الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدة اليسار، الآن

مصطفى براهمة

2012 / 8 / 16
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


مداخلة الرفيق المصطفى براهمة،الكاتب الوطني للنهج الديمقراطي في الندوة المنظمة من طرف تحالف اليسار الديمقراطي بالرباط يوم 14 غشت 2012 في موضوع

"وحدة اليسار، الآن".



1)في طبيعة التحالفات:

ننطلق في النهج الديمقراطي في تعاطينا مع مسالة التحالفات من تحليلنا الملموس للواقع الملموس،من تحديدنا للتشكيلة الاجتماعية في المغرب،للصراع الطبقي في المغرب،ولطبيعة المرحلة التاريخية التي يمر منها نضال شعبنا.

لذلك منذ تأسيس النهج الديمقراطي في 16 ابريل 1995 (كاستمرار للحركة الماركسية- اللينينية وعلى الخصوص منظمة إلى الأمام)كانت مسألة التحالفات حاضرة في تصوراتنا الفكرية والسياسية انطلاقا من مبدأ عزل العدو الأكثر شراسة.

ولأننا كنا ندرك أن التحالفات الطبقية هي الأمتن والأصلب وهي الدائمة،ولأننا كنا ندرك أن الطبقات الأساسية في التغير الجدري وعلى الخصوص الطبقة العاملة وعموم الكادحين لم تفرز بعد تعبيراتها السياسية وأن الطبقات الاجتماعية الشعبية حليفة الطبقة العاملة، إما لا تتوفر على تعبيرات سياسية، أو خانتها التعبيرات السياسية المنحدرة منها،فإننا طرحنا مهتمين مركزيتين متلازمين في اختياراتنا الإستراتيجية.

1-المساهمة في بناء الأداة السياسية للطبقة العاملة وعموم الكادحين.

2-المساهمة في بناء تحالف الطبقات الشعبية.

لكن اختياراتنا الإستراتيجية لم تمنعنا من تحديد وطرح تحالفات سياسية مرحلية تنطلق من تحليلنا للقوى السياسية الفاعلة في المجتمع وطبيعتها وأفقها،ومن طبيعة المرحلة التي يجتازها نضال شعبنا.

لذلك منذ تأسيس النهج الديمقراطي وبعد فشل تجربة تجميع المناضلين اليساريين المنحدرين من تجربة الحركة الماركسية- اللينينية،والمناضلين المرتبطين بها سواء على المستوى الفكري أو التنظيمي في لقاء بوزنيقة سنة 2000 وانطلاقا من تصوره لبناء قطب سياسي واجتماعي مناهض للمخزن عمل النهج الديمقراطي على بناء تحالف مع اليسار الاشتراكي الموحد (المنبثق أيضا من تجربة منظمة العمل الديمقراطي الشعبي وجزء من تجربة التجميع ومن تجربة حركة الوفاء للديمقراطية المنشقة عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية )وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي منذ تأسيسه بعد الفرز الذي عرفه الاتحاد الاشتراكي على اثر مؤتمره السادس في أكتوبر من سنة 2001 لتشكيل تجمع اليسار الديمقراطي في يونيو من سنة 2004.

وكان المأمول أن يشكل هذا التحالف السياسي النواة الصلبة للقطب السياسي والاجتماعي الذي دعا إليه النهج الديمقراطي،إيمانا منه بأن النضال السياسي والاجتماعي هو الذي سيعطي لنضال الشعب المغربي الزخم المطلوب لتغيير موازين القوى،ولتحقيق مطامح الشعب المغربي في الحرية والديمقراطية والمساواة،وهو ما جدده النهج الديمقراطي نهاية 2006 بهدف النهوض باليسار لكي يسترجع بريقه من خلال الدعوة إلى جبهة وطنية للنضال من أجل الديمقراطية وضد الليبرالية المتوحشة وذلك انطلاقا من سمات الفترة التي كانت تتميز من جهة أولى بوجود نضالات هائلة لكن دفاعية ومشتتة ومن جهة ثانية ببروز معالم تعثر مشروع المخزن الذي كان في أوج الإعداد لانتخابات 2007 لتجديد واجهته وكذلك انطلاقا من تحديده لطبيعة المرحلة.فما هي إذن طبيعة المرحلة ؟

2) في طبيعة المرحلة:

يعتبر النهج الديمقراطي أن المرحلة هي مرحلة النضال الديمقراطي الجدري،من أجل التحرر الوطني والبناء الديمقراطي.ذلك أن النهج الديمقراطي يعتبر أن مهام التحرر الوطني لازالت قائمة مادام الاستقلال المحرز عليه سنة 1956 لم يكن إلا شكليا،ولازال المغرب مرتهنا للامبريالية في توجهاته سواء السياسية أو الاقتصادية ،وان هناك كتلة سائدة تخدم هذه الأهداف وتشكل المافيا المخزنية رأس رمحه.لذلك، للتحرر من هيمنة الامبريالية وبناء اقتصاد وطني وتمكين الشعب المغربي من تقرير مصيره السياسي،لا بد من تفكيك الكتلة الطبقية السائدة والقضاء عليها كطبقة وتفكيك البنية المخزنية للنظام السياسي،سواء على المستوى السياسي من خلال المطالبة بديمقراطية فعلية وحقيقية يؤطرها دستور ديمقراطي ،يجسد إرادة الشعب باعتباره صاحب السيادة ومصدر السلطة وهو أيضا صاحب السلطة التأسيسية بوضع الدستور من طرف مجلس تأسيسي منبثق من طرف الشعب المغربي وعلى المستوى الاقتصادي من خلال القضاء على اقتصاد الريع والقيام بإصلاح زراعي يمكن صغار الفلاحين من الأرض وعلى المستوى الاجتماعي بتوفير الحاجيات الأساسية والخدمات الاجتماعية الأساسية لكافة الشعب المغربي:الشغل والتعليم والصحة والسكن.أما السبيل لتحقيق هذه الأهداف فهو النضال الديمقراطي الجدري،أي النضال الذي يستهدف تغيير بنية النظام وليس تحسين موقع الاندماج فيه،النضال الذي يستند أساسا إلى النضال الجماهيري وليس المؤسساتي،أي ليس النضال بأفق إصلاحي محدود،وإنما النضال من أجل تغيير جدري حقيقي ملموس.ويعتبر النهج الديمقراطي أن اليسار هو المؤهل لقيادة المرحلة بعد أن فشلت القوى الديمقراطية- الاجتماعية في هذه المهمة التاريخية.فلا بد من قيادة بديلة، "قيادة حازمة للنضال الديمقراطي التحرري ذي الأفق الاشتراكي" وهو ما كان شعار المؤتمر الوطني الثاني للنهج الديمقراطي سنة 2008.فما ومن هو اليسار اليوم

3)ما ومن هو اليسار اليوم؟

ننطلق في تحديدنا لليسار في المغرب من ثلاث محددات:

1)طبقي:الارتباط بالطبقة العاملة والدفاع عن قضاياها واعتبارها القوة الأساسية في التغير.

2) إيديولوجي:تبني إيديولوجية الطبقة العاملة والدفاع عنها والدعاية لها

3)سياسي:النضال من اجل تفكيك البنية المخزنية للدولة باعتبارها العائق الأساسي أمام أي تقدم حقيقي للشعب المغربي

انطلاقا من هذه المحددات نشتغل في النهج الديمقراطي على مسألة التحالفات في اتجاهين:اليسار الديمقراطي واليسارالجدري.

أ)-تجمع اليسار الديمقراطي الذي قام على أساس أرضية سياسية وبرنامج نضالي حد أدنى ،وهذا لا يعني أنه ليست هناك اختلافات وتمايزات إيديولوجية وسياسية بيننا، وهو مشكل من النهج الديمقراطي والاشتراكي الموحد والطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي.

2)تحالف اليسار الجدري ويقوم أيضا على أساس أرضية سياسية وبرنامج نضالي وهو أيضا لا يعني أن ليس هناك اختلافات إيديولوجية وسياسية بيننا ،وهو مشكل من النهج الديمقراطي والتضامن من أجل بدل اشتراكي والخيار الديمقراطي الاشتراكي يظل مفتوحا على التيارات اليسارية الجدرية الأخرى:المناضل(ة)،البرنامج المرحلي، الماويون...

أما الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فبعد الفرز الذي عرفه سنة 1983 بتشكيل حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي،ثم حركة الوفاء للديمقراطية ثم المؤتمر الوطني الاتحادي سنة 2001 وبمشاركته في حكومة ما سمي بالتناوب التوافقي بشروط المخزن بعد أن وفر له أغلبية حكومة،وبعد اندماجه في بنية النظام المخزني وارتباط مصالح العديد من أطره بمصالح المخزن وتغير بنيته الاجتماعية بتحويل عدد من أطره لرأسمالها الرمزي إلى رأسمال مادي مندمج في البنية الاقتصادية للنظام المخزني،وبعد تبنيه صراحة لإيديولوجية الديمقراطية-الاجتماعية التي نعرف أنها إيديولوجية تخلت عن الطبقة العاملة وعن بناء الاشتراكية وتعمل فقط على تدبير أزمات النظام الرأسمالي لإنقاذه والحفاظ عليه،وبالتالي فإننا نعتبر أن الحرب كقيادة وكتوجه سائد قد وضع نفسه بنفسه عمليا خارج اليسار اليوم بالمعنى الذي حددناه سابقا ،هذا لا يعني أنه ليس ضمنه مناضلون يساريون.ولا نعتقد أن تواجده اليوم في المعارضة الحكومية يشفع له في شيء ،فمعارضته تدخل في خيار تبادل الأدوار في نفس اللعبة السياسية المبتذلة وهي ليست معارضة رؤية مجتمعية بأخرى وإنما معارضة في الشكل والمساطر.ونفس الشئ يمكن قوله على حزب التقدم والاشتراكية الذي تخلى عن الشيوعية وعن الاشتراكية بالإضافة إلى أن هذا الأخير يعمل ضدا على أي منطق في حكومة يمينية وأصولية تخدم أهداف المخزن في اللحظة السياسية التي أعقبت الرجة الاجتماعية التي أنتجتها حركة 20 فبراير علما بأن هذين الحزبين رفضا كحزبين الانخراط في حركة 20 فبراير.وهذا لم يمنع العديد من مناضليها وعلى الخصوص في شبيبتهما من الانخراط فيها ومعاناة الأمرين مع التوجهات السائدة وسط الحزبين.انطلاقا من هذا التحديد ما هو دور اليسار اليوم وما هي تحالفاته؟

4)دور اليسار وتحالفاته

نعتقد أن مهمة اليسار بالتحديد أعلاه:اليسار الديمقراطي واليسار الجدري هو قيادة النضال الديمقراطي الجدري من اجل تفكيك البنية المخزنية للنظام على المستوى السياسي،وبناء نظام ديمقراطي ومن القضاء اجل اقتصاد الريع والتحرر من التبعية الامبريالية على المستوى الاقتصادي،ومن أجل توفير شروط عيش لائقة للجميع في الشغل والتعليم والصحة والسكن.وتمكنهم من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بصفة عامة وضمان الحقوق والحريات:حرية الرأي والتفكير والمعتقد،وحرية التنظيم،والتجمع والتظاهر،والحق في الحياة وفي السلامة البدنية،والحق في التغطية الصحية والاجتماعية،والحق في الخدمات الاجتماعية العمومية والمساواة بين المرأة والرجل في جميع المجالات والميادين ـ وترسيم حقيقي للأمازيغية بإدماجها في برامج التعليم ودواليب الإدارة،كل هذا في إطار دولة عصرية ديمقراطية وعلمانية بفصل الدين عن الدولة وعن السياسة.

ولا شك أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب من اليسار بناء جبهة سياسية اجتماعية يكون اليسار نواتها الصلبة ويسعى إلى ربط الحركة النقابية المناضلة بها،والحركة الحقوقية والحركات الاجتماعية والحركة الامازيغية الديمقراطية،والحركة النسائية الديمقراطية ، والحركة الثقافية التقدمية.علما أن هذه الجبهة يجب أن تبنى في إطار الصراع وفي معمعان النضال.لذلك رفع النهج الديمقراطي في مؤتمر الوطني الثالث شعار "جبهة موحدة للنضال الشعبي ضد المخزن ولبناء نضام ديمقراطي"على أن النضال هو المحك والمقياس الرئيسي لهذا الانخراط في هذه الجبهة.

-فقد رأينا الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية ترفض الانخراط في حركة عشرون فبراير على اعتبار أن شعاراتها سبق أن رفعوها قبلها.لكن حركة 20 فبراير نزلت إلى الشارع.

-لم تنخرط الحركة النقابية ولم تدعو الطبقة العاملة إلى الانخراط فيها بدعوى أن أفاق 20 فبراير غير واضحة وأنها لا تتحكم فيها.

-لم تنخرط الحركة النسائية في حركة 20 فبراير على اعتبار أنها لم تكن ترفع الشعارات الخاصة بالمرأة لكن لا أحد منعها من الانخراط فيها ورفعها.

-تلكأت بعض تيارات اليسار الجدري في الانخراط في 20 فبراير بدعوى وجود الحركة الأصولية ضمنها.

وتظل اليوم حركة 20 فبراير إحدى الرهانات الأساسية لليسار وللحركة الديمقراطية وجب الانخراط فيها والحفاظ عليها وتطويرها.وهي أحد مداخل بناء جبهة اليسار،وهي أيضا إحدى مداخل انفتاح جبهة اليسار على القوى الديمقراطية الراغبة في النضال ضد المخزن وضد الظلامية ومن أجل الحداثة والتقدم والديمقراطية بما في ذلك القوى الديمقراطية-الاجتماعية إذا راجعت مواقفها ومواقعها،فلقاؤنا معها سيكون في ساحة النضال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المطلوب وحدة اليسار على مستوى الاقطار العربية
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 16 - 09:03 )
المطلوب إتساع النظرة فالفرصة سانحة لكل اليساريين لاستعادت مواقعهم
عبر استغلال ثورات الربيع وندائها الحضاري


2 - الشعب غفور ....
محمد بودواهي ( 2012 / 8 / 16 - 14:59 )
بعد التحالف الرسمي من جانب والضمني من جانب آخر بين المخزن والتياران الأصوليان المتنازعان حينا والمنسجمان حينا آخر في إطار مسرحية هزلية بليدة ، لم يبق لليسار الإصلاحي غير تصحيح الأخطاء عبر العودة إلى خندق النضال بجانب اليساران الديموقراطي والجدري والدخول في البرنامج النضالي الشعبي الدي تقوده حركة 20 فبراير المناضلة ...والشعب غفور رحيم


3 - إعملوا و لا تنظروا
TALBI AHMED ( 2012 / 8 / 16 - 21:34 )
كان جديرا بالرفيق كاتب المقال أن يتناول بالنقد و التحليل العميقين تجربة تجمع اليسار حتى يتبين لماذا لم تشتغل هذه الآلة اليسارية و لأية حسابات لأن المناضلين سئموا من عقد الندوات و التناوب على رفع شعارات الوحدة لأن شعار الجبهة رفعه حزب الطلبعة منذ التسعينات . و يبدو أن كل فصيل يشتغل و فق حساباته الذاتية بهذق تقوية تنظيمه على حساب الحركة الجماهيرية مما يغرق اليسار فب حرب التطاحنات السياسية و يهدد استقلالية الحركة الجماهيرية حقوقيا و نقابيا و بذلك يدمر اليسار ذاته و يقلل من شروط وحدته بغية تحقيق حسابات ضيقة .و الوقت الآن ليس و قت الوعظ السياسي بل و قت العمل و الحراك و بارادة حسنة هدفها المستقبل و مصالح الشعب و ليس إقصاء ثيار من موقع ما و العمل على احتلاله و هكذا و في خضم هذه الحرب اليسارية -اليسارية تستمر آلة المخزن في نهب ما تبقى من البلاد
.


4 - حزب قاعدي أم حزب شعارات
عبد الواحد اللاجي ( 2012 / 8 / 17 - 05:20 )
كان حريا بالرفيق تقييم التجارب الوحدوية التي دخلها ما سماه اليسار الجدري وأسباب اخفاقها وكان عليه ان يقدم لنا تبريراته لعدم تمكن كل اطياف اليسار -التي يعتزم التحالف معها- التوغل داخل أوساط الطبقة العاملة أو الطبقات الشعبية وما هي أسباب غيابه عن الحركة النسائية المغربية. لذى فحزب يساري أو بالأحرى أحزاب يسارية دون امتداد داخل الأوساط النقابية أو الحركة النسائية يبقى حزب مناظرات وشعارات ليس إلا.

اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا