الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيعة و السنة قراءة ديالكتيكية – عقلانية (1)

وليد مهدي

2012 / 9 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


(1)

إنها لقضيةُ كبرى في تاريخنا والتي لم تزل ممتدة في حاضرنا مذ اغتيل الخليفة الثالث عثمان ..
وإنه لحقٌ وقعٌ جلل ما يجري من أحداث هذه الأيام ، ما يدعونا التوقف عند هذه الثنائية التاريخية المركزية في نشوء و تطور جملة الفكر الإسلامي المعاصر :
الشيعة و السنة ..
فالتأريخ حسب هيجل ، والوجود عموماً ، قائم على الصراع بين الأضداد ولا يوجد في تاريخ الحضارة الإسلامية ضدين أسهما بصراعهما في تشييد هذا الصرح الثقافي بما فيه من نقاط ضعف وقوة مثل فكر التشيع " السياسي " ، والذي تحول فيما بعد إلى مذاهب منفصلة تمثل التشيع المرتكز على جذور باطنية صوفية في رمزية بنيته العقائدية ، وهو ما نهجه " اليسار " الثقافي المتمرد لو صحت التسمية على ضغوط وجور السلطات الحاكمة ..
أما فكر " السلف الصالح " المنبثق من النُسَخ السنية للإسلام ، فهو على العكس من الاول ، مستند على البنية العقائدية الحرفية التي نهجها خلفاء وولاة امر المسلمين ، حكامها السياسيين ..
والذي تشكل دول مصر وشمال افريقيا و الخليج النفطية اليوم نواته الأساسية الصلبة ..
فهذا الاخير اليوم ، بات نداً سياسياً و خصماً كبيراً للفكر السياسي الشيعي الإمامي المعاصر الذي تشكل الجمهورية الإسلامية في إيران نواته الصلبة ..
فالشيعة مذاهب متعددة ، لكن ، الفكر الإمامي الإثني عشري تحديداً هو من يتصدى حالياً لاعتلاء المسرح الإقليمي سياسياً واقتصادياً وعسكرياً بفكرة " ولاية الفقيه " بفعل القوة الدافعة في إيران والممتدة ثقافياً بجذورها للدولة الصفوية التي صاغت الفكر الإمامي الإثني عشري بصيغته الحالية من تراكمات تطور الفكر الروحاني الصوفي والذي شكل وقود القوة السياسية الدافعة منذ الفاطميين ..
كذلك مذاهب أهل السنة ، متعددة متنوعة ، استمدت قوتها من " واقعية " الفقه ونظام الحكم السياسي في التاريخ الاسلامي والذي هو في جله " سني " ..
لذا فإن الفكر السلفي ، والجهادي تحديداً ممثلاً بفكر الإخوان المسلمين بتلون طيفه هو من يتصدى لاعتلاء المسرح الإقليمي والدولي بفكرة " الخلافة " وهو نتاج تراكمات وتداعيات ممارسات السلطة السياسية السنية التي حكمت العالم الإسلامي ..
أما الفكر الوهابي ، الشعبة الأكثر تطرفاً في الفكر السلفي في شبه جزيرة العرب وارض نجد والحجاز ، فهو وإن نادى بدولة الخلافة في الجزيرة العربية على غرار دولة الخلافة الإسلامية الطالبانية
(التي لا تزال تقاتل في جبال وهضاب وسهول افغانستان لتثبيت أركانها حتى اليوم ضد حلف النيتو)
، إلا إن الإمبريالية العالمية تستغله كما استغلته مع المجاهدين الأفغان ضد السوفييت في القرن الماضي ، ها هي اليوم تعاود استغلاله لإخماد الصعود الشيعي المضطرد ممثلاً بالإمبراطورية الإيرانية الإسلامية الجديدة وجبهة المقاومة والممانعة التي تقودها ضد المشروع الأميركي في المنطقة عبر تفعيل دوره وبث روحه العدوانية من جديد بما بات يعرف اليوم " افغنة " سورية ..

(2)

الصراع بين البيت الهاشمي و الأموي ، وكما يجمع المؤرخين بأنه السبب في تهشيم البنية السياسية للدولة الإسلامية منذ الانقلاب العسكري على الخليفة الثالث عثمان والحرب " الأهلية " الإسلامية ، الفتنة الكبرى ( كما سماها عميد الأدب العربي طه حسين) ، والتي لا تزال حتى اللحظة احداثها ماثلة في احداث اليوم بتكرار يحاكيها محركاً واقعنا السياسي والثقافي المعاصر ..
فإنعكاسات هذا الصراع على مدى التاريخ الطويل بلورت التشيع كلصيق بالقومية الفارسية منذ الثورة العباسية ورايات أبي مسلم الخراساني السوداء وصولاً للدولة الصفوية ، ليكون الشيعة بنظر اغلب المسلمين اليوم ، حسب الدعاية السلطانية العثمانية ، بسبب صراعها المرير مع الصفويين ، والدعاية الحجازية المعاصرة بسبب عدائها المذهبي " غير المفهوم " مع الشيعة ، جملة من مجرد مذاهب دخيلة تحريفية في الإسلام لا تمت للإسلام الحقيقي وجوهره الحقيقي العربي بصلة ..
فهل كانت الدولة الحمدانية في الموصل ، و الفاطمية في مصر ، والدولة الادريسية في المغرب والدولة الزيدية في اليمن كلها دولاً غير عربية ودخيلة و تحريفية في التاريخ الإسلامي هي الاخرى؟؟ ( وهي دول شيعية لكنها ليست إماميه اثني عشرية )
ولو كانت كلها سقطُ متاعٍ في التاريخ الإسلامي ( إذا تنزلنا جدلاً ) ، فماذا عن الانقلاب العسكري الذي أطاح بعثمان و أوصل علي بن أبي طالب للسلطة ( وإن بويع مكرهاً ) قبل تلك الحقب بقرون ؟
لماذا لم يكن علي يعترف بسنة الشيخين " عمر وأبي بكر " في حكم البلاد الإسلامية ؟؟
الحقيقة التي طالما يحاول المؤرخون السنة طمسها في التاريخ الإسلامي هي عدم قبول التشيع كمكون أساسي في البنية الكلية للفكر الإسلامي ، كيسار أو تيار معارض دائم يمثل الكادحين والمحرومين وجلهم من البلاد الإسلامية المفتوحة في العراق وفارس وتركيا والشام ومصر في تلك الحقبة ابتداءً من علي بن ابي طالب ، ولعل ثورة القرامطة اوضح ما يمثل هؤلاء الكادحين وتطلعاتهم التي سبقت الاشتراكية في تاريخ العالم بقرون ..
هذا اليسار الإسلامي سواء كتيار ثقافي مناوئ أو كفكر سياسي مضاد تبلور مع مرور الوقت كمذاهب ، ومنها الشيعية المعروفة التي لم يحالفها الحظ في البقاء والتقدم كما حالف المذهب الإثني عشري المرتكز على نوى مركزية أساسية ممثلة في مدارس تاريخية دينية في قم الإيرانية ونجف العراق وجبل عامل في لبنان حين تلقت دعمها من السلطة الصفوية بعد ان فت عضد الدولة العربية الاسلامية الكبرى لتتحول الى دويلات هشة يتحكم بها غالباً العنصر الاسلامي غير العربي .
علي بن أبي طالب ، لم يكن رابع الخلفاء الراشدين كما يحاول التعمية بهذا المؤرخ الإسلامي السني ، كان الخليفة الذي اكره على أن يحكم بعد الانقلاب العسكري لقادة الجيوش المصرية والعراقية على الخليفة الثالث عثمان ..
بدليل ، حرب معاوية الذي كان يقود جيش الشام كانت تطالب علياً أن يسلم من قتلوا عثمان ..
وحتى يومنا هذا ، يحاول المؤرخ الإسلامي السني بل حتى الشيعي التنصل من مسؤولية إجلاء الصورة الواقعية الموضوعية عن ما جرى هناك ..
فحرب صفين والجمل و النهروان ذاتها تكررت لكن بآفاق أكثر اتساعاً في القرن العشرين بصبغة قومية تارة او بصبغة طائفية اليوم في سورية تارة اخرى ..
فابتداءاً من الحرب العراقية الإيرانية طيلة الثماني سنوات وصولاً للإنتفاضة الشعبية العراقية في آذار 1991ضد صدام حسين ( الحاكم القومي البعثي العربي السني ) ، وقف العرب موقفاً مسانداً لصدام ضد ايران وحتى بعد ان غزا الكويت ، اعانوه على قمع الشيعة " العرب " في الوسط والجنوب ..
لم تنته اليوم حرب العرب ضد الشيعة ، الاعلام العروبي السلفي ممثلاً بقناة الجزيرة تدخل في الحرب الداخلية في سورية بعد الإنتفاضة الشعبية للشعب السوري في آذار 2011 ضد نظام الأسد ( الحاكم القومي البعثي العربي العلوي ) وجيرها لتكون حرباً مذهبية تجيش الشعب السوري ضد النظام الحاكم دون ان ننكر بان مطالب الشعب في الحرية شرعية ، لكن ، ابتخريب البلاد وقتل ابناء الوطن بعضهم البعض تُنال الحرية ..؟!
إن أحداث اليوم يسجلها التاريخ أيضاً ، وكما نلاحظ ، يسمي الوعي الجمعي السني بشار الأسد بالمجوسي الصفوي ، وهو العلوي العربي القومي البعثي ، والذي لا يختلف عن صدام حسين وعائلته في شيء ، كليهما يدعي النسبة لآل البيت ،..
إلا إن صدام ترحم على إعدامه العرب ومنهم " القرضاوي " فيما يلعنون بشار ويصفونه بالمجوسي الصفوي ، و هذا ما سوف يكتبوه في تاريخهم طبعاً ، كما يحصل في كل زمان ومكان حين يوصم التشيع تارة بأنه دخيل يأتي من صقليا على يد القرصان جوهر الصقلي ( مؤسس الدولة الفاطمية في مصر ) ، أو مجرد أحقاد فارسية قومية أسست للإمامية في العهد الصفوي ، أو الدولة الخمينية في العصر الحديث ودولة العراق المعاصر التي يحكمها الصفويون كما يزعمون....!!!
ما يغيب عن هذا التاريخ ، وما نحن بأمس الحاجة إليه هو " الأدوات " الموضوعية التي بموجبها يمكن ان نرى كيف يتحرك التاريخ وعلى أساسها يجب أن نكتبه حتى نجلي الصورة الواضحة المتكاملة لما جرى ويجري وربما سوف يجري مستقبلاً لأجيال من بعدنا ستاتي تستحق ان تعرف الحقيقة ..
لكن ، ما هي الأدوات التي سنلجأ إليها لتفكيك وتحليل حقيقة " الصراع " بين اليسار واليمين الإسلامي القديم الذي تحول اليوم إلى صدام وصراع بين كيانات حضارية مختلفة الألوان فيها من اليسار واليمين ما يكفيها ؟
فكتلة اليسار القديمة ممتدة اليوم في محور " المقاومة والممانعة " الذي تقوده إيران بوجه المشروع الأميريكي .. الذي استغل المطالب الشعبية المشروعة للشعب السوري لكسر هذا المحور ، يتحمل النظام جانباً من هذه المسؤولية طبعاً ، لكن الانضواء تحت راية المشروع الاميركي الذي تقوم به المعارضة السورية بهذه الطريقة يحملها الخطأ التاريخي الاعظم ، ولهم بابن العلقمي عبرة !
فيما الكتلة اليمينية المحافظة القديمة ، هي اليوم ممثلة بمحور " الاعتدال العربي " الذي تقوده إسرائيل " سراً " ودول الخليج " جهراً " والمهادن للمشروع الامبريالي الكبير وهو ما يذكرنا باستعانة خلفاء بني العباس بالمغول تارة وفرنسا " شارلمان " اخرى ضد مناوئيهم وخصومهم من بني عمومتهم كما سناتي لهذا في اجزاء لاحقة من هذه الدراسة ..
الأخوة السلفيون ، خوارج العصر ، بمثل هذه الحالة يقولون :
حسبنا كتاب الله ليحكم بين الحق والباطل..
يفسرونه على أهوائهم وبما تميل وهو حمال الوجوه طبعاً ، فهو كتاب " سحري " عجيب ، فيه البيعة التي تؤخذ بالسيف ( واطيعوا الله والرسول واولي الامر منكم ) بنفس الوقت فيه " الديمقراطية " التي تبكي على نشرها تركيا اردوغان واميركا البيت الابيض ( وامرهم شورى بينهم ) ..!
" فحسبنا كتاب الله " كانت نقطة الخلاف والجدل مع علي بن أبي طالب في صفين و النهروان وحرب الجمل ، وهي اليوم يافطتهم الساذجة ذاتها في قراءتهم لما يجري في " سورية الاسد " ممثلة بعبارات الكراهية المذهبية والاحقاد التي تبثها فضائياتهم موشحة بآيات القرآن ..!!
فلا توجد لديهم أي أدوات معرفية ولا فلسفة واضحة يجري بها التاريخ أو يميزون فيها الحق من الباطل ( كما يدعون ) يمكنها أن تكون عقلانية متجردة عن أي دين ومذهب ..
أما أنا ، المؤمن بالعقلانية Rationality شرعةً ومنهاجاً يستضيء بنور الماركسية اليسارية .. بروحها الجيفارية .. الثورية .. الممانعة .. المقاومة للمشروع الامبريالي الكبير والمجردة عن كل طائفية ومذهبية ودين فأقول لهم :
حسبنا النظريات العلمية الحديثة عن التاريخ ، يضاف لها " اجتهاد رايي " ونظريتي مبنية على اسس عقلانية قابلة للنقاش و الأخذ والرد ولا تدعي القداسة " الوحشية " و " المتطرفة " التي تدعون ..

(3)

ربما كان هيجل من أوائل من تصوروا رؤيا " عاقلة " للتاريخ وكأنه محكوم بروح عليا ..
وكما بينا في مواضيع " مع الله في ملكوته " وموضوع " ذاكرة الفرد وذاكرة الأمة : المعنى الميتافيزيقي للتاريخ " ، فإن الوعي البشري منذ الخليقة كان وما يزال يتساءل عن " الروح " المختبئة وراء التاريخ التي تتحكم بمعادلات أحداثه فتوحي و كأنها عقلاً كونياً تجري وفق مسارات " فكره " حوادث التاريخ ، وهو جملة التصور " المثالي " لهيجل عن التاريخ والذي سجل الفلاسفة عليه الكثير من المآخذ ..
مع هذا ، سنعاود توضيحه من جديد بمقارنته مع ما توصلنا اليه عن " ملكوت الله " الشبيه لحد كبير مع " ملكوت التاريخ " الهيجلي ..
لهذا السبب ، يمكننا تصنيف التصورات البشرية عن " الروح " الكونية العليا التي تسمى اكاديمياً بــ " التاريخ History " وشعبياً بـ " القدر Destiny" وفق ما يلي :

· D*5H1 * D49(J) HGJ DH9J D,E9J D9 E) DF 3 H9 /) E *CHF 0 * 5D)M H+JB) ( DE9*B/ D/JFJ A D* 1J. 9DI 3(JD DE+ D لدى السومريين والبابليين يكتبه مردوخ وابنه نابو ، الآلهة حفظة " ألواح القدر " ، وهو ما تسلل وانتحل في الثقافة العبرية المسيحية الإسلامية أو ما تعرف بديانات التوحيد بصورة " اللوح المحفوظ " بالنسخة الإسلامية الأحدث التي يشرف عليها ملائكة الملكوت والله بشكل مباشر ( وعنده أم الكتاب ) ، لهذا ، يكون هذا التصور عن التاريخ وحوادثه مبني على اساس خضوعه لإرادة كونية واعية ممثلة بالخالق العظيم ، لكنها " عشوائية " ، كونها لا تخضع لقوانين معينة تحكم " إرادة " و " مشيئة " الله الذي يبدو وكأنه يتصرف وفق إرادة مطلقة حرة ومتعالية حسب الوعي الجمعي لغالبية الموحدين في الديانات الكبرى الثلاث.
غالباً هذا التصور العام لدى الناس يتعلق بتاريخ وحياة " الفرد " وليس الامة ، خصوصاً في الوعي الجمعي الاسلامي ، وهو ما يخالف الوعي الجمعي البابلي والعبري الذي كان يرى في الامم كيانات تاريخية يمكنها ان تخطئ فيعاقبها الرب او الآلهة ..
· D1#J DF.(HJ D/I DAD 3A) H D9DE ! J9*16 #-J F K 9DI E,1/ AC1) H,H/ DG J*-CE AJ -H /+ D* 1J. H #-J F K #.1I H-JF D J9*16 DEAC1HF 9DI H,H/ " D. DB " JCHF D 9*1 6 AJ أن يكون التاريخ يمضي وفق مسارات عشوائية لا تخضع لقوانين ...!!
لهذا السبب نجد الاختلاف بين التصور الماركسي والتصور الهيجلي للتاريخ ، حين يرى ماركس بان التاريخ يحركه تطور وسائل الإنتاج وما تنتجه بنى اجتماعية تقود للصراع الطبقي ، والثقافة والوعي الجمعي البشري يكونان لهذا السبب تحصيل حاصل لهذا التطور " الميكانيكي " غير الحي ..!
وهو عكس التصور الهيجلي الذي سبقه ، التصور المثالي للتاريخ الذي كان يرى بان روحاً في التاريخ هي التي تحركه وتطور الجنس البشري على أساسه ، بالتالي ، التطور الهيجلي وحركة تاريخ الجنس البشري وفق ذلك هي حركة " حية " لوعي كوني جمعي تقوم على الصراع بين الأضداد في مسار هذه الحركة ..
وسبق ووضحنا بأنها فلسفة الطاو الصينية عينها بين اليانج المظلم والين والمنير ، والممتدة في الفلسفة الزردشتية القديمة بين اله النور اهورومزدا واله الظلام اهريمان ..
بالتالي ، الوعي الجمعي البشري ، وإن اختلفت الحضارات والحقب الزمنية بين الأمم والشعوب فإنه اقر بان " منظومة المنطق الكوني Cosmic logo system " قائمة على نقيضي :
الخير والشر ، النور والظلام ... الشحنة الموجبة والشحنة السالبة ...
اليمين و اليسار ..
وكما سنلاحظ في الجزء الثاني من هذا المقال ، الوعي الجمعي الاسلامي يقوم بتوظيف تصور " ميت " او اعمى لتاريخ " الامة " على نقيض التصور الشعبي عن القضاء والقدر لتاريخ " الفرد " ..
يميل ( الى حد ما ) التصور الشعبي السني للتصور " الميت " للتاريخ البشري وما سيجري من احداث في العالم ، بدليل التسليم " بواقعية " تطور السياسة الدولية وهيمنة الغرب على التاريخ ..
بينما يميل التصور الشعبي الشيعي ( الى حد ما ايضاً ) للتاريخ البشري على انه تاريخ حي ، متبدل متغير ، ينتظر دوماً احداثاً " ما " تقلب الامور راساً على عقب ، لهذا السبب ، يجد الشيعة اليوم انفسهم في جبهة مضادة للحضارة الغربية بانتظار المعجزة التي اغرقت فرعون وجنوده كما يقول الرئيس الايراني احمدي نجاد ..!!
فيما سنثبت العكس ، فتاريخ الامة والذي هو جزء من تاريخ العالم ليس بالــ" حي " ، ولا هو بالميت ..
كما وضحنا في المقال السابق " ذاكرة الفرد وذاكرة الامة ..." ، هو منظومة ذاكرة فيها فاعلية " كوانتية " ، تقع في الاخطاء هي الاخرى وتخضع لمعادلات وتبعات سلوك تاريخي جمعي ..
وهو ما يتفق مع الرؤية السومرية البابلية العبرية عن تاريخ الامم التي تخطيء وتصيب ، عكس التصور الاسلامي " العام " المعاصر الذي يعتبرها لا تجتمع على ضلال وهي خير امة اخرجت للناس.
سنرى بان الامة كيان طبيعي في تاريخها هفوات مثل تاريخ الافراد ، تتجه بها هذه الهفوات ضمن دائرة حركتها وتغايرها في منطق التضاد ( الخير والشر , النور والظلام ، الموجب والسالب ) ، ولا يوجد نظام كوني معصوم غير خاضع لهذه الدائرة ، لكن ، وحسب الحاجة التاريخية بما تمثله من امل وطموح للجماهير بالتوحد والقوة ، سنجد بان مسار تاريخ الامة بحاجةٍ إلى تصحيح وتعديل يمكنه ان يثب فيها وثبة جبارة كبرى جديدة في التاريخ وفق تناغم يقلل من حدة التناقض بين الاضداد ويبقيها موحدة قوية بعيدة عن تشرذمها وانقسامها الحالي وحروبها الداخلية المذهبية التي لا تخدم الا الامبريالية ..

(4)

الصراع بين قوتين متضادتين في اي حضارة هو امر طبيعي ، حتى الولايات المتحدة اليوم تتجلى قوتها السياسية ( اقلها ظاهرياً ) في صراع قوتين تمثلان الحزبين الجمهوري والديمقراطي يحاول من اسسوا النظام الامبريالي العالمي وفقهما احتواء " اليمين " الشعبي البرجوازي و " اليسار " الشعبي الكادح تحت اجنحة هذه الاحزاب ومن على شاكلتها في اوروبا ..
السنة والشيعة ، باختلاف مذاهبهما ، هما مكونات طبيعية في " الثقافة " الاسلامية ، لكن دوائر الوعي الثقافي العروبية والسلفية لا تزال حتى اللحظة تصر على اعتبارها مجرد دخائل واوساخ تجب ازالتها ..
المفارقة بين اليسار القديم ( الشيعة ومن على شاكلتهم ) و اليمين القديم ( السنة ) هي انها بقايا لفكر سياسي قديم متحجر تحول في العصر الراهن الى مذاهب متعددة ، ولا يمكن اعتبار احدها صحيح والاخرى خاطئة ( فلسفة الفرقة الناجية ) ..
هذه فلسفة آن لها ان تمحى من الذاكرة الثقافية فوراً ..
فإما ان تهجر هذه المذاهب جميعاً بتبني عقلانية " مجردة " بشكلٍ مطلق لا تعتمد الا على العقل وتتجنب حتى النصوص المقدسة ، وتصبح المنافسة السياسية نزيهة مجردة عن اي دين او معتقد ..
او تقبل المذاهب جميعها بلا استثناء لتشكيل فسيفساء جديدة للحضارة الاسلامية نابذة للعنف والكراهية ، مجدة في التوافق ، وهذا لن يتم إلا في حالة " اجتثاث " اي قيم ومفاهيم تصوغ تكفير الآخر ..
فالمذهب الوهابي على سبيل المثال ، لا يكفر الشيعة وحدهم بل كل الملل الإسلامية الاخرى ، ناهيك عن غير المسلمين ..
المذهب الوهابي يكاد ان يكون المتفرد في التاريخ الاسلامي الذي لا يؤمن بتنوع القوى التي تحكم الدولة وتسيّر الحضارة ، هذا لا يعني ان بقية المذاهب لا تحوي مثل هذا التطرف ومنها الامامية ، لكنها لا تصل إلى " التكفير " وإباحة الدم ..
لهذا السبب ، الحضارة الإسلامية ، ولكي تعاود النهوض من جديد هي بأمس الحاجة إلى ديالكتيك هيجل لتتقبل قوى اليمين المذهبي ( الممثل للغالبية السنية ) واليسار المذهبي ( الممثل للأقليات في البلاد الاسلامية ) معاً .
فالأقليات الصابئية والمسيحية واليهودية و الايزيدية والدرزية والزردشتية إضافة للمكون الشيعي في الحضارة الاسلامية انما تمثل بقايا صغيرة من تاريخ " اكبر " و " اعمق " من تاريخ الحضارة الاسلامية ..
بالتالي فهي المكون الجذري للثقافة الاسلامية حتى وإن بدى اهل السنة المقارب عددهم للمليار اكثر عدداً ، لكن الاقليات والشيعة هم الاكثر قدرة وقوة اعتماداً على عمق تاريخهم الثقافي في العراق وسوريا وايران وما الهمهم هذا التاريخ من نجاحات انتهت بإيران النووية العصرية التي يحسب لها الغرب مليون حساب وهو ما لا يحب معشاره لباقي المسلمين ..
هذه الاقليات اليوم ، في ايران والعراق وسوريا ولبنان ، تتحكم زعاماتها بقرارها ومصيرها اكثر من المليار سني الذين لا يعرفون إلى اين هم سائرون على سكة المخطط الامبريالي الكبير ..!
مليار مسلم سني لم تعد قضية فلسطين ومئات القنابل النووية في اسرائيل تشكل لهم هما كبيراً مثلما يؤرقهم حصول ايران على قنبلة نووية واحدة ..
لماذا هذه الكراهية للشيعة ؟
وكيف تجذر هذا الخوف التاريخي في الوعي الجمعي الاسلامي من كلمة " الشيعة " ؟؟

الجزء الثاني في الاسبوع القادم ( اذا ابقتنا الحياة ) ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الزميل وليد المحترم
شامل عبد العزيز ( 2012 / 9 / 2 - 20:10 )
تحية وتقدير
توقفت منذ فترة عن قراءة المقالات التي تدخل في صلب نقد الدين ولكن موضوعك يختلف عن هؤلاء - قرأت الفقرة الأولى والثانية ثم توقفت لسبب بسيط هو أنك حاولت إدخال القراء في مفهوم أن احداث اليوم مقارنة مع مفهومك للشيعة باليسار والسنة باليمين في نظرية المؤامرة وأنت لديك مكونات هذه النظرية فوضعت إيران وسوريا وحزب الله والعراق في جبهة المقاومة والممانعة مع العلم أن العراق خارج هذا التصنيف والعراق مع سوريا ونظامها موقفه طائفي لا غير لا توجد بلدان مقاومة وممانعة بالشكل الحقيقي - الأحداث تسير رغماً عنا لقتال مستقبلي بين السنة والشيعة واميركا ليست السبب لأنها لم تكن حاضرة في مؤتمر سقيفة بني ساعدة وعدم مبايعة علي لأبي بكر - طبعاً أنا لا أصدق بجميع الروايات التراثية ولكن تماشياً مع تحليلك - الولايات المتحدة والصهيونية لم تكن بين ثنايا التاريخ السني والشيعي زميلي وليد - مجريات الأحداث لا تحكمها سوى المصالح لا غير أوكما تقول صراع الطبقات والذي هو مرتبط بالمصلحة حسب فهمي المتواضع
سقوط سوريا سوف يغير وجه الشرق الأوسط - اول تأثير له حقيقي على حكومة بغداد
شكراً لجهودك


2 - جميلاً.
عبد الله خلف ( 2012 / 9 / 2 - 21:27 )
موضوع جميل و مميز .
بكل صراحه كلمة شيعه و سنه و معتزله و غيرها , كلها وليدة السياسه .
السنه و الشيعه -بجميع أطيافهم- يجمعهم الكثير , مثل :
1- الرب واحد .
2- رسولهم محمد -صلى الله عليه و سلم- .
3- كتابهم واحد (القرآن) .
4- قبلتهم واحده .
5- بيتهم واحد .

لا أقول لهم إلا أتقوا الله في أنفسكم , فأنكم واقفين أمامه في يوماً و سيسألكم جميع -سنه و شيعه- ما فعلتوه سياسياً بإسم الدين , فالله المستعان .

أخواني , سنه و شيعه , أنتم أخوه بالدين قبل كل شيء , كما أن اليهوديه و المسيحيه أقرب لكم , بدليل تحليل الله لنا طعامهم و الزواج منهم , بل قال الله فيهم :
(ليسوا سواء من أهل الكتاب أمه قآئمه يتلون آيات الله و هم يسجدون)
حتى الصابئه قال الله فيهم : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُون)
المشكله في الألحاد -و العياذ بالله- نتمنى من جميع الفرق الإسلاميه أن يوحدوا صفوفهم و ينتبهوا للخطر القادم و هو (الإلحاد) .


3 - زراعة ألإنقسام بشكل علمي
سامي بن بلعيد ( 2012 / 9 / 2 - 21:54 )
أعتقد إن الكثيرين ممن يعتنق الماركسية اللينينية يخطط لمزيد من التمزيق والتفكيك للعالم الاسلامي المُمزّق أصلاً ويعتقدون إنهم يمهدون لمستقبل علماني جديد والواقع يجري على عكس ذلك لان المسيطر على أحداثه هي القوى الرأسمالية ومأجوريها
ومع إحترامي للكاتب العزيز وطريقته العميقة في تناول الفكرة المطروحة لكن الفائدة تذهب للقوى الرأسمالية المسيطرة أصلاً , وأنا أعتقد إنها ثقافة الصراع التي تميز العربي وكل المسلمين على مختلف ألأطياف وكأن طريق التكامل والانفتاح أصبحت مقطوعه ولا تستصيغها عقولنا حتى لو كُنّا علمانيين ومن ذوي المؤهلات العالية


4 - الزميل شامل عبد العزيز
وليد مهدي ( 2012 / 9 / 3 - 08:35 )
تحية طيبة لك اخي الكريم

نعم المصالح هي المحرك .. لم انكر هذا

هارون استعان بفرنسا ضد دولة بني امية في اسبانيا
والخليفة الناصر لدين الله هو الذي استعان بجنكيز خان للقضاء على خوارزمشاه قبل ان يفكر المغول باسقاط بغداد فيما بعد على يد هولاكو

لكن , وكما يرى هيجل , ما وراء التاريخ المحكوم بارادات ورغبات ومصالح ربما فردية وفئوية ضيقة , والراي هنا لهيجل , هناك صيغة حتمية لحوادثه مختبئة خلف هذه الميولات .. وهذا هو جوهر التناقض في التاريخ ..

بالتالي
صراع الولايات المتحدة حاليا هو صراع مع الشيعة الذين تقودهم ايران
اضافة للقوميين العرب بتجرد عن مذهبيتهم

بالنتيجة , هناك نسخة حضارية شيعية جديدة للاسلام باتت هي خط التصادم الاول مع الامبريالية وهذا ما لا يستطيع انكاره احد بعد تطويع مصر وتدمير ليبيا واذعان حكام الخليج
سقوط سورية يعني بداية الحرب الكبرى مع ايران والتي يتمناها العرب .. وتتمناها انت سيدي الكريم .. وهو ما لا اتمناه
راي .. وراي آخر

شكرا لك ولتعليقك استاذنا المبدع
دمت بالف الف خير


5 - الاخ عبد الله خلف
وليد مهدي ( 2012 / 9 / 3 - 08:50 )
تحيتي لك وشكرا لتعليقك الكريم

دمت بالف الف خير


6 - الزميل سامي بن بلعيد
وليد مهدي ( 2012 / 9 / 3 - 08:56 )
تحية طيبة لك اخي الكريم

كأنك يا اخي شققت قلبي لتعرف نيتي بزرع الانقسام ؟

لا ادري كيف لمثقف مثلك لا يدرك حتى الآن بان تشخيص الانقسام والبحث في اسبابه ادعى لمعالجته ومداواته

ما كتبته وستراه في المقالات اللاحقة هو دعوة لتشخيص العلة واعادة كتابة التاريخ بما يليق والوحدة عبر تجاوز الاخطاء التي ادت لهذا الانقسام

حكمك علي اخي الكريم مستعجل جدا
اتمنى ان تدرك العكس في المقالات اللاحقة

شكرا لتعليقك ومرورك اخي الكريم

دمت بالف الف خير


7 - الزميل الاستاذ سنان المحترم_في الفيسبوك
وليد مهدي ( 2012 / 9 / 3 - 09:16 )
تحية لك استاذ سنان ..
لا اخالفك ابدا ..
كليهما يشكلان وحدة واحدة
وهو حصيلة التناقض , وذكرت في المقدمة انهما معاً اسهما ببناء الحضارة الاسلامية
لكن
بما ان الحضارة اليوم في حالة نكوص وتراجع
فان فجوة التضاد هذه كبيرة للحد الذي لا يسمح لهما بتشكيل وحدة واحدة وانما التصادم المستمر خدمة للمصلحة الامبريالية
كيفية تشخيص هذه العلة هي ما تتبناه هذه السلسلة برؤية ديالكتيكية تدرس التضاد وعلاقاته تاريخيا وبعمق ومن منطلق وزاوية معرفية جديدة لفهم طبيعة التاريخ
نظرية هذه الدراسة تنطلق من بناء فلسفة هيجل ونظريات شبنغلر وتوينبي عن التاريخ

دمت بالف الف خير


8 - صاحب التعليق المحذوف الاخ عقبة
وليد مهدي ( 2012 / 9 / 3 - 09:26 )
تحية لك اخي الكريم

لا استغرب رايك التعسفي المصحوب باصداء وحمية الفتنة المذهبية تجاه الشيعة والتشيع

لا يمكنك محاكمة الحضارة الهندوكية بهذه الطريقة التي لا تبحث في عمق موضوعة الدين

هناك معبودات لدى كثير من الامم تسمى آلهة ولدى الشيعة هم ال البيت , طبيعي ان يكون ال البيت هؤلاء خارج الزمان والمكان

ال البيت اناس عاديين
غير العادي هم الشيعة وجذورهم الحضارية التي جيرت رموز ال محمد لتكون تعبيرا عن الافق الذي تبحث فيه جذورهم الحضارية السومرية البابلية

مشكلتك يا اخي انك ترى الاسلام المتطرف الحدي اللاشركي وحده الصحيح
وهذا من حقك
ما ليس من حقك هو تكفير هذه المذاهب وما تحمله من تراث سابق للاسلام وهذا موضوع يحتاج لجدل بيني وبينك من نوع ىخر خارج اطار التشيع والتسنن وغنما ضمن اطار الإنسانية ومفهومها الحداثي العلمي المعاصر

الف الف تحية لك


9 - ت 5 الزميل وليد
شامل عبد العزيز ( 2012 / 9 / 3 - 11:16 )
تحياتي مجدداً
شكراً للرد
أنت تتهمني بأنني أتمنى الحرب على إيران - تحليلك ليس في موضعه الصحيح - ما كل ما يتمنى المرء يدركه
السياسة شئ والأمنيات شئ
مقولة الشيعة ضدّ اميركا حقيقة مقولة في غير محلها - كل طرف يبحث عن مصلحته
الآن هناك سيناريو تحت الطاولة - تتخلى إيران عن النووي مقابل بقاء الأسد
لا هذا ولا ذاك
شئنا ام أبينا شرق اوسط جديد
أنت امام خيارين لا ثالث لهما
البقاء على القذافي والأسد باسم المقاومة والممانعة أو زوال الأنظمة المستبدة الراديكالية التي تتعامل ب بتوريث السلطة الجد والأب والأبن والحفيد
كوريا الشمالية مثلاً وأنظمتنا العربية
نحن بعد وصول التيارات الإسلامية للحكم تبدلت مواقفنا - أيدنا ما حصل ثم تراجعنا - السبب في وصول التيارات الإسلامية هو فشل التيارات التقدمية العلمانية
هل لديك سبب آخر ؟
لا يوجد مقاومة للولايات المتحدة لأن ما يسمى المقاومة حسب رأيي هي أحجار على رقعة الشطرنج ولا تذهب بعيداً من بابراك كارمل في أفغانستان ولحد اليوم والمحرك الأساسي هو من يقف مع من , من أجل ديمومة الصراع والوصول إلى الحكم
لا يوجد شئ جديد في سياسة الشرق الأوسط
احترامي لك


10 - تحيةً، تقديراً و نقداً
حميد خنجي ( 2012 / 9 / 3 - 13:31 )
أخي وزميلي العزيز وليد المحترم
أكون صادقا معك، وانا أكبر منك عمرا
كنتَ تكتب أفضل بكثير من مقالك هذا، وأنا أحد قرائك الثابتين
لا تزعل من صراحتي فتحليلك هنا وقراءتك، لا هما دياليكتيكي ولا هما عقلاني! هو تحليل عاطفي. وله علاقة بالإنتماء- وللأسف- أكثر من التجرد العلمي
التشيع والتسنن وجهان لعملة واحدة بالرغم من الالتباسات التاريخية بينهما والمقدسات أو المبالغات المعاصرة لهما.. هذا أيضا بالرغم من الإختلافات الجزئية والشكلية بين المنظومة العقيدية للمذهبين
إن ما تسمعه عن المقاومة المزعومة (ضد -الامبريالية-) أو -جذرية- الهلال الشيعي-المقاوم-، هو وهمٌ كبير جرى تسويقه من أجل المصالح الكبرى- الغربية- والأصغر- الإقليمية، لأن الطغاة -كبارا وصغارا- يدرون أولا يدرون، هم شركاء في سبب تأخرنا! التقدميون ليس لهم ناقة ولاجمل في هذا المعركة المصطنعة. رأيي القاطع أن من يصطف مع الإستبداد (الديني - المذهبي أوالسياسي- سوريا مثالا) لم يعرف بعد أبجدية الدياليكتيك والقراءة الصحيحة للتاريخ - سابقا- وواقعنا المعاصر! أعرف أن هناك كُثُرٌ من اليساريين أو الليبراليين في هذا الإصطفاف الخاطئ
أرجوأن تتقبّل نقدي
تحياتي


11 - الاستاذ وليد مهدي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2012 / 9 / 3 - 15:58 )
اتمنى لك اولا دوام الصحة والعافية لنحتفل بمقالاتك القادمة .
ساكتب في النقا ط التي تهمني . تقول ان الدولة الصفوية هي التي صاغت الفكر الامامي الاثني عشري وهذا غير صحيح .التشيع المذهبي الجعفري اسس له الامام محمد الباقر تم اكماله من قبل الامام جعفر الصادق .اما الصفوية فجاءت بالتشيع السياسي واعطته بعدا قوميا عنصريا معاد لتركيا السنية ومن هنا بدا الصفويون يبثون الدعاة لشتم الشيخين .التشيع ابن العراق والكوفة وحوزة النجف هي الاساس .تقول ان نزاع الفتنة الكبرى بلور التشيع كلصيق باقومية الفارسية منذ الثورة العباسية وهذا ايضا غير صحيح فالمذهب الجعفري هو متاخر ربما بالقرن الثالث الهري وجاء ذكره في قصيدة للمعري في القرن الرابع الثورة العباسية كانت اممية وذات طابع عالمي جمعت كل المعارضين للامويين من كل القوميات الشيعة الفرس شيء والتشيع الصفوي شيء اخر وانت للاسف تخلط بينهما ....يتبع


12 - الاستاذ وليد مهدي المحترم - تكملة 2
وليد يوسف عطو ( 2012 / 9 / 3 - 16:08 )
بالنسبة لموقف علي من الشيخين ابي بكر وعمر فهو كان المستشار لهما وادار الخلافة بدلا من عمر عند ذهابه لفتح بيت المقدس .راعج مؤلفات الكتور علي الوري - وعاظ السلاطين وغيرها وراجع علي شريعتي في التشيع العلوي و التشيع الصفوي .التشيع الصفوي حسب شريعتي هوخليط من الصوفية والقومية الفارسية مع عناصر مسيحية وهو اي التشيع الصفوي حسب شريعتي هو تشيع شرك وبكاء ولطم لدعم الدولة الصفوية عكس التشيع العلوي الثوري .اما ولاية الفقيه فهذا مبحث اخر .بالنسبة لسوريا اتمنى وحدة الشعب السوري والارض والسيادة السورية وانتصار الثورة السورية مع اندحار السلفية .يجب الا يتم تخييرنا بين حلين اما السلفية او البعثية . ائما هناك طريق ثالث . ختاما لكم وافر محبتي وتقيري ايها الاستاذ الكبيلر .


13 - الاستاذ وليد مهدي المحترم - تكملة 3
وليد يوسف عطو ( 2012 / 9 / 3 - 16:14 )
استاذي الفاضل تتحدث عن سوريا مشبها الحدث بخيانة ابن العلقمي . للباحث الدكتور رشيد الخيون كتاب بعنوان (طروس من تراث الاسلام ) فيه مقالة عن تابييد اكذوبة خيانة ابن العلقمي ( تابييد بالباء )وهي قراءة جديد للحادثة ويكون ابن العلقمي غير خائن اتمنى ان ازودك بها عند التقائنا في بغداد .ختاما لكم خالص الود والتقدير واسف للاطالة . .


14 - الزميل شامل عبد العزيز مع الود
وليد مهدي ( 2012 / 9 / 3 - 18:25 )
تحية لك مجددا

لا توجد امة مثالية , وكل الامم لها وعي تاريخي جمعي فيه تناقضات
التناقضات حتما تحتمل الاخطاء
قراءة التاريخ على ان الشيعة دعاة حق ليس من سجيتي ولا ينبغي لي

لكن توضيح انهم في موقع اقوى واعلى تاريخيا من غيرهم هذا واقع حال لا يمكن انكاره
اميركا تتعامل معهم على هذا الاساس

دمت بخير


15 - الاستاذ القدير حميد خنجي
وليد مهدي ( 2012 / 9 / 3 - 18:40 )
تحية طيبة لك

لا اعرف كيف استنتجت بانه عاطفي ؟؟

اين وكيف وما هي المواضع التي تشير لذلك ؟؟ اطالبك ببينة على ما وصفتني فيه سيدي الكريم هذا اولا


ثانياً .. وان اشترك التشيع والتسنن في اطر ومشتركات كثيرة , وهذا طبيعي , لانهما يشكلان كيانا واحدا هو الفكر الاسلامي الذي على اسسه بنيت الحضارة الاسلامية

لكن
في جوهر هذا التوحد , وجهان لعملة واحدة كما سميته ... هناك تناقض
وما بينته هنا ليس الا المقدمة

التناقض كبير بين توجه الفكر الشيعي الذي في جله مثل تيارا مناوئا للسلطة حتى قال عنه طه حسين انه كان غالبا ما يشكل طابورا خامسا في الدولة الاسلامية وبين الفكر السني الرسمي الواقعي

كيف يمكنك انكار هذا التناقض سيدي الفاضل ؟ وما هي وجهة نظرك حوله ؟


16 - الزميل الاستاذ وليد يوسف
وليد مهدي ( 2012 / 9 / 3 - 18:51 )
تحية لك

اخي الغالي
المذهب - الامامي - شعبة محدثة في التشيع بعمومه
وانا قلت هو مذاهب متعددة

ارجو معاودة قراءة النص بامعان , ما تتحدث عنه هو المذهب الجعفري , الفقهاء الشيعة في عهد الصفويين هو من صاغوا المذهب الامامي بهذه الشاكلة بعد غيبة الامام الثاني عشر .. ومن وضع اركان المذهب الامامي الحالي كفكر يتدخل في السياسة هو الشيخ عبد العالي الكركي .. اللبناني العاملي الاصل ( من كرك نوح في زحلة ) ...اما علي شريعتي فللاسف الرجل كتب والف عن الشيعة بطريقة تاريخية سردية قديمة

قراءة للبحث العلمي تختلف عن القراءة الكلاسيكية بكونها تدرس الرموز الانثروبولوجية في الاساطير وقد
تحدثت عنهاكثيرا في مواضيع خلت بما يتعلق بمقارنة الماسونية والتشيع , اتمنى لو كان لديك وقت لمراجعتها

ستجدها قراءة مختلفة للتاريخ
لم يعترض احد عليها كما اليوم كونها اثارت اليوم موضوعا بالغ الحساسية لدى الكثيرين بتعلقه بالمذهبية

بالنسبة لابن العلقمي يا اخي لا تهمني خيانته من عدمها
انا اقرا فقط ما مكتوب في التاريخ
ما يقول عنه السنة يختلف عن الذي يقولوه عن الخليفة الناصر لدين الله الذي طلب من جنكيز خان اسقاط خوارزمشاه !
دمت


17 - كل الاحترام
Almousawi A. S ( 2012 / 9 / 3 - 19:11 )
استاذي العزيز المفكر المجدد وليد مهدي . في الوقت الذي ابدي اعجابي لشجاعتك وثباتك في البحث وعن طريق تجربة شخصية للنظر لما افرزت والت الية الحال في عالمنا المعاصر ومحاولتك لايجاد ماهو انساني مشترك للمساهمة في السير معا نحو غاية اسمى وهدف لائق بما على انسان اليوم من مهمات غاية في الضرورة للتمهيد لغد ارغد بعد نفض ما علق من غبار غابر الايام وما طريقة المحاورة معك من قبل الكثيريين الا الدليل على اهمية وقيمة ما تطرحة خصوصا لما يحملة الموضوع من حالة جدية ومحك يومي بعد غياب او تغييب الانتماء الحقيقي لما يجمع الناس على طريق التضامن والسلام
وانا وعن كامل الجد والصدق لاجد استاذي الفاضل الا ما هو مشترك بين موسى وعيسى ومحمد
لك اعجابي لادارتك المميزة للحوار
اتمنى لك التوفيق والاستمرار


18 - الصديق العزيز وليد مهدي
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 9 / 4 - 09:26 )
تحية طيبة ومودة
كما عودتنا دائما بمقالاتك المفعمة بالرمز والتي تستحث التفكير .سأطرح ما لدي من رموز قد تلتقي أو تتفارق مع رمزيتك والقصد هو تعميق الطرح .
هناك في المنطقة ثلاث أصوليات : المهدي المنتظر بقيادة ايران والمسيح الدجال بقيادة السعودية والمسيح الأصولي بقيادة اسرائيل هذه الأصوليات موجهة تماما من قبل الإمبريالية للهيمنة على المنطقة ورسم خارطتها من جديد وإستثمارها وما يحدث الان هو هرمجدون تدفع ثمنه شعوبنا من دمها وقد ينتهي في أسوأ التقديرات بحرب مدمرة تلوث المنطقة لن يكون فيها منتصر أو مهزوم ولن يخرج في أعقابها المخلّص أو في تقدير متفائل إلى إتفاق بين المهدي الإيراني والمسيح الإسرائيلي نظرا لإنحدارهما التاريخي القديم من جينات حضارية مدنية واحدة يمكن تسميتها - كورش إسحق - هذا الإتفاق يشمل إطلاق يد الإمبريالية بثروة المسيح الدجال البترولية الهائلة والتي لم تكن جدته المسكينة هاجر ولا ابنها اسماعيل البدوي الفقير يحلمان بمثلها لأحفادهم.ولبداوته وقلة خبرته وضع المسيح الدجال ثقته بالمسيح الإسرائيلي معتقدا أنهم أبناء عمومة ومن جد واحد وأنه سوف يحميه من كورش!.


19 - الاستاذ الموسوي مع التحية
وليد مهدي ( 2012 / 9 / 4 - 20:07 )
تحياتي لك وشكرا لتعليقك القيم رفيقي وعمي الغالي

الف الف شكر لك


20 - الغالي الصديق مثنى حميد
وليد مهدي ( 2012 / 9 / 4 - 20:09 )
تحية لك ...

فتحت موضوعاً آخر يستدعي مني الاشارة له بمقال لا بتعليق

القاك على ود قريبا في حوار خاص بتعليقك

دمت بالف خير


21 - السلطة و الاتجاهات السياسية و الاحزاب
علاء الصفار ( 2012 / 9 / 7 - 18:48 )
اجمل التحية استاذ وليد
ما يهمني الموقف و انت تثبت موقف في هذا المقال, كان بودي ان تعلق على مقال لي الانبياء و الاديان فتفهمني اكثر اذ الحروف هنا محدودة.لاشك الاديان لعبت دور في ام الشر و الخير, و ان اساس الخير و الشر هو طبقي الجذور. يقول الامام على ما جاع فقير الا واثرى اخر, و يقول لو كان الفقر رجلا لقتلته. وبالمناسبة عن اليمين و اليسار هو موجود قبل الاسلام فالعبد بلال ز عمار ابن ياسر شيء و ابو سفيان شيء! و عمر ابن الخطاب كان يقول لولا علي لهلك عمر, وقد تحول عمر نحو اليسار حين قال متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم احرار. قتل عمر لانحيازه اكثر فاكثر و بات جسد سلطة التجار ينكمش حقدا لفقدانهم السلطة السياسية. و قد قال النبي من دخل بيت ابو سفيان فهو أمن, لم يقل من دخل بيت بلال المجاهد! اي حدث ان تحولت الثورة الى سلطة فهذه المساومة الطبقية دفع ثمنها الحسين, اي هناك فهم للدين من قبل الفقير بشكل مغاير. و حين تم سيطرة الدولة الاموية سمعنا صلفهم اذ قلوا نحن سادة قريش قبل الاسلام و بعده و جاء لعبت بني اميه بالملك ...! فظهر اليسار و تجذر لجرائم السلطة الطبقية لكن تغلف بحب اهل البيت و ثورة


22 - السلطة و الاتجاهات السياسية و الاحزاب
علاء الصفار ( 2012 / 9 / 7 - 19:09 )
تحية ثانية
تكملة..الحسين بالهجوم على السلطان الجائر, و عرفت قريش الحاذقة بامر السلطة كيف تركب الموجة الاسلامية, فاعتمدت الموروث القمعي و غلفته بالامر الديني الجديد فظهر الفقه و القانون الذي يسند رجل الدولة و هو سليل الدواهي من معاوية و يزيد ومروان ابن الحكم و غيرهم من الكواسر الطبقية التي لا تتورع بدق اي عنق يتقدم للسلطة حتى لو بعث الله محمد من جديد لم تسلم الكعبة له بعد ان ترسخ جبروتها. لم اقل المهدي لان ذلك جدا سهل لقتله قبل ان يثبت نسبه يمكن اغتياله بكاتم صوت في فندق شيراتون عند اللقاء والحوار معه! لذا صار الكره غير مفهوم اذ صار ان الخروج على اولي الامر جريمة يدق لها العنق بعد قطع راس الحسين.الذي كان العقبة الكبرى لليمين القريشي السفياني. الان ترى نفس الحقد يتجدد في العراق لقد جن جنون القومجية برحيل صدام حسين الذي اعتمد على الولاء الطائفي بدل الكفائات في التعيين ومعروف انهم رجال الامن رتب الضباط البعثية من مسقط راسه و حصبة ووو هي معروفة الجذر الطائفي والطبقي كبرجوازية طفيلية سبحانة الله كما يزيد ابن معاوية اي ان امر السلطة الطبقية يحرك هولاء ومغلف بالسلف الخائن لملوك السفلس العرب

اخر الافلام

.. WSJ: لاتوجد مفاوضات بين حماس وإسرائيل في قطر حاليا بسبب غياب


.. إسرائيل تطلب أسلحة مخصصة للحروب البرية وسط حديث عن اقتراب عم




.. مصادر أميركية: هدف الهجوم الإسرائيلي على إيران كان قاعدة عسك


.. الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي لبث المنافسات الرياضية




.. قصف إسرائيلي يستهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة