الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات المخزون الاضطهادي

صباح محمد أمين

2012 / 8 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان السلوكية والتفكير لأغلبية الافراد في واقعنا الحالي هي في حالة الأنفصال بين الماضي والحاضربسبب إنهيار الفردفي مجتمعاتنا الاسلامية والشرقية ولجؤه الى بنيان ذاته مجددا بترسبات الماضي والمتمثلة
  بالإنجرار وراء القيم البالية  بإعتماده  على  مخزونه الفكري وخياره بالأنسياق لتيارات الفكرية التاريخية  المنقولة مفضلا التراث الفكري القديم..                                                
عليه فأن حتمية ذلك التفكير يعود لفشل القادة المنادين لديمقراطية والعلمانية وعدم إمكانيتها لفعل التجديد مما أدت الى طفو العقائدية الجامدة واعتماد الخبرة التاريخية بأسلوب التحايل والتنمق بالخطابات المؤثرة ،ويتحدد  بلوغي من هذا الكلام  ، التيارات الأسلامية وأستراتيجتها في الأصلاح الديني والسياسي علما أن هذا التيار لم يقدم شيئا من التطور بما فيه تطور الفكر الأنساني وخاصة في مجال العلم والنظريات  الأساسيةفي البناءمنذ ظهور الدين الإسلامي     حيث  انصاعت وتنصاع تلك الشعوب الى المجرد من الوعظ والأرشاد جاعلا من الماضي 
وأحكامه مرجعا لحل المشاكل كما هو معروف  من   الخطاب العصري لنا هو
                             (الإسلام هو الحل)
  جدليات العدالة في الاديان وخاصة البعض من فقراته  منها العدالة الإجتماعية في الإسلام؛   
والتي تمثل أحدى الركائز التي تتجمع عندها أمل الجماهير  دوما في حالة التناقض والمبارزة وتطرح بصيغة خارج اللحظة الحضارية ،حيث أن المتأسلمين ورجال الفتاوى والقوى الحديثة الداعية للأسلام يرتدون عن تلك العدالة الأنسانية والأجتماعية لصالح الحاكمية سواء الألهية أو الرجال المتحزبين في الأحزاب الدينية التي تنفي الحداثة والتطور متخطيا الكثير من الأحيان حتى الأنسان من خلال تكفيره أو أقامة حد للأي منطلق فكري الرافض لنصوص الجامدة  والنظرة الدونية التي تزداد ثقبا بتوالي السنوات لمرأة  ......وماهي تلك الدوافع سوى هو هاجس الحاكمية والسطوة و هو البديل للأرتحال الفكر العقيدي الى الفكر الأنقلابي و  أستجابتهم للتحدي الحضاري فلنقل التقدم الغربي  فواقعنا العربي تغيرت فيه العقيدة الدينية بدأ من تغير السابقة الفكرية التي كانت تتدعي الأيمان والعقيدة وترفض الحزبوية والتسيس والتلاعب بمقدرات الإنسان ، وذلك بتجاوزها الحلول المنطقية والواقعية والنظرات الفردية لوضع الأمة ودورها الحضاري وأستئناف يقضتها الحديثة بأعتماد الفرد والأحتكام بقرراته ، وما نتلمسه في هذا الواقع هي الأحزاب السلفية والوهابية والشيعية والتناحرات بتناقضاتها فيما بينهما خير دليل                                            
فنجاح الذي حققه الشعب الإيراني والتي أنيطت فيما بعد  لعلماء الدين ضد الامبراطورية البهلوية مثلت خطرا على المصالح الاستعمار العالمي والأمريكي في المنطقة وبهذا النجاح علا دوي الاسلام في أذهان  الغرب والشرق على السواء مما أكسبتها تأييدا وقوة ً لدى الجماهير خانعين لهم دون قيد وشرط بعدم الاعتماد على دستور مدني متحضر الى ان  مدت جسورا ما بين تطلعاتهم والحداثة العالمية بما فيها تغيير السلوك الانساني المتطور ، وتقبله التسلط من قبل هؤلاء المدعين  للدين  نتيجة لتراكم الاضطهاد النفسي والذي في منظور المضطهدين إزالتها يتم من خلال معبر الدين ومنهج التوفيقي لحكام الحاكمين باسم الدين                                                                                           فلو تطرقنا الحدث الأقرب  الذي حصل لجماهير المصرية الذي قوبل به من ارتياح وإحساس بالخلاص من الاضطهاد  و السجون والمعتقلات   هو حادثة قتل السادات اثناء المارش العسكري والتي أدت الى تنامي وازدياد أخوة الاخوان المسلمين الى ان قوت   وحدتهم وتعززت شكيمتهم بعد ثورة الربيع المصري يناير  فتلك القوة برزت اثناء الانتخابات لتراجع الفكري لشعب المصري وصرفه لمخزونه الاضطهادي الذي في مخيلتهم لا يصرف الا الى من المقربين لغيب والمدعية لدين اما الطامة الكبرى هي توديع تلك الثورة الجماهيرية لدى معسكر وقوى المدججة باعتى الاسلحة التي ليس لها لغة  الحوار والبعيدة كل البعد عن الديمقراطية قافزين كل الخطوط والخطى الموضوعة من لدن القوى اليسارية مما يجعلنا ان نقر بفشل ثورة يناير المصرية 
اما في العراق تصاعدت مراكز القوى الاسلامية سدة الحكم توافقا مع          الاضطهاد المخزون في النفسية العراقية من  قبل الدكتاتور صدام غير ان ذلك الانقلاب والانفراج من تلك الطاغية دخلت في معادلة صعبة يكاد يصعب حلها الا بتفكيك رموز الدولة العراقية المتمثلة بحدودها                      
هذه الثورات والانقلابات أدت الى تغيير البنية الاجتماعية وتحديدا لدول الثلاث هذه بشكل تراجعي نتيجة خضوع تلك الثورات لخلط التأثيرات منها المصالح الامريكية المقيتة والمخزون الاضطهادي لدى جماهيرها ، وان الخطورة الحاسمة لوحت  بان تلك التغيرات كانت سلبية الواقع على عكس الثورة الأوربية في القرن السابع وذلك بسبب تضارب المصالح الامريكية الذي يهدف بالأساس الى انهيار الدول الشرقية والإسلامية تحديدا مع مصالح الجماهير                                                  
هناك الكثير من الامور يمكن الاستتلال عليها لتراجع البنية الاجتماعية في جميع طبقاتها نحو الخلف :منها نحن شعب العراقي بات الغرب بمختلف أطياف مجتمعه في العصر الحديث هذا يتمتع ويستهزأ من التراث الشيعي في يوم العاشورا الذي ما منه شك ان تضخيم وإبراز ذلك التراث هو من فعل الغرب والمنتفعين بضرب الاقتصاد والإنسان المسلم ( الشيعي) ومن دون حسابات لذلك الامر من قبل النفسية الشيعية المضطهدة ، وتلوين تلك الواقعة التاريخية بلوحة تتزايد عليها المصالح الامريكية وتقفز عليها لتعزل الجماهير عن التطور المطروح في عالمنا المعاصر اضافة الى سلبها لكثير من الحقوق والعدالة الانسانية وغرس فكرة طوبائية لدى شعوبنا العربية والإسلامية والذي ينص على: (الحيود والتخلي عن القيم والمبادئ الدينية هو السبب في الخراب الاجتماعي )) أدى ذلك الادعاء المسموم الذي بث من قبل الاستعمار الامريكي الى ( ظهور تناقضات اجتماعية وظهور تيارات منهجيتها وفق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي بسببه طالت الكثير من الشرائح الاجتماعية الضرر الاقتصادي والهدر حتى افنائه من الوجود ، بما فيها ظهور القاعدة والمليشيات الدينية وتقوية الفكر الوهابي السلفي ، كل تلك الظواهر هو مبدا انطلقت بها القوى الاستعمارية الامريكية والصهونية لضعف قوى الشرق التحتية والبنيوية والانسانية ولا ننسى أبدا وغير ممكن السكوت عليه والوضع المأساوي الذي  وصلت اليه المرأة ، كما ان تنامي السلفية الوهابية ذي التوجيه الماضوي باستغلال الغايات جاعلا من العلاقات الانسانية الحاضرة علاقة تبعية وخضوع معتمدا على آليات ذهنية ذات طبيعة ديماغوجية مصبا اللعنات على الناس والمجتمع ويتوعدهم بالويل والثبور وعظائم الامور متحدين حتى الانبياء 
فبات من الواضح ان جميع الأنظمة العربية والإسلامية نتيجة فشلها في العمل على تلبية مطالبيب جماهيرها وفشل سياساتها اتخذت من التلوين الايدلوجي النفعي صبغا لتثبت وجودها ومبررا تقنع الجماهير على ان التغير آتِ والمطاليب سوف تناقش وقسم منها في طريقها لتنفيذ ومن فرحتنا نضحك بذقوننا
كل تلك الامور المتسمة بالفوضى تجري بحركة هابطة ومنزلقة نحو دهاليز الظلام وبالتالي نحتاج الى  زمن من الساعات الضوئية لوصول او التقرب من مسافات الحقيقية لتقرب من منور العقل وفك الأسر التاريخي لعقلية الفرد الشرقي وانطلاقه بموضوعية لما يحصل وما يتطلب من الاصلاح الجذري لواقعنا المتردي 
.... ولكن يبقى سؤالنا مطروحا : هل بالإمكان ان يتحقق كل تلك  الآمال  من تحرر فكري    للإنسان الشرقي وخاصة المعتنقين  الاسلام دينا  ....والتي  لم تتحقق منذ بداية عصر النهضة والثورات كل تلك الآمال ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الغيث بداء بقطره واحده
حكيم العارف ( 2012 / 8 / 10 - 04:27 )
كل شئ لايستطيع التغير للافضل حتما سينقرض ...

اتذكر ان الوسائل البدائيه فى السفر انقرضت مثل ركوب الحمار والحصان او حتى الجمل .. جميعها اصبحت اثريه وللمتعه الوقتيه لهوا او تذكرا للذكريات ايام الطفوله ...

الاسلام هكذا كوسيله للوصول للجنه ستنقرض لانها بدائيه ونفس الدين قائم على الخرافات وماقبل ظهور الاسلام كالحج والكعبه ورجم الشيطان ورضاع الكبير وزواج الاطفال وغيرها كثير ...

و كما شاهدنا فى حلقات الدليل للاستاذ وحيد ان المسلمين الان يحاكمون التشريع السلفى للاسلام ويرفضونه ...

المسلم لايقبل شريعة اله القران ...

الغيث بداء بقطره واحده والان ربما بداءالسيل ينهمر .. والسقوط عظيم..

اخر الافلام

.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah


.. #shorts -75- Al-baqarah




.. #shorts -81- Al-baqarah