الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسرائيلى أحسن من الشيعى!

نادين البدير

2012 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


«الإسرائيلى أحسن من الشيعى»، هذا آخر ما سمعته من أحد العامة قبل أيام وهو يصور رأيه فى مواطنيه الشيعة، وكيف أن مصيرهم النار، وكيف أن بالهم لا يهدأ إلا إن قاموا بأذية السنى. ثم أعاد قصة قديمة عن شيعى عمل عشرين عاماً عند سنى وحين ترك العمل أخبر سيده السنى أنه كان يبصق خلسة بوعاء طعامه كل يوم.

كلها قصص «خيالية» ترعبنا من الشيعة. ترى من كان له الدور الأكبر فى حياكة تلك القصص؟ وما مصلحته الآن بعد أن ارتفعت حدة العداوة داخل السعودية وفى المنطقة كلها؟ وكيف سيعالج الأمر بعد أن أصبح الحديث عن الوحدة الوطنية مجرد مخدر يهدئ من روعه وروعنا تجاه مضاعفات المذهبية والطائفية؟ وهل سيهرع إلى الحلول أم سيتناسى المشاكل؟

بالتأكيد هناك معركة قائمة إلا أن المواطنين السعوديين يجهلون أطرافها. يجهلون إن كانت المعركة ضد الشيعة أم ضد مطامع إيران. تائهون بين الأخوة الوطنية وبين سماعهم عن خيانات أفراد وولاءاتهم للخارج. يبحثون عن فتوى تجيز علاقتهم بمواطنهم الشيعى أو تحرمها.

فى ظل الدفاع عن حمى الوحدة الوطنية التى نحلم جميعنا بدوامها، تحول شيعة منطقة القطيف فى السعودية إلى خوارج لا ينتمون للمجتمع. وفى ظل الدفاع عن المبادئ أمام ما تفعله إيران والصراع المحتدم معها ومع مخالبها فى المنطقة، أصبح الشيعى مجرماً قاتلاً وسافكاً للدماء. أمن أحد مرتاح لهذه التهم؟ أبهذه الطريقة نحمى البلد من إيران؟ هل تفتيت البلد هو سلاح يقينا من إيران أم يقدمنا لها على طبق من ذهب؟

يقول البعض إن ما حدث فى مصر بين المسلمين والأقباط يحدث الآن بين السنة والشيعة. ويتشاءم البعض الآخر فيتخيل أننا قد نشهد تفجيراً أو عراكاً هنا أو هناك، بعد أن يرتفع حد التطرف الذى بدأت رائحته تفوح بنتانة لم يسبق لها مثيل.

لكن، ورغم الاسوداد، أشير لأحداث مضيئة تمت خلال الأيام الماضية:

الحدث الأول: تعيين سيدة شيعية قطيفية للمرة الأولى فى تاريخ التعليم السعودى مديرة لمدرسة، وبالطبع كان التعيين حديث المواقع والصفحات الاجتماعية، ولاقى ترحاباً كبيراً بين المثقفين. هذا يعنى أن الدولة بدأت تتحرك تجاه منح مواطنى المنطقة الشرقية الشيعة حقوقاً يطالبون بها منذ زمن، إلا أن هذا التحرك يجب أن يرافقه تحرك أقوى وأسرع يخص مشاعر الكراهية المغروسة بنفوس المواطنين تجاه إخوتهم الشيعة. أوقفوها، أوقفوا تكفير الشيعة، أوقفوا فوراً الدعاء عليهم، أوقفوا تداول كل الألقاب المخجلة من رافضى ومجوسى وخوارج، ووزعوا المواطنين على كل المناطق فلا يكون تصنيف منطقة بحسب مذهب أهلها، ثم شجعوا التزاوج بين السنة والشيعة واسمحوا بذوبان جميع المذاهب فى إطار الوطن أولاً وأخيراً.

من يدرى.. فلعل حلم الملك عبدالعزيز الراحل يتحقق أخيراً. ألم يكن يحلم بالوحدة؟ ومن يدرى فقد ينشأ جيل لا يعترف بالمذهبية.

أما الحدث الثانى فكان اقتراح خادم الحرمين تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية يكون مقره الرياض. فى رأيى أن أى حوار منطقى عقلانى مستقل وحر بين مجموعة من الأفراد، وإن لم يكونوا متبحرين فى الشرع والدين، سينتج عنه أن المذهبية كانت صناعة سياسية لا دينية، وأن جموع العرب والمسلمين التى تعلمت ألا تفكر وألا تقرأ لأن هناك من يفكر ويقرأ بدلا عنها، تلك الجموع انقادت وراء المذهبية بل واستمتعت بها بسبب فراغ العقل والوعى الذى تعيشه.

تذكروا أن المذهبية سياسية وليست دينية، فالدين يدعو للوحدة أما السياسة فتهمها الفرقة. من باستطاعته الآن تغليب مصالح وطنه والتصدى لمصالح القوى العالمية التى يهمها نشر الفتنة المذهبية بشرق أوسطنا العتيد، «أو الآيل للانهيار».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماكو فائدة
Some 1 ( 2012 / 8 / 28 - 08:36 )
-فى رأيى أن أى حوار منطقى عقلانى مستقل وحر بين مجموعة من الأفراد ...- هذا الكلام الجميل يصح غالبا ، ولكن اذا كان احد اطراف الحوار مسلم (يدافع عن دينه او عقيدته) فبمجرد ضعف الحجة سيستل سيفه (عاملا بالسنة النبوية العَطرة) . فلهذا لا اشجع حوار الأديان او العقائد فكله نفاق، والاحسن ان يتوجه الناس للجوانب المشتركة (الانسانية) بدل الاشياء التي تزيد التفرقة.


2 - عروبة - الخليج وعروبة فلسطين
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 8 / 28 - 11:26 )
الحل بيد قوى اليسار والتحضر أما الأنظمة فحلولها تبقى ترقيعية لأنها جزء من المشكلة والمستفيد منها، الحل هو في الإعتراف بالاخر فالصراع الشيعي السني لا ينتهي وسيتفاقم إلا بإعتراف طرفي الصراع بالمسيحي واليهودي والقبطي والأيزيدي والمجوسي والبهائي والدرزي والصابئي والزرادشتي والكافر واللاديني وبإعتراف العربي بالكردي والتركماني والأمازيغي والآشوري والكلداني والسرياني ..والإعتراف بحق ملايين المهاجرين في دول الخليج بالجنسية وحقوقهم المهنية والثقافية والدينية ..
الطبقات والفئات المهيمنة هي التي تذكي الكراهية الدينية والقومية لمصالحها فهي تغض النظرعن ملايين المهاجرين من دول اسيا إلى الخليج ولا تتحدث عن - عروبة - الخليج لأنها تستغلهم وتستعبدهم وتأمن جانبهم في الوقت الحاضر في حين طالما كانت ترفع شعار تحرير فلسطين وتحرض على كراهية المهاجرين اليهود لكنها مؤخرا بدأت تبيع العروبة وترفع شعارات التسامح والسلام وتستنجد باليمين الإسرائيلي ليقف معها في صراعها المذهبي والقومي مع الطغمة الدكتاتورية في ايران.
شكرا لك ولمقالتك القيمة وروحك الإنسانية.


3 - الانسان هو الانسان
حسين طعمة ( 2012 / 8 / 28 - 20:44 )
في خضم هذه المعمعة التي لا أرى حلا لها .لم لا نعود الى الانسان .الى انسانية الانسان ,تلك الكفيلة بحل كل ما هو شائك .تبقى المسألة الكبيرة التي تعيق مثل هذا الامر .تبقى الهيمنة والنفوذ والسيطرة واستلاب العقول المسكينة التي لا تعي شيئا الا ,ما يأتيها ويدفعها ,من قبل أناس يريدون النفوذ وتجهيل العامة من الناس الذين لاهم لهم سوى السخرية من البسطاء الذين لا يفقهون سوى ان الله فوقهم يراقبهم وعليهم .طاعة اولي الامراننا امام معضلة لا يحلها سوى العقل .


4 - حكومات الدول القوية لن تساعدنا في إجتياز جهلنا
الحكيم البابلي ( 2012 / 8 / 29 - 03:09 )
السيدة نادين البدير
بصدق أقول لك ، ربما كنتِ واحدة من بنات المجتمع المخملي في السعودية ، ربما ، لستُ متأكداً من ذلك ، ولكن الذي يقرأ لك على الدوام يكتشف مدى حرصك وغيرتك على وطنك السعودي بصورة خاصة ووطنك الشرقي الكبير بصورة عامة ، وهذا يُزيد من حجم إحترامي ومعزتي لك ولفكرك وقلمك المتحسس لحاجة الإنسان-أي إنسان- للكفاف من الحرية والخبز اليومي كأضعف الإيمان
حول مقالك أقول : عشتُ 28 سنة في العراق ، وكان في محلتنا (مسيحي صابئي شيعي سني وقوميات : عربي كردي تركماني كلداني سرياني) ، كان السنة والشيعة يتزاوجون ولم نعرف المناطق المقفلة للسنة والشيعة كما اليوم ، ورغم أن الحساسية الباردة كانت موجودة بين السنة والشيعة مذ قالوا بلى ، لكنها لم تتطور لنزاع مسلح وقتل على الهوية بوحشية ورعونة ولؤم
فلماذا تحدث كل هذه الأمور بعد الإحتلال الأميركي للعراق !! ثم تنتقل لبقية الأقطار العربية التي يتواجد فيها السنة والشيعة جنباً لجنب ؟
هذا السؤال للأذكياء فقط
أعرف حق المعرفة كل نواقصنا وعيوبنا وجهلنا وعقم أدياننا ، ولستُ بحاجة لواعظ شطور يقول لي من نحنُ ، ولكن هناك اليوم من يستغل ضعفنا وجهلنا لمصلحته
تحياتي

اخر الافلام

.. ما هو بنك الأهداف الإيرانية التي قد تستهدفها إسرائيل في ردها


.. السيول تجتاح مطار دبي الدولي




.. قائد القوات البرية الإيرانية: نحن في ذروة الاستعداد وقد فرضن


.. قبل قضية حبيبة الشماع.. تفاصيل تعرض إعلامية مصرية للاختطاف ع




.. -العربية- ترصد شهادات عائلات تحاول التأقلم في ظل النزوح القس