الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمسة ابداع

اسماعيل موسى حميدي

2012 / 9 / 4
العولمة وتطورات العالم المعاصر




الابداع هو أعلى درجات الاتقان في مجال عمل معين،بل هو خروج عن الصور المرسومة في منظومة العمل بتميز وتخطيط أكثر فعالية ، والابداع هو الكفاية في العمل او الاداء ،وهذا المعنى يجري بمقتضى الحال بتفصيلات المهنة اي كان نوعها .ولا يمكن لشخص ما ان يتميز بكفاية عالية بمهنته اذا لم يكن لديه سابق دراية وخبرة بمكنونات احوال مهنته ومساراتها الصحيحة التي اذا اتقنها فانه سيتميز بكفاية عالية بادائه، لتبدو هذه الكفاية للمحيطين بانها سمة ابداع .
والابداع هنا يترجم الى لمسات يستشعرها الاخرون المحيطون بصاحب المهنة دون ان يشعر هو بذلك لانسيابيته في اداء مهنته واستمراريته في ترابط جزئياتها ،وهذا الانطباع نلمسه عند مجموعة اشخاص في مجالات حياتنا العملية سواء اكانت مجالات مهنية او فنية او رياضية ،وهذه الحرفية العالية جراء السلوك النمطي للفرد لا تدهش المقابل فحسب انما تجلب في نفسه المتعة لموسيقية ما يرى.
مثلا لاعب كرة القدم تستشعر لمسته الابداعية من خلال تمريرة الكرة او ركلها مع إنك لا تستشعر نفس لمسة الابداع هذه للاعب ثان يؤدي الكرة بنفس الكيفية،وهكذا حتى إنك تضبط لمسة ابداع في كل المهن في مذيع التلفزيون من نبرة صوته وقدرته على تشكيل الكلمات ،في سائق السيارة من خلال سيطرته على مجرى الشارع ومسكه لمقود سيارته ،عند المعلم داخل الصف الذي يغير من مسار ادارته بكلمة او ايماءة ،بالاعلامي من خلال حبكته للجملة وتمحوره نحو المفهوم المراد ايصاله للمتلقي.عند رجل الاستعلامات من خلال طلته ولباقته وترحيبه ورده على السؤال ،عند الجندي او رجل الشرطة من خلال لياقته العالية وقامته الشامخة ومسكته لقبضة سلاحه ،عند السياسي الناصح الذي يغور في الممكن فيتجلى في سبيل وطنه ،عند رجل الدين من خلال خشوع روحه وتماثله لقيم الانسانية والخلاص لله سبحانه وتعالى وحده. وهكذا يبهرك ابداع ما عند شخص ما وهو سر نجاحه وتسلقه محل الشهرة او المثالية بل ينعكس ذلك الابداع الى مواقف محبوكة عند مرؤسيه او رعيته.
هذا الامتياز أخذت دائرته اليوم تضيق بل تتلاشى في بعض الاحيان ولا يحظى به كل من امتهن او اختص او احترف او انتسب، واليوم نجدهم كثر ، إذ إننا نلاحظ الكثير ممن لم يحظوا بهذه اللسمة ممن نشاهدهم او نسمعهم او نتعايش معهم من اصحاب المناصب وما دونهم،واعتقد ان سبب ذلك هو وصول الكثير من الاشخاص الى مراكز وقمم الوظائف او المناصب بطرق ملتوية ، ودون تحصيل حقيقي بسبب الضعف الرقابي العام والمنح العشوائي للامتيازات وعدم الاهتمام بالمضمون وهذه الصورة هي "الفساد الحقيقي" الذي نتحدث عنه يوميا ويقتل الحياة من حولنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن