الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتفاء بالشاعر والروائي الفرنسي جورج بونه

رابحة مجيد الناشئ

2012 / 11 / 23
الادب والفن


احتفاء بالشاعر والروائي الفرنسي
جورج بونه

رابحة مجيد الناشئ

في يوم 14 تشرين الأول ” نوﭬمبر “ 2012 نظمت مكتبة بلدية مدينة ﭘواتيه الفرنسية -
Médiathèque des Trois-Cités - أمسية لتكريم الشاعر والروائي Georges BONNET
واستضافت لتقديمه ولإدارة الأمسية، الكاتب ﭘـيَّر ﭬينود- Pierre VIGNAUD، وكاتبة هذه السطور.

بعد الترحيب بالمحتفى به وبالحضور، بدأنا بتعريف الجمهور به وبالحديث عن مسيرته الإبداعية الشعرية والروائية.....كل مِنّا تحدث من وجهة نظرهِ الخاصة عن مسيرة هذا الاديب وعن ما يميِّز اسلوبه في الكتابة والموضوعات التي تطرق لها وعالجها في هذه المسيرة الثرية.

ولد جورج بونه في سنة 1919 في ﭘونس( في إقليم شارونت ماريتيم )، وتحديداً في قرية سانتونجه.

ترك جورج تعليمه في الميدان الفلسفي مؤثراً الالتحاق بالقسم الرياضي ليصبح فيما بعد بطلاً في الفريق الرياضي الفرنسي، ثم استاذاً للتربية البدنية والرياضية في جامعة ﭘواتيه التي بقي فيها إلى حَد التقاعد في سنة 1979.

بدأ كَشاعر، حيث نشر أول ديوان شعر له ‹‹ الرأس في حدائقه ›› في سنة 1965، وهو في الخامسة والأربعين من عمره. وليسَ إلا في عُمر اﻟ 81 سنة ينشر جورج أول رواية له بعنوان: ‹‹ صيف جميل جداً ›› في سنة 2000، وهي عبارة عن حكايات عن القرية التي كان يعيش فيها وهو طفل وصبي، كتبها بنصوص قصيرة رائعة. أحدثت روايته الأولى هذهِ ضجة أَدبية كبيرة وحازت على جائزة الكتاب في إقليم ﭘواتو شارونت ونفدت سريعاً من الأسواق.

نشر ستة عشر مجموعة شعرية وثلاث روايات وأربعة مجاميع قصصية وقِصة أخيرة متميزة ‹‹ بين كلمتين الليل ››، كتبها جورج وهو في الثالثة والتسعين من عمرهِ، ظهرت في ربيع 2012، وقد أهداها إلى زوجته الراحلة.

‹‹ بين كلمتين الليل ››، قصة مؤثرة جداً مستوحاة من الاختفاء البطيء لزوجته سوزان بعد إصابتها بمرض الزايمهر- مرض الفقدان التدريجي للإدراك والذاكرة والكلام -
La maladie d’Alzheimer وَرحيلها المؤلم بعد ستة عقود من الصحبة والمحبة.....

هذه القصة كُتبت بلغة غاية في الدقة والندرة....لغة بإمكانها التسلل إلى أصغر الفجوات لحساسية القارئ، وسطور هذِه القصة ليست شعراً ، إلا أن الشعر موجود في كل مقطع وفي كل نص من نصوصها.... قِصة وفاء وحب صادِق بأسلوبٍ خالِ من الشكليات.

يتميز أسلوب جورج بونه باستعمال لغة تجمع بين البساطة والسلاسة من جهة، وبين القوة والرصانة من جهةٍ أخرى، وهو يُلقب بشاعر الطفولة والحنين، فالطفولة حاضرة دائماً في شعره وفي رواياته، وهي المرجع الرئيسي لإلهامه الشعري والروائي، ونحن نسمعه يردد دائماً : ( الطفولة وشمتني إلى الأبد ).

في هذه الأمسية التي أستمرت لأكثر من ساعتين، قرأنا بعض المقاطع من قِصصهِ وَرواياته، كما قرأنا بعض قصائدهِ، ومنها القصائد المترجمة من قبلي إلى اللغة العربية. وقد أحدث هذا ابتهاجاً كبيراً لدى الجمهور الفرنسي الذي تفاعل وأشادَ بموسيقية اللغة العربية وَبجماليتها.

حَضرَ هذه الأُمسية عدد كبير من المهتمين بالشأن الثقافي، وَثلة من الكتاب والشعراء، منهم الشاعر والقاص جان كلود مارتا - Jean Claude MARTIN
- رئيس بيت الشعر في مدينة ﭘواتيه - La Maison de la Poésie de Poitiers - والشاعرة أُوديل كاراديك - Odile Caradec - والشاعرة ﭬـيرونك جوايو –- Véronique JOYAUX – وآخرين.

رَحبَ المحتفى به بالحضور، مُجيباً على أسئلتهم الكثيرة ومعقباً في النهاية: ‹‹ أنا رجل بسيط وكلماتي بسيطة....لأنني أود أن أصِلَ بها دون عراقيل إلى فكر المتلقي وإلى قلبه ››.

بعد انتهاء المداخلات المثمرة والشهادات بحق هذهِ القامة الأدبية الرائعة المتناهية في الرقةِ والبساطة... صفق الجمهور طويلاً، وَتهافت على شراء كتبه المعروضة والتي قام بتوقيعها بسرور.

وفي الختام تمتع الجميع بالمرطبات والحلويات اللذيذة....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع