الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اخر واخطر المراحل الانتقالية في تاريخ البشرية نحو المجتمع الانساني الحقيقي

سعاد خيري

2012 / 8 / 9
العولمة وتطورات العالم المعاصر


اجتازت البشرية عبر تاريخها الذي يمتد لملايين السنين العديد من المراحل الانتقالية البنيوية استكملت خلالها تميزها عن سائر الكائنات الحية جسديا وعقليا. وبدات مراحل تطورها الاجتماعي عبر مراحل انتقالية من ; علاقات الانتاج القائمة على الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وانقسام المجتمع الى طبقات . وتميزت بالثورات الاجتماعية والحروب العنيفة, تكبدت خلالها الملايين من الضحايا وخسائر مادية جسيمة وانجازات عظيمة ولكنها حققت من خلالها تطورات جبارة في قدرة البشرية على البقاء والتطور من خلال التعاييش والتعاطف بل والحب فضلا عن ترويض الطبيعة على الكرة الارضية واختراق الكون الذي لاحدودله ولا بداية او نهاية. وسارت وفق مراحل وقوانين جبرية تمكنت البشرية من التوصل اليها بل والاستعداد لها والحد من جوانبها السلبية وحتى العنفية . في حين تتميز هذه المرحلة الانتقالية بالاستقطاب الشامل لطرفي الصراع. والامكانيات الهائلة لطرفي الصراع واعني البشرية واعدائها الناجمة عن تراكم الخبر والتجارب والاسلحة عبر العهود والقرون. واذ تمكنت الادارة الامريكية من ارجاع شعوب الى القرون الوسطى ومعاقبة شعوب باشكال الاذلال والاستعباد بالحروب والتجويع والارهاب, فقد تمكنت البشرية التوصل الى الطاقة المتجددة والانطلاق في رحاب الكون. ولم يعد بامكان اعداء البشرية حرمانها من منجزات طلائعها في مجالات العلم والتكنولوجيا والطاقة ولا من التمتع بثروات بلدانهم رغم كل اشكال الحصار والمقاطعة والعزل. والاهم من كل ذلك الثقة بقدراتها على البقاء والتمتع بنعم الحياة بل والتطور بدون ولات. بل لم تعد الادارة الامريكية قادرة على اغراء او خداع الشعب الامريكي وزجه في حروبها العدوانية تحت شعارات الحق الالاهي او التفوق العرقي او الاغراء المالي فقد تفاقم التهرب من الخدمة العسكرية والهروب من المعارك وانتحار المجندين من الامريكين او المرتزقة
فلجأت الى اثارة الحروب الاهلية ولاسيما في الشرق الاوسط باعتباره اغنى بقاع العالم بالنفط , تحت شعار*الربيع العربي* مضحية باتباع هرمين, لاخضاع سوريا, البلد العربي الوحيد الذي بقى عصيا على التبعية لهيمنتها , مستغلة التناقضات المتفاقمة بين النظام الدكتاتوري المشارك للطبقات المتملكة للثروة في استغلال جماهير الشعب واستعباده , وجماهير الشعب. فواجهت مقاومة شعبية متصاعدة عبر سنة ونصف من اشكال المعارك التي تثيرها وتديرها عبر مرتزقتها وشركائها حكام قطر والسعودية . فعلى الرغم من ضعف القيادة السياسية الواعية جراء الجمود العقائدي والمضايقات المتفاقمة من قبل النظام والانتكاسة الجبارة للحركات الثورية في العالم, وفشل التجارب الاشتراكية الاولى, فقد استطاع الحزب الشيوعي السوري تعزيز الربط بين السيادة الوطنية والتحرر الاقتصادي الاجتماعي في وعي الجماهير وثقتها بقدراتها على الدفاع عن الوطن . فاطلق العنان للجماهير للابداع في ادارة اخطر معاركها بل اخطر معارك البشرية حيث تواجه الى جانب اخطر اعداء البشرية الامبريالية الامريكية بكل جبروتها العسكري والاقتصادي والايديولوجي من ناحية وجبروت النظام الدكتاتوري وهو يدافع عن دكتاتوريته, ولم يتورع حتى عن التهديد باستخدام الاسلحة الكيمياوية والبايولوجية عند التدخل الخارجي!! مهددا بالقضاء على الجميع دون تمييز حماية لكرسيه!!
ولجأت الامبريالية الامريكية الى اخر اسلحتهما الحركات الدينية التابعة والمعدة من قبل السعودية وقطرلتحقيق اهدافهما في جميع البلدان العربية, ولاسيما لتمزيق وحدة الشعب السوري, وتنظيم افضع الجرائم لاظهار عجز النظام عن تحقيق الامن وضرورة التدخل الدولي الذي يؤدي الى الاحتلال الامريكي لسورية كما جرى في العراق عام 2003.
وبقي الشعب السوري الباسل صامدا يرفض التدخل الامبريالي ويقاوم كل ادواته المحلية والعربية والعالمية ويكافح من اجل التحرر من الدكتاتورية وبناء سوريا المتحررة الديموقراطية . وبقيت الادارة الامريكية تتخبط في ازمتها العامة والمتفاقمة ولم يعد بامكان القطب الاكبر للراسمالية العالمية المسند بجميع اقطابها من ادامة هيمنته او مدها بل لم يعد بامكانه تخفيف ازمته دع عنك حلها و لم تعد علاقات الانتاج الراسمالية قادرة على حل مشاكل البشرية بل واصبحت خطرا يهدد البشرية بامتلاكها لاسلحة الدمار الشامل التي ما فتئت تهدد باستعمالها . فاخذت الطلائع البشرية على عاتقها قضية تحررها مسلحة بامكانيات العصر وثقتها بقدراتها ويقدم الشعب السوري المثل الرائع لجميع شعوب العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما أوجه الإختلاف؟
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 8 / 9 - 16:03 )
أستاذتنا العزيزة
ما أوجه الإختلاف اليوم بين الإدارة الأميريكيّة والإدارة البريطانيّة والفرنسيّة والبولونيّة والبلغاريّة والروسيّة؟ نحن نعرف أن الصراع بين القوتين العظميتين أمريكا باعتبارها ممثلوزعيم المعسكر الرأسمالي و الإتحاد السوفييتي باعتباره ممثل وزعيم المعسكر الإشتراكي وكذلك معسكر قوى التحرر الوطني .. إن هذا النوع من الصراع قد إنتهى بانتهاء الحرب الباردة وسقوط الإتحاد السوفييتي وقد إتّفقت الدولتان أمريكا وروسيا وارتبطتا بعدة روابط والآن روسيا بلد رأسمالي لا يحمل أي تناقض مع عالم رأس المال الذي تتزعمه أمريكا وإذا كان هناك من شكل للصراع فلا شك هو صراع المصالح الكبرى فقط ( صراع تجّار)، أرجو أن توضّحوا لنا هذه الأفكار الجديدة جدا وعن أيّة إشتراكيّة يمكن أن يكون الحديث؟


2 - سؤال
صفاء الموصل ( 2012 / 8 / 10 - 13:04 )
لم افهم الاشارة الى موقف الحزب الشيوعي السوري من الازمة الحاليةوهي نقطة مهمة جدا ارجو ايضاحها مع التقدير

اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت