الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إشراقات

فواز قادري

2012 / 9 / 29
الادب والفن


ثمة إشراقات يجاهد ليدفنها الظلام، إشراقات أهلنا في كل مكان، بشر من لحم ونزيف ودموع وصمود، بشر يثبّتون الأرض التي يزلزلها الموت تحت أقدامهم، كل يوم عشرات القصص التي تروي سيرة معجزة يعيشها هولاء البشر العاديين ويكتبونها بفصيح الدم، بعضها نسمعه والكثير لا نعرف عنه شيئاً، ولكن، عبثاً يحاول القتلة طمس إشراقات شعبنا، عبثاً محاولة إنهاء ثورة سكنت في وجدان الشعب، الصغير قبل الكبير، المرأة قبل الرجل، بعد هذا الثمن المهول. لهؤلاء، ملح الأرض وطينها وطحينها وتبخّر أنهارها، نور شمسها ومطرها السريّ، تخلع عبوديّتها وتتبرّج لهم الحياة.

أم أحمد

"لن أغادر سورية، لي أبناء وأحفاد وجيران وأهل وبيت وذكريات موشومة بالأمكنة، شهداؤها أبنائي وجرحاها قطع من كبدي، عشتُ أغلب عمري وبلدي في الأسر، أريد أن أراها حرة طليقة أو أموت فيها، روحي ليست أغلى من هذه الأرواح". هكذا لخّصت أم أحمد موقفها القاطع والنهائي الغير قابل للأخذ والرد، لم يكن على أولادها الذين يعيشون في الخارج، بعد محاولات كثيرة، إلّا الانصياع ومتابعة أخبارها المتقطّعة وهي تنتقل من مكان إلى مكان، كما يفعل ملايين السوريين الذين يعيشون تحت سطوة موت تصنعه طائرات ووسائل دمار أخرى للقائد "الممانع!!".

أم خالد

وجعنا يتشابه إلى حدّ التماثل أحياناً، وقصص أهلنا يسيل دمها من فم رواة حياديين لا يحسّون بالنكهة السورية للمأساة التي تُروى!. أمّ خالد تلتصق ببيتها ولا تريد أن تتركَ رائحة ابنها المعتقل منذ أشهر وحيدة فيه .. تقول: أخاف أن يعود ولا يجدني. أبناؤها الذين يعيشون في بلد آخر لم يتركوا وسيلة لاقناعها، على الأقل، بمغادرة مدينة "دير الزور" المدمّرة والمحاصرة من أشهر وتتعرّض لقصف يومي بمختلف الأسلحة بما فيها الطائرات، أم خالد باقية على موقفها رغم تحطّم زجاج بيتها ورغم ندرة الخبز وبقيّة وسائل الحياة. المحزن في الأمر، منذ شهرين انقطعت أخبار أمّ خالد ولا يعرف أحد عنها شيئاً. لمن سيقول ابنها الأسير حين يرجع؟: ها أنا عدتُ يا أمّي!.



أمّ أحمد امرأة من بلادي
بأظافر قلبها وروحها
تتشبّث بعروق التراب:
أغادر لن
لستُ خائفة منه تقول
هذا الناهش الطليق
يصول ويجول ويقطف الأرواح
الصبايا في متناوله
والطفولة مع أدمع الله من مخالبه تسيل
لن أغادر
وليركب الموت أعلى ما بخيله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموسيقي طارق عبدالله ضيف مراسي - الخميس 18 نيسان/ أبريل 202


.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024




.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-


.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم




.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3