشك وقدرة على التمييز.

الذى لا يشك جزء مهم من القطيع.

رفضوا استشهادى بآيات التدبر والتفكير. ألم أقل لكم إنى ليبرالية صائمة؟ لكنهم لا يمنحون الحرية الحق فى الصوم. لا يصدقون أن ليبرالياً له علاقة مع الروح. الإيمان بتفكيرهم الأوحد مناقض للحرية. الإيمان لديهم منحصر فى عبودية الوعاظ وأوراق المفسرين. لذا فقد رفض إيمانى ذاك الذى بيده مفاتيح المغفرة، ذاك الذى عينته الهمجية وكيلاً سماوياً يعلن على الملأ من يدخل الجنة ومن يدخل النار.

وأنا لا أزعم أن الكون أوكلنى مهمة تصنيف البشر، لكنى أزعم أن اتصالى أقوى من اتصالهم مع الكون والسماء. لأنى أتصل مع الله مباشرة من خلال القرآن فيما يتصلون به من خلال فلان وفلان وابن فلان.

ولا أزعم أنى أتكبر على المجتمع، لكن ولائى له يجبرنى على ممارسة الصدمات معه حتى يستفيق، لأن الثائرين مع الأسف لم يوقظوه، فقد قلبوا كراسى الحكم دون أن يقلبوا الفكر المجتمعى الذى أنتج أنظمة الحكم (ابنة المكان).

ما الفارق بيننا وبين الكائنات الحية الأخرى؟ الوعى هو الفارق. فإذا انعدم الوعى أو تنازل الإنسان عنه طوعاً يكون القطيع هو الوصف الأدق للحالة. فاغضبوا أو اصرخوا، لكن آمل أن يكون تفكيركم بكلمة وعى أكثر من غضبكم وانشغالكم بكلمة قطيع. وكونوا كالقابض على دينه فى زمن الارتداد والفوضى والتحولات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القابض على عقله
نور ساطع ( 2012 / 7 / 25 - 07:25 )

سيدتي نادين البدير المحترمة

تحية عقلية كعقلك المنور دائماً

سيدتي نادين يوجد ويعيش بيننا قطيع كبير يحمل عقول كهذه العقول

عقل متجمد لن يذوب

عقل متحجر يحتاج لمطرقة

عقل في علبة معدنية اكله الصدأ

عقل في علبة سردين لم تفتح بعد

عقل منسي على الرف مليء بالغبار

عقل في صندوق مظلم ومقفول للابد

عقل في مصباح سحري لم يسحر بعد

=====================

تحية عقلية لكل العقلاء

***********************************************************************


2 - نادين البديري رمز للعقلاء من المسلمين
جمال الدين سعد ( 2012 / 7 / 25 - 08:06 )
أصابت نادين في تحليلها للعقلية العربية المسلمة التي إتخزلت الدين في السلف وعملت على إلغاء العقل مقابل الحصول على تبريكات وشفاعات العلماء الذين يدعون أنهم علماء .كل من يتبع السلف دون إعمال لعقله هو يهودي لأن كلمة يهود من هاد أي رجع إلى السلف إذاً برأي المتواضع أن السلفية دون إجتهاد يواكب عصرنا تستوي واليهودية من حيث المبدأ.لك مني مليون تحية أخت نادين و لا تحفلي بالنقد غير الموضوعي ولا للذين لا يرون منك إل رأسك السافر برأيهم هم لا ينظرون إلى ما في داخل هذا الرأس من عقل مستنير حفظك الله وإلى الأمام دوماً


3 - ولا يهمك!!
حائر ( 2012 / 7 / 25 - 08:42 )
الرؤوس العربية موجودة لاداء الوظائف المعيشية اليوم يومية،ولا يقع ضمن هذه الوظائف وظيفة التفكير.
فالفم لمضغ الطعام واشباع شهوة البطن .واللسا ن للتلمظ شتم الاخرين وتكرار ببغائي لاقوال الفقهاء الذين يكررون بغباء عنعنات عن عنعنات منذ ما ينيف على الالف عام.
اما باقي الجوارح الموجودة في الرأس فهي تؤدي وظانفها المعتادة ،اضافة الى ما قد يؤدي الى اشباع نزوة او شهوه!!!!
هذه الرؤوس التي عشش فيها الشيطان وفرخ ،هي رؤوس تعتقد ان التفكير حرام ويؤدي بصاحبه الى جهنم ،لهذا لا تستغربي يا سيدتي ان يجابه استشهادك بايات من القران ،يجابههه هؤلاء بالتكفير لان لهم كتاب مقدس اخر او مجموعة كتب مليئة بالعنعنات وبمقدورها نسخ القرأن. وهي كتابهم المقدس ومنها يستمدون شريعتهم التي تحرم التفكير ،التفكر والتأمل!
وعقبال عن المشتهين!!!!!!!!!.


4 - وانت ايضا سيدتي
محسن المالكي ( 2012 / 7 / 25 - 13:24 )
انا ارى انك لا تختلفين عنهم لانك ايضا معلقة بين الارض والسماء فحينما تصومين هذا اعتراف منك بدين محمد وانه نازل من السماء والا لماذا تصومين واذا كان دين محمد جاء من الله فهم على حق اكثر منك وقاعدتهم اصلب منك فانت تقفين على ارض رخوة وانت معلقة اكثر منهم لان الحقيقة واحدة اما ان يكون هناك دين نازل من السماء وهنا يجب علينا ان نطبقه بكل مافيه والا فلا


5 - وانت ايضا سيدتي
محسن المالكي ( 2012 / 7 / 25 - 13:24 )
انا ارى انك لا تختلفين عنهم لانك ايضا معلقة بين الارض والسماء فحينما تصومين هذا اعتراف منك بدين محمد وانه نازل من السماء والا لماذا تصومين واذا كان دين محمد جاء من الله فهم على حق اكثر منك وقاعدتهم اصلب منك فانت تقفين على ارض رخوة وانت معلقة اكثر منهم لان الحقيقة واحدة اما ان يكون هناك دين نازل من السماء وهنا يجب علينا ان نطبقه بكل مافيه والا فلا


6 - منذ الصغر
محمد لطفي ( 2012 / 7 / 25 - 14:28 )
لقد امرونا في بداية كل اسبوع من حياتنا إلى الذهاب إلى الجامع وسماع الخطبة دون ان ننطق خلالها او نطلب دلائل على الإعجاز العلمي الذي يتحفنا به الخطيب بالطبع لن ننقده

إن ما يحدث في دور العبادة هو غسيل مخ بطريقة سماعية تعلمنا ان نسمع وننفذ

ومن يريد ان يفكر فليذهب خارج حظيرة الإيمان


7 - العقل المتدين ليس عقلا أصلا
مالك بارودي ( 2012 / 7 / 25 - 14:38 )
شكرا على هذا المقال، لكن للأسف نحن نكتب لأنفسنا... قليلون هم من يأتون إلى هنا ويتجرأون على قراءة مقال بأكمله، خاصة إذا كان يقول أشياء لم يتعودوا عليها ولم يقلها لهم أحد من قبل.
العلم عن طريق السمع والقيل والقال هي الطريقة التي بني عليها معظم تاريخ المسلمين، لذلك تراه في إنحدار مستمر وفي تدهور لا يحسدون عليه. ولعلها نعمة من عند ربهم أن جعلهم متدهورين ومتخلفين: فبعضهم يعطي لكل شيء تفسيرا لأنه إعتاد نفاق العلماء المسلمين وقلبهم للحقائق... فلا تتعجبي إذا قال لك أحدهم أن الله جعلهم هكذا لحكمة لا يعرفه إلا هو... ولا تضحكي، لأنها حقيقة قناعتهم...
لقد كتبت الكثير عن الإسلام والمسلمين وفتاوى آخر الزمان وعقلية القطيع ونفاق تجار الدين وأوهام المسلمين وعاهاتهم النفسية، ولا بأس أن يكتب كل من يرى خللا في هذه الأمة... فالتاريخ لن يذكر المتخلفين ولكنه قد يذكر من أشاروا إلى العاهات وأرادوا إصلاحها.
يمكنك الإطلاع على مقالاتي في الموضوع على موقعي الفرعي بالحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/m.asp?i=5308
شكرا مرة أخرى


8 - ما هو المخالف؟
عدلي جندي ( 2012 / 7 / 25 - 17:36 )
التعليق المحذوف كان تعقيبا علي تعليق محسن المالكي 4 فالصيام ليس حكرا علي رمضان الإسلامي بل توجد طرق وفلسفات مختلفة وربما الكاتبة إتبعت صياما علي طريقتها الخاصة


9 - بصراحه
عــــــــــــــــابر ( 2012 / 7 / 25 - 23:45 )
اسلوبك صعب ومعقد وفلسفي انتي كاتبه صحفيه ام مفكره لماذا هذه النظره الفوقيه لمجتمعك صعب جدا ان تتغير قناعات وثقافة واتقاليد واخلاقيات مترسخه ومتجذره اعرفهم اكثر منك الوضع كارثي لابد ان نتعايش مع القطيع لو كان الوضع مريع تقبلي سلامي اخت نادين


10 - أستاذة البدير مجتمعنا بحاجة إلى أمثالك كي ينهض
جيني ( 2012 / 7 / 26 - 05:07 )
لا تصدقوا أن فى توحد الرأى دلالات لوحدة عربية، فليس مثلنا أعداء لبعضنا
-------------------------------------
صدقْتِ كل الصدق يخرج المتظاهرون في بلادنا إسأل أي واحد ليش إنت بالمظاهرة ؟؟؟لا يعرف ليش...طلبوا منه أن يخرج فخرج...الشيخ بيطلع بفتوى مثلا (((إهدار دم الفئرىن لأنهم أمة اليهود أو لأنهم شياطين الأرض )))فيقومون بقتل الفئران مع أن العلم والعلماء هم بحاجة للفئران من أجل التجارب العلمية التي تفيد الإنسان..وهكذا الآمر لا يختلف عن القطيـــــع كل من ينساق لأي فكرة دون دراستها ومناقشتها
قال أحد المفكرين :أنا أفكر وأشك وأناقش إذن، أنا موجود
لك كل الإحترام ، لا تهتمي أبدا أنت تضيئين إشعاعا بأفكارك الحرة الراقية


11 - بوركتم
عدنان آل أحمد الحسني ( 2012 / 7 / 26 - 21:06 )
نعم , من المضحك ايضا ان يفكر غيري نيابة عني ويلزمني اعتناق ما يراه عقله هو لا عقلي , الازمة هي ازمة معرفة العقل .


12 - جاليلو هذا العصر: نادين البدير
عابد الالمعي ( 2012 / 7 / 27 - 22:33 )
ربنا لاتؤخذنا بما فعل السفهاء منا.هوني يانادين على نفسك ,والله انك مجرد بروبقندا اعلامية لاتقدمين ولاتاخرين
من ماذا نخاف على ايماننا منك,انخاف من انتاجك العلمي و الادبي الذي ملأت به المكتبات ام من المطولات التي يحفظها الناس ويتسامرون بها,يانادين انت تعشين في وهم كبير ولانقول الا سامح الله من اقنعك انك فلتة زمانك وجاليليو عصرك ,وانا اقول اسالي نفسك سوال بسيط الا وهو :ماذا قدمت للناس والجواب انك قدمت للناس انك تستطعين الزواج من 4 رجال كما تفعل ذلك النساء اللاتي في ...وكذلك اثبت ان الهيئة متوحشين ...ماشاء الله حقيقة وصلت الى شيء لم ولن يصل اليه احد قبلك ولابعدك

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن