الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبناءُ منْ نحن؟!

أحمد زكارنه

2012 / 9 / 27
القضية الفلسطينية


لم تفاجئني اعادة انتاج فتاوى الشيخ الدكتور «على الربيعي» التي يؤكد في اخر ما نشره -على حسابه الشخصي في موقع توتير - أن نزول المرأة للبحر يعتبر «زنا» لأن البحر حسب فتوى الشيخ الجليل « ذكر»، مشيراً إلى أنه من اكبر الكبائر نزول المرأة في البحر حتى لو كانت محجبة لأن البحر ذكر وبدخول الماء إلى مكان حشمتها، تكون قد زنت ويقع عليها الحد.. أقول لم تفاجئني هذه الفتوى كما لم يفاجئني ما صدر قبلها من فتاوى «جماع الوداع» و«ارضاع الكبار» وغيرهما العديد من اختراعات شيوخ الفتاوى في زمننا المعاصر، ببساطة شديدة كونه لم يطلعني أحد حتى اليوم ما هو إعراب: إن مصير التفكير الشرقي فاضح؟ وكيف نقدر جواب حرف المشبه بالفعل « إن»..؟.
نعم ايها السادة هو تفكير فاضح بامتياز لا لشيء إلا لكون فقهاء الأمة وشيوخها الأفاضل، كانوا كالشهود الزور وهم يدافعون عن أقصى لم يتبق الكثير من محيطه، وتاريخه يهود على مرأى ومسمع الجميع دون أن يحرك معتصم يداً هنا أو قدماً هناك، كيف لا يعد تفكيراً فاضحاً والحاكم بأمره في بلادنا العربية، ساهم مساهمة فاعلة في اغتصاب العراق، وفتح أرجل تاء تأنيث السودان، والمتاجرة بعرض ليبيا وبيع خيراتها في مزاد علني، كيف لا وهم المختلفون على تقاسم كعك بلادنا في مصر وتونس واليمن، التي تسابقوا معا لتسليمها من مشرقها إلى مغربها تسليم مفتاح ـــــ بلغة عمال البناء ـــــ للصهيونية العالمية وإن تم الأمر باسماء ووجوه عربية، كيف لا وهم من ينشرون رائحة الدم والبارود في كل زاوية وحارة في سوريا ولبنان والبحرين، كيف لا ونحن إن عدنا للحرف الأول والسطر الأول لمنتوجهم الثقافي والعلمي منذ القدم، فلن نجده إلا منتوجاً اهتم كثيراً وبشكل دقيق وعميق بتعريف وظائف الاعضاء التناسلية حتى في الشعر والقصة والرواية سواء في الجاهلية أو الأموية أو العباسية.
نحن يا سادة ودون أن نمارس لعبة الاختباء وراء الكلمات درء للفتن، وللشبهات، وكي لا يشق صف بني يعرُب في حال تنطع أحدهم وفند لنا تقدير جواب حرف المشبه بالفعل، أو شرح لنا أحدهم سر اهتمام شيوخ الأمة وفقهائها بحرمة نزول البحر أو وركوب الخيل، واعترافاً منا باننا في عهدة قوة السلطة وبطشها، لا قوة الحرية وديمقراطيتها، وجب علينا أن نعيد رسم الحروف والاسماء، ونصرخ بصوت شمشون الجبار دون أن نهدم المعبد، لننوه للشيخ الجليل وصاحبه وانسابه واقربائه، إن كان البحر ذكراً، فإن الأرض أنثى، وهنا يحق لنا التساؤل ابناء منْ سنكون نحن؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر