الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شبيبةحزب الأصالة والمعاصرة ...و مخاض الولادة

رضا الهمادي

2012 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


يعتبر مشروع تأسيس حركة شباب الأصالة والمعاصرة تحديا تنظيميا كبيرا لهذا الحزب و ورشا مفتوحا سيساهم في تعزيز بنيته التنظيمية وكذلك في توسيع قاعدته. كما سيشكل أرضية لتجميع كفا ء اته الشابة و وبلورة اختياراتها و توجهاتها. لقد قطع هذا الورش التنظيمي أشواطا كبيرة، لكن الملاحظ أن مرحلته الجنينية تعرف عدة نقائص قد تكلف هذا التنظيم الوليد الكثير في أيامه الأولى

أولا: من حيث الشكل الذي يراد به تنزيل هذا المشروع، يلاحظ أن الحزب يريد التوفر على "مجرد" شبيبة بالشكل المتعارف عليه في المنظومة الحزبية المغربية بكل التشوهات و النقائص التي تشوبها. فشبيبات الأحزاب في نسختها المغربية هي مجرد حضانة للمراهقين والمناضلين الشباب و مجرد خزان انتخابي داخلي يستعمل في أوقات الشدة، ويدخل في سبات عميق بمجرد إنهاء مهمته.
كان الأجدى لمنظري الفكرة تأطير الفئة الشابة داخل الحزب وتهييئها لتأسيس تنظيم شبابي بكل ما تحمل الكلمة من معنى حتى يحقق أهدافه و التي يبقى أهمها تكوين نخب شابة جديدة وقادرة على تقديم إضافة نوعية وضخ دماء جديدة في الحقل السياسي المغربي الذي لم يستطع سياسيوه التكيف مع الإيقاع المتسارع الذي تتخذه الأحداث ببلادنا

ثانيا: تأسيس هيئة تنظيمية من حجم و أهمية القطاع الشبابي لا يكون إلا بطريقة تشاركية تأخذ بعين الإعتبار آراء و اقتراحات الفئة الشابة من مناضلي الحزب والتي تبقى المعني الأساسي، و الملاحظ أن الطريقة التي جيئ بها بهذا المشروع لم تسبقها نقاشات عميقة في مقرات الحزب، فلم نسمع عن لقا ء ات أو مناظرات جهوية نظمت لهذا الغرض، أو عن قافلة جابت جهات المملكة لشرح مضامين هذا المشروع و تفصيله للمناضلين مما ترك الباب مفتوحا للإشاعة و لحرب المعلومة التي أصبحت سلاحا في يد المطلعين الذين يمتلكونها

ثالثا: ميلاد شبيبة الأصالة و المعاصرة هو محطة مهمة في المشروع الإستراتيجي المتكامل الذي انخرط فيه الحزب بعد المؤتمر الثاني والذي يروم القطع مع المرحلة التأسيسية. لكن الملاحظ أن مشروع حركة الشباب لا زال مغرقا في العموميات و لم يحسم في مجموعة من القضايا الهامة و المصيرية التي تهمه كمدى استقلاليته عن باقي هيئات الحزب و الكوطا التي ستمنح له داخل الهياكل... لذلك كان الأجدى الإنكباب على تفصيل مجموعة من النقط المحورية و المهمة قبل إطلاق الدينامية التنظيمية لهذا الورش

رابعا: وهو أهم عامل قد يساهم في الإجهاز على هذا التنظيم الوليد في مهده. فبمجرد الحديث عن حركة شباب الأصالة و المعاصرة، انطلق المزغردون والمطبلون والمهللون للحديث وتجييش الشباب لفائدة فلان أو علان في غياب أبسط حديث عن فكرة أو برنامج. فانطلق سباق محموم بين مجموعة من الأسماء السي انخرطت في حرب المواقع دون إعارة أدنى اهتمام للتصورات ومقارعة الأفكار بين الراغبين في تحمل المسؤولية
وقد كان لي شخصيا حوارات مع مجموعة من شباب الحزب الذين أسهبوا في الحديث عن المواقع والأشخاص و عجزوا عن إعطاء جملة واحدة حين تطرقنا للبرامج و أولويات المرحلة المقبلة! والملفت للنظر أن باقي شباب الحزب يجارونهم و لايستنكرون هذا المنطق الذي أصبح تقليدا عاديا متفقا عليه. الظاهر أن عدوى الحروب الإنتخابية الصغيرة انتقلت إلى فئة كبيرة من شباب الحزب المفترض فيهم أن يقودوا التغيير ويحولوا الحزب إلى مؤسسة كبيرة لا تؤمن بالأشخاص

لقد مر شباب الحزب بمجموعة من المحطات التي خرجوا منها بخيبات كبيرة، فالطريقة المبهمة التي وضعت بها اللائحة الوطنية للشباب في البرلمانيات الأخيرة، و إسقاط بعض الشباب في المجلس الوطني للحزب دون معايير واضحة مع التركيز على شباب محور الرباط ـ الدار البيضاء وإهمال كفا ء ات باقي الجهات تركت صدى سيئا جدا في نفوس الكثيرين
لقد تحول مصطلح "مناضل شاب" إلى ڭريمة سياسية يستعمله البعض للمتاجرة به. وهو ما يثير حنق و امتعاض شريحة واسعة من الشباب المؤمنين بمشروع الحزب والراغبين في تجاوز "ديمقراطية التعيين" والوصول إلى ديمقراطية حقيقية تضمن لهم ممارسة السياسة بشكلها الصحيح والقيام بواجبهم التأطيري لباقي فئات الشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي