الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا .... ثوار ام قاعدة ؟

حارث رسمي الهيتي

2012 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الحديث عن الازمة السورية كان ولا يزال معقد ... فعندما بدأت الشعوب العربية التحرك لاسقاط انظمتها من تونس الى مصر الى ليبيا الى اليمن جميع الانظمة في هذه البلدان كانت تقول ان الوضع في بلدها مختلف ، وعندما كنت اسمع ذلك ينتابني شعور هستيري من الضحك على مدى تخلف خطاب تلك الانظمة .
الا ان الوضع السوري ومجريات احداثه اثبتت ان الوضع مختلف ، هذا الاختلاف يكمن في عدة جوانب ، لعل اولها هو ان النظام " البعث " الذي عرفناه نحن العراقيون جيداً نظام قمعي اجرامي الى حد يفوق باقي الانظمة ، هل نسى العالم مقول صدام " نسلم العراق ارضاً بلا شعب " ؟ المتابع للوضع السوري يرى التطبيق الميداني لهذه المقولة ، يبدو انها واحدة من اهداف " البعث " . الاجرام والدموية اصبحت سمة هذا الحزب .
والثاني هو ان في سوريا اكثر من لاعب ، فأيران وحزب الله والنظام مقابل قطر والسعودية وتركيا والثوار . بتفكيك خارطة التحالفات هذه يتبين انها طائفية وهنا تكمن الخطورة والاختلاف .
فمن يقف الى جانب الثوار من هذه الدول يقف بصفتهم من السنة ...ومن يدافع عن النظام يدافع عنه بصفته نظام شيعي علوي .. وتناست هذه الدول ان هناك شعباً ذاق ذرعاً من مجازر نظام الاسد المجرم ..
المهم هو الحراك الشعبي في الداخل ، ما جرى ويجري هو باختصار تحرك شعب عانى ما عاناه من نظام لم يقدم خيراً لسورياً على مدى عقود طوال متمسكاً بالسلطة عن طريق اجهزته الحزبية والامنية القمعية .
شعب يرى ان من ابسط حقوقه ان يتظاهر ويحتج على نظام افسد كل شئ ، ويقول بعد كل ذلك ان سوريا تتعرض لمؤامرة تقودها اسرائيل بدعم من دول المنطقة ، السؤال الذي يطرح نفسه وبالحاح هو : من ماذا تخاف اسرائيل ؟ هل حرك قطعة عسكرية لاسترجاع الجولان ؟ هل تخشى اسرائيل نظام لم يذكر حتى في خطاباته ان في النية استرجاع ارضه ؟
اما الحديث عن وجود عناصر من القاعدة غير مستبعد فكما يقول الدكتور رفعت السعيد " ان من يربي الثعابين السامة في بيته لن يلبث ان يتعرض لسمومها اذ تلدغه !! " على الرغم من قلة الثعابين ....
رغم ذلك فمن قام بالثورة هو الشعب السوري ومن سينتصر في الآخر هو الشعب السوري ، بعد ان اثبتت التجارب العالمية ان المراهنة على الشعوب بصفتها صانعة التاريخ كما يقول ماركس هي طريقة التفكير الصحيحة ...
اما الحديث عن الاصلاحات والوساطات الدولية فهو حديث فات اوانه بعد ان لون البعث شوارع البلاد بدماء الابرياء .ولكن الموضوع الاهم الذي يجب ان ينتبه اليه الثوار والمجلس الوطني والمعارضة ككل هو وضع برنامج لسوريا ما بعد الاسد لأنني متأكد من انهم سيرثوا بلداً دمرها المجرم وحزبه الفاشي... المهم أن لا يقعوا بما وقعنا فيه يجب القضاء على كل شئ يحمل صبغة هذا النظام ولننتبه قليلاً الى ما قاله غابرييل غارسيا ماركيز " لا تطلبوا مني ان اكون متعاطفاً مع جميع البشر فثمة بيننا ذئاب لا املك الا تحريضكم على قتلهم انهم نقيض خواصنا البشرية "
ولكن هذه المرة " اسد " لا يمتلك من صفات الاسد غير الوحشية والدم وفي خاتمة المطاف ما هو الا حيوان !!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي