الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انسوه واغفروا

نادين البدير

2012 / 9 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ردود فعل العالم الإسلامى تصيبنى بالخوف.. منطقتنا صارت موحشة ومرعبة، أقدام أناسها تغوص فى الهمجية. أقدامهم تغوص فى عقول طينية.

منطقتنا مخيفة. سكانها تغيروا، لم يعودوا مثل زمان. صاروا قتلى، سفاحين، صاروا يبرعون فى التحرش بالنساء.

سكانها لا يسامحون ولا يغفرون، ومفهوم الشرف انقلب مرات عدة حتى وصل لتعريف جديد ملخصه أن: كل شىء مباح مستباح فى نفس الوقت الذى علينا فيه أن نحكم على كل شىء بصفته محرماً ومنكراً.

هل أدت الاستبدادية للوصول إلى هذه المرحلة المتعفنة من اللاوعى؟ أم أن الاستغراق فى النوم الطويل ينسى النائم أصول الحضارة والمبادئ السماوية.

تسلقوا على جدران السفارات والقنصليات. قتلوا، ضربوا.. لأنهم شاهدوا فيلما وغضبوا. لا أحد يقبل السخرية من الأنبياء ولا الأديان ولا المعتقدات. ولا الإنسانية تقبل أن نخدش إيمان الفرد ومقدساته، لا أحد يرضى لقطات الفيلم السخيف، لكن المبادئ السماوية لا تقبل أن يتعاطى سكان المنطقة مع الحدث بهذا الشكل الهمجى.

الذى نعرفه من تاريخ السيرة النبوية أن الرسول عليه السلام كان يغفر لمن يسىء إليه، كان متسامحاً، لكن سكان المنطقة شوهوا سمعة السيرة، أصبح الإسلام فى عين العالم مركزاً للعنف. وما نعرفه من السيرة النبوية أن أهل قريش كان يلقون القاذورات عليه وهو يمشى، وأنهم حاولوا قتله، وغدروا به.. وأنهم.. وأنهم.. فما كان منه إلا أن غفر لهم. نفس الشىء ستقرؤه عن عيسى عليه السلام إذا ما تصفحت تعاليم المسيحية.

فمن أين أتى كل هذا الشر؟!

هل سيقبل الرسول ردود فعل قومه عقب الفيلم السخيف؟ هل سيقبل أن ينتحر الإسلام على أيدى أهله؟ الإهانات بين أهالى الأديان لا علاقة للأنبياء بها، حتى التصنيفات هى مدخلات لتشويه الروح الإنسانية.

والفراغ يقتل. وفى منطقتنا تمتد مساحات فراغية مهولة. الإبداعات شبه معدومة، وكذلك الاختراعات والأحلام والآمال والطموحات، لم يبق إلا الأيديولوجيات، لكن بمعناها البشرى المادى والهمجى والبعيد كل البعد عن الروحانية.

على منابر مساجدنا تطلق الدعوات على الغرب وأهل الغرب والدعوات على كل أتباع الأديان الأخرى، فكيف كانت ردة فعل أهل الغرب؟ هناك فئات متطرفة متناثرة، لكن الشارع العريض مشغول ببناء الحضارة، ولا وقت لديه للرد على منبر واحد من منابرنا ذات الدعوات الشنيعة المليئة بالتطرف والكراهية. اسمعوا عدداً من أغانى التطرف الموسيقى، اسمعوا ألفاظاً جارحة عن سيدنا عيسى، ورغم ذلك لم نشهد أى تظاهرات وحشية تقتل وتمزق. التطرف لا يُرد عليه بالمثل، بل بإهماله، انسوه لتنتهوا منه.

منطقتنا مخيفة جداً. لقد تعاطف العرب مع الثورة الليبية ضد نظام كان يقتل ويدمر، ونظرنا للثوار على أنهم مساكين يحلمون بالعدالة وبشىء من الإنسانية، لكن حين واتتهم أقرب فرصة للسلطة، حين رأينا الرئيس السابق القذافى بين أيديهم، حين أصبح الحكم بيدهم للحظات، أسقطوه على التراب، لم يحاكموه. لم يتسامحوا. لم يختلفوا عن القتيل.

لا تقولوا إن الثوار ليس لهم قانون. من يقل ذلك يوقع على قانون الهمجية. لا تقولوا إن الغاضب معصوم ومنزه ومن حقه الانتقام وارتكاب المجازر. لا تضيفوا توقيعات جديدة على صحيفة الهمجية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سريع الاشتعال
نور ساطع ( 2012 / 9 / 18 - 07:59 )

الرأس العربي مليء بالبارود وجالس على برميل مليء بالمتفجرات وعندما

الشرارة تقدح سوف يصبح جاهز للتفجير في اي لحظة لانه سريع الاشتعال

**************************************************************************


2 - ماتلفيش وتدوري
سامح عبدالله ( 2012 / 9 / 18 - 09:06 )
سيدتي الفاضلة
يجب علي مثقفينا ، اذا ارادوا فعلا علاجا لامراضنا ، البوح بسببها ! يستخدم المنسوخ في تجميل الاسلام في اوقات الوهن ، اما الناسخ في اوقات القوة ! حقيقة معدن الانسان السوي- وانت لبيبة تفهمين بالاشارة - تنكشف وقت سلطته. مش كده ولا ايه


3 - قف ما هذا دين محمد
ليث السعدي ( 2012 / 9 / 18 - 09:22 )
الاخت نادين تحيه طيبه مقاله على الجرح هذا حالنا لا اعرف ما الذي حدث مذ عقود قليله كانت امتنا تنتج كتاب باحثين مفكرين فنانين اطباء مهندسين على مستوى العالميه كنا نسارع الخطا من اجل اللحاق بركب الحظاره تاره ننضر الى ما يقدمه اليسار محاولين استيعابه وتاره ننضر الى ما يقدمه اليمين ونحاول ادراكه وفهمه في ذات الحي الذي اسكنه ما كنا نسال من اين ينحدر جارنا من اي دين او اي معتقد هو ابن جارنا واخلاقنا ترتبط باخلاق نبينا الذي ينبهنا جارك ثم جارك ثم جارك ثم اخيك كان درس الدين محبب عندنا فيه قصص جميله كانت قصة الرجل الذي يظرب الرسول حين مروره في الطريق ثم ردة فعل الرسول وهو يزور هذا الرجل حين مرضه تسرقنا الى خيال مفعم بلانسانيه لا اعرف لما اصبح المسيحي واليهودي المغظوب عليهم والظالين والغرب كافر والياباني والهندي والكونغولي والجنوب افريقي مشرك ثم نضيق الدائره لنكون نواصب وروافض نقطع رووس بعض ونستخرج نصوص عفنه نبيح بها دماء الخلق واذا لم نجد من نقطعه فاقرب جار لنا هو من نصب عليه لعنتنا لما لم نعد نميز بين الخبيث والطيب لم نستمع الى رجل دين مهوس بلساديه ولا نجرء ان نقول له قف ما هذا دين محمد


4 - كل مرة زمان . . زمان
الآشوري الحر ( 2012 / 9 / 18 - 10:29 )
من هو -زمان- ، أليس هو هذا الشئ الذي أوصلنا الى ما نحن عليه الان؟؟

مفارقة : العرب دائماً ما يحلمون بالماضي ويمجدوه برغم سوء أحوالهم الناتجة عن الماضي
اما الغرب فينضرون على انه ذلك الشئ -الأغبر- برغم ما فضّل الماضي عليهم من افضال يعيشونها ولا يشعرون

اما بخصوص الانبياء وما قلتِ عنهم فسأكتفي بالقول
-من ثمارهم تعرفونهم-


5 - تعليق مكرر
‎هانى شاكر ( 2012 / 9 / 18 - 14:39 )

وسط زخم ألأحداث .. وألفعل وردود ألفعل .. وفيضان ألنشرات وألمقالات وألتعليقات ... أقف عند مقالك وكلماتك بانصات وأحترام .. وأكرر مقطع من تعليقى ألأخير :



شكراً سيدة نادين ... سيتذكر ألتاريخ دورك ألتنويرى وألتعليمى للأمة .. فى زمن عز وندر فيه ألمُعلم فى زمرة سياسيى وشيوخ هذا ألزمان

....


6 - الهيجان نتيجة اليأس
شاكر شكور ( 2012 / 9 / 18 - 16:58 )
يا ست نادين الفرق في الأخلاق حدث نتيجة للحملات الأيمانية من قبل شيوخ السلفية البترولية التي شجعت المسلمين بتطبيق السُنّه المحمدية الصحراوية ، الهيجان والغضب الذي نشاهده ما هو الا يأس لعدم وجود لدى الأسلاميين السيوف والدروع ليقاتلوا اعداءهم في الدول الكبرى تطبيقا لما اوصاهم رسولهم بالجهاد والغزو والأنتقام والقتال في سبيله وسبيل الاهه فمن شدة هذا اليأس قاموا بقتل ضيوفهم في السفارات ، مقالتك كانت مجرد صيحة خافته من خلف الأبواب تخللها كثير من المجاملة خاصة عندما قلتِ ان الرسول عفى وغفر عن بني قريش في حين ان الكل يعرف انه عفى عنهم لأنهم كانوا من بني قومه وأهله بالمقابل ذبح يهود بني قريضة رغم استسلامهم وهذه الحادثة العنصرية لا تحتسب كمحاسن للرسول ، برأي ان المقدسات التي تؤذي المجتمع وتفرق بين البشر بعنصريتها وترّجع المجتمع الى الوراء يجب فضحها مهما كانت النتائج ومهما سببت ذلك اذى لشعور معتنقيها ، تحياتي للجميع

اخر الافلام

.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا


.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد




.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو


.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي




.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل