الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيهما المقدس ، الدين أم رجال الدين؟

محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)

2012 / 10 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


البارحة فيلم تركي عن يسوع المسيح ، وقبله فيلم يهودي أميركي عن النبي محمد .فيلمان للإثارة لا للفن ولا للتاريخ .
من أكثر من قرنين لم تعد هذه القضايا تثير أحدا في الغرب ، بعد أن قامت ثورة مسيحية من داخل المسيحية ، ضد كنيسة روما ، قادها مصلح مسيحي إسمه لوثر وصار له أتباع في كل مكان ، وتوحدت أنكلترا الجديدة التي أصبح إسمها الولايات المتحدة الأميركية تحت خيمته الإصلاحية .
في الشرق ظهر جمال الدين الأفغاني وحاول أن يكون بمثابة لوثر لكنه مات مسموما في الآستانة ، اسطنبول ، حيث تمت ، حديثا ، صناعة الفيلم عن المسيح، ولم يتح له حكام ذلك الزمان أن يكون له أتباع ، وتم التراجع عن أفكاره جيلا بعد جيلا لينتصر الجمود العقائدي والتعصب السلفي .
لم تتعلم الأصوليات الإسلامية من دروس التاريخ شيئا . ولذلك فهي ما زالت تعاند التاريخ وتقرأه بالمقلوب. أما الأصوليات المسيحية فهي تتلطى وراء مثيلتها الإسلامية لتدافع عن قضية يظن البعض أن الزمن عفا عليها ، غير أن الحقيقة المخفية خلف ردود الفعل الإسلامية والمسيحية على الفيلمين تبين أن المقدس في نظر حراس المعابد والمساجد ليس الدين بل الحراس أنفسهم . وما يجري ظاهريا وكأنه دفاع عن الدين ليس سوى تمويه للدفاع عن رجال الدين.
رجال الدين يتلطون وراء الأنبياء والرسل ليدافعوا عن المدنس لا عن المقدس . إنهم يدافعون عن امتيازاتهم التي لا يمكن أن يحصلوا عليها بعيدا عن لبوس الدين .
آخر بدع القمم الروحية في لبنان مطالبة البرلمان بسن تشريع يحرم المس بالمقدسات ، ولا سيما بالأنبياء والرسل . ربما لا يعرف أهل القمم أن دساتير الدول الحديثة لا تحرم المس بالمقدس الديني وحده بل بالمقدس الدنيوي أيضا . أو ربما لأن المقدس عندها محصور في الدين وحده ، أو ربما لأن انتهاك كل الآداب واللياقات والقيم الأخلاقية في لغة الحوار السياسي السائدة في لبنان مهد لانتزاع شرعية عملية في كل وسائل الإعلام . إذا صح هذا الاحتمال يكون مطلب القمة الروحية بمثابة موافقة ضمنية على المس بالكرامات إذا كانت تخص المواطنين ، وعدم موافقة عليها إذا طالت الأنبياء والرسل.
أيا يكن الاحتمال ، فمن المؤكد أن مطلب القمة الروحية ، وهو مطلب حق ، هو اعتداء صريح على الدستور وعلى دولة القانون والمؤسسات . هو اعتداء لأنه ينطوي على عدم اعتراف بعدالة الدساتير الوضعية ، ويشير إلى حنين دفين إلى عصر التشريعات الكنسية أو الصادرة بمباركة الكنيسة الاسلامية أو المسيحية.
أيا تكن الاحتمالات ، فالمدافعون عن قداسة القديسين يجهلون أو يتجاهلون أن الأنبياء والرسل إنما هم بشر قبل كل شيء ، وأن احترامهم واجب على المؤمن وعلى غير المؤمن ، وأن الإساءة إليهم ، كما كل إساءة ، مما يعاقب عليه القانون . وربما يجهلون أو يتجاهلون أن نقدهم ، بصفتهم بشرا ، ونقد الدين عموما والفكر الديني ، حق نصت عليه كل الدساتير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا احد او عقيدة فوق النقد
ملحد ( 2012 / 10 / 8 - 16:46 )
( أيهما المقدس ، الدين أم رجال الدين؟ )

لا احد مقدس ولا فكر او ايديولوجية مقدسة. تقديس الفرد او الفكر او العقيدة او..... هو سمة من سمات الشعوب المتخلفة.
الوحيد المقدس هو حق النقد لاي فكر او شخص وهو حق يعلو ولا يعلى عليه.
تحياتي


2 - لذلك سننتصر و لذلك ستهزمون.
روح الفكر ( 2012 / 10 / 9 - 09:22 )
دائما تبحثون وراء النقد وليس لنشر فكر اتعلمون لماذا لانكم مفلسون كهؤلاء الذين لم يجدوا ما يوقفوا به انتشار الاسلام فيحاولون بما اوتيت من قوة لاكنهم لن يستطيعوا اتعام لماذا لانهم لم يستطيعوا وقف سنة في الاسلام كلما عارضوا سنة انتشرت وكلما اذدادالاضطهاد للاسلام السياسي تزدادشعبيتهم انا لاادافع عنهم لاكن اهاجم معدومي الفكرومتخلفي النقد

اخر الافلام

.. الوساطة القطرية في ملف غزة.. هل أصبحت غير مرحب بها؟ | المسائ


.. إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح لاجتياحها




.. مصر.. شهادات جامعية للبيع عبر منصات التواصل • فرانس 24


.. بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة وتستعد ل




.. المفوض العام للأونروا: أكثر من 160 من مقار الوكالة بقطاع غزة