الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين السياسي ودولة المواطنة

حارث رسمي الهيتي

2012 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تعمدت القول " دين سياسي " لكي لا يقتصر حديثي على " الاسلام السياسي " بادئ الامر لابد من توضيح بسيط لما تحمله دولة المواطنة من معان ، اهمها وجوب احترام المواطن الحامل لجنسية تلك الدولة لمواطنته وكفى ، بعيدا ً عن انتماءه الديني او القومي او العرقي .
بعدها اود الاشارة الى ان كل دين لديه " عقائدياً " اعداء واشخاص ينظر لهم على انهم " كفار " ليس هذا فحسب ، فعندنا حتى الطوائف تنظر احداهما على الاخرى ، باعتبارها " خارجة عن الملة " و " فاسقة " و " واجب قتالها " وغيرها الكثير من مفردات التكفير والتبرير للقتل .
يتحدث البعض عن ان جميع الاديان ولنقل " السماوية " تؤمن بـ " الله " والسؤال الذي يطرحه صادق جلال العظم يسترعي الانتباه ، يقول :
عندما يقول " المسيحي " ان " عيسى " ابن " الله " يجيبه " المسلم " " لم يلد ولم يولد " السؤال هنا ماذا نفعل هنا ؟!
اس المشكلة هنا هو عندما يستغل تجار الحروب والمتربحون من الفتن ، فعندما حكم الدين السياسي في رنسا حدثت مذبحة بارثلميو ضد البروتستانت ، وعندما حكم الدين السياسي حدثت مذابح الارمن في تركيا ، وعندما حكم الدين السياسي دخل العراق في اخطر مرحلة عرفها عندما حمل المواطن العراقي هوية احوال مدنية للمناطق الشيعية واخرى للمناطق السنية ...
ألم تجيش الجيوش ضد شعوب آسيا وشمال افريقيا باسم " الحروب المقدسة " بدعوة من الكنيسة وعلى رأسها " البابا " ؟ ، ألم يكن " فتح الاندلس " و" القسطنطينية " بدعوة من رجال الدين ؟
السؤال كم فقدت البشرية من هذه الحروب وكم استفادت ؟ كل هذا حدث وهناك طبقة تخرج كل مرة هي المستفيدة ، طبقة كانت ولاتزال تقتات من دماء الابرياء .
بعد هذا الحديث الم يصبح لزاماً علينا ان نفكر بطريقة جدية ، طريقة تلغي استغلال الانسان لأخيه الانسان ؟
طريقة تجعل من مواطني الدولة متساويين في الحقوق والواجبات الحل هو في دولة المواطنة التي يشعر بها المواطن بانها تمثله ، دولة للمسلم والمسيحي واليهودي والملحد والبقية الباقية ، المهم هو انتماءنا لهذا المكان وعيشنا المشترك فيه ، وهذا لا يحصل قبل ان يتحرك الشعب للحد من هذه المسميات والتقسيمات .
من يرى اوربا اليوم لا يصدق نفسه عندما يقرأ تاريخها القريب ، الا انهم وقفوا بوجه " الدين السياسي " الذي وزع صكوك الغفران ودفع ديون من يقاتل باسم " المسيح " . قبل عقود قال طه حسين " لكي نتقدم كما يتقدمون ، علينا ان نفكر مثلما يفكرون "
دعونا نترك كل ما يدعوا للقتل ونسف الآخر جسدياً وفكرياً وثقافياً ، ونبني دولة المواطنة النابعة من الحضارات الانسانية والقابلة للتعايش مع الآخر ، دولة المواطنة التي تنبذ فكرة الأنا الدينية ومفاهيمها في " شعب الله المختار " و " الفرقة الناجية " .
يقول بسمارك :
" يقول الحمقى ، انهم لا يتعلمون الا من تجاربهم الخاصة ، اما انا فأفضل الافادة من تجارب الآخرين " ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست