الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دستور الحكم والانظمه العربيه

تيسير خروب
كاتب وباحث

(Taiseer Khroob)

2005 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


أكد إبراهيم الجعفري نائب الرئيس العراقي أن الشيعة "لا يريدون الاستئثار بالسلطة"، وأنهم حريصون على "إيجاد التوازن" في تقسيم المناصب السيادية لتحقيق الاستيعاب الكامل للأطياف العراقية على أسس الكفاءة والقدرة.وذكر أن الجمعية الوطنية القادمة هي التي ستشكل بدورها لجنة خاصة حول كتابة الدستور العراقي، مشيرا إلى أن هناك انطباعا وشعورا موحدا لدى كل القوى الأساسية داخل الجمعية وهو أن "القوى التي قاطعت الانتخابات يجب إشراكها في عملية صياغة الدستور".في نفس الوقت تعاقبت التصريحات الامريكيه حول مستقبل الحكم في العراق وما اذا سيكون اسلاميا ام لا00 ففي الوقت الذي أكد فيه ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي أن بلاده لا تتوقع أن يصبح العراق خاضعا لحكم "رجال الدين"، استبعد وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد إنشاء حكومة دينية هناك على غرار الحكومة الإيرانية..
فقد قلل من المخاوف التي تتحدث عن احتمال ظهور حكومة إسلامية شيعية على غرار النموذج الإيراني في العراق، وقال إن تشكيل حكومة دينية سيكون "خطأ فادحا" بحق العراق، وذلك عقب المكاسب القوية التي حققها التحالف الشيعي في الانتخابات العراقية الأخيرة.
00ونلاحظ ان الحديث حول نظام الحكم في العراق وصياغة الدستور وما سيكون عليه الحكم في المستقبل_هل هي دوله اسلاميه ام متعددة الاديان؟ ام ستكون دوله علمانيه ؟وكيف سيصاغ الدستور000مع وجود تصريحات كثيره لزعماء الشيعه والذين يشكلون غالبية السكان العراقيين بما نسبته 60% على انهم لا يريدون اقامة دوله دينيه على غرار الحكومه الايرانيه لان هناك قوميات وديانات وطوائف مختلفه يتشكل منها المجتمع العراقي اولا0 وثانيا ان الشيعه الذين فازوا بالاغلبيه في الانتخابات التي جرت مؤخرا وامتنع عن المشاركة فيها رجال السنه قد تلقوا الرساله وفهموها جيدا من ان الولايات المتحده الامريكيه والغرب لا يريد اقامة دوله دينيه في العراق على غرار نظام الحكم في ايران خاصة وانه معروف عن الشيعه تشددهم وتطرفهم من الناحيه الدينيه0
وبناء على هذه المعطيات وبالرجوع الى متغيرات السياسه في البلدان العربيه بعد الحرب العالميه الثانيه وبعد اقتسام الاستعمار مناطق النفوذ والسيطره في عالمنا العربي ومن ثم رحيله بدأت هذه المشكله بالظهور00واول ما ظهرت كانت في مصر حول صياغة الدستور للدوله في مطلع العشرينات من القرن العشرين والتي نص اخيرا في صراحه على ان الاسلام هو دين الدوله فكان هذا النص في مصر وفي غيرها من الدول العربيه التي تتواجد فيها طوائف غير اسلاميه ومذاهب اسلاميه متعدده وقوميات مختلفه كما في لبنان مثلا00 نقول ان صياغة مثل هذه الدساتير كانت مصدر فرقه وتناحر00صحيح انه في معظمها لم تكن ظاهره على السطح او بارزة فيه00فقد رضيت القله المسيحيه مثلا وغير المسيحيه كما رضيت الاقليات العرقيه والقوميات الاخرى ممثلة بأحزابها السياسيه_ اليسارية منها او اليمينيه00اما العرب المسلمين فهم لم يفهموه على وجه واحد ولم يتفقوا في تحقيق النتائج التي يجب ان تترتب عليه00فعامة الناس لم تلتفت الى هذا النص الدستوري الذي يعلن ان دين الدوله الاسلام ولم تهتم له او تحفل به000فعامة الناس في البلدان العربيه منصرفون بطبعهم الى حياتهم اليوميه واشغالهم المعتاده في تحقيق سبل عيشهم والانتباه الى ما يشغلهم ويمس حياتهم اليوميه من مأكل ومشرب وحرص على ما يخص علاقاتهم الاجتماعيه اكثر ما يهمهم الاطلاع على الدساتير وانظمة الحكم ما دامت الدوله لا تتعرض لهم وتمنعهم او تجبرهم حول مسائل دينيه موروثه لديهم وراسخه في اذهانهم ويمارسونها في طقوسهم اليوميه00 او تحاسبهم على التقصير في اداء صلاتهم او امتناع البعض عن اداء شعائر الحج اوالكف عن دفع زكاة الاموال والصدقات الى مستحقيها مثلا00 والملائمه بين حياتهم وبين ضرورات التطور وهم يعلمون ان الاسلام موجود بين ظهرانيهم وان الصلوات تقام في مواعيدها وان رمضان يصام وان الحج سيؤدى وهم يقومون بواجباتهم الدينيه كأناس معتدلين لا هم بالمسرفين في التدين ولا هم بالمسرفين في العصيان والمجاهرة بالفسق00فسواء انص الدستور ام لم ينص ان الاسلام دين الدوله وسواء اسيطرت الحكومه ام لم تسيطر على شعائر الدين ما دامت هذه الشعائر تقام بطريقة محترمه ومرضيه فلا يمنعون عن ادائها والقيام بها00
انما وقعت الفرقه وتقع الان وستقع في المستقبل حول نص الدستور بالنسبة للدين بين فريقين من المسلمين انفسهم:
المجددين المحافظين منهم والطرف الاخر هم المتطرفين المتشددين000
فأما المجددين فقد فهموا ان الدستور حين ينص على ان الاسلام هو دين الدوله لا يريد ان يعلن احترامه صراحة للاقليه غير المسلمه وما توارثته من تقاليد عبر سنوات تاريخيه طويله هذا من جهه00اما من جهة اخرى فقد رأى هؤلاء ان الاسلام فيه من المرونه ما يمكنه من التطور مع الزمن وملائمة الظروف المختلفه ويمنعه من الجمود وحالة السكون والتحجر ويحول بينه وبين ان يكون عقبه في سبيل الرقي الاجتماعي والاقتصادي ومد جسور التقارب والتعرف على حضارات اخرى متقدمه غير اسلاميه وتبني لغة الحوار والتفاهم على لغة الاتهام والحقد والكراهيه وان على هذه الدول العربيه وبحكم هذه الحياه الحديثه المتطوره دائما عليها ان تأتي من الامر ما لم يكن يبيحه لها الدين الاسلامي من قبل 00 ولا يقبل به المسلمين قبل هذا الوقت0 فعليها الان ان تتعامل مع البنوك الربويه والمضاربات في البورصات العالميه والمحليه واعطاء المرأه حقوقها وحريتها وانشاء الفنادق والمسارح ودور اللهو والقمار وتغيير الكثير من معاني النصوص القديمه والتراجع عن الفتاوي من اجل التكفل بحرية الرأي والتعبير والاقبال على انماط حياتيه وسلوكيه كانت غريبه على المجتمع الاسلامي قبل ذلك0
اما المتدينين المتشددين فقد فهموا الاسلام على انه دين الدوله وعليه فأن الدوله يجب ان تكون دوله اسلاميه بالمعنى القديم وهم ليسوا بحاجه الى دستور وضعي او قوانين من صنع البشر وبينهم الكتاب والسنه00وما عليهم سوى استحضار القوالب الجاهزه من الماضي لتشكيل الحاضر والمستقبل بناء على مقاسات وحجم هذه القوالب بغض النظر عن ملائمتها للحاضر ام لا00وما دام الدستور ينص صراحة على ان دين الدوله الاسلام فيجب على الدوله المسلمه ان تضرب على ايدي الخارجين عن الاسلام وتحول بينهم وبين الالحاد واعتماد النظريات العلميه والبحث العلمي ومحو حرية الراي الامر الذي قادهم آخر الامر الى التدخل في الحياه السياسيه فانشات الاحزاب السياسيه الدينيه وجمعت من حولها الاتباع والانصار لاجبار الحكومات على الرضوخ لمطالبهم والسير ضمن سياسة الدستور الديني0
لكن من الملاحظ على السياسات العربيه00فلا المتدينين المتشددين نجحوا في فرض سيطرتهم ومدوا نفوذهم على قطاعات واسعه في المجتمعات التي تواجدوا فيها واسسوا دولا اسلاميه00ولا تركوا المتجددين يجددون ما هو نافع لبلدانهم00
فأستمر الصراع والتناحر00بينهما فكان الخاسر هو الشعب والاسلام0
لان كثيرا ما تستغل السياسه الخصومه بين العلم والدين فتعتز برجال العلم حينا وحينئذ تضطهد رجال الدين00وتعتز برجال الدين حينا آخر لتضطهد رجال العلم00لتحتمل حكوماتنا العربيه بعد ذلك من التبعات ما احتملته السياسه المسيحيه حين كانت تحرق العلماء وتذيقهم الوان العذاب لترضي رجال الدين0 وحين كانت تشرد القسيسين ورجال الدين وتهدر دمائهم لترضي رجال العلم0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل