الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصير المحتوم

شهاب رستم

2012 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



الديمقراطية نقشت في أثينا بشكلها المباشر ، وصبغت بالوان واشكال مختلفة عبر العصور ، حتى أصبحت أداة لشرعنة الأنظمة حتى الدكتاتورية منها . إن الأنظمة التي تتشابه صفات وصولها الى سدة الحكم لا تختلف في طريقة رحيلها عن السلطة ، كما أن هذه الأنظمة لا تبتعد كثيراً عن بعضها في ممارستها للظلم واستعباد مواطنيها . هذه الأنظمة جثمت على صدور شعوبها لعقود طويلة . ففقدت هذه الشعوب حريتها ، وحاولت الأنظمة لجم هذه الشعوب لترقص على أنغام الموت وصراخات ابناءها معلقة على المشانق .
أنتفض العراقيون في تحديهم للنظام الدكتاتوري الحاكم في العراق ، بل أن المعارضة العراقية حمل السلاح بوجه الدكتاتور في جبال كوردستان وفي الاهوار جنوب العراق ، بل وكان في كل صوت التحدي وعدم الرضا ، في عام 1991 دوت الصرخة العراقية بوجه النظام المتسلط على رقاب الشعب العراقي ، وكانت الهجرة المليونية في كوردستان ، وتحديات اهالي الجنوب حيث سقط كل رموز النظام في كل المحافظات الجنوبية ، وكان هذا ربيعا ً عراقيا ً بلا منازع . ومن ثم سقوط النظام جاءت بعد أن تجمعت المصالح وبوصلة المصالح العراقية مع المجتمع الدولي .
لكن هذا الربيع لم يتوقف عند الحدود الجغرافية للعراق ، بل أنتشرت في الدول العربية لتسقط الأنظمة الدكتاتورية الواحدة بعد الأخرى ويواجه حكوماتها مصيرها المحتوم على أيدي شباب الثورة في كل من مصر وليبيا وتونس ، كل على طريقته الخاصة ، وها اليوم بدأت العد التنازلي لإنهيار نظام الأسد في دمشق ، إلا أن هذا النظام رغم علمها إنه في خريف عمرها ، لكنها تحاول وبشكل شراسة البقاء لفترة اطول من خلال القتل والبطش بالمواطن الذي حطم حاجز الخوف وقال كلمته الأخيرة .
عندما نعود الى ما كان عليه العراقيين أيام حكم الحزب الواحد ، وما يحدث اليوم في دمشق نصل الى معادلة واحدة ، اليمن واليسار وجهان متشابهان لا فرق بينهما مهما طال الزمن واينما كان ، الوجهان تربوا في بيئة فاسدة فسدوا كل ماه حولهم .
أما الدعم الروسي عن نظام الاسد فهو من أجل مصالح الروس الثديمة الجدية في حوض بحر المتوسط ، حيث كان الروس منذ الحكم القيصري والسوفيتي وما بعد ذلك يطمع في السيطرة علة المضايق ومداخل ومخارج هذا البحر ، وأن نظام الاسد في دمشق ربما يكون الأداة ( رغم ان هذا النظام تآكل ولم ينفع) التي يمكن ان يجعلهم يحققون شيء من حلم السيطرة على هذا البحر . وكل الدول التي تدعم الأسد بلا شك لهم مصالحهم الاقتصادية و السياسية والعسكرية في هذه المنطقة يجعلهم يدعمون ويساندون بقاء بقايا حليفهم . ولكن هل سيسامر هذا الدعم اذا ما وجد الروس له موطئ قدم في حوض بحر المتوسط من خارج تحالفهم مع نظام دمشق ، بالتاكيد سيكون بسار الأسد في طي النسيان وتحالفاتهم لن يكون إلا حبر على ورق ، عليه أن يجد حفرة او مجرى للمياه الآسنة للاختباء فيه كما حصل لمن سبقه في الانهيار .
وأخيراً نرى أن الأنظمة الدكتاتورية تصل الى الحكم من خلال الأنقلاب العسكري أو اي شكل من الطرق اللاشرعية ، تظلم شعبها ولا تحترمها ، ثم يرحل عن السلطة مضروبا بالنعال على قحف رأسه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا