الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( قصة قصيرة جدا عن حلمي سالم )

أحمد فرحات

2012 / 8 / 1
الادب والفن



- حلمي سالم
- لقد كان حقيقيا بما يكفي ليُكتب عنه أدب.
- المدخل : كان مستغرقا في شعرية الحدث.
كان بيننا اتفاق قديم على موعد لم يأت ، ذهبت لصيد شيء ما – ربما كان سيحبه في النهاية – وتهت في الطريق ، ووصل الأمر حد الغربة والتشرد ، بين آخر لقاء وهذه اللحظة سنين تكفي ساعاتها لملء الحكايا ، ولكن لا فائدة لذلك على الإطلاق ، فالحياة ليست فنا لغويا.


الأهالي

صعدت السلم المستدير ، لافتة الحزب ، المبنى لم يتغير لازال رثا متماسكا ، بسهولة وثقة لم أشعر بغربة بيني وبينهم وتسللت في ثوان متخطيا كل شيء ، لم يلحظ أحد دخولي رغم التوتر المستمر للمكان كما لم يلحظه أحد من قبل إلا في غيابه.
جلست أمام المكتب منتظرا دقائق ، اطمأننت إلى أن أحدا لم يفهم ما حدث ، قلبت أوراق المكتب المكدسة واحتضنتها قليلا ثم بحثت عن مجلدي ، كنت أعرف مكانه حدسا ( الهاتف – الأعداد – الساعة – فنجان القهوة – ورق – ورق – ورق – ورق ) وجدت كتابي ، كانت الصفحات خالية تماما ، كل الكلام الذي أودعته السطور كان ممحيا..(تناص - تناص // نجيب محفوظ نجيب محفوظ )..ثم أخذوا يحدثونني عن الغياب.
كنت أسمي ذلك المجلد الصغير " التجربة "..كنت أحبها..بالنسبة لي كان أمرا رائعا أن يكون قد قرأ كلامي كاملا...ثم أكملت السير مع ذلك "الراهب" الذابل..كان يرفض الإجابة عن أسئلتي ، " ما يحدث...يحدث..لا ثمة أمل أو مخرج هناك " ، لقد امتد الوميض حتى انطفأ ، لم نفق من الحديث حتى مشت أقدامنا في التراب والرمال والحصى وصار المشي صعبا من جديد كما كان دائما ، كانت إجابته واحدة عن كل سؤال ، وجديدة كإجابة دائما...( اللحظة ديجيتاليزد..كيلو بايت إلخ ).." ما يحدث يحدث لا أمل "
- المَخرج : كان مستغرقا في شعرية الحدث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت
حميد الحريزي ( 2012 / 8 / 2 - 06:56 )
سرد عالي التكثيف والدلالة ، تكنيك رائع ، اصبت الهدف نتمنى لكم مزيدا من الالق

الحريزي حميد

العراق

اخر الافلام

.. الممثلة رولا حمادة تتأثر بعد حديثها عن رحيل الممثل فادي ابرا


.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب




.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي