الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسفة المعمارية

محمد عبد الفتاح السرورى

2012 / 10 / 9
الادب والفن


الفلسفة المعمارية
عندى يقين لايتزعزع بأنه هناك ثمة علاقة لا تنفك عراها بين النسق المعمارى لأى مجتمع وبين النسق الثقافى السائد فيه .... وأن جماليات الفن المعمارى تلقى بظلالها على سلوكيات الأفراد أى أن المبنى يؤثر فى المعنى , والمبنى ليس مجرد بناء أصم من الطوب والحجر بل هو كائن حى له روح ولغة يتحدث مع ساكنيه ومع من يتعاملون من خلاله و... إن القبح المعمارى الذى يرتع فى بلادنا إنما هو فى حقيقة الأمر سببا وليس نتيجة وأعنى بذلك أن العشوائيات ليست نتيجة الفقر ولكن العكس فالفقر نتج بسبب سيادة العشوائيات لأن المبانى النظامية تنشئ بالتبعية وتخلق فرص عمل .... وهذا هو السبب فى توفر بعض من فرص العمل فى فى الأحياء الراقية لأنها وبحكم تكوينها المعمارى النظامى يكون من السهل إفتتاح المتاجر والأسواق بها وعشرات المحال ذات الأنشطة المختلفة على عكس الأحياء العشوائية والتى لايمكن أن توفر أى فرص عمل اللهم قيادة التوتوك...... لا يخفى على أحد أن أسباب الإعجاب التى يكنها المواطن الشرقى للحضارة الأوروربية تكمن فى روعة مبانيها ونظام شوارعها وجمال طرقاتها وسيادة الحدائق والنافورات الجميلة بل وتعد بعض المبانى والشوارع من ضمن معالم بعض المدن التى يحرص السائح على زيارتها فأين نحن من ذلك كله ؟ إن المتأمل للطرز المعمارية السائدة فى مبانينا السكنية يرى العجب وبمعنى أصدق وأدق لايرى إلا القبح هذا غير التمازج والتداخل بين طبيعة المبانى المخصصة للسكن والمبانى الإداريه والتى يجب أن يكون تصميمها الداخلى والخارجى مناسبا لطبيعة النشاط الممارس فيها وطبعا هذا لا يحدث لأن هناك العشرات من الشقق السكنية تم تحويلها لأغراض تجارية وطبيه مما أوجد حالة قد لا يكون لامثيل لها فى العالم المتحضر ..ومنذ عدة سنوات خلت قامت الدولة بتحويل عشرات القصور والفيلات الى مدارس ومصالح وهيئات حكومية وكان هذا التصرف بمثابه كارثة لأن تلك المبانى لم تصمم ولم تهيأ لممارسة تلك الأنشطة ولكن من صممها صممها فقط لغرض السكن فأضحت مسخا لا معنى له فلا هى ظلت على حالها قصور جميلة تسر الناظرين ولا هى أمست مكانا مناسبا ومريحا للمترددين عليها من المواطنيين بعدما أن أصبحت هيئات ودواويين ... والسؤال الذى يطرح نفسة هل تظل السيادة لهذا القبح المعمارى أم أنه يجب أن تصاغ القوانيين والتشريعات وتصدر القرارات التى تعيد للهندسة المعمارية أهميتها تلك الأهمية التى يغفل عنها الكثيريين والتى يعتبرها البعض رفاهيه لا يجب الحديث عنها ,, أعود وأؤكد أن التصميم المعمارى للبنايات يجب أن يتماشى مع طبيعة النشاط الممارس داخله وأنه لا يجب ترك الحبل على غاربه لأى مقاول فى أن يفعل ما يشاء بالمبانى التى يقوم ببنائها ... جميعنا يلحظ البون الشاسع بين العمارات والبنايات التى صممها المهندسون الأوربيون عندما كانت مصر حاضنة للجاليات الأجنبية وبين تلك المسوخ المشوهه التى إرتفعت بعد ذلك والخالية تماما من كل أشكال الجمال والرقى ... إن الحديث عن الفلسفة المعمارية ليس حديث رفاهية بل هو حديث يصب مباشرة فى صميم تكويننا الثقافى والسلوكى وأيضا النفسى والمعنوى ويوم أن تركنا كل معانى الجمال تركنا معها أيضا كل معانى الرقى والتحضر فى القول والفعل والفكر والسلوك ولكن ... الصورة ليست قاتمة فهنالك العشرات وربما المئات يتخرجون كل عام من عموم كليات الهندسة فى مصر وهؤلاء بالإضافة الى طلبة وخريجى كليات الفنون الجميلة جميعهم يمكن بالفعل أن يحولوا هذة الغابات الأسمنتية التى لاملامح لها الى حديقة غناء من الطرز المعمارية الرفيعة التى تنتمى الى كافة فنون العمارة العربية والإسلامية والأوروبية أيضا وان يسترد الفن المعمارى مكانته تلك المكانة التى فقدها منذ أمد طويل فصارت للعشوائية الغلبة والسؤدد ... العشوائية حتى فى العمارات الشاهقة والتى ترتفع ببلاهه فى شوارع ضيقة وفى أحياء كانت يوما راقية يوم ان كان المجتمع كله كذلك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ محمد عبد الفتاح السروري المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 10 / 10 - 13:13 )
حيثما كان القبح المعماري تجد القمامة منتشرة، والباعة الجوالين الذين يفسدون المنظر العام ، والفلاحين عندما يحتلون أجزاء من الرصيف وكأنه ملك أبيهم، نفتقد الذوق بشدة ، والإحساس بالجمال
مع التحية والاحترام

اخر الافلام

.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة


.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية




.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي