الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التيار الشعبي وانقاذ مصر

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2012 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


كاتب ومحلل استراتيجي
مدير محافظ مالية

تشهد مصر في الىونة الاخيرة حالة من الحراك السياسي الجيد للتيارات الليببرالية استعدادآ للانتخابات البرلمانية ، بعد أن مني المعسكر الليبرالي الحر بهزائم متتالية على يد معسكر الاسلاميين وارتهان البلد لواقع مضطرب ومستقبل مظلم ، وقد تأسس مؤخرآ التيار الشعبي على يد مجموعة متحالفة من القوى والحركات والشخصيات الليبرالية المصرية على رأسها المناضل المصري حمدين صباحي والذي اصطففنا خلفه في الانتخابات الرئاسية في مرحلتها الاولى ولكنه لم يوفق نتيجة تشتيت الأصوات وعدم التفاهم والتحالف بين ممثلي تيار الليبرالية والحرية .

والخطوة القادمة لابد أن تتمثل في تحقيق اندماج أو على الاقل تحالف حقيقي وقوي بين التيارات الليبرالية المصرية في مواجهة الظلام الحالك الذي يزداد سيطرة على البلاد ومنشرآ للفكر الوهابي والكراهية والمتاجرة بالدين ، والذين بدأوا في تنفيذ مخططاتهم المتسربلة بعباءة الدين والهادفة الى تمكينهم بشكل احتكاري من مقاليد الامور في البلاد خاصة بعد الانقلاب الاخواني على المجلس العسكري المستسلم والذي ثبت فعلآ أنه كان تحت قيادة مجموعة من القيادات التي لم يمكن الاعتماد عليها في الحفاظ على الهوية المصرية والدفاع عن مصالح الوطن من الاختطاف على يد مجموعة من الاخوان والسلفيين الذين سيقودون البلاد الى حالة من الضياع والكراهية الطائفية وما قد يتسببه ذلك في خطر الوصول الى حافة الحرب الاهلية خاصة مع انتشار الجهل والسطحية بين الكثيرين من متسببي الأحداث الطائفية واللعنات والفتاوي التكفيرية التي تهل علينا بين الحين والآخر .

المسألة ليست فقط الاندماج في حد ذاتها وتجميع الاعضاء بل ايصال رسالة الى الشعب أن هناك اناس يترفعون على المصالح الشخصية ومناصبهم الحزبية وما تقدمه من امتيازات من أجل الوطن وهو ما سيستقبله الشهب حينئذ بالتقدير والترحاب وبالتالي ينعكس على حظوظ الحزب الجديد الانتخابية ووصوله الى كراسي السلطة ، وبالتالي حماية مصر من خطر التوغل الاخواني والسلفي وتحويل البلاد الى عزبة خاصة بهم ووقوعنا رهينة لأفكارهم الظلامية وخططهم التدميرية للحريات والعدالة والمساواة .

وهو ما بدأ مع انتشار الجماعات السلفية الارهابية المعروفة بجماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما تقوم به من قتل وتشويه للمواطنين في الشوارع الذي لا يطبقون الفهم الظلامي للدين من وجهة نظر معتنقيه من هؤلاء الارهابيين الذين لا يطبقون شريعتهم الا على المواطنين العاديين أما أصحاب الفقضائح الأخلاقية من الاخوان والسلفيين والذين ملأت صورهم وأخبار فضائحهم الأخلاقية صفحات الجرائد والمنتديات الانترنت فهؤلاء محصنون بذقونهم وانتماءاتهم الاخوانية والسلفية .
أو من خلال دستور يعمل على كبت الحريات واعطاء الأزهر الحق المنفرد بتفسير الدين وهي بالطبع الخطوة التي تنسجم مع المخططات الاخوانية والسلفية المشتركة للسيطرة على الأزهر بعد ذلك وبالتالي تفسير الدين وأحكامه وفقآ لأهوائهم من خلال عملائهم الذين سيتربعون على كراسي المسؤولية والقيادة في الأزهر .

متمثلآ في تحقيق خطهم وسياستهم التكفيرية تجاه معارضيهم والزج بهم في السجون أو اعدامهم وكله بما لا يخالف شرع الله الذي يدعون أنهم خلفاؤه على الأرض وقول قياداتهم أن ادراة الاخوان برئاسة محمد مرسي لمصر هي ادارة ربانية ومن ذا الذي ساعتها سيواجه الادراة الربانية خاصة مع وجود حالة من السيولة السطحية السياسية والدينية لدى الكثيرين الذين ينخدعون بمثل هذه الاقاويل والفتاوى التي تكتسب الشرعية والوجوبية لخروجها من أفواه أصحاب ذقون وعمم .
وبدأوا بالطبع في اتباع نهج قادتهم الوهابيين من تكفير للخارج على الحاكم واستحلال دمه والقضاء على المعارضين كطريق الى الله ، هذا بالاضافة الى محاصرة مدينة الانتاج الاعلامي ومصادرة الصحف وغلق القنوات المعارضة والتي تكشف عن كثير من سياساتهم وأفكارهم بصرف النظر عن هوية أصحابها ولكن الفكر لا يواجه الا بفكر آخر لا بالسلطة والعنف والدم والتحويل الى محكمة الجنايات .

وهو الأمر الذي يحول البعض الى شهداء وأبطال بل ويفقد كثيرآ من البقية الباقية من الاعلاميين والصحفيين مصداقيتهم أمام الناس لأن ساعتها سينظر المواطن الى ان هذا الاعلامي أو ذاك الصحفي ما كان له أن يخرج على شاشات الفضائيات أو يكتب المقالات والحورات الصحفية الا اذا كان من المرضي عنهم من قبل السلطات وبالتالي يصبحون لسان حال الحكام لا المواطنين فيفقدون مصداقيتهم وتأثيرهم في الناس .
ناهينا عن محاصرة المحاكم بأتباعهم ومليشياتهم لارهاب القضاة حين ينظرون في أية قضية تمس مصالحهم وخططهم لاحتكار البلاد والعباد وهو ما انعكس في تشكيك الناس في حيادية القضاء ومدى امكانية أن يكون القاضي محايدآ وهو يعمل تحت كل هذا الضغط الارهابي ، كل ذلك بعد أن هددوا بالنزول الى الشوارع بمليشياتهم واثارة الفوضى والاضطرابات والمظاهرات وما قد يتسببه ذلك من اندلاع حرب أهلية طاحنة في حال لم يفز مرشحهم مرسي بالرئاسة وهناك من الاقاويل والتحليلات ما تذهب الى أن شفيق هو الذي كان فائزآ ولكن تم تزوير الانتيجة لصالح مرشح الاخوان خوفآ من التهديدات الاخوانية وفي ظل عجز المجلس العسكري عن مواجهة هؤلاء وتحجيمهم والقضاء على خطرهم المقيت .

ان مصر الآن تعيش مرحلة غاية في الخطورة تتطلب من رموز التيار الليبرالي الوقوف صفآ واحدآ ونبذ الخلاقات الجانبية والاتعاظ من درسي الانتخابات البرلمانية والرئاسية وتوحيد معظم التيارات والأحزاب الليبرالية في حزب واحد يسمى حزب الشمس رمزآ للنور في وجه الظلام ، رمزآ للحرية في وجه الاستبداد ، رمزآ للعدالة والمساواة في وجه الظلم والعنصرية والتمييز ، رمزآ للكرامة في وجه الفاشية ، ورمزآ للتفكير في وجه التكفير ، والا فان مصر كلها ستدفع الثمن وسيكون باهظآ جدآ قد لا تستطيع البلاد الوقوف بعدها ثانية خاصة في ظل حالة الانكشاف الاقتصادي والترهل العلمي والانحدار الثقافي الذي تعانيه البلاد وهي كلها كانت لو وجدت لتمثل حوائط صد وأرضيات دعم لمثل تلك الكوارث السياسية والاجتماعية والفكرية التي نعانيها على يد طيور الظلام ولكننا للأسف الشديد بلا مظلات ، فوجب علينا نحن فلول الثورة تلمس الطريق والوقوف في وجه فلول الظلام التي انقضت على الثورة وانحرفت بها نحو عصر أنكى وأضل من عصور الاستبداد ما كان مسعانا ونحن في الميدان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات