الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية الالحاد

ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن

(Ibrahim Elgendy)

2012 / 10 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نشر ألبير صابر عياد بصوته وصورته على موقع يوتيوب فيديو بما يدور بعقله تجاه الاديان السماوية ، أنكر صراحة ايمانه بها لما تحتويه من نصوص وقصص لم يقتنع بها عقله ، تجمع عشرات الاصوليين حول منزلة لاقتحامه والاعتداء عليه ، الا ان الشرطة تمكنت من الوصول اليه والقبض عليه ، وقررت النيابة حبسه ..انتهى الخبر

هل من حق ألبير الاعلان عن الحاده وكفره بالاديان السماوية ؟ واذا كان من حقه فلماذا تم القبض عليه وحبسه تمهيدا لمحاكمته ؟
وهل هناك فرق انكار الاديان وعدم الاعتراف بها وبين ازدرائها؟ وهل هناك سوابق لشخصيات هامة فى التاريخ رفضت الاعتراف بالاديان؟

ثم ما هو تأثير الاعلان عن الالحاد على الاديان السماوية؟ وهل من لديهم الرغبة فى الاعلان عن الحادهم من اتخاذ تلك الخطوة؟

أعتقد أن من حق ألبير الاعلان عن الحاده بدليل أن أبو طالب عم النبي مات كافرا بالاسلام وبدعوة ابن اخيه حتى وهو على فراش الموت ، ومع ذلك لم ينكر عليه النبي موقفه وكان بارا به فى دفنه و حزن عليه كثيرا ، اى ان عدم ايمان عمه برسالته لم يدافع النبي لاتخاذ اى موقف معاد له
أبو الانبياء ابراهيم .. شك فى وجود الله وسأله الدليل على وجوده ليطمئن قلبه .. وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ، قال أولم تؤمن ، قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ، قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم

الله استجاب له وأعطاه دليل لعلمه بالشكوك التى تدور فى داخله ، فلم ينهره أو يعنفه أو يعده بالعذاب فى الاخرة
المعنى أن من حق البير وكل من له عقل يتدبر أن يسأل ويصدق أو لا يصدق … فهو حر تماما

قد يعترض قائل أن الكفر بعد الايمان هو المشكلة ، أما الكافر من الاساس فلا مشكلة لديه
الاجابة بسيطة ..إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا .. النساء 137 ، بمعنى أنهم امنوا وكفروا مرتين ثم استمروا على الكفر .. وكل ما حدث ان الله لن يهديهم سبيلا ، ولا علاقة للبشر بالموضوع وخصوصا الاصوليين والشرطة والنيابة
نستنتج من هذا أن من حق اى انسان أن يكفر بالاديان كلها او بعضها بل ويعلن عن موقفه صراحة ، اذ لماذا يهلل المتدينون بمن يدخل الى دينهم أو مذهبهم ، وينكرون على من يريد الخروج منه.. حقه الاكيد فى ذلك؟ بل ويحاولون الفتك به والقبض عليه وحبسه وربما سجنه؟
ان انكار الاديان وعدم الاعتراف بها يختلف تماما عن ازدرائها وسبّها ، فازدراء الاديان وسبّها لابد ان يعاقب مرتكبها لأنها مقدسات المؤمنين بها بكل تأكيد ، فالسب والازدراء أمر مرفوض بطبيعة الحال

اعلان اى شخص عن الحاده لن يؤثر فى الاديان السماوية والارضية على حد سواء ، فهى راسخة فى قلوب وضمائر المؤمنين بها رسوخ الجبال
ولن يتمكن كائن من كان ان يمنع أى انسان على وجه الكرة الارضية من الاعلان عن الحاده فى ظل وجود شبكة الانترنت
حضرت عشرات الندوات للملحدين فى نيويورك وواشنطن وميريلاند وغيرها من الولايات وكانت نقاشات علنية فى كل وسائل الاعلام
المشكلة ان شرقنا التعيس نشأ وتربى على النفاق والخداع والكذب
ما الذي يضيرك فى ان يكفر تسعة وتسعين بالمائة من سكان الكرة الارضية ؟ ما الذى يخيفك من دخولهم النار؟
لماذا لا تؤمن بما تريد وتترك غيرك ليكفر بما يريد ؟
ما الذى يسعد أى مؤمن فى أن يكون المؤمنين بعقيدته أو مذهبه مجرد كائنات تؤدى حركات ظاهرية بسبب الخوف من العقاب ، دون اقتناع داخلى من قلوبهم وأرواحهم؟
هل تعتقد أن اعلان مليون مسلم أو مسيحي عن الحادهم سيهز الديانة الاسلامية أو المسيحية؟
يجب ان يتضمن الدستور القادم نصا صريحا يعطى الحق فى الالحاد والاعلان عنه بكل صراحة دون عقاب من اى نوع
اننى لا اتحدث باسم الملحدين ولا ادافع عنهم ، بل أدافع عن مبدأ حرية الاعتقاد باى دين أو عدم الاعتقاد بأى دين

اذا اردت ان تمتلك عصفورا فاتركه يطير .. فاذا عاد اليك .. امتلكته الى الابد ، واذا لم يعد فهو حر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - معتوهين
بلبل عبد النهد ( 2012 / 10 / 19 - 06:08 )
انهم يعاقبون كل من يخرج عن دينهم لانهم بعلمون انهم ان لم يفعلوا سيخرج الكثيرون من هذا الدين وعندها لن يجدوا من يطبقواعليهم شريعتهم وتبور تجارتهم ويصبحوا خاسرين هؤلاء المجانين الذين حلوا محل الله واصبح همهم الوحيد هو الحكم باسمه رغم انفه ودون موافقته ففي ماذا سيضرهم ويضر دينهم من اراد الخروج منه عن طواعية بعدما وجد انه لا يصلح له ولا يتفق مع افكاره لوكانوا يفقهون ان كل متدين يريد ان تكون كاقة الناس على ملته هو احمق وابله ومتغطرس ومريض نفسانبا ومعتوه


2 - الارهاب يصدر من آلهة الارض
عبد الحسين طاهر ( 2012 / 10 / 19 - 19:54 )
الاستاذ ابراهيم الجندي حاشا لآلهة السماء ان تحجر على افكار الناس (المتديننون ) هم الذين يريدون التحكم بالناس والا هناك مساحة واسعة للاختيار وبدن ذلك لايكون في النهاية عقاب ولا ثواب تحياتي لك وقبلاتي للاستاذ بلبل عبد النهد


3 - الإلحاد مسمى خاطئ
عادل الليثى ( 2012 / 10 / 19 - 23:30 )
الخارجون من دين ورثوه إطلق عليهم أهل هذا الدين ملحدين ... وهى تسمية غير منصفة .. الأغرب أن الأديان السماوية توعدت المرتدين والخارجين عنها بالعذاب ولم تتوعد من لم يدخلوها أو يرثوها ... فهل يصح أن نطلب لهم الحرية وقد منعت عنهم بتسميتهم مرتدين أو ملحدين ؟
أولى بنا أن نطلب حرية التدين أولاً .. فالملحد يعاقب لأنه خُير فأختار فسميناه ملحداً أى منعنا عنه الحرية بتجريمه على إختياره .
مثلاً لو سمى الملحد - متحرر - سيكون مسمى منصف للطرفين يسقط جريمته عند أهل دينه الموروث المتروك ويبقيه فى مجتمعه مواطن صالح لا مجرم دينياً نتسول له الحرية

اخر الافلام

.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف


.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب




.. مأزق العقل العربي الراهن


.. #shorts - 80- Al-baqarah




.. #shorts -72- Al-baqarah