الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليتذكر اللبنانيون.. ليتعظ العراقيون

السيد حميد الموسوي

2012 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


وانتم على شفا حفرة من حرب الاخوة الاعداء .. اذكركم ايها اللبنانيون .
وانتم على جرف هار .. اعظكم ايها العراقيون .
حرب الثلاثة والثلاثين يوما التي دارت رحاها واستعر أوارها بين "المقاومة اللبنانية وإسرائيل"، وضعت أوزارها مؤقتا وكشفت ما كشفت، وتركت ما تركت من دروس وعبر تستحق الاقتفاء والاقتداء والتأمل، إذ برغم اشتداد الهجمة الإسرائيلية برا وبحرا وجوا وما خلفته من هلع ورعب وما سببته من دمار وخراب وما أشاعته من فوضى واضطراب في جنوب لبنان وضواحي بيروت خاصة.. وأرجاء لبنان عامة، برغم ذلك وغيره لم تسجل حادثة مدانة واحدة!، ولم يرصد سلوك شائن او تصرف معيب.. وعلى كافة المستويات ومختلف الصُعد!.
ألوف القذائف والصواريخ والأعتدة التي أطلقتها "المقاومة" لم تصب المساجد والكنائس والحسينيات والمعابد. لم تستهدف الأسواق والمدارس وتجمعات العمال والمخابز والحلاقين وعمال النظافة. لم تخرب شبكات الماء والكهرباء والمجاري.
لم تدمر أنابيب وصهاريج نقل النفط. لم تحرق دوائر الدولة ومؤسساتها ومصانعها. لم تقتل الأطباء والأساتذة والمعلمين. لم تخطف الأجانب لغرض الابتزاز. ولم تنل من البعثات والسفارات والقنصليات. لم تتعرض للإعلاميين والصحفيين وشبكاتهم. لم تطل الرياضيين وملاعبهم وأولمبياتهم. لم تسط على المصارف والمتاجر. لم تعبث بالمال العام. ولم تعث في البلاد فسادا. هذا على مستوى المقاتلين.
أما على مستوى المسؤولين: فقد كانو في أتون النار هم وأبناؤهم وأخوانهم.. لم يختبئوا بحجة واهية.. لم يفروا بذريعة رسمية.. لم ينهزموا مع أول شرارة، لم يهربوا على دراجة بخارية، ولم يختبئوا في أعشاش عنكبوتية. وعند انقشاع الغبرة سارعوا بجمع المساعدات والتبرعات الإنسانية وباشروا بتوزيعها على العوائل المتضررة فورا وتولوا الإشراف على بناء ما تهدم وإعادة إعماره من أول يوم توقفت فيه النيران. لم يعقدوا صفقات وهمية.. لم ترصد حالة فساد مالي واحدة.. ولم يهرب أحدهم بالجمل بما حمل!.
وأما على مستوى الناس الاعتياديين.. المتضررين المنكوبين الذين سويت بيوتهم بالأرض ودفن تحت أنقاضها من دفن ونجا من نجا.. وفروا يبحثون عن ملاذات آمنة.
فلم يقتحموا دائرة أو مؤسسة أو مصنعا لنهب ما فيهم واقتلاع الأبواب والشبابيك والبلاط. لم يهاجموا المتاحف والمعارض والمنتديات ويستولوا على أثاثها ومقتنياتها. لم يستبيحوا المتنزهات والساحات العامة ويشيدوا عليها بيوتا وأكشاكا. لم يحرقوا المصارف والمتاجر والمحلات ولم يسرقوا المال العام والخاص. لم يهربوا الآثار والمخطوطات واللوحات والتحف والمقتنيات القومية والوطنية. لم يحوروا سياراتهم الخاصة بجعلها صهاريج لخزن أكبر كمية من الوقود وبيعه على الرصيف بسبعين ضعفا. لم يزوروا أرقاما فردية وزوجية لسياراتهم لتتزود بالوقود على مدار الساعة. ولم يزوروا بطاقات تموينية إضافية ولا شهادات جامعية. لم يخلطوا الطحين بالجص. ولم يبيعوا شاحنات المواد الغذائية مع حمولتها الى دول مجاورة، لم.. ولم.. ولم يذبحوا بعضهم بعضا ولم يخربوا بيوتهم بأيديهم. وحين عادوا بأيديهم الخالية باشروا برفع الأنقاض والنفايات وشق الطرق وتفقد الناجين وتشييع الشهداء!.
جمعتهم مصيبة الحرب. ووحدهم حب لبنان. فمزقوا بطاقاتهم الشخصية. وألغوا هوياتهم العرقية واستعاضوا عنها بنخلة.. عفوا أقصد شجرة أرز!!.
إن حصادا بهذه الوفرة المباركة. وحصيلة بهذا السمو.. وإحصائية بهذا النقاء.. وسلوكا هذه نماذجه.. لجدير بالتقدير والاحترام، وأدعى للفخر.. وأوجب للتقليد والاقتداء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رد
نزار الحافي ( 2012 / 10 / 31 - 00:21 )
يا رجل رمتني بها وانسلت جماعة امريكا العراقيين من اتا على ظهور الدبابات سرقت الاخظر واليابس بالعراق ولا زالو وليس اكبر دليل على ذلك سوى مستوى الفقر بالعراق بعد 10 سنوات من الغزو والشعب العراقي يعاني الامرين وتذكر ان حزب الله ساكن مستقر بلبنان لم يأتي على ظهر دبابه كما جماعتكم للتذكير فقط

اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس