الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحريري واغتيال الثالوث المقدس

تيسير خروب
كاتب وباحث

(Taiseer Khroob)

2005 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


اجتمعت اليوم في جنوب لبنان شخصيات سياسيه في مؤتمر صحفي تعبر فيه عن تأييدها للحكومه الحاليه وتدعو الى وحدة الصف اللبناني داعية في الوقت نفسه ان يحل اللبنانيين مشاكلهم الداخليه دون السماح لقوى خارجيه بأستغلال الظروف الحاليه0 وجاء هذا المؤتمر الصحفي بعد ايام من اجتماع المعارضه التي ركزت على اهمال وتقصير الحكومه بالقيام بواجباتها نحو الوطن وحماية رموزه الوطنيه والذي كان من نتيجة هذا الاهمال او في بعض الاحيان توجيه الاتهام الى الحكومه باغتيال رئيس الحكومه السابق رفيق الحريري منوهة في الوقت نفسه الى ضلوع سوريا بالمؤآمره على خلفيات الوجود السوري في لبنان وانهم يريدون لبنانا وطنيا حرا ذا سياده غير منقوصه0
والمتتبع لوجهة نظر الطرفين سواء المعارضه التي تدعوا الى اسقاط الحكومه وتشكيل حكومه بديله مستقله عن الضغوط الخارجيه والمقصود هنا سوريا وترحيل الجيش السوري عن لبنان او طروحات وتعليقات الحكومه ودفاعها عن نفسها وتأييد الشخصيات السياسيه لها ودعوتها الى التزام الهدؤ والمحافظه على الامن والحياه السياسيه000نرى من كل ذلك ان الجميع متفقين على امن واستقرار لبنان وعدم المساس بهويته الوطنيه وبالثوابت التي سار عليها لبنان بعد انتهاء الحرب كما قرره مؤتمر الطائف عام 1989م وخلال الستة عشر السنه الماضيه خطى فيها لبنا خطوات بناءه في طريق البناء والتعمير وشعر المواطن العادي بالامن والاستقرار وتكاتفت كل الجهود بمختلف اطيافها وطوائفها ومذاهبها السياسيه في المضي قدما في مسيرة التقدم والاستقرار وفاقت دولا كثيره بنهوضها في هذه السنوات القليله من عمر الدول 00لكن ماذا حصل الان00؟ نحن نعترف ونقر بأن شخصية الحريري كانت مميزه سواء بعلاقاته الخارجيه الجيده ومحاولته بناء اقتصاد لبناني ناجح على مستوى الوطن العربي او على مستوى وسطيته في سياسته الداخليه ومحاولته على مدى عشر سنوات ان يوفق بين مختلف الاطراف ويجعلهم يتفقون على هدف واحد وهو المحافظه على لبنان0 لكن اغتيل الحريري في هذا الوقت بالذات في خضم الاحداث والتوترات السياسيه لكن السؤال هو : هل سيغتال لبنان برحيل الحريري؟ وهل وجود لبنان وتثبيت اركانه منوط بحياة الحريري؟ ومتى كانت الدول متوقفه في بقاءها وثباتها وقدرتها في مواجهة التحديات على بقاء رئيس حكومه او حتى رئيس جمهوريه000مصر قلب الوطن العربي النابض وصاحبة الارث السياسي اغتيل رئيس جمهوريتا انور السادات وهو في وسط حرسه وجنوده ومدافعه ورشاشاته 00فلم تنتهي مصر ولم تحدث هناك حرب اهليه ولا منازعات وخصومات مسلحه في الشوارع رغم الاضطراب والغليان الشعبي ووجود معارضه للحكومه0
الاردن البلد الصغير والمشابه للبنان بأمكانياته وعدد سكانه اغتيل رئيس حكومته في ظروف كانت فيها البلد في مهب الريح في 28 تشرين الثاني 1971م في فندق شيراتون القاهره عندما اطلق اربعة مسلحين من جماعة ايلول الاسود النار على المرحوم وصفي التل من مسافة قصيره عندما كان على وشك دخول الفندق لحضور اجتماعات مجلس الدفاع العربي لعقد مؤتمر لزعماء الدول العربيه لوضع حد لسفك الدماء الذي قبل فيه الملك الراحل(الملك حسين) الاتفاق الذي توصل اليه مؤتمر القاهره في 27 ايلول ليعلن الملك في مؤتمر صحفي عقده في 17 تموز: ان الهدوء يسود الاردن ولم تعد هناك مشاكل ابدا0
ان وصفي التل ومعه ابناء الشعب الاردني والفلسطيني على حد سواء دفعوا الثمن غاليا في ظروف
كانت تسودها الضبابيه وسوء الفهم لجذور الازمه في بعض الاحيان وفشل الحوار في احيان اخرى
وفي التاسع من آب عام 1960م انفجرت عبوه ناسفه في مكتب رئيس الوزراء الاردني الراحل هزاع المجالي عن طريق تفجير جهاز وضع في مكتبه اودت بحياته وحياة اثنى عشر اردنيا كانوا متواجدين هناك وبعد مرور اقل من ساعه على الانفجار الاول وقع انفجار ثان بنفس العنف تسبب بمزيد من الخسائر وقتل مزيدا من الاشخاص الابرياء لا سيما بين من كانوا يتولون الاغاثة والانقاذ وبين موظفي الرئاسه الذين جاؤوا ليساعدوا في انقاذ الجرحى واستطلاع ما جرى00وقيل بعد ذلك ان الانفجار الثاني كان المستهدف به هو الملك الاردني الراحل لما عرف عنه من علاقته الشخصيه القريبه من المجالي اولا ولعدم توانيه عن الحضور لمكان الحادث عندما يسمع بذلك ثانيا0وحدث كل هذا في الوقت الذي كان يعاني منه بلدا ناشئا كالاردن من عدو تقليدي ليس للاردن فحسب بل للامه العربيه والاسلاميه وهو اسرائيل التي اغتصبت جزءا من فلسطين واقامت عليه دولتها المصطنعه والمحميه من الغرب خصوصا بريطانيا ومن بعدها الولايات المتحده الامريكيه بالاضافة الى الخلافات السياسيه التي كانت في توتر مستمر مع دول الجوار 00ناهيك عن الوضع الداخلي وتصارع الاحزاب السياسيه على ايجاد مكانه لها في السلطة والحكم0 وقد كان هزاع المجالي واحدا من الذين حذروا من المخاطر التي تهدد مسيرة الوطن في الاردن والذي وصفه هزاع بأنه نخر هيبة الحكم وهيكل الدوله محذرا من استغلال بعض المسؤولين لنفوذهم ومن اساءتهم استعمال السلطه الموكلة اليهم لان في ذلك دمارا للدوله
لكن هل استسلم الاردن حكومة وشعبا لكل المؤامرات والمخططات التي كان يراد بها زعزعة امنه
واستقراره؟ بقي الاردن ولم تحدث هناك اي صدامات مسلحه ولا الاخذ بالثأر ولا تصفيات جسديه فقد تشارك الجميع بتضميد الجراح ورأب الصدع والنظر الى الغد المشرق0
فلماذا لا يكون لبنان قويا بأرادة ابناءه ويتلاقى ابن الحكومه مع ابن الشعب العادي مع السياسي ومع رجال الدين المسلمين والمسيحيين الشيعي والسني الدرزي وغير الدرزي ويلتف الجميح حول طاولة واحده ومناقشة الاخطار التي تهدد ليس فقط لبنان وانما منطقة الشرق الادنى كله وما دامت كل الاطراف لديها الطرح نفسه في حمياة لبنان والمحافظه عليه فما المانع من التقاء الجميع على هذا المبداء ونسيان الماضي00لان استحضار الماضي سوف يكون وبالا على الجميع والكل سيدفع الثمن بدون استثناء0
فأول التصريحات الغربيه التي كانت في غير صالح لبنان جائت من الحليف الاقرب والاقوى للبنان عبر سنوات طويله من العلاقات الدبلوماسيه والتي كانت تربط الرئيس الفرنسي جاك شيراك مع الرئيس الراحل الحريري علاقات صداقه شخصيه ووديه كان لها الاثر في تحسين الصوره اللبنانيه دوليا من اجل اقامة المشاريع والنهوض باقتصاد البلد0فما الذي حدث لفرنسا صاحبة المباديء والحريه؟ حتى تتخذ هذا الموقف من لبنان وضد من تحشد هذا العداء؟ ولمصلحةمن؟ مما حدا بالحكومه اللبنانيه بمهاجمة موقف الرئيس الفرنسي جاك شيراك من قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري واتهمته بأنه يشجع المعارضة اللبنانية على التصعيد.
وقال وزير الدفاع اللبناني عبد الرحيم مراد في مقابلة مع تلفزيون لبنان الرسمي إن موقف شيراك هو الأكثر تطرفا من بين كل المواقف لأنه امتنع عن لقاء أي من المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته بيروت لتعزية عائلة الحريري، معربا عن أسفه لهذا التصرف.
وانتقد مراد كذلك توصية وزارة الخارجية الفرنسية مواطنيها أمس بإرجاء رحلاتهم إلى لبنان إذا لم تكن ملحة, وقال مراد إن هذه الدعوة متطرفة ودعا فرنسا للعودة عما وصفه بهذا القرار الخاطئ
فهل ستعود فرنسا لعهد الاستعمار لخق حاله من التوازن واقتسام النفوذ بين دول اوربا والولايات المتحده الامريكيه غلى غرار ما كانت تفعله امريكيا وروسيا ايام الحرب البارده باقتسام اماكن النفوذ في العالم
وترك المسائل والمشاكل المحاديه بينهما معلقه بدون حلول مع استمرار نزيف الدم والهدم والتشريد كما يحصل الان على الساحه العربيه 0
لكننا نتمنى على الحكومه اللبنانيه وقوى المعارضه وكل الشخصيات والتيارات السياسيه ان تحذو حذو وتعهد البنك المركزي اللبناني بالحفاظ على استقرار الليرة اللبنانية مشددا على استعداده لتأمين السيولة بالعملات الصعبة 00 بأن يتعهد الجميع بالحفاظ على استقرار امن وسلامة اللبنانيين جميعا وارض لبنان والتشديد على حل الخلافات اللبنانيه داخل البيت اللبناني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نداءات لتدخل دولي لحماية الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية | #


.. غارات إسرائيلية استهدفت بلدة إيعات في البقاع شرقي لبنان




.. عقوبات أوروبية منتظرة على إيران بعد الهجوم على إسرائيل.. وال


.. شاهد| لحظة الإفراج عن أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرا




.. مسؤول أمريكي: الإسرائيليون يبحثون جميع الخيارات بما فيها الر