الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم ، انها الحاجة الموضوعية ....

حارث رسمي الهيتي

2012 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن ترفاً اعتناق الافكار المالركسية من قبل مجموعة من الشباب التفت حول حسين الرحال ، ولا كما تكتب دوائر الامن عن انهم شباب فشل في الحصول على مراكز حكومية او في الحفاظ عليها . بل انها اوضاع العراق الذي ما ان تخلص من الاحتلال العثماني ومطرقة الباب العالي حتى وقع مرة اخرى تحت احتلال بريطاني وسندان صاحبة الجلالة . ولاة همهم الاول جمع الاموال عن طريق فرض الاتوات تحت مسمى " خلافة اسلامية " ثم خلف لنا " التحرير " البريطاني اقطاع وسراكيل وطبقة مستفيدة من استمرار " تحريرهم " . في مثل هذه الظروف ولدت الدولة العراقية . باشراف بريطانيا وهمها كان ضمان مصالحها في العراق .
لم يكن من صالح بريطانيا ظهور صوت وطني ينبه الشعب العراقي الذي تناساه كل من وصل الى سدة الحكم ويبين لهم كيف يتم استغلالهم . باستخدام مسميات تمنوا ان تنطلي على شعب أخذ يفكر من جديد .
ظهرت جماعات شيوعية كانت تعمل في البصرة والناصرية وبغداد ، الا انها كانت تعاني من غياب القيادة الموحدة والمركز الذي تلتف حوله .
وما ان حدثت الازمة الاقتصادية العالمية عام 1929 وما ترتب عليها من اجراءات اثقلت كاهل الشعب ، من طرد للعمال وخفض رواتب البقية وزيادة الضرائب وارتفاع الاسعار ، حتى بدأت ملامح هذه الجماعات تظهر الى حيز الوجود .
تلتها عدة اجراءات اتخذتها الحكومة العراقية زادت الامور تعقيداً منها صدور قانون اللزمة لعام 1932 وصدور قانون رسوم البلدية لسنة 1931 الذي فرض اعباء مالية حتى على الحمالين وصباغين الاحذية .
كما لعبت المؤسسات الصناعية الاجنبية التي كانت تعمل من دون رقابة حكومية دوراً قذراً من ناحية تخليها عن العاملين وتخفيض اجورهم ، مما ولد غضب العمال وانتباههم الى سراق قوتهم .
كل هذا ساعد على الالتفات الى صيحات الشيوعيين وتحذيراتهم التي كانوا يتحدثون بها في الحلقات النقاشية وفيما بعد البيان الذي خطه الرفيق فهد في كانون الاول 1932 الذي حمل اشارة المطرقة والمنجل والموقع باسم " عامل شيوعي " اما من الاجراءات السياسية التي كانت الحكومة قد اتخذتها من عقد معاهدة عام 1930 وقبلها معاهدة 1925 والتي اعطت لبريطانيا امتيازات كانت تحلم بها عسكرية واقتصادية بالاضافة الى تحكمها بالسياسة الداخلية والخارجية للبلد .
من هذه البيئة ولد الحزب الشيوعي العراقي هذا المولود الذي حاولت دوائر الاستعمار اجهاضه في المهد بعد ان رأت فيه خطراً على مصالحها .
نعم انه حاجة موضوعية كما يقول من كتب التاريخ ويكتبه بأنصاف ، ليس شيئاً غريباً على مجتمع مثل العراق اذ اين ما وجد الظلم والقهر والاستعباد ظهرت حركات وصيحات احتجاج ومقاومة لها ويكون الصوت الشيوعي متصدر المشهد ...
هذا وللحزب بقية !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة