الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديني و السياسي في الانتفاضة التونسية /الحلقة الثالثة .

فريد العليبي

2012 / 9 / 14
الثورات والانتفاضات الجماهيرية





تجيد حركة النهضة ، و هي الفصيل الأبرز ضمن اليمين الديني اعتماد الأساليب البراغماتية في ترجمة سياساتها إلى ممارسات فعلية ، فالمهم بالنسبة إليها إدراك أهدافها بغض النظر عن الوسائل المستعملة ، من ذلك موقفها من غير المتحجبات ، فهي ترحب بهن في صفوفها ، و قد تنبهت بعض الأحزاب الأخرى إلى هذا الجانب و أصبحت تنتهج نفس أسلوبها فالأمين العام لحزب العمال الشيوعي التونسي ( قبل أن يغير اسمه ) مثلا ظهر خلال حملة انتخابات المجلس التأسيسي في صور و محجبة على يمينه و أخرى على يساره مثل الغنوشى الذي تحيط به في بعض الصور الدعائية شابات سافرات جميلات ، وقد استعملت النهضة حلفاءها في 18 أكتوبر ، و عندما قويت لفظتهم و بعض الآن هؤلاء أصابعهم ندما على ما فات ، و هي تنتهج أساليب براغماتية في التعامل مع الأطراف الإقليمية المؤثرة في رسم السياسات ، حتى أن الغنوشي عبر للعقيد الليبي أيام قليلة بعد هروب ابن على عن إكباره له ، و ذهب إلى حد القول أن لجان و مجالس الانتفاضة مستوحاة من الكتاب الأخضر ، ثم لما واجه القذافي نفس المشكل الذي واجهه بن على أصبح يتحدث عن مأزق في ليبيا و أنه ضد التدخل الأجنبي لأن ذلك سيكون كارثة ، و عندما مالت الكفة لصالح جماعة المجلس الوطني الانتقالي اعترف بذلك المجلس ممثلا لليبيين ، وأما عندما سقطت طرابلس و سحل العقيد في سرت فقد أصدرت الحركة بيانا تبارك فيه "الثورة الليبية " و سكتت تماما عن التدخل العسكري الأجنبي ، بل إنها أسرعت إلى إرسال مبعوث عنها إلى طرابلس ، الذى ظهر في صور و هو يتفحص قنابل أستعملت في الحرب و من حوله بعض مقاتلي المجلس الانتقالي .
و لا يعرف ماذا قال راشد الغنوشى للسلطات الجزائرية الخبيرة على أي حال في قراءة ما يخفيه اليمين الديني ، فقد اتصل بها لخطب ودها ، و هناك شيخ آخر من شيوخ الحركة لم يتردد في القول إن الزعيم العربي الوطني الوحيد هو أمير قطر1 لذلك يربط كثيرون بين ميزانية النهضة الضخمة و الأموال التي تقد تكون وافدة من تلك الإمارة الخليجية 2
و وصلت هذه البراغماتية على الصعيد العالمي إلى حد إرسال وجه من وجوه النهضة البارزين إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة ثار حولها الكثير من الجدل ، فقد تم تداول أشرطة على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها حمادي الجبالي و هو يمدح ديمقراطية " إسرائيل " التي بها حسب رأيه أحزاب دينية غير أنها لم تشكل في أي وقت تهديدا لديمقراطيتها ، بما يعنيه ذلك من طمأنة للولايات المتحدة الأمريكية باعتبار أن الأحزاب الدينية في تونس لن تمثل تهديدا للديمقراطية المزمع تركيزها ، و قد كانت وقتها انتخابات المجلس التأسيسي على الأبواب .
و إذا عدنا إلى وقائع أقدم من ذلك فإن هذه البراغماتية جعلت الحركة في أحلك أيام حكم بن على ترسل في شخص الغنوشي برقية تهنئة لصخر الماطري ، بمناسبة انطلاق بث إذاعته الدينية المسماة الزيتونة ، و معروف عن صهر بن على هذا توظيفه للدين في مشاريعه السياسية و التجارية ، فقد بعث بنكا إسلاميا و أطلق أسماء الله الحسنى على معابر ضيعة ضخمة من الأشجار المثمرة يمتلكها في ولاية زغوان 3 .
كل هذا يدعو إلى استنتاج أن الحركة مستعدة لتغيير جلدها ألف مرة و مرة خدمة لأغراضها و من ثمة يخطئ من يعتقد أنها جماعة دينية ملتزمة بحدود الشرع و أحكامه، و أن مهمتها الدفاع عن المقدسات لوجه الله تعالى ، فهي منظمة سياسية ترى في الدين أيسر سبيل للسيطرة على الحشود ، و هي تعرف أن القرآن حمال أوجه ، لذلك تنتقي منه في كل مرة ما يناسب توجهاتها و تكتيكاتها في هذه اللحظة أو تلك ، فهي تجيد فن المناورة ، إن لم نقل المخاتلة ، لذاك تحاول أن تكون مرنة ، و تركز في خطابها على الاعتدال و الوسطية و تسهر على عدم تنفير القوى الإقليمية و الدولية منها ، فهي حركة منضبطة و مسؤولة مما يؤهلها لحكم دولة ، و لكن عندما يتطلب الأمر الظهور لأتباعها في ثوب الحريص على النص في حرفيته فإنها سرعان ما تقلب ظهر المجن لمن أغوتهم لبعض الوقت .
تكرر حركة النهضة أنها ليست حزبا دينيا ، مشددة على هويتها المدنية الوسطية ، و لكن مؤشرات كثيرة تبين أنها توظف الدين رئيسيا في خطاباتها السياسية ، و في أكثر من مرة تم الإمساك بها متلبسة باستعمال الجوامع للدعاية السياسية ، من ذلك خطبة ألقاها الغنوشي غداة عودته إلى تونس في جامع الزيتونة ، و هو الجامع نفسه الذي أسبغ فيه إمامه عليه رضا الله 4 مشبها إياه بالصحابة .
و هى تعزف على أوتار عديدة ، و تخصص للمقام الواحد أكثر من مقال ، أي إنها تناور لكي تصل إلى مبتغاها ، فالوسيلة لا أهمية لها أيا كانت طبيعتها ، إلا بقدر ما تكون مفيدة في الوصول إلى الغاية التي حددتها ، و هي السيطرة على السلطة ، و هذا ما ظلت تحلم به طيلة عقود . و ينتقي الغنوشي من الدين ما يحلو له فهو لتأكيد الارتباط بين الدين و السياسة و عسكرة الإتباع يستشهد بالرسول الذي كان قائدا للجيوش و يضع جانبا قوله أنتم أولى بأمور دنياكم ، و عندما تدعو الحاجة لتقديم تنازلات و يكون في منبر فكري و تحت الأضواء لا يستنكف من القول أن الصراع في تونس ليس عقائديا بل هو سياسي و أن " للإسلاميين و العلمانيين أرضية مشتركة للعمل " 5 .
تراكم الحركة جزءا من رأسمالها السياسي و الإيديولوجي من خلال استهداف اليسار متهمة إياه بأنه كان وسيلة استعملها نظام بن على ضدها ، وأنه طعنها مرات كثيرة ، و يرد اليسار بأنها هي من وجه تلك الطعنات عندما استعملها بورقيبة عصا له و طبع مجلتها في دار الحزب الدستوري فوقفت ضد إضراب الشغيلة العام سنة 1978 ، و خلال عملية قفصة 1980اصدرت بيانا وقفت فيه إلى جانب بورقيبة و قالت إنها مستعدة لحمل السلاح دفاعا عن الوطن ، أما بن على فكان حليفها في السنوات الأولى من فترة حكمه ، و شاركت في انتخابات تشريعية تحت سلطته ، و هو الذي مكنها من إصدار جريدة سياسية و أخرج من السجون من وضعهم بورقيبة فيها من بين أعضائها .
و يوجه الإسلاميون إلى اليسار الاتهام بان الكثير من رموز سلطة بن على كانوا يساريين و قد تذمر الغنوشي في التسعينات من هجرة هؤلاء إلى التجمع ، فأصبحوا وزراء و سفراء و إعلاميين مشهورين ، بينما كانت حركته تقمع 6 غير أنه تغافل و ربما عن قصد أن تلك حالة عامة يتساوى فيها انتهازيون من مشارب إيديولوجية و سياسية مختلفة ، حتى أن احد الإسلاميين السابقين الذي أصبح من الأثرياء الكبار، و يمتلك قناة فضائية و صحيفة ، و كان من قادة حركة الاتجاه الإسلامي في الثمانينات و التسعينات من القرن الماضي ، لم يتوقف عن التهليل لبن على و القسم بأغلظ الأيمان أن ليلى الطرابلسي مسلمة ملتزمة تؤدى صلواتها في إبانها. و هذا السجال بين الطرفين لا يكاد يتوقف و هو على أي حال لم يبدأ الآن و لكنه أواره اشتد أكثر فأكثر عندما أصبحت الحركة مهيمنة على الحكم .
و اللافت أن اليمين الديني أصبح يخوض اليوم معاركه على الساحة الإيديولوجية بشكل خاص ، مكفرا خصومه دون مواربة ، مما جعله في تناقض مع أطياف واسعة ، فعلى سبيل الذكر شنت الحركة هجوما مركزا على فكرة العلمانية ، معتبرة أن نظام بن على و بورقيبة كان علمانيا ، غير أن ذلك النظام لم يكن يوما ما علمانيا ، بل كان يستند في مختلف تشريعاته و قوانينه إلى خلفية إسلامية ، و حتى عندما أراد بورقيبة صياغة مجلة الأحوال الشخصية فإنه كلف بذلك رجل دين مشهور ، و كان هواه مع المساواة في الميراث بين الجنسين و لكنه لم يقدر على تجسيده حقوقيا ، بالنظر إلى ما يتضمنه النص القرآني من تعارض مع ذلك المطلب ، و غنى عن البيان أن دستور بورقيبة ينص في أول فصوله أن دين الدولة هو الإسلام .
و رغم أن الحركة لا تفوت أية فرصة للتشهير بالعلمانية ، فإنها تمتدح في نفس الوقت النظام السياسي في تركيا ، دون أدنى تلميح إلى أن ذلك النظام علماني في جوهره ، و أن حزب العدالة و التنمية يشتغل ضمن دائرة النظام العلماني لا خارجها ، فهي في حرج بقبولها العمل السياسي وفق شروط علمانية ، مثل الاحتكام إلى دستور وضعي و المشاركة في البرلمان و التداول على السلطة و اعتماد الديمقراطية ، هذا الحرج الذي تحاول الخروج منه بلعبة اصطلاحية فاقدة للمضامين السياسية و الفكرية ، باستبدال علمانية الدولة بمدنيتها ، وفضلا عن هذا فإنها بربطها بين بورقيبة و بن على من جهة و فكرة إيديولوجية هي فكرة العلمانية من جهة ثانية ، تريد تصفية الحساب مع خصومها بوصل التكفير بالتخوين .
و إذا نظرنا إلى المسألة موضوع حديثنا من زاوية المتحكم الرئيسي بـ" الربيع العربي " أمكننا ملاحظة أن الامبريالية تستعمل اليمين الديني بشقيه المتطرف و المعتدل ، فالشق الأول تستعمله لقمع قوى التقدم ، وهى تخيف به الشعب ، و تخلط بواسطته الأوراق متى تطلبت خطة الفوضى الخلاقة ذلك، وهى تتركه ينمو و يتوسع و في اللحظة المناسبة تضربه جزئيا ، فتبدو كمنقذ و قوة إطفاء للحرائق المشتعلة ، و هنا بالذات تستعمل الشق الثاني لتأدية هذا الدور، فهو الذي يمثل الحلول الوسطى بعيدا عن المغالاة ، مرممة من خلاله الأنظمة القائمة ، لضمان القبول الشعبي ، فالمطلوب كما ذكرنا هو إضفاء النظام و الانسجام على بنيانها العام ، و بالتالي سد الأبواب أمام إعصار الثورات ، و ما تهتم به ليس الديمقراطية و إنما الثروات . إن اليمين الديني المتطرف هو عصا الامبريالية بينما يمثل اليمين الديني المعتدل جزرتها .
و لكن هل اليمين الديني على وعى بعملية التوظيف تلك ؟ هل هو شريك آم مجرد وسيلة ؟ بمعنى هل هناك علاقة عضوية بين الطرفين آم مجرد التقاء موضوعي حول مصالح واحدة ؟ إن اليمين الديني يعرف مع من يلعب، و هو يجيد لعبة التجاذب و التنابذ مستندا إيديولوجيا إلى موروث ضخم من الأسانيد و الممارسات التي تبيح المحظورات و المحرمات لتحصيل المنافع و الضرورات ، هذا ما لا ينبغي إنكاره ، غير انه لا يجب النظر إلي الأمر فقط من الزاوية الإيديولوجية و السياسية للإجابة عن تلك الأسئلة ، و إنما من زاوية الاقتصاد أيضا أي الطبقات التي يعبر اليمين الديني عنها و هي الطبقات السائدة المرتبطة عضويا بالامبريالية .
إن لعبة أمريكا مع حركة النهضة لعبة قديمة ، و ليست منفصلة عن لعبتها مع الحركة الأم ونعنى حركة الإخوان المسلمين ، و هناك شكوك تحوم حول العلاقة بين انقلاب 7نوفمبر 1987 الذي وقع فعلا و حالفه النجاح بقيادة بن على ، و انقلاب 8 نوفمبر من نفس العام الذي لم يقع و هو الذي كانت تستعد له مجموعة من العسكريين اليمينيين الدينيين ، و نحن نرجح أن الامبريالية الأمريكية كانت وراء الانقلابين و أنها احتاطت للأمر، ففي حال عدم نجاح الانقلاب الأول كانت ستحرك مباشرة خيوط الانقلاب الثاني ، و هذا ما يفسر أن العناصر المورطة في الانقلاب الثاني سرعان ما تم العفو عنها من قبل بن على نفسه ، و إذا دفعنا بهذا التحليل إلى منتهاه فإن ما يحصل الآن ليس إلا تتمة لنفس المسار، فبعد أن استنفذت ورقة بن علي غرضها ، جاء دور الورقة الثانية التي استبعدت لبعض الوقت و لكنها لم تفقد رصيدها تماما ، غير أنها بعد وقت ربما لن يطول كثيرا ستصبح تالفة7 .
و في قلب اللوحة التي رسمت للربيع العربي يبدو اليمين الديني راضيا عن مكاسبه و انتصاراته كما بيناه ، دونما إدراك حقيقي لما يحصل ، بما يسمح بالقول أنه بانخراطه في " المسار الديمقراطي " 8 بأعين أمريكية يخاطر بأن يمنى بخسارة تاريخية كبرى فالأصوليون الإسلاميون سيدفعون الثمن غاليا على المدى الاستراتيجي ، و مثلما تخلصت الامبريالية من بن على و مبارك ستتخلص من الأسماء الجديدة متى أصبحت مستهلكة شعبيا ، و هذا التخلص لن ينتظر وقتا طويلا لكي يتم ، فنسق الأحداث في عصر العولمة أسرع مما كان سابقا ، و الأزمة الاقتصادية التي تقرع الأبواب ستعجل بتلك النهايات ، التي قد تكون دراماتيكية فاللعب مع الكبار مكلف جدا ، و ربما تضرب قبل هذا مراكز الأصولية خلال الموجة الثانية من الزلزال الحاصل الآن ، و نعنى مراكزها الإقليمية ، التي يتدفق منها على اليمين الديني الدعم المالي و الإعلامي و التسليحى أيضا ، تحت عين أمريكا الساهرة .
الحواشي :
1 ـ اللافت هنا التقاء شيوخ دين مثل القرضاوى و مفكرين ليبراليين مثل على حرب في تمجيد دور إمارة قطر حيث يقول على حرب مثلا : " إن الثورات تعيد الخلط للأوراق ، بحيث يصبح الفرز لا على أساس ثنائية الممانع و الخاضع أو المقاوم و المذعن ، بل على أساس من مع الثورات و من هو ضدها . و بقدر ما تنجح هذه الثورات و تقوى ، يتضح الفرز في موقف الدول و الأنظمة ، و لا جدال في أن قطر تحمل المشعل عربيا " على حرب ، ثورات القوة الناعمة في العالم العربي ، من المنظومة الى الشبكة ، بيروت ، الدار العربية للعلوم ناشرون 2012، ص 153 .
2 ـ وصف رئيس الحكومة السابق الباجى قائد السبسى ما تحصل عليه الحركة من مال بأنه أشبه بشلال ، و تُوجه إلى الحركة تهمة تلقي أموال من الخارج فالحركة التي كان أفرادها في وضع مالي لا يحسدون عليه أصبحت فجأة من أقوى الأحزاب ماليا ، و في ظرف وجيز اكترت ما يزيد عن مائة و خمس و أربعين مقرا ، و يكلفها مقرها الرئيسي في تونس العاصمة بحسب بعض الصحف ما يناهز خمسة عشر ألف دينار، و يشبهه بعضهم من حيث ضخامته بمقر التجمع الدستوري السابق في شارع محمد الخامس ، و هي تصدر جريدة أسبوعية و تمتلك آلاف المواقع و الصفحات على النات ، فضلا عن قناة تلفزيونية بعثها ابن وزير تباهى في إحدى اللقاءات التلفزيونية بأنه كان يعيش زمن بن على من بيع البقدونس ، و هو نفسه الذي وصف الأمير القطري بأنه الزعيم الوطني الوحيد في دنيا العرب .
3 ـ نفس هذه البراغماتية نلمسها في علاقة النهضة بحكومة السبسي ففي البداية كان التهليل لها و إبراز تطابق وجهات النظر معها ، تقول جريدة الصباح نقلا عن الغنوشي بعد إحدى لقاءاته بالسبسي : " إن اللقاء خصص للتشاور حول الأوضاع التي تمر بها البلاد مبرزا تطابق وجهات النظر بين الحركة والحكومة في مجمل المسائل المطروحة ، وأضاف رئيس حركة النهضة أنه تم كذلك بحث السبل الكفيلة بانعاش الوضع الاقتصادي والتصدي لمحاولات التخريب للممتلكات العامة والخاصة وحماية الأشخاص ، مؤكدا رفضه لكل محاولات المس بمؤسسات الدولة." جريدة الصباح التونسية بتاريخ 12/ 5/ 2011 .
4 ـ أثار قول ذلك الإمام " الشيخ راشد الغنوشى رضى الله عنه " موجة من الانتقادات منها ما صدر عن عبد الفتاح مورو و هو من الوجوه التاريخية المؤسسة لحركة النهضة و الاتجاه الإسلامي ، غير أن راشد الغنوشى انبرى مدافعا عن ذلك الوصف و حاول إيجاد تأويلات دينية له .
5 ـ الشهادة التي قدمها الغنوشى على منبر الذاكرة الوطنية بمؤسسة التميمي للبحث العلمي و المعلومات ، مصدر سابق .
6 ـ يتعلل النهضويون بأنهم ضحايا للاستبداد و أنهم قدموا مئات المساجين و يستعملون ذلك كميزة نضالية يتفوقون من خلالها على بقية الأحزاب و لكن رد أستاذ جامعي و مفكر تونسي معروف يشاركهم الدفاع عن الإسلاموية كان مفحما ، فهؤلاء لم يسجنوا من أجل الحرية و إنما من أجل استبداد آخر يلونه الدين ، مما يعني أن التجمع و النهضة وجهان لعملة واحدة من هذه الناحية على الأقل .
7 ـ يرى سمير أمين أن الاسلاموية ليست قدرا و حتى إذا ما دعمت الدول الغربية بوضوح هذا التوجه لصالح الاسلاموية " المعتدلة " فإن هذه الأخيرة لن تنجح في البقاء طويلا خاصة في مصر و تونس ، و يعزو ذلك إلى وجود قوى تقدمية مؤثرة في هذين البلدين ، أنظر تقديم سمير أمين لكتاب المازرى حداد : الوجه الخفي للثورة التونسية Mezri haddad . la face cachée de la révolution Tunisienne .islamisme et occident.une alliance à haut risque . Préface par Samir Amine .ed.Arabesques2011.p13
8 ـ غنى عن البيان أن المسار الديمقراطي الذي يجرى الحديث عنه الآن في تونس و ترعاه أمريكا و الاتحاد الأوربي يذكر في الكثير من وجوهه بما كانت تردده الآلة الدعائية لسلطة بن على الذي يقول أحد وزرائه " هل الديمقراطية خيار جديد ؟ نقول نعم ، خيار جديد ، لم يتهيأ له ورثة الحزب الواحد ، و لم تنشأ عليه المعارضة القديمة ، خيار جديد يتطلب التجديد في الآليات و في السلوكيات ، بدأ مع الرئيس بن على ، طريق صعب و طويل و لكنه الطريق الصحيح " ، الصادق شعبان ، من ديمقراطية المعتقدات إلى ديمقراطية البرامج ، البناء الديمقراطي في تونس ، تونس ، الدار العربية للكتاب 2005، ص ص 9/10 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة


.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا




.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي