الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤسائنا متى يتعلمون ؟

كوهر يوحنان عوديش

2012 / 9 / 12
كتابات ساخرة


من الطبيعي ان تكثر النكات والاقاويل وحتى الافلام والمسرحيات عن بلد مثل العراق يعيش الازمات وينتشر فيه الفساد وتكثر فيه الحكومات!!! بدلا من حكومة وطنية تمثل الشعب وتهتم لمصالح الوطن ( كل فصيل مسلح او حزب ذو نفوذ او حتى شخصية مدعومة من احدى دول الجوار يعتبرون حكومة مستقلة تخطط وتحكم!!! )، وهكذا اصبح التنكيت واحدا من اكثر الاساليب المنتشرة بين ابناء الشعب ( بعدما عجز الشعب على الضغط على اصحاب السلطة لاحداث اي تغيير نحو الافضل ) للتعبير عن السخط والغضب والاستياء وعدم الرضا من اداء حكومتنا الديمقراطية!!! من قبل جميع افراد الشعب العراقي بكل اطيافه، ومن احدى هذه النكات المتداولة هي ان ابليس هرب من العراق وعندما سألوه عن السبب اجابهم قائلا: علمتهم على الغش والحواسم وتكديس الملايين للايام السوداء، التي ستأتي لا محال، واشتروا بيوت وفيلات اصبحوا يكتبون عليها هذا من فضل ربي!!!.
من حق الابليس ان يهرب ويلتجأ الى اي مكان يعجبه في العالم فهو حر في اختياره، لكن حسب اعتقادي الشخصي انه سيرجع نادما الى العراق لانه لن يرى في الكون بيئة افضل للعيش فيها مثل العراق، فالعراق اصبح بلد الفساد وبلد تصفية الحسابات وبلد القتل والنهب والسلب والاختطاف والاغتصاب وكل الصفات السيئة التي تذكر ولا تذكر وذلك كله بفضل السياسة العوجاء التي يتبعها حكامه وبفضل السياسة الامريكية المتبعة تجاه الشعب العراقي ووطنه منذ تسعينات القرن الماضي، وبالضبط منذ فرض الحصار الاقتصادي الظالم على شعب العراق الاعزل بحجة عزل النظام السابق عن المجتمع الدولي ومحاسبته على غزوه لدولة جارة ومنعه من تطوير اسلحته البيولوجية والنووية لتهديد السلام العالمي.
ان الابليس محق كل الحق في زعله لانه هو من علمهم الغش والحواسم والقتل والاغتصاب وتكديس الملايين من اموال الحرام فلماذا يكتبون عليها هذا من فضل ربي!!!، فلا الدين الذي يؤمن به حكام العراق الجدد ( وهم المتديين حتى النخاع !!! ) ولا اي دين سماوي اخر يحض على القتل والسرقة وغيرها من الاعمال الاجرامية التي تنفذ بامر مباشر من بعض هؤلاء السلاطين، لذلك على هؤلاء السادة ان يكتبوا شيئا اخر غير هذه العبارة، مثلا يكتبوا على احدى الفيلات هذا بفضل الصفقة الدنيئة جراء استيراد المواد الفاسدة وتوزيعها على المواطنين، ويكتبوا على احدى البيوت التي استملكوها ظلما هذا بفضل قتل الفرد - الانسان – الفلاني، ويكتبوا على الفنادق التي اصبحوا مالكيها هذا بفضل صفقة المولدات الكهربائية التي تمت بموافقة ومباركة السلطان الاكبر ........ وهكذا، عندئذ سيتصالح معهم الابليس ويعلمهم اعمالا دنئية اخرى لم تكن في الحسبان تزيدهم قوة بفضل دماء العراقيين وتزيدهم ثروة من اموال الحرام وبذلك يتمتعون بالحياة ويكتسبون الاخرة!!!.
هذا بالنسبة للابليس واعماله القذرة، اما بالنسبة للاعمال الخيرة فقد شدني كما شد الكثيرين مثلي الخبر الذي نشر عن رئيس الاوروغواي خوسيه موخيكا والذي يعتبر افقر حكام العالم، يقول الخبر ان رئيس الاوروغواي ( الذي اجهل دينه وقوميته وطائفته ) قرر فتح قصره للمشردين اضافة الى تخصيص 90 بالمئة من راتبه للاعمال الخيرية، فمع اقتراب فصل الشتاء الذي سيكون باردا للغاية في امريكا الجنوبية عرض رئيس الاوروغواي على المصالح الاجتماعية في حكومته استعمال بعض اجنحة القصر الرئاسي لتوفير المأوى للمشردين في حالة عدم كفاية المراكز الموجودة في العاصمة، وقراره هذا جاء بعدما اطلع على جميع مراكز الايواء ونسبة المشردين وتبين له ان بعض المشردين سيبقون دون مأوى. وهذا ليس من باب المبالغة السياسية والدعاية الانتخابية التي تعود اسيادنا خداع الكثيرين من البسطاء بها، بل سبق لهذا الرئيس ان احتضن في قصره امرأة وابناءها المشردين حتى وجدت لهم المصالح الاجتماعية مأوى.
لماذا لا نقارن اعمال هذا الرئيس مع اعمال رؤسائنا الموقرين!!!، فبينما يفتح هذا الرئيس قصره لاقامة المشردين فيه تنسد ابواب قصور رؤسائنا بوجه الشعب ويحاط الرئيس وقصره بخدم وحماية يقدر عددهم بالالاف ان لم يكن اكثر ويختفى الرئيس عن انظار الشعب ولا يفكر سوى بمنصبه وثروته وكيفية اضعافها ملايين المرات حيث يكون هو في واد والشعب في واد اخر، وبينما يخصص هذا الرئيس 90 بالمئة من راتبه للاعمال الخيرية يحاول رؤسائنا وبشتى الطرق الاحتيالية التهام 99 بالمئة من اموال اليتامى والمشردين وميزانية الدولة اضافة الى الراتب الخيالي والامتيازات المخصصة لهم اصلا!!!.
على رؤسائنا الجدد ان يقيموا سياستهم المتبعة تجاه ابناء الشعب، فبدلا من الاعتداء على حريات الناس ومعتقداتهم الدينية واجبارهم على لبس الحجاب ومداهمة النوادي والمراكز الثقافية والترفيهية عليهم اعادة الملايين التي نهبوها من اموال الشعب وعليهم تسليم كرسي السلطة الذي يحاولون اغتصابه واحتكاره بالقوة الى الذي يفوز بثقة الشعب والاعتذار للايتام والمشردين وكافة ابناء الشعب العراقي عن المظالم والجرائم باختلاف انواعها التي وقعت بحقهم من قبل ازلام وافراد الاحزاب الحاكمة، ربما يكون هذا المطلب مبالغا فيه بعض الشيء او امنية لن تتحقق ( وهذا اكيد ) لكن ليعلم اسياد اليوم ويفهموا جيدا انها لو دامت لغيرهم ما وصلت اليهم ابدا!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية


.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-




.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني