الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضرائب القادمة على مستوى المنطقة

مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)

2012 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الضرائب القادمة على مستوى المنطقة

لقد أرادت قوى الإستبداد العالميّ بقيادة الولايات المتحدة الأمريكيّة أن تستمر في الإندفاع في السيطرة السياسيّة والأمنيّة والإقتصاديّة على كل المحيط المسمّى بشرق المتوسط، بعد أن حرّكت خلاياها النائمة في سوريّة ولبنان، وقد خطّطت هي، ونفّذت مجموعة البيادق، التي تصوّرت الأمر هيّناً وبالسهولة التي صوّروها لهم!
لقد أشرت في مقال سابق إلى أنّ عمليّة الحسم قد بدأت بكلّ معانيها، لحسم الأوضاع الأمنيّة في سوريّة من الجماعات التي تمولّها الأنظمة الأكثر فساداً في المنطقة بالتعاون مع حكومة الدولة العثمانيّة الجديدة التي تحلم بالسيطرة على مقاليد العالم الإسلاميّ في هذه المنطقة والتي لا تمتلك أيّ مقوّمات لهذا الغرض! أقول إنّ عمليّة الحسم قد بدأت لا لأنّني أؤمن بأنّ كلّ العمليّات بهذا التوجّه صحيحة وسليمة إلا أنّني قلت وأقول أنّ الأمر قد تعدّى حدود وضع سياسيّ ما، لأنّ الوضع السياسيّ السوري الحالي أفضل من ديمقراطيات!(إن وجدت!) العديد من دول المنطقة ودول في أماكن أخرى. قد تعدّى الأمر إلى أن يصل إلى تهديد القوى الثوريّة من قبل هذه العمالات الرذيلة، في المنطقة والتي تقف ضدّ المشروع الصهيونيّ الأمريكيّ في محاولة يائسة وبائسة للقضاء على روح مقاومة الإستبداد، وترك الحبل على غاربه للقوى الرجعيّة في المنطقة وعلى رأسها هذه المشيخات المتخلّفة التي ألحقت العار بسمعة المنطقة من النواحي الحضاريّة والعلميّة وغيرها، حتى بات من يريد أن يتهكّم على جهل الجاهلين يلبسه عقالاً كالذي يرتديه أحد هذه المطايا الخليجيّة!
لقد وصل الأمر الآن في التآمر كذلك، إلى ضرب أو محاولة ضرب مصالح روسيا والصين ومصالح دول أخرى تسير بنفس التوجّه. لذلك يمكن القول أنّ الأقدار لعبت دوراً في وضع الأمور في خانة تحويل المنطقة إلى منطقة تنافس دوليّ كبير لم تشهده هذه المنطقة من قبل. وقد أوصلت سياسات الولايات المتحدة وحلفائها، الأمر إلى تهديد المنطقة وإدخالها في صراعات جديدة وبأساليب جديدة.
إنّ النجاح الوحيد الذي حققته سياسة الولايات المتّحدة هذه وكيان (إسرائيل!) لمجموعة العملاء وعبيد المشروع الصهيونيّ الأمريكيّ، هو إرجاع قمقم الحركات المتطرّفة إلى حضن مخابرات الدول التي أوجدتها، والسيطرة على حركتها بشكل كبير، هذا من جهة ومن جهة أخرى إذابة جزء منها وتحويله إلى مشاريع أخرى في أماكن تحت السيطرة!
كان متوقّعاً أنّ تسعى الكيانات الهزيلة في المنطقة إلى الإندفاع لتؤيّد، بل وتكون مطيّة لمشروع خبيث يحاول القضاء على المقاومة للمشاريع الخبيثة التي لم تأت للمنطقة إلا لتدمير هذه النفوس النظيفة لأبناء الأمّة في العيش بكرامة ورفعة. وتسعى للقضاء على كلّ ما هو أخلاقيّ. ولا غرابة من إستخدام أقذر الأسلحة التي تحاول فيها تفتيت الأمّة إلى طوائف متناحرة متقاتلة ثمّ القفز عليها لتدميرها بكلّ ما تبقّى من وسائل. لا تستغرب من هذا الكلام! ربّما يسأل سائل: وهل في الأمّة هذا القدر الذي تستحقّه ليكون الهجوم عليها بهذا القدر؟ ولم لا يكون لمناطق أو أمم أخرى؟!
والجواب يكون بعد إستعراض من قبل السائل لتأريخ الأمّة التي وجدت في هذه المنطقة الجغرافيّة، والتي أراد لها المولى الكريم أن تكون مهبط الأنبياء والصالحين والمصلحين وتكون غنية بالثروات الطبيعيّة والبشريّة، بل وفي الروايات تكون الكثير من النقاط الحسّاسة فيها ذات صلة بالسماء(للمهتمّ أن يذهب إلى كتب التأريخ والإنثروبولجيا وغير ذلك من الكتب! (ناهيك عن الكتب المقدّسة) وهو يناجي قول العارفين (نظّف مرآة قلبك كي يتجلى فيها نور جمال الحق، فيغنيك عن العالم وكل ما فيه، وتتوهج نار العشق الإلهي في قلبك، فتحرق الأنواع الأخرى من الحب فلا تستبدل حينذاك لحظة واحدة من الحب الإلهي، بجميع هذا العالم)).
الآن أعطي وجهة نظر إستقرائيّة للوضع القادم المترتّب على الوضع الحالي والذي سيكون نتيجة للنصر الذي سيتحقّق في سوريّة ودول أخرى على التتابع (كما أتوقّعه لا أكثر!)
يكون الوضع القادم في لبنان بالشكل الذي يؤدي الى تلاشي ما تسمّى بقوّة مجموعة 14 اذار السياسيّة وتخلّي إمارات الخليج عنهم وتوجّه الكثير منهم إلى الإنعزال السياسيّ وتبخّر مشاريع هذه الثلّة التي وضعت كلّ بيضاتها في سلّة ساسون وسلّة العم سام، وخسر هنالك المبطلون! ثمّ تبدأ هذه المجموعة بالتناحر الكبير في مشاريع جزئيّة ستطيح بمشروعهم في لبنان وعلى مستوى المنطقة(بإعتبار الأغلبية منهم مطايا للمشروع سيء الصيت! على مستوى المنطقة والذي سيتلاشى بشكل كبير). أمّا في الأردن فيكون هناك ضغط شعبي يتنامى أكثر فأكثر لإسقاط مشاريع الملك بريطاني الدم! والشعور. وبدايات التضخّم والإنهيارات الإقتصاديّة على مستوى الدولة عموما بسبب تلاشي العلاقة الإقتصاديّة مع سوريّة من بيع مرخّص للكثير من الإحتياجات من سوريّة، وخسارة الأردن لهذا السوق ممّا سيؤثّر سلباً على الشعب ليضغط كثيراً على مطيّة بريطانيا في المنطقة! ناهيك عن التوجّه العراقي الجديد بعيداً عن العلاقة غير المرغوب بها على مستوى المجتمع العراقيّ مع الأردن إقتصاديّاً وسياسيّاً بعد الموقف المستهجن للسياسة الأردنيّة مع سوريّة والتوجّس الواضح عند الكثير من العراقيين من هذا النظام وتأريخه السلبيّ من الوضع العراقيّ بشكل عام منذ سنوات، وخاصّة لعبه الدور السلبيّ في الصراع الذي حاولت قوى الشرّ تأجيجه في العراق من عام 2005 لغاية 2007. بالرغم من ذلك يتوقّع أن تتجّه سياسة الأردن ردّاً على سياسة العراق القادمة بأن تضغط على العراق ببعض الضغط الأمنيّ القادم من سلفيي الأردن ومن والاهم!
أمّا على مستوى أكراد سوريّة فيكون هناك توجّه كردي بالحفاظ على القربة من الدولة السوريّة بعيدا عن المزايدات من قبل بعض القيادات الكردية التي فضّلت القرب من المشروع الأمريكيّ الصهيوني التركي العربي المتخلّف على القضية الكردية الاساس. وستنال المنطّمات الكردية الكثير من مطالبها سياسيّاً فقط تلك التي وقفت مع وحدة سوريّة وبعيدا عن عمالة بعضها مع المشروع سيء الصيت والموقف المشين لبعضهم والإنبطاح لتركيا بالصورة الواضحة.
على مستوى قضية فلسطين ستكون البدائل الثورية هي البديلة بعيدا عن العديد من توجّهات منظمة حماس التي لعبت اللعبة بغير فهم وإدراك مقابل دريهمات قطر ومن ورائهم من بعض مشايخ آل سعود، لبيع سوريّة التي وقفت موقفا لم يقفه اي نظام او دولة عربية مع قضية فلسطين وسيؤدي ذلك إلى التسابق لتعويض هذا الخلل الكبير من قبل اصحاب المشروع الخائب للدفع بما يسمّى بالحوار والتفاوض الفلسطيني (الإسرائيلي!) بإستثناء الفصائل الثورية الأخرى التي ستأخذ مشروع التحرير بجدّ أكثر.
ولنا عودة
د.مؤيد الحسيني العابد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف