الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية أساس التكليف

أحمد الليثى

2012 / 10 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تخيل إنك مقيد بسلاسل كبيرة من رجليك ويديك, لا تستطيع الحراك, ورغم ذلك فقد أمرك أبيك أن تأتيه بكوب من الماء, ولما تعذر عليك إتيانه بكوب الماء, فإنه قد عنفك لعدم تنفيذ أمره, ماذا تعتقد انك ستقول له فى هذه الحالة؟!, كذلك حرية الفرد وعلاقته بالله, تخيل اذا لم يكن الله قد أعطاك الحرية, والتى على أساسها تستطيع ان تتصرف بمحض إرادتك, وأن ترتكب الافعال خيرها وشرها, وقد جئت امام الله يحاسبك, ماذا ستقول له حينئذ, وعلى أى أساس سيحاسبك الله أصلاً؟

-إنك امام كأسين من الشراب, الكأس الاول به لبن, والكأس الثانى به خمر, فإذا لم يعطك الله الحرية فى الاختيار بين الكأسين, إذن على اى اساس سيحاسبك بالضبط؟,

-إن حرية الاختيار تقتضى وجود الشىء المحرم قبل المحلل لإنه على ذلك يكون اساس الحساب فى الاخرة ويكون أيضاً أساس التكليف.

ألم يخلقنا الله مخيرين؟, ألم يقر الله بذلك؟, ألم يقر الله بأن ليس للإنسان إلا ما سعى؟
_إننى حين أنظر الى تاريخ المسلمين فى الحضارة الاسلامية, لم أجد ابداً حادثة ثبُت فيها منع بيع الخمر, حتى فى أوج عظمة الدولة الاسلامية وتوسعها فى البلاد البعيدة, فى عهد عمر, لم اعرف ابداً ان عمر بن الخطاب قد منع بيع الخمر للناس فى الاسواق, ولا أبى بكر, ولا عثمان, ولا على فعلها, إذن لماذا نضطر الى منع الخمر, ولم يفعل ذلك المسلمون الاوئل؟!
-إننى سقتُ مثال الخمر لإنه أقرب مثال حاضر فى الاذهان تلك الايام, فما يهتم به مسلمو تلك الايام لا يتجاوز القشور الى عمق وروح النص.

-وحين تلتفت التفاتة صغيرة الى بلاد بجانبك, على حدودك, وعلى معبر البحر الاحمر, فإنك ستجد ان تلك البلاد قد منعت بيع ما حرم الله, ولكن, هل امتنع مواطنيها فعلاً عن ما حرم الله؟!!, أنظر مثلاً الى ايران, انك حين تدخل اى بيت من بيوت كبارهم فإنك تجد باراً للخمر به كل انواع الخمور العالمية منها, والتى تُصنع محلياً, هذا فقط فى قضية الخمور, انظر ايضاً الى المهلكة السعودية حين عملت على منع المواقع الاباحية, فهل امتنع مواطنيها عن دخول مثل هذه المواقع؟!!, وعلى ذلك أنظر أيضاً الى نسبة الشذوذ الجنسى فى كلا من ايران والسعودية, الدولتان الاكبر المطبقتان للشريعة الاسلامية, ولذلك اسوق اليكم المثل بهما, ناهيك عن اعداد الملحدين فى الدول العربية, ولنا فى ذلك مقال اخر.

خلاصة القول
ان الدين, أى دين, لا يمكن ان تضيره حرية النقد او حرية الشك, والا فإن هذا الدين لا يستحق ان يوجد على هذه الارض
ان الله حين خلق الانسان فانه اعطاه الحرية, وكلفه بالسعى فى الارض, ولكل امرء ما سعى, وعلى ذلك فان اى انسان لا يمكن ان يكون الا ومعه حريته.
اننا مادمنا مخيرين, فان الله قد اعطانا الحرية نفعل بها ما نشاء, وجزائنا فى الاخرة عند الله, وعلى ذلك, فان الحرية هى حق للانسان من الله وليس من ملك او حكومة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حرية حد الردة
سامح عبدالله ( 2012 / 10 / 1 - 09:48 )
اتفق معك في ان الحرية في الاختيار تسبق حسن الجزاء ، طيب هل المسلمون احرار في اعتناق عقيدتهم مع وجود حد الردة ! لو كانت الاجابة بالنفي ، اهيب بك ان تتبني مشروعا نهضويا غايته جز حد الردة من الاسلام ! فيه ناس فاهما الحقيقة بس مش قادرة تعترف بيها ، بصفة عامة ( روح ) الاسلام ضد الحرية ، خصوصا ضد الكائن الغلبان المرأة.


2 - الاسلام دعوة حرة
amlaithy ( 2012 / 12 / 15 - 19:34 )
الاسلام فى الاثاث جعوة حرة, ولم ار فى الاسلام حد يسمى حد الردة, ولا اعتقد ان من ينتقل من الديانات الرسالية او يؤمن بأى منها اثم او كافر او ملحد

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد