الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المسكين ..... الا العقلانية
حارث رسمي الهيتي
2012 / 8 / 31مواضيع وابحاث سياسية
لم يكن يدور في خلد ماكس فيبر الذي قسم السلطة الى ثلاث انماط الاولى تقليدية تستند مشروعيتها لقدسية النظام حيث تكتسب شريعيتها من تقاليد الاعتقاد بأنها سلطة تقليدية ، والثانية عقلانية هدفها الاساس هو الاعتماد على مبادئ العقل معاييرها التنظيم ، والتخطيط الصحيح الخاضع للعقل والعلم .
والثالثة كارزمية يتحكم بها شخص يظن انه يمتلك قدرة سحرية او دينية او عسكرية يمتاز بها عن سائر البشر لذلك يجب ان يؤمنون به .
ان بلداً اسمه العراق سيطبق تقسيمات السلطة هذه بحذافيرها الا الثانية وأقصد ( العقلانية ) فعند تأسيس الدولة العراقية بعد ثورة العشرين والمجئ بفيصل الاول باعتباره عربياً سنياً ومن قبيلة ينظر العرب اليها نظرة تقديس وأقصد ( بنو هاشم ) والعائلة الهاشمية . يكون العراق قد وقع تحت سلطة تقليدية يظن انصارها ان الله قد اختار العرب ومن العرب بنو هاشم لحمل الرسالة وقيادة الامة . والامر ينطبق على غازي وفيصل الثاني . سلطة جعلت من العراق مسخراً لخدمة بريطانيا والعائلة المالكة " المقدسة " ومشاريعهما في المنطقة ، دون المبالاة بأوجاع العراقيين وهمومهم .
اما مجئ ثورة تموز 1958 فقد جعلت العراق يتنفس الصعداء ، حيث السياسة المنحازة للفقراء وقوانين اعتبرت طفرة نوعية يحققها الشعب العراقي وثورته المجيدة ، هذا لا يمنع بأن هناك سلبيات تؤشر على الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم .
اما بعد انقلاب شباط الاسود ومجئ الكارثة البعثية " الزيتونية " المقيتة وسيطرتها على سدة الحكم ، فقد تلاشت حتى الاحلام بقيام سلطة تستخدم العقل وتاخذ منه المشورة ...
فتحولت السلطة فيه الى النوع الثالث " كارزمية " لنجد انفسنا امام قائد ملهم فذ اتى بحكمة ربانية بعثت به الى شعب لينقذم من الضياع !!!!!
قائد استلم السلطة رئيساً ثم رئيساً للوزراء ثم قائداً عاماً للقوات المسلحة ليختمها بكل تبجح في فترته الاخيرة بان يخرج ومن على شاشة التلفاز يقرأ لنا دعاء بعد كل أذان !!!
شخصية سخرت كل موارد العراق لتحويل هذا " الصدام " الى جامع لهذه الثلاث انواع من السلطة .
فهو تقليدي من حيث انه ينتمي الى " الحسين " كما كان يشير دائماً ، وقومي الى حد الضحك عندما نتذكر غزوه للكويت .
وهو كارزمي من خلال كل هذا الكم الهائل من الصور فصوره وهو في ( العقال العربي ، البدلة العسكرية ، بقبعة الكاوبوي وسيكاره ) .
المضحك جداً ان دوائر اعلامه ولغاية سقوطه عجزت عن تقديم البعث لهذا الشعب العراقي المسكين بصورة سلطة عقلانية !!!
العبرة في ان تكون السلطة في عراق ما بعد صدام سلطة عقلانية ، تحت شعار " لنجرب الجديد هذه المرة " ولنعرف ان للسلطة حدود كما يقول جون لوك " ان الشرطي الذي يجاوز سلطاته يتحول الى لص او قاطع طريق " .....
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الاحتلال الإسرائيلي يغلف عدوانه على غزة بأردية توراتية
.. بالأرقام.. كلفة قوات الاحتياط بالجيش الإسرائيلي منذ بدء الحر
.. تزوجتا من شخص واحد.. زفاف أشهر توأم ملتصق من جندي أميركي ساب
.. لحظة اقتحام القوات الإسرائيلية بلدة المغيّر شمال شرق رام الل
.. نساء يتعرضن للكمات في الوجه من شخص مجهول أثناء سيرهن في شوار